إسلام ويب

عمدة الفقه - كتاب الحج [5]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الحج له أركان وواجبات وسنن كغيره من العبادات، كما أن النية شرط في صحته، لكن التلفظ بالنية غير مشروع إلا تحديد نوع الإحرام فمستحب، ويستحب للحاج أن يشترط على الصحيح من أقوال أهل العلم؛ وذلك إذا خاف عدم إدراك النسك، وأنواع الإحرام ثلاثة، وهي مرتبة حسب الأفضلية كما يلي: القران ثم التمتع ثم الإفراد.
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    أهلاً وسهلاً بكم أيها الأحبة المشاهدون في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وفي درس عمدة الفقه للإمام الموفق ابن قدامة رحمه الله تعالى.

    يسعدنا في بداية هذه الحلقة: أن نرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن ناصر السلمي ، الأستاذ المساعد في المعهد العالي للقضاء، فحياكم الله يا شيخ! عبد الله في بداية هذه الحلقة.

    الشيخ: حياكم الله وبالإخوة المستمعين والمستمعات.

    الشيخ: الشكر موصول للإخوة الكرام الذين قدموا للأستوديو وسيشاركوننا بإذن الله تعالى، وسيثرون هذه الحلقة، نسأل الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء.

    لكم أنتم أيها الأحبة المشاهدون في كل مكان خير شكر على تواصلكم معنا واستمراركم في دعم برنامجنا، والذي هو بعد عون الله تعالى خير دافع لنا في تقديم المزيد من مثل هذه البرامج.

    نرحب أيها الأحبة بمشاركاتكم عبر الموقع الإلكتروني للأكاديمية دبليو دبليو دبليو دوت إسلام أكاديمي دوت نت، كما يسعدنا تلقي اقتراحاتكم وملحوظاتكم أيضاً عبر الموقع، ويسعدنا تلقي أسئلتكم ومشاركاتكم عبر الهواتف التي تظهر تباعاً على الشاشة، نرحب بكم مرة أخرى، ونسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينفعنا بما نسمع ونقول، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونطلب من الشيخ عبد الله يتفضل مشكوراً مأجوراً بابتداء هذه الحلقة، تفضل يا شيخ عبد الله !

    الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وعملاً يا كريم! اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، وبعد:

    وصلنا إلى قول المؤلف: [ويستحب أن ينطق بما أحرم به ويشترط]، فتتفضل فضيلة الشيخ تقرأ ما بقي من هذا الفصل.

    المقدم: نعم، قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ويشترط ويقول: اللهم إني أريد النسك الفلاني، فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وهو مخير بين التمتع والإفراد والقران، وأفضلها التمتع ثم الإفراد ثم القران، والتمتع: أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ويفرغ منها ثم يحرم بالحج في عامه، والإفراد: أن يحرم بالحج وحده، والقران أن يحرم بهما أو يحرم بالعمرة ثم يدخل عليه الحج، ولو أحرم بالحج ثم أدخل عليه العمرة لم ينعقد إحرامه بالعمرة، فإذا استوى على راحلته لبى فيقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ويستحب الإكثار منها ورفع الصوت بها لغير النساء، وهي آكد فيما إذا على نشزاً، أو هبط وادياً، أو سمع ملبياً، أو فعل محظوراً ناسياً، أو لقي ركباً وفي أدبار الصلاة المكتوبة، وبالأسحار وإقبال الليل والنهار].

    الشيخ: يقول المؤلف رحمه الله: (ويستحب أن ينطق بما أحرم به)، ذكرنا أحبتي الكرام في درس سابق: أن النطق بالتلبية مستحب، ولم نكمل بسبب ضيق الوقت، فلعلنا نكمل بقية هذه المسألة.

    النطق بالإحرام مستحب، ومعنى النطق أن يقول: لبيك عمرة، أو لبيك حجاً، أو لبيك عمرة وحجاً، فيستحب له أن ينطق بما أحرم به، وهذا هو مذهب الحنابلة والشافعية والمالكية، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبي، وأن الصحابة كانوا يلبون، بل ربما رفعوا أصواتهم بذلك، كما كان أبو حازم يقول: كانوا -يعني بذلك الصحابة- يلبون حتى إذا بلغو الروحاء بحت أصواتهم. وكما جاء في حديث الخلاد بن السائب بن يزيد الأنصاري عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية )، وذهب أبو حنيفة رحمه الله، وهو اختيار أبي العباس ابن تيمية رحمه الله إلى أنه يجب مع النية التلبية أو سوق الهدي، فالجمهور يرون أن مجرد النية بلا تلبية أو سوق هدي كافٍ في دخول المرء في النسك استدلالاً بقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري و مسلم : ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )، وذهب أبو حنيفة و ابن تيمية رحمة الله تعالى على الجميع إلى أنه يجب مع النية التلبية أو سوق الهدي، يقول ابن تيمية رحمه الله: لأنه بمجرد خروجه من بلده قاصداً الحج والعمرة قد نوى، واستدلوا على ذلك بما جاء في حديث الخلاد بن السائب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية )، قالوا: فهذا أمر وأقل أحوال الأمر الاستحباب، ولكنه يدل على الوجوب ما لم يرد صارف.

    أجاب الجمهور فقالوا: إن حديث خلاد بن السائب عن أبيه غايته هو الأمر برفع الصوت، وقد أجمعنا نحن وإياكم على أن رفع الصوت ليس بواجب، فدل ذلك على أن التلبية شيء، ورفع الصوت شيء آخر، فلا يصح دليلاً لهم، فالقول بأن التلبية مستحبة وغير لازمة، وأن مجرد نيته كافٍ في دخول النسك هو قول الجمهور، وهو أظهر وأقوى، والله تبارك وتعالى أعلم.

    مسألة أخرى: وهي التلفظ بالنية، فنقول: إن بعض الفقهاء في كتبهم يقول: ويستحب أن ينطق بما نوى فيقول: اللهم إني أريد النسك الفلاني، يعني: اللهم إني أريد عمرة متمتعاً بها إلى الحج، أو: اللهم إني أريد الحج، أو: اللهم إني أريد العمرة والحج، هكذا هو المراد، أما: اللهم إني نويت أن أحج هذا العام مفرداً وغير ذلك، فقد ذكر أهل العلم في بعض كتبهم كبعض أصحاب الشافعي وبعض الحنابلة، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه بإسناد صحيح أنهم كانوا يتلفظون بالنية، إنما كانوا يتلفظون بالإهلال بما يريدون أن يهلوا به: حجاً، أو عمرة وحجاً، وهذا هو الأظهر، والله تبارك وتعالى أعلم، سواءً كان في الحج أو غيره من العبادات، فلا تقل: اللهم إني أريد أن أصلي صلاة الظهر فاقبلها مني ثم تكبر، هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088784552

    عدد مرات الحفظ

    779021379