إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجنائز
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - باب النعي - باب غسل الميت بالماء والسدر

شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - باب النعي - باب غسل الميت بالماء والسدرللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بين الشرع الحكيم جواز النعي للميت؛ فقد نعى النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي عندما مات، وفي هذا صدق نبوته صلى الله عليه وسلم فقد أخبر بذلك وهو في المدينة والنجاشي في الحبشة.

    شرح حديث: (أن رسول الله نعى زيداً وجعفراً قبل أن يجيء خبرهم فنعاهم وعيناه تذرفان)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب النعي.

    أخبرنا إسحاق حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس رضي الله تعالى عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى زيداً وجعفراً قبل أن يجيء خبرهم فنعاهم وعيناه تذرفان)].

    يقول النسائي رحمه الله: باب النعي.

    والمراد بالنعي هو: الإخبار بوفاة الميت، وهو ينقسم إلى قسمين: قسم سائغ وهو: ما كان من قبيل الإخبار عنه، وقسم غير سائغ وهو الذي كان يفعله أهل الجاهلية، من ذكر المفاخر وما إلى ذلك، وإعلان ذلك على وجه مخصوص، فهو غير سائغ، وأما الإخبار بموته فإن هذا جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد جاء في ذكره أحاديث منها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه هذا الذي فيه أن النبي عليه الصلاة والسلام نعى جعفراً وزيداً، جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة ومعهم أيضاً عبد الله بن رواحة، لكن الحديث هنا مختصر ليس فيه إلا ذكر أميرين، وهما جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة والثالث عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عن الجميع، وكان ذلك في غزوة مؤتة ويقال لها: غزوة الأمراء؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام عينهم واحداً بعد واحد، فلان، ثم فلان، ثم فلان، ثم إن هؤلاء قتلوا واستشهدوا في سبيل الله رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بما حصل لهم قبل أن يجيء خبرهم، وهذا مما أطلعه الله عز وجل عليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    والحديث طويل وفيه أن خالد بن الوليد رضي الله عنه، تولى هذه المهمة بعد ما قتل الثلاثة الأمراء أمير بعد أمير، فحصل الانتصار، وحصل الخير الكثير بسبب ذلك، والمقصود من إيراد الحديث هنا هو ذكر النعي، وهو الإخبار بموت هؤلاء قبل أن يجيء خبرهم، وعندما أخبر بخبرهم واستشهادهم ووفاتهم كانت عيناه تذرفان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وقد مر بنا أن البكاء على الميت الذي هو دمع العين، وحزن القلب لا بأس به، وقد جاءت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في أحاديث عديدة، منها: هذا الحديث، ومنها: الحديث الذي مر بنا قريباً الذي فيه قول سعد بن عبادة لما بكى رسول الله عليه الصلاة والسلام لابنته الذي نفسه تقعقع، قال له زيد: (ما هذا يا رسول الله، قال: إنها رحمة يجعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)، وكذلك الحديث الذي فيه موت إبراهيم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن القلب يحزن والعين تدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون)، فالبكاء من غير نياحة ومن غير صوت لا بأس به، وإنما المحذور الذي يكون معه رفع صوت، ويكون معه شق الجيوب، وحلق الرءوس، ورفع الصوت بالمصيبة الذي لعن عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام، قوله: (لعن الله الصالقة، والحالقة، والشاقة) والصالقة هي: التي ترفع صوتها عند المصيبة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله نعى زيداً وجعفراً قبل أن يجيء خبرهم فنعاهم وعيناه تذرفان)

    قوله: [أخبرنا إسحاق].

    هو ابن إبراهيم بن مخلد المشهور بـابن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، ثبت، إمام، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو محدث، فقيه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.

    [عن سليمان بن حرب].

    هو سليمان بن حرب البصري وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حماد بن زيد].

    هو حماد بن زيد بن درهم البصري وهو ثقة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أيوب].

    هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن حميد بن هلال].

    هو حميد بن هلال البصري، وهو ثقة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس].

    هو أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخادمه الذي خدمه عشر سنوات منذ قدم رسول الله عليه الصلاة والسلام المدينة إلى أن توفاه الله، وحمل الحديث الكثير عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحفظ عنه الشيء الكثير من حديثه عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عن الجميع، فهؤلاء سبعة تميزوا على غيرهم بكثرة الحديث عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ورضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.

    شرح حديث: (أن رسول الله نعى لهم النجاشي... وقال: استغفروا لأخيكم)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو داود حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة وابن المسيب أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه أخبرهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى لهم النجاشي صاحب الحبشة اليوم الذي مات فيه وقال: استغفروا لأخيكم)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام نعى لهم النجاشي في اليوم الذي مات فيه وقال: استغفروا لأخيكم، يعني: نعاهم وأخبرهم بوفاته، قد أطلعه الله على ذلك صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وأخبرهم بوفاته وقال: استغفروا لأخيكم، والمقصود من ذلك: النعي الذي هو الإخبار بالموت، فقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه بموت النجاشي ملك الحبشة الذي آوى المهاجرين من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما آذاهم الكفار بمكة، وهاجروا إلى أرض الحبشة، فكان عوناً لهم وقام بالإحسان إليهم، ولم يمكن كفار قريش من الوصول إليهم، وقد أرسلوا إليه من يطلب منه تركهم، وتخلية سبيلهم، وإرسالهم، ولكنه أبى أن يخرجهم من بلاده، بل أبقاهم وأحسن إليهم، فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بوفاته في اليوم الذي مات فيه، وصلى عليه أيضاً صلاة الغائب كما جاء ذلك في بعض الروايات أنه صلى عليه، وأنه كبر عليه أربعاً، وقال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: (استغفروا لأخيكم).

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله نعى لهم النجاشي... وقال: استغفروا لأخيكم)

    قوله: [أخبرنا أبو داود].

    هو سليمان بن سيف الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده، وقد ذكر المزي في تحفة الأشراف أن أبا داود هذا هو الحراني.

    [حدثنا يعقوب].

    هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو إبراهيم بن سعد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن صالح بن كيسان].

    هو المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن شهاب].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن زهرة بن كلاب ينتهي نسبه إلى زهرة بن كلاب أخو قصي بن كلاب وهو إمام مشهور، ومحدث فقيه، ومكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني أبو سلمة وابن المسيب].

    أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال الثلاثة في السابع.

    وسعيد بن المسيب بن حزن المدني، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة باتفاق؛ لأن الفقهاء السبعة ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، ومنهم: سعيد بن المسيب، وخارجة بن زيد بن ثابت، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير بن العوام، وسليمان بن يسار وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، أما أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الذي معه في الإسناد، فإنه أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال الثلاثة في السابع، والقول الثاني أنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن عوف، والقول الثالث أن السابع هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

    [عن أبي هريرة].

    رضي الله عنه، وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    شرح حديث عبد الله بن عمرو في نعي الميت واتباع النساء للجنازة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم حدثنا عبد الله هو ابن يزيد المقرئ (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا أبي قال سعيد: حدثني ربيعة بن سيف المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: (بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بامرأة لا تظن أنه عرفها، فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه، فإذا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: ما أخرجك من بيتك يا فاطمة ؟ قالت: أتيت أهل هذا الميت فترحمت إليهم، وعزيتهم بميتهم، قال: لعلك بلغت معهم الكدى، قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها، وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر، فقال لها: لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك) قال أبو عبد الرحمن: ربيعة ضعيف].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يسير في طريق مع أصحابه فرأى امرأة، فلما توسط الطريق وقف وقال لها: ما الذي أخرجك من بيتك يا فاطمة؟ فقالت: إنها ذهبت إلى جماعة، وعزتهم بميتهم، وترحمت عليه، فقال لها: لعلك بلغت معهم الكدى؟ فقالت: لا، معاذ الله أن تفعل وقد علمت منه ما قال في ذلك، وقال: لو بلغت معهم ما دخلت الجنة حتى يدخلها جد أبيك، والمراد به عبد المطلب الذي هو جد الرسول صلى الله عليه وسلم.

    والحديث يدل على عدم اتباع النساء للجنائز، ويدل على تحريمه وعلى منعه، وأن فيه وعيداً شديداً، ولكن الحديث ضعيف، تكلم فيه النسائي أولاً الذي روى الحديث قال في ربيعة بن سيف أنه ضعيف، وقال عنه الحافظ في التقريب: صدوق له مناكير، وهذا من مناكيره.

    وقد اشتمل المتن على أمور منكرة، ومنها ما جاء في آخره: (ما دخلت الجنة حتى يدخلها جد أبيك)، فإن الكافر لا سبيل إلى دخوله الجنة، وأما المسلم فإنه ولا بد أن يدخلها إذا مات على التوحيد وغير مشرك بالله عز وجل، فإنه ولا بد أن يئول أمره إلى الجنة، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب الكبائر، أنهم إن تجاوز الله عنهم، أو تجاوز عمن تجاوز عنهم يدخل الجنة ولا يعذب، وإن شاء أن يعذب فإنه يدخل النار ويعذب فيها، ولكنه لا يدوم عذابه أبد الآباد كما يدوم عذاب الكفار، بل لا بد وأن يأتي يوم يخرج من النار، ويدخل الجنة.

    فهذا مما اشتمل عليه الحديث من الأمور المنكرة، وهو كونه قال: (لا تدخليها حتى يدخلها جد أبيك)، ومعلوم أن عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم كان على الكفر، وأبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء ولقنه الشهادة، وعرض عليه التوحيد في نهاية أمره، وكان عنده بعض الجلساء فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، أي: على الكفر وعلى عبادة الأوثان، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فهذا مما يدخل في المناكير التي جاءت عنه في هذه الرواية.

    والحديث ضعفه أيضاً الألباني في كتابه ضعيف سنن النسائي، وفيه كما ذكرت هذا الأمر المنكر الذي اشتمل عليه وهو: لا تدخلي الجنة حتى يدخلها جد أبيك، ومعلوم أن أهل الكبائر لا يخلدون في النار كما يخلد الكفار، بل لابد وأن يخرجوا منها ويدخلوا الجنة، وقد جاءت في ذلك الأحاديث المتواترة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في إخراج أهل الكبائر من النار، وإدخالهم الجنة بشفاعة الشافعين، وبعفو أرحم الراحمين سبحانه وتعالى.

    تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو في نعي الميت واتباع النساء للجنازة

    قوله: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم].

    هو عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا عبد الله بن يزيد].

    هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    وقوله: (وهو ابن يزيد المقرئ) هذه عبارة يؤتى بها لبيان الشخص المهمل، وذلك أن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ما زاد في ذكر شيخه على قوله عبد الله، فأتى من دون عبيد الله وهو النسائي أو من دون النسائي بزيادة تبين الشخص، ولكنه أتي بهذا اللفظ حتى يعرف بأن هذا ليس من كلام التلميذ، بل هو من كلام من قبله؛ لأن التلميذ لا يحتاج أن يقول: عبد الله هو ابن فلان، وإنما ينسبه كما يريد، يذكر نسبه أو يختصر نسبه أو يطول نسبه، يتصرف كيف يشاء في ذكر شيخه بالتطويل أو بالاختصار، أما من دون التلميذ فإنه عندما يريد أن يوضح من هو هذا الشخص المهمل، فإنه يأتي بكلمة هو، أو يأتي بكلمة يعني، يعني ابن فلان، هو ابن فلان أو يعني ابن فلان.

    [ح وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].

    ح وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، (ح) هذه تدل على التحول من إسناد إلى إسناد، والذي بعد الحاء هو شيخ للنسائي معناها: أن النسائي بعد ما مشى في الإسناد رجع بإسناد آخر، ثم يلتقي الإسنادان الأول والآخر.

    محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.

    [عن أبيه].

    وأبوه هو الذي روى عنه عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم وهو عبد الله بن يزيد المقرئ ذاك روى عنه، وهذا روى عن أبيه؛ لأن ذاك سماه وهذا قال: حدثني أبي، فمن أجل ذلك فصل الإسنادين، وذكر التحويل بعد الإسناد الأول، وأتى بعدها بالإسناد الثاني الذي فيه الابن يروي عن أبيه وهو: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ يروي عن أبيه عبد الله بن يزيد المقرئ.

    [قال سعيد].

    هو ابن أبي أيوب المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني ربيعة بن سيف المعافري].

    قال عنه النسائي: إنه ضعيف بعد أن ذكر هذا الحديث، وقال عنه الحافظ في التقريب: إنه صدوق له مناكير، وهذا من جملة الأمور المنكرة لا سيما وفيه اللفظة التي أشرت إليها، وهي قوله: لا تدخل الجنة حتى يدخلها جد أبيك، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي.

    [عن أبي عبد الرحمن الحبلي].

    هو عبد الله بن يزيد المعافري وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن عبد الله بن عمرو].

    هو عبد الله بن عمرو بن العاص صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، صحابي ابن صحابي، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام الذين اشتهروا بهذا اللقب، وهم من صغار الصحابة، وكانوا في سن متقارب وأدركهم من لم يدرك كبار الصحابة ممن يسمى عبد الله مثل عبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، وغيرهم من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد اشتهروا عند العلماء بهذا اللقب وهو العبادلة الأربعة من الصحابة عبد الله بن عمرو هذا وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير بن العوام وعبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.

    ومما يذكر في عبد الله بن عمرو بن العاص أنه ولد وسن أبيه في الثالثة عشرة من عمره؛ لأن أباه عمرو بن العاص رضي الله عنه تزوج وهو صغير، وولد له ابنه عبد الله وعمره ثلاث عشرة سنة، احتلم مبكراً، وتزوج مبكراً، وولد له في سن مبكر، ولهذا يقولون: إن بين عبد الله بن عمرو وبين أبيه ثلاث عشرة سنة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088789143

    عدد مرات الحفظ

    779050997