إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (باب إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيم) إلى (باب ذكر الاختلاف على منصور في خبر إكمال شعبان ثلاثين)

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (باب إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيم) إلى (باب ذكر الاختلاف على منصور في خبر إكمال شعبان ثلاثين)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إذا منع من رؤية هلال رمضان مانع من غيم أو قتر وجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً، ومثله عند عدم رؤية هلال شوال.

    شرح حديث: (... فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيم، وذكر اختلاف الناقلين عن أبي هريرة.

    أخبرنا مؤمل بن هشام عن إسماعيل عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين)].

    قال النسائي رحمه الله: إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا كان هناك غيم، ومراد النسائي من هذه الترجمة هو: أنه إذا ثبت دخول شعبان في ليلة من الليالي فإنه إذا جاء ليلة الثلاثين، فإن كان هناك غيم في تلك الليلة، أو هناك قتر، أو أي مانع يمنع من رؤية الهلال، فإن الناس يكملون ثلاثين يوماً، ولا يصومون إلا لرؤية الهلال، والترجمة معقودة لما إذا كان هناك غيم، أو حائل يمنع من رؤية الهلال في السماء، فإن الواجب أو المتعين هو إكمال شهر شعبان ثلاثين، ثم بعد ذلك يصوم الناس بعد إتمام الثلاثين؛ لأن الشهر العربي لا يزيد عن ثلاثين يوماً، ولا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً، أي: لا يكون واحداً وثلاثين، ولا يكون ثمانية وعشرين، بل هو إما هذا وإما هذا، كما جاء ذلك مبيناً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الأحاديث التي ستأتي.

    وقد أورد النسائي عدة أحاديث تتعلق بهذا الموضوع، وتبين أنه عند حصول الغيم، أو ما يمنع من رؤية الهلال، فإنه يكمل الشهر سواءً كان ذلك لشهر شعبان أو رمضان؛ لأنه إذا ثبت دخول رمضان في ليلة من الليالي، ثم جاءت ليلة الثلاثين وفيه غيم ولم ير الهلال فإنه يكمل الشهر، سواءً كان شهر رمضان أو شهر شعبان.

    قوله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) أي: الهلال، يعني: يبتدئون صيام رمضان لرؤيته بناءً على رؤيته، ويفطرون؛ أي: ينتهون من صيام الفرض برؤيته، وعلى هذا فإن الحكم مناط بالرؤية، أو بإكمال العدة ثلاثين يوماً، فقوله عليه الصلاة والسلام: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) إناطة الصوم والإفطار برؤية الهلال، وقد تقدم: أن الله عز وجل جعل المواقيت للعبادات، كالصلاة والصيام، في أمور طبيعية يشترك فيها الناس جميعاً، يعرفها الخاص والعام، ولا تحتاج إلى حذق حاذق، ولا إلى فطنة فطن، بل أي إنسان يستطيع أن يعرف ذلك، فالصيام بني على رؤية الهلال، والهلال يراه الناس، ويرى في الحضر، ويرى في البادية، ويراه الحاذق، وغير الحاذق، كل ذلك الناس فيه سواء، أما اتخاذ ذلك بالحساب أو البناء على الحساب فإن ذلك لا يسوغ ولا يجوز؛ لأن الأحكام الشرعية أنيطت بأمور ظاهرة جلية، ومثال ذلك: مواقيت الصلاة مبنية على شيء يشترك فيه الناس، إذا طلع الفجر دخل وقت الفجر، إذا طلعت الشمس انتهى وقت الفجر، إذا زالت الشمس إلى جهة الغرب بدأ وقت الظهر، وإذا كان ظل الشيء مثله بدأ وقت العصر، إذا كان ظل الشيء مثليه انتهى وقت العصر، إذا غربت الشمس دخل وقت المغرب، إذا غاب الشفق دخل وقت العشاء وهكذا، أمور يشترك فيها الخاص والعام، فقوله: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم الشهر فأكملوا العدة ثلاثين) يعني: لا يصم الناس وهم لم يروا الهلال إذا كان هناك غيم؛ لاحتمال أن يكون الهلال موجوداً، ولكن حال دونه حائل، فلا يصوموا، وإنما على الناس أن يكملوا العدة؛ بأن يكملوا الثلاثين.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين...)

    قوله: [أخبرنا مؤمل بن هشام].

    ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

    [عن إسماعيل].

    هو ابن إبراهيم بن مقسم المشهور بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن شعبة].

    هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن محمد بن زياد].

    هو محمد بن زياد الجمحي المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق، والسبعة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين، وقد جمعهم السيوطي في ألفيته بقوله:

    والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر

    وأنس والبحر كـالخدري وجابر وزوجة النبي

    و البحر هو ابن عباس.

    شرح حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين...) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا أبي حدثنا ورقاء عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين)، أي: كما جاء في الروايات السابقة: (أكملوا العدة ثلاثين)، يعني: يوفون المقدار بأن يجعلوا العدد وافياً كاملاً، ولا يصومون بناءً على احتمال أن الهلال موجود، ولكن ستره ساتر من غيم أو نحوه، بل إنما هو مبني على الرؤية أو إكمال العدة.

    قوله: (فإن غم عليكم، فاقدروا له ثلاثين)، أي: أوفوا، وأكملوا المقدار الذي هو تمام العدة، وذلك بالنهاية التي يبلغها الشهر وهي ثلاثون يوماً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين ...) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].

    هو محمد بن عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا أبي].

    هو عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ويقال له: المقري؛ لأنه أقرأ القرآن سبعين سنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا ورقاء].

    هو ورقاء بن عمر اليشكري، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة].

    قد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3088775923

    عدد مرات الحفظ

    778941295