إسلام ويب

أبواب اللباسللشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • امتن الله علينا بنعمة اللباس، وهو الأصل في الإنسان والعري على خلافه، وهو نوعان: اللباس الظاهر: لباس البدن، واللباس الباطن: لباس التقوى. وللباس في الإسلام آداب وأحكام، منه المباح ومنه المحرم، ومنه ما يخص بعض الجنسين عن الآخر، فيحرم منه ما كان فيه إسراف ومخيلة وتكبر أو ضرر، ويحرم منه ما يؤدي إلى محرم مما يكشف العورة أو يصف أو يشف، ويباح منه ما كان يخدم مقصد تغطية العورات، والتجمل، والوقاية من الحر أو البرد أو الأذى من أي ضرر.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    قال المصنف رحمه الله: [ أبواب اللباس.

    باب لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة، قالت: ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام، فقال: شغلني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة قال: أخبرني سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة، قال: ( دخلت على عائشة، فأخرجت لي إزاراً غليظاً من التي تصنع باليمن، وكساءً من ) ].

    إنما يؤخر العلماء كتاب اللباس إلى آخر الكتب تقديماً للباس التقوى الذي هو خير، وكذلك أيضاً فإن لباس التقوى ستر للإنسان في الدنيا والآخرة، وأما لباس البدن ستر للإنسان في دنياه ولا يستره في أخراه؛ ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( أيقظوا صواحب الحجر حتى يصلين, فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ), والمراد بـ ( عارية في الآخرة ), التعري الذي يستره التقوى التي يفقدها الإنسان؛ ولهذا نقول: إن التقوى تستر الإنسان في الدنيا والآخرة، أما لباس الإنسان فيستره في دنياه ولا يستره في أخراه.

    قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة قال: أخبرني سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة، قال: ( دخلت على عائشة، فأخرجت لي إزاراً غليظاً من التي تصنع باليمن، وكساءً من هذه الأكسية التي تدعى الملبدة، وأقسمت لي: لقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما ).

    حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في شملة قد عقد عليها ).

    حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك، قال: ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه رداء نجراني، غليظ الحاشية ).

    حدثنا عبد القدوس بن محمد قال: حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا أبو الأسود عن عاصم بن عمر بن قتادة عن علي بن الحسين عن عائشة، قالت: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسب أحداً، ولا يطوى له ثوب ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي: ( أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة -قال: وما البردة؟ قال: الشملة- قالت: يا رسول الله! نسجت هذه بيدي لأكسوكها. فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها، فخرج علينا فيها، وإنها لإزاره، فجاء فلان بن فلان، رجل سماه يومئذ- فقال: يا رسول الله! ما أحسن هذه البردة! اكسنيها. قال: نعم، فلما دخل طواها وأرسل بها إليه، فقال له القوم: والله ما أحسنت، كسيها النبي محتاجاً إليها، ثم سألته إياها! وقد علمت أنه لا يرد سائلاً. فقال: إني والله ما سألته إياها لألبسها، ولكن سألته إياها لتكون كفني ).

    فقال سهل: فكانت كفنه يوم مات.

    حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قال: حدثنا بقية بن الوليد عن يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس، قال: ( لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوف، واحتذى المخصوف، ولبس ثوباً خشناً خشناً ) ].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088784132

    عدد مرات الحفظ

    779016602