إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الكسوف - (باب قدر القراءة في صلاة الكسوف) إلى (باب التشهد والتسليم في صلاة الكسوف)

شرح سنن النسائي - كتاب الكسوف - (باب قدر القراءة في صلاة الكسوف) إلى (باب التشهد والتسليم في صلاة الكسوف)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ورد في السنة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في القيام من صلاة الكسوف نحواً من سورة البقرة، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه جهر بالقراءة وفي أخرى أنه أسر بها، ولهذا اختلف أهل العلم في كيفية الجمع بينهما.

    شرح حديث ابن عباس: (خسفت الشمس فصلى رسول الله... فقام قياماً طويلاً قرأ نحواً من سورة البقرة..)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [قدر القراءة في صلاة الكسوف.

    أخبرنا محمد بن سلمة حدثنا ابن القاسم عن مالك حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (خسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقام قياماً طويلاً قرأ نحواً من سورة البقرة، قال: ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع فقام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم سجد ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله عز وجل، قالوا: يا رسول الله! رأيناك تناولت شيئاً في مقامك هذا، ثم رأيناك تكعكعت، قال: إني رأيت الجنة، أو أُريت الجنة، فتناولت منها عنقوداً، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: لم يا رسول الله؟! قال: بكفرهن، قيل: يكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط)].

    يقول النسائي رحمه الله: باب قدر القراءة في صلاة الكسوف. المقصود من هذه الترجمة بيان أن القراءة في صلاة الكسوف تطال، وكانت صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام كنحو من سورة البقرة، بهذا المقدار أو قريباً من هذا المقدار، وهذا فيه أن صلاة الكسوف تطال فيها القراءة، وقد أورد النسائي حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، المشتمل على كيفية على صلاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للكسوف، وأنها خسفت الشمس فصلى بهم، فقام قياماً طويلاً كنحو من سورة البقرة، ثم ركع ركوعين، ثم سجد، ثم قام وصلى الركعة الثانية فيها ركوعان، ثم سجد، وكل ركوع هو دون الذي قبله، فالركعة الثانية دون الركعة الأولى وأقل منها.

    ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام خطب الناس، وقال: (إن الشمس، والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما، أو إذا رأيتم ذلك فصلوا)، ثم إنهم سألوه: قالوا: رأيناك كأنك تتناول شيئاً في الصلاة، وكان عليه الصلاة والسلام مد يده في الصلاة ليتناول شيئاً، هم يرون اليد الممدودة، ولا يرون الذي مدت إليه اليد، ورأوه تكعكع، أي: تأخر، ورجع القهقرى، فقال: إنها عرضت عليّ الجنة، وعرضت عليّ النار، ورأى عناقيد العنب متدلية في الجنة، ولما رأوه مد يده كان قد مد يده ليتناول عنقوداً من تلك العناقيد، ولكنه ترك ولم يأخذ شيئاً، قال عليه الصلاة والسلام: (ولو أخذت منه لأكلتم ما بقيت الدنيا)، وهذا يبين لنا عظم شأن نعيم الآخرة، وأن نعيم الدنيا ليس بشيء عند هذا النعيم، ذلك أن عنقوداً من عناقيد الجنة إلى قيام الساعة، يكفي الناس، ويأكل الناس منه إلى قيام الساعة، ولكن الله عز وجل شاء أن تكون أمور الآخرة مغيبة، وأن يكون النعيم مغيباً، وأن يكون العذاب مغيباً؛ حتى يتميز من يؤمن بالغيب، ومن لا يؤمن بالغيب، وحتى يتبين أولياء الله من أعداء الله، وحتى يتبين من يصدق ومن يكذب، من يصدق أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ويستسلم لها، ويعتقد أنها حق على حقيقتها، وأنها لا بد، وأن توجد إن كانت مستقبلة طبقاً لما أخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فهذا هو السر الذي من أجله لم يأخذ النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه قال: (لو أخذت لأكلتم ما بقيت الدنيا)، وعلى هذا تكون أمور الآخرة مشاهدة لا تكون غيبية، والله تعالى شاء أن تكون أمور الآخرة غيبة؛ حتى يتبين من يؤمن بالآخرة، ومن لا يؤمن بها، ومن يؤمن بما جاء به الوعد، والوعيد في الدار الآخرة، ومن لا يؤمن بذلك، فيتبين المصدق من المكذب، والمؤمن من غير المؤمن، فيتبين أولياء الله من أعداء الله، ورأوه تكعكع، أي: رجع القهقرى تأخر؛ لأنه رأى النار.

    ثم إنه رأى أكثر أهلها النساء، فقيل: (لم يا رسول الله؟! قال: يكفرن العشير، والإحسان)، (يكفرن العشير)، أي: كفرهن هذا كفر نعمة، كفر النعم، وليس الكفر بالله عز وجل، وإنما هو كفر النعم، وعدم الشكر على النعمة، ثم بين عليه الصلاة والسلام شأن النساء غالباً، فقال: (إنك لو أحسنت إلى أحداهن الدهر)، معناه أكثرت الإحسان إليها، (ثم رأت منك شيئاً)، أي: شيئاً يسوءها في يوم من الأيام، أنكرت الجميل الماضي الكثير الذي كان في مختلف الأيام، ومختلف العصور، وقالت: ما رأيت منك خيراً قط، فهذا هو كفر الجميل، وكفر الإحسان، وكفر العشير، والعشير هو الزوج، تكفر الإحسان: تنسى معروفه، وتجحد إحسانه إليها، وهو كثير؛ لأنها رأت أمراً ساءها، أو حصل لها أمر فيه ما يسوءها، فأنكرت الماضي، وقالت: ما رأيت منك خيراً قط، فبين عليه الصلاة والسلام أن هذا من سبب العذاب في النار، لكن دخول النار في حق من كان عاصياً، ولم يتجاوز الله عنه، ويغفر له ذنبه، فإنه إذا دخل النار لا يدوم بها، ويبقى فيها بقاء الكفار، وإنما يبقى فيها المدة التي شاء الله عز وجل أن يبقاها، ثم من دخل وهو مؤمن غير كافر، وهو من العصاة، لا بد وأن يأتي عليه وقت يخرج منها، ويدخل الجنة، فلا يبقى في النار أبد الآباد إلا من كان كافراً بالله، هذا هو الذي لا سبيل له إلى الخروج من النار، ولا سبيل له إلى دخول الجنة، وأما من كان عاصياً، ولو بلغت معصيته ما بلغت من الكبائر، والذنوب، فإن أمره إلى الله عز وجل، إن شاء تجاوز عنه، ولم يعذبه، وإن شاء عذبه، ولكن لا بد، وأن يخرج من النار، ويدخل الجنة، ولو طال الأمد في النار، ولا يبقى في النار أبد الآباد إلا الكفار الذين هم أهلها، ولا سبيل لهم إلى الخروج منها، فهذا مما اشتملت عليه خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خطب الناس بها بعد صلاة الكسوف، والتي ألقاها على الناس بعد صلاته الكسوف.

    والمقصود من إيراد الحديث هو بيان قدر القراءة، وأنها تكون طويلة، وجاء في الحديث أنها ( كقدر سورة البقرة أو كنحوٍ من سورة البقرة).

    تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس: (خسفت الشمس فصلى رسول الله... فقام قياماً طويلاً قرأ فيه نحواً من سورة البقرة)

    قوله: [محمد بن سلمة].

    هو المرادي المصري، وهو ثقة، ثبت، أخرجه حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    ولقد ذكرت فيما مضى من رجال النسائي شخصاً آخر، ولكنه متقدم بطبقة على هذا الرجل، فهو من طبقة شيوخ شيوخه، وهو محمد بن سلمة الحراني، فإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي بواسطة فهو الحراني، وإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي مباشرة فهو المصري.

    [عن ابن القاسم].

    هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.

    وبمناسبة ذكر عبد الرحمن بن القاسم، سبق أن مر بنا محمد بن حمير قريباً، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي، وابن ماجه؛ لأنه في بعض النسخ كالنسخة المصرية رمز لـابن القاسم البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي، وكذلك رمز لـابن حمير الطبعة المصرية، ولكن الموجود في تهذيب الكمال: التنصيص على أنه خرج له البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي، وابن ماجه، فنص على أن ابن ماجه خرج حديثه، أي: حديث محمد بن حمير الحمصي، فهذا قريباً منه، هذا كمثله إلا أنه يزيد ابن ماجه، محمد بن حمير مثل: عبد الرحمن بن القاسم، إلا أنه يزيد ابن ماجه، أي: خرج له ابن ماجه، أو خرج حديثه ابن ماجه.

    [عن مالك].

    هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة، وهو الإمام مالك ممن خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ومن المعلوم أن هؤلاء هم الأئمة الأربعة.

    هناك علماء مثلهم في زمانهم، وقبل زمانهم، وهم فقهاء ومحدثون، واشتهروا بالفقه، ولكن لم يحصل لهم مثل ما حصل لهؤلاء الأئمة الأربعة من وجود أتباعهم يعنون بفقههم، ويدونونه ويرتبونه وينظمونه، وإلا فإن هناك علماء مثل: إسحاق بن راهويه، ومثل: سفيان الثوري، ومثل: الأوزاعي، ومثل: الليث بن سعد، ومنهم القريب من زمانهم، وهم فقهاء أجلاء معروفون بالفقه، ومعروفون بالحديث، ولكنه ما حصل لهم مثل ما حصل لهؤلاء الأربعة من وجود أتباع يعنون بفقههم، ويرتبونه وينظمونه ويؤلفون فيه، وهؤلاء الأربعة، وغيرهم هم من العلماء المجتهدين الذين يجتهدون في المسألة، فإن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد، وخطؤهم مغفور، لكن ليس لأحد أن يتعصب، ولا أن يجفو، ولا أن يكون غالياً في أحد من الأئمة، أو جافياً في حق أحد من الأئمة، وإنما يعرف قدرهم، ويعرف فضلهم، ويعرف علمهم، ويستفيد من علمهم، ويرجع إلى كتبهم، وما ألفوه، وما أُلف في مذاهبهم، ويستفيد من ذلك، فلا يتعصب ولا يجفو، لا يقول: إن الأئمة هؤلاء الحق معهم، وأن غيرهم ليس كذلك، ولا يقول: إننا لا نرجع إلى كلام الأئمة، وإنما نحن رجال، وهم رجال، لا هذا، ولا هذا، يعتنى بفقههم، ويعرف فضلهم، ويدعو لهم، ويثنى عليهم، ويذكرون بالجميل اللائق بهم، بدون إفراط أو تفريط، وبدون غلو وجفاء، ويكون الأمر كما قال ابن القيم رحمه الله، في آخر كتاب (الروح)، قال: أشار إلى أنه يعرف الإنسان فضلهم، ويرجع إلى علمهم، ويستفيد من علمهم، لا سيما إذا كانت المسألة فيها خفاء، فهو يستعين بعلمهم في الوصول إلى الدليل، وإلى معرفة الحق، لكنه إذا وصل إلى الدليل، وعرفه انتهى إلى ما تكون النهاية إليه، ثم ضرب مثلاً لذلك فقال: إنهم مثل النجم الذي يهتدى به إلى جهة القبلة، حيث يكون الإنسان في فلاة يهتدي إلى جهة القبلة عن طريق النجوم، لكن إذا وصل إلى القبلة، وصار تحت الكعبة، ما يحتاج أن ينظر في السماء يبحث عن القبلة، فالكعبة أمامه، فكذلك هؤلاء، حيث يكون الدليل واضحاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، المعول عليه الدليل، لكن إذا كانت المسألة فيها خفاء، والأمر ليس فيه وضوح، فيستفيد منهم، ويستعين بفقههم في معرفة الحق والوصول إليه، هذا هو الإنصاف، وهذا هو العدل، وهذا هو الذي فيه الأخذ بوصاياهم؛ لأن كل واحد منهم أوصى بأنه يرجع إلى الحديث، وإلى الدليل عندما يوجد للواحد منهم قول في مسألة، قد جاء الدليل على خلافه، كل واحد منهم جاء عنه كلمات مأثورة جميلة تحث على الأخذ بالدليل، وأنه إذا وجد له قول يخالف الدليل، فإن العبرة بالدليل، وليس بقوله، وأنه إذا صح الحديث فهو مذهبه.

    ولهذا كان الإمام الشافعي رحمة الله عليه، في بعض المسائل التي لم يصح فيها الحديث عنده، فيعلق القول بها على صحة الحديث، يقول: إن صح الحديث قلت به، ويقول الشافعي: أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس له أن يدعها لقول أحد منهم كائناً من كان، وهذا هو كلامهم، والأخذ بالدليل، والحرص على معرفة الدليل أخذ بوصاياهم، أما تقليدهم، والتعصب لهم، والنيل من غيرهم، فهذا ما لا يحمدونه هم، ولا يحمده كل منصف، وكل ذي عدل لا يحمد مثل هذا الصنيع.

    الإمام مالك رحمة الله عليه، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المعروفة المشهورة من مذاهب أهل السنة، والإمام مالك رحمه الله جاء عنه كلمة، وكان في هذا المسجد، يقول: الكل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر، ويشير إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

    والحاصل: أن الأئمة الأربعة كل واحد منهم جاء عنه كلمات مأثورة ترشد إلى الحث على اتباع الدليل، وإلى البحث عن الدليل، وإلى أنه يصار إلى الدليل، وأنه إذا وجد لواحد منهم قول يخالف، أو لا يتفق مع ما ثبت به الدليل، فإنه يحمل على أحسن المحامل، وأنه ما بلغه الحديث، أو أنه بلغه من وجه لم يصح، ولم يثبت عنده، أو غير ذلك من وجوه الأعذار التي يعتذر بها عن الأئمة، وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة قيمة سماها (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)، بين فيها عظيم قدر الأئمة ومنازلهم، وتقديرهم ومعرفة فضلهم ونبلهم، والاعتذار عنهم فيما إذا وجد عن الواحد منهم قول قد جاء دليل صحيح بخلاف ذلك القول الذي قال به الإمام، وهو كتاب نفيس مع صغر حجمه، فقد أثنى عليه بعض العلماء، وهو الشيخ جمال الدين القاسمي، فإنه قال بعد أن ذكر هذا الكتاب، وأثنى عليه شيخ الإسلام لدفاعه عن الأئمة وثنائه عليهم، واحترامه لهم، قال: إن هذا الكتاب لو كان بالصين، فسافر أحد من أجل أن يظفر بنسخة منه، لكانت سفرته رابحة؛ لأنه مع قلة حجمه وصغره، معناه عظيم وواسع، فهو قليل المبنى، واسع المعنى.

    وهؤلاء الأئمة الأربعة، الإمام أحمد هو آخرهم، وكانت وفاته سنة مائتين، وواحد، وأربعين، وقبله الشافعي، وكانت وفاته سنة مائتين، وأربع، وكان أحمد تلميذاً للشافعي، والشافعي قبله الإمام مالك، وهو تلميذ للإمام مالك، وكانت وفاة الإمام مالك سنة مائة واثنين وسبعين، وأول الأئمة الأربعة أبو حنيفة، كانت وفاته سنة مائة وخمسين، مات في السنة التي ولد فيها الشافعي، وهي سنة مائة وخمسين، وتوفي الشافعي وعمره أربع وخمسون سنة، يعني: ولد سنة مائة وخمسين، ومات في سنة مائتين، وأربع، فثلاثة من الأئمة بعضهم شيخ لبعض، فـمالك شيخ للشافعي، والشافعي شيخ أحمد، وقد أورد الإمام أحمد حديثاً في مسنده من روايته عن الإمام الشافعي، والإمام الشافعي يرويه عن الإمام مالك، وهو حديث (نسمة المؤمن طائرٌ يعلق في الجنة)، وقد ذكر هذا الحديث ابن كثير في التفسير عند قول الله عز وجل: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]، في آخر سورة آل عمران، وذكر هذا الحديث بهذا الإسناد، وقال: إن هذا حديث إسناده عزيز، أي: نادر، وهو من الأسانيد التي اجتمع فيها ثلاثة من الأئمة أصحاب المذاهب المشهورة.

    [عن زيد بن أسلم].

    ثقة يرسل، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عطاء بن يسار].

    هو الهلالي مولى ميمونة، وهو ثقة فاضل، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله بن عباس].

    هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد العبادلة الأربعة من الصحابة الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088774665

    عدد مرات الحفظ

    778929122