إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الله بن ناصر السلمي
  5. كتاب التوحيد
  6. كتاب التوحيد - باب من الشرك النذر لغير الله - وباب من الشرك الاستعاذة بغير الله

كتاب التوحيد - باب من الشرك النذر لغير الله - وباب من الشرك الاستعاذة بغير اللهللشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • هناك فرق بين النذر لغير الله والحلف بغير الله من حيث الحكم، والنذر منه ما هو مستحب ومنه ما هو مكروه، ومنه ما هو محرم، وهذا الأخير لا يجب الوفاء به.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، وبعد:

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ باب من الشرك النذر لغير الله.

    وقول الله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان:7]، وقوله : وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ [البقرة:270].

    في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ).

    قال الشارح في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان:7] وجه الدلالة من الآية أن الله مدح الموفين بالنذر، واللّه تعالى لا يمدح إلا على فعل واجب أو مستحب، أو ترك محرم، لا يمدح على فعل المباح المجرد، وذلك هو العبادة، فمن فعل ذلك لغير اللّه متقربًا إليه فقد أشرك ].

    هذا الباب من الأبواب التي ابتلي فيها مجدد هذه الدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وادعى خصومه أنه قال قولاً لم يقله سلفه، وهو أبو العباس بن تيمية رحمه الله، وأنه ليس من الشرك النذر لغير الله، يقولون: إنه بمنزلة من حلف بغير الله، وأشغب عليه خصومه، والصحيح والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم أن النذر عبادة قلبية يقصد ناذرها تعظيم من نذر له، وهذا ليس مثل الحلف بغير الله، فإن الحلف بغير الله يقصد به تعظيم المحلوف له وتبجيله، وهذه عبادة قلبية، فإذا جعله في مصاف الألوهية فهو شرك أكبر، هذا هو الفرق الأول.

    الفرق الثاني: أن يكون ذلك بسبب لفظ تربى عليه أو اعتاده مثل أن يقول والعياذ بالله: واللات، أو يقول: والنبي، فهذا وإن لم يقصد تعظيم المحلوف به كتعظيم الخالق، إلا أنه اعتاد على لسانه، وأما النذر فإنه عبادة يقصد بها الناذر تعظيم المنذور لأجله، وقد نص أبو العباس بن تيمية رحمه الله في منهاج السنة أن النذر لغير الله شرك كالسجود والعبادة لغير الله فهي شرك، فدل ذلك على أن الإمام محمد بن عبد الوهاب لم يأت بجديد، بل هو اتبع أسلافه على أن النذر لغير الله شرك، هذا واحد.

    الثاني: قال أبو العباس بن تيمية رحمه الله -وهذا نقله الشيخ عبد الرحمن بن حسن- وأما ما نذر لغير الله كالنذر للأصنام والشمس والقمر والقبور ونحو ذلك فهو بمنزلة أن يحلف بغير الله من المخلوقات، والحالف بالمخلوقات لا وفاء عليه ولا كفارة، وهذا الكلام من أبي العباس بن تيمية لا يفهم منه أنه لا يرى أن النذر لغير الله شرك لأمور:

    الأمر الأول: لأنه نص في غير ما موضع أن النذر لغير الله شرك.

    الأمر الثاني: أن إيراده رحمه الله هذه العبارة ليس من باب القياس على أنه ليس من العبادة والشرك، وإنما قاس بها لأجل أن الناذر لغير الله لا يجب عليه الوفاء بما نذر، كالحالف بغير الله لا وفاء ليمينه بلا خلاف، فقد أجمع العلماء على أن من حلف بغير الله لا يجب الوفاء بحلفه، فكذلك الناذر لغير الله من باب أولى.

    الأمر الثالث: أن الإمام المجدد رحمه الله أراد بهذا الباب وبهذه الأدلة بيان أن النذر عبادة، وإذا ثبت أنه عبادة فصرف العبادة لغير الله شرك، هذه المقدمات لا بد أن يفقهها طالب العلم عند الدخول في هذا الباب.

    إذا ثبت لك هذا فإن إيراد المؤلف رحمه الله لقوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7]، في هذا الباب أن الله امتدح الذين يوفون بعهدهم ولا يمدح الله قوماً إلا لأنهم تقربوا إليه، وإذا تقرب العباد إلى الله بالنذور دل ذلك على أن النذر عبادة، فصرفها لغير الله شرك.

    ولو أتى المؤلف رحمه الله بالآية التي في سورة الحج، ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج:29]، لكان أولى؛ لأن هذا أمر بالوفاء به، وفرق بين امتداح من فعل وبين إيجاب الفعل، فإن المدح يمكن أن يكون لأمر مشروع في الجملة مستحب أو واجب، أما أن يأتي الأمر بالوفاء به فإن ذلك يدل على أنه أعظم، وما تقرب العباد إلى الله بأحب مما افترضه عليهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3088776771

    عدد مرات الحفظ

    778951967