إسلام ويب

الروض المربع - كتاب الصلاة [92]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جعل الله للمسلمين أوقاتاً وأياماً يفرحون ويجتمعون فيها ومن ذلك يوم العيد، فيسن للمسلمين في هذا اليوم الخروج إلى المصلى لأداء صلاة العيد، وهي ركعتان ثم الخطبة، وتكره في المسجد إلا من عذر، كما يسن لمن خرج لصلاة العيد مخالفة الطريق، وينبغي للمسلم أن يكون في هذا اليوم على أحسن هيئة ومظهر، وأن يوسع على أهله، وأن يتصدق.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علماً وعملاً يا كريم، وبعد:

    فقد قال المؤلف رحمه الله: [ويسن أكله قبلها، أي: قبل الخروج لصلاة الفطر لقول بريرة : (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يفطر، ولا يطعم يوم النحر حتى يصلي)، رواه أحمد ، وأفضل على تمرات وتراً، والتوسعة على الأهل، والصدقة، وعكسه، أي: يُسن الإمساك في الأضحى إن ضحى حتى يصلي؛ ليأكل من أضحيته لما تقدم، والأولى من كبدها].

    الأكل قبل الخروج للصلاة عيد الفطر

    قول المؤلف: (ويُسن أكله قبلها، أي: قبل الخروج لصلاة الفطر)، يُسن للإنسان إذا أراد أن يخرج لصلاة عيد الفطر، أن يأكل تمرات؛ لما جاء في صحيح البخاري من حديث أنس أنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً )، وقول أنس : (كان لا يخرج يوم الفطر) دليل على أنه في غير الفطر كان لا يأكل، وقد جاء ما يدل على ذلك صريحاً وهو ما ذكره المؤلف من رواية الترمذي من حديث بريدة بن الحصيب : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يُفطر، ولا يطعم يوم النحر حتى يصلي)، وهذا الحديث رواه الإمام أحمد و الترمذي ، وقال عنه الترمذي : حديث غريب، وفي سنده رجل يقال له: ثواب بن عتبة ، قال الترمذي : قال محمد ، يعني: البخاري : لا أعرف لـثواب حديث غير هذا، والحديث صححه ابن حبان و الحاكم و السيوطي و ابن القطان ، وهو إلى الضعف أقرب، وأحسن شيء في الباب ما رواه الطبراني من طريق إسماعيل بن علية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ( من السنة ألا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يوم النحر حتى يرجع )، والحديث إسناده لا بأس به، لكنه موقوف على ابن عباس من قوله: من السنة.

    قال المؤلف رحمه الله: (والأفضل تمرات وتراً) لحديث أنس السابق ذكره.

    التوسعة على الأهل والصدقة في يوم العيد

    قال المؤلف رحمه الله: (والتوسعة على الأهل، والصدقة)، لم يأت في ذلك حديث إلا أنه من السنة أن يلبس أحسن الثياب كما سوف يأتي إن شاء الله، وإذا كان من السنة أن يلبس المرء أحسن الثياب فإنه يُطبق هذه السنة له وعلى من يموله، فيُلبس أهله وأولاده كذلك. وكذلك يُستحب الصدقة في هذا الموطن وهي صدقة الفطر، وقد أشار ابن المنير رحمه الله إلى هذا فقال: إن أكله صلى الله عليه وسلم قبل الفطر وعدم أكله يوم الأضحى حتى يُفطر موافقة له على صدقته، فإذا كان صلى الله عليه وسلم يُخرج صدقة الفطر قبل المصلى فناسب ذلك أن يُفطر، وإذا كان لا يذبح أضحيته إلا بعد الصلاة وهي الصدقة فكان لا يأكل إلا بعد الصدقة، فكان يوافق صدقته صلى الله عليه وسلم.

    الإمساك عن الأكل قبل الصلاة يوم الأضحى

    قال المؤلف رحمه الله: (وعكسه، أي: يُسن الإمساك في الأضحى إن ضحى) هذا هو السنة كما قال ابن عباس رضي الله عنه (حتى يصلي ليأكل من أضحيته).

    قال المؤلف رحمه الله: (والأولى من كبدها) لم أجد حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، وقد أشار إليها إسحاق بن راهويه كما في مسائل إسحاق الكوسج ، وقد علل الحنابلة سبب الأكل من كبدها، فقالوا: لأنها أسرع تناولاً وهضماً، والذي يظهر والله أعلم أنه يأكل كما شاء من غير تقييد، ومما يدل على ذلك أن قوله تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]، يدخل في الأضحية والهدي، وقد قال جابر في هديه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : (ثم أمر ببضعة من كل بدنة فوضعت في قدر فطُبخت، فأكل من لحمها وشرب من مرقها)، فهذا يدل على أنه لا يلزم أن يكون من الكبد، وأما قول بعضهم أن ذلك من باب سرعة الفطر فهذا ليس فيه ما يدل على ذلك، والله أعلم.

    وللفائدة يذكر بعض الباحثين في الحواشي حديثاً عن بريدة عند الدارقطني : (وإن لم يكن له ذبح لم يبال أن يأكل)، وهذا ليس حديثاً عند الدارقطني وإنما هو كلام لبعض الفقهاء، وعلى كل حال هذه الزيادة غير صحيحة.

    قال المؤلف رحمه الله: [وتكره صلاة العيد في الجامع بلا عذر إلا بمكة المشرفة؛ لمخالفة فعله صلى الله عليه وآله وسلم. ويستحب للإمام أن يستخلف من يصلي بضعفة الناس في المسجد؛ لفعل علي رضي الله عنه، ويخطب لهم، ولهم فعلها قبل الإمام وبعده، وأيهما سبقه سقط به الفرض. وجازت التضحية].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088779686

    عدد مرات الحفظ

    778978047