إسلام ويب

الإسلام والسياسةللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • فقد استخلف الله البشر ليعمروا الأرض، وأنزل عليهم شرائعه ليحكموا بها، فكان دين الله وشرعه شاملاً لجميع أمور الناس ومنظماً لجميع شئونهم، ومن ذلك أمور السياسة والحكم، ولنا في رسول الله والخلفاء الراشدين من بعده في ذلك أسوة حسنة، نستهدي بها في واقعنا المعاصر.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى هو العليم الحكيم الخبير، يعلم السر وأخفى ، لا تحجب عنه السماء سماءً، ولا أرضٌ أرضاً، ولا جبل ما في وعره، ولا بحر ما في قعره، وقد دبر الكون كله فأحسن تدبيره، يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ[الزمر:5]، وجعل من تدبيره لهذا الكون تقسيمه للأرزاق، فقد خلق أرزاق أهل الأرض في الأيام الأولى من خلق العالم، وقال في ذلك: قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ [فصلت:9] وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ [فصلت:10]، ولم يشأ أن يجعل أمر العالم سدى، بل نظم هذا الكون تنظيماً دقيقاً عجيباً، فجعل بعض الناس محتاجاً إلى بعض، وجعل هذا الإنسان نكتة هذا العالم ومصدر نمائه وتطوره، وكان قادراً على أن يجعل العالم منقسماً إلى عوالم كما تتعايش الوحوش في الغابات ولكنه أراد أن يجعل في الأرض خليفة، فخلق آدم بيمينه ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته، وكرمه بالعلم، وجعله خليفة في الأرض؛ ولذلك قال: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً[البقرة:30].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3088776608

    عدد مرات الحفظ

    778949991