إسلام ويب

أبواب الأذان والسنة فيهاللشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • شرع الأذان إشعاراً بدخول وقت الصلاة، وهو سنة في حق الأفراد, وفرض كفاية على أهل البلد الواحد، إذا أتى به أحدهم سقط عن الباقين, وللأذان والإقامة ألفاظ معلومة متعبد بها المسلمون، لا يزيدون عليها ولا ينقصون، ولا يجوز لإنسان أن يخرج من المسجد بعد سماع الأذان لما في ذلك من الوعيد الشديد، فضلاً عما يلحق فاعل ذلك من الظن به ظن السوء.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الأذان والسنة فيها.

    باب بدء الأذان].

    والأذان سنة على الأفراد, وأما بالنسبة للبلدان فهو فرض كفاية, يقوم به الواحد فيسقطه عن الباقين, وأما من قال بأنه سنة مؤكدة على الإطلاق على البلدان في المساجد وفي الأفراد فهذا فيه نظر, فقد بالغ بعض الفقهاء من الحنفية كـأبي المعالي الحنفي رحمه الله وحكى الاتفاق على أنه سنة مؤكدة, بل نسبه إلى الصحابة، وفي ذلك نظر.

    قال: [ حدثنا أبو عبيد محمد بن عبيد بن ميمون المدني، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم بالبوق وأمر بالناقوس فنحت, فأري عبد الله بن زيد في المنام قال: رأيت رجلاً عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً، فقلت له: يا عبد الله تبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: أنادي به إلى الصلاة, قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر, أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله, حي على الصلاة، حي على الصلاة, حي على الفلاح، حي على الفلاح, الله أكبر، الله أكبر, لا إله إلا الله.

    قال: فخرج عبد الله بن زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما رأى, قال: يا رسول الله! رأيت رجلاً عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً، فقص عليه الخبر, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحبكم قد أري رؤيا، فاخرج مع بلال إلى المسجد فألقها عليه وليناد بلال؛ فإنه أندى صوتاً منك, قال: فخرجت مع بلال إلى المسجد فجعلت ألقيها عليه وهو ينادي بها, قال: فسمع عمر بن الخطاب بالصوت فخرج, فقال: يا رسول الله! والله لقد رأيت مثل الذي رأى ).

    قال أبو عبيد: فأخبرني أبو بكر الحكمي، أن عبد الله بن زيد الأنصاري قال في ذلك:

    أحمد الله ذا الجلال وذا الإكـ ـرام حمداً على الأذان كثيراً

    إذ أتاني به البشير من اللـ ـه فأكرم به لدي بشيراً

    في ليال والى بهن ثلاث كلما جاء زادني توقيراً ].

    وفي هذا تعظيم الرؤى, وفيه إشارة إلى أن من قرائن الرؤى الحق أن يذكر الله عز وجل في الرؤيا, بالتسبيح أو التهليل, وكذلك وجود اللباس الأخضر أو الأبيض في الرؤيا من القرائن على أنها رؤيا حق ورؤيا خير.

    قال: [ حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، قال: حدثنا أبي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار الناس لما يهمهم إلى الصلاة, فذكروا البوق, فكرهه من أجل اليهود, ثم ذكروا الناقوس، فكرهه من أجل النصارى, فأري النداء تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له: عبد الله بن زيد, وعمر بن الخطاب، فطرق الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فأذن به ). قال الزهري: ( وزاد بلال في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم, فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عمر: يا رسول الله! قد رأيت مثل الذي رأى ولكنه سبقني ) ].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088783919

    عدد مرات الحفظ

    779014620