إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الله بن ناصر السلمي
  5. كتاب التوحيد
  6. كتاب التوحيد - باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

كتاب التوحيد - باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعهللشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الشرك يتخذ صوراً كثيرة، منها لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو لدفعه، وهذا الفعل إن كان يعتقد صاحبه أنه نافع بنفسه فهو شرك أكبر، وإن كان يعتقد أنه سبب فهو شرك أصغر.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، وبعد:

    قال المؤلف رحمه الله: [من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه].

    رفعه: أي إزالته بعد نزوله، ودفعه: منعه قبل نزوله.

    يعني: إما من باب الوقاية، وإما من باب العلاج.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقوله تعالى: قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ [الزمر:38] ].

    أراد المؤلف رحمه الله بهذا الباب أن يبين أن كل سبب لم يجعله الشارع سبباً شرعياً أو حسياً، فإن التعلق به ينقسم إلى قسمين:

    القسم الأول: من جعله بذاته ينفع ويضر ويشفي ويسقم فإن هذا -والعياذ بالله- من الشرك الأكبر؛ لأنه جعله بذاته رباً -وتعالى الله عن ذلك- وهذا قليل عند الناس.

    القسم الثاني: هو الأشد وهذا الذي أراده المؤلف رحمه الله، وهو أن يجعل هذه الأشياء سبباً في الشفاء وإن كان يعتقد أن الله سبحانه وتعالى رب كل شيء، فهذا من الشرك الأصغر، فمن اعتقد أن ثمة سبباً وليس بسبب شرعي، ولا حسي، فيظن أن ذلك ينفع فهذا من الشرك الأصغر، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ( ما هذا؟ قال: يا رسول الله! من الواهنة، قال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً )، وهذا مسلم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ففعل الشرك الأصغر.

    وقاعدة الاستدلالات بالقرآن هي: إذا ذكر الكفر أو ذكر أهل المعاصي ذكر أعلاهم، وإذا ذكر أهل الجنة ذكر أعلاهم، فكان المسلم بين هذا وذاك، ولهذا قال أبو بكر : فإذا قرأت عن أهل الجنة تمنيت أن أكون من هؤلاء، وإذا قرأت عن أهل النار رجوت ألا أكون من هؤلاء، مؤمن أنه لن يكون من هؤلاء، لكن المشكلة بين بين.

    يقول تعالى: قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ [الزمر:38] كاشفات بذاتها أو بأنها سبب، وعلى هذا فيقاس، إذ الذي يلبسها للزينة فإننا نمنعها من وجوه:

    الأول: أن هذا ليس من لباس الرجال.

    الثاني: يمنع لأجل أنه تشبه بمن يعتقد فيه مخالفة الشرك، فإنه يوجد بعض اللاعبين يضع الخيط أو الربطة لاعتقاد أنها تنفع، ومن اللاعبين من يضعها ليس لاعتقاد شيء؛ فإننا نمنعهم أن يفعلوها لأجل ألا يتشبه في ذلك خشية من أن يراهم الناس فيظنون أن هذه الأفعال إنما هي بسبب هذا الخيط، وهو لم يعتقد فيجب إزالتها.

    والذين يضعون خيوطاً هي من بعض أنواع السحر وبعض الاعتقادات، هذه الخيوط المعينة التي يعتقد فيها يجب إزالتها حتى من لا يعتقد فيها خوفاً من أن يراه الناس فيظنون أن هذا بسببه، أما الشدة هذه، فهذه ليست من الاعتقادات فإن اعتقد الجماهير أو اللاعبون فيها فيجب إزالتها لأجل إزالة هذا الاعتقاد.

    قال المؤلف رحمه الله: [قال ابن كثير: أي لا تستطيع شيئاً من الأمر قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ [الزمر:38]، أي: الله كافي من توكل عليه عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ [الزمر:38]، كما قال هود عليه السلام حين قال قومه: إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود:54-56].

    قال مقاتل في معنى الآية: فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا أي: لأنهم لا يعتقدون ذلك فيها، وإنما كانوا يدعونها على معنى أنها وسائط وشفعاء عند الله لا على أنهم يكشفون الضر ويجيبون دعاء المضطر، فهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قال تعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [النحل:53-54].

    قلت: فهذه الآية وأمثالها تبطل تعلق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر، وأن ذلك شرك بالله، وفي الآية بيان أن الله تعالى وسم أهل الشرك بدعوة غير الله والرغبة إليه من دون الله، والتوحيد ضد ذلك، وهو ألا يدعو إلا الله، ولا يرغب إلا إليه، ولا يتوكل إلا عليه، وكذا جميع أنواع العبادة، لا يصلح منها شيء لغير الله، كما دل على ذلك الكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة وأئمتها كما تقدم].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088779584

    عدد مرات الحفظ

    778976495