إسلام ويب

الحجاب في الميزانللشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الأمر بالحجاب وارد في جميع الشرائع، وثابت في كل العصور، وقد جاء الإسلام فأكد الالتزام بالحجاب، والجمهور على وجوب تغطية المرأة وجهها ولم يقل أحد بخلاف ذلك إلا في الإحرام. أما إذا كان في كشف الوجه فتنة فالجميع على وجوب التغطية. وما استدل به المجوزون لكشف الوجه لا ينهض لمقاومة الأدلة الدالة على وجوبه.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله عز وجل قد أنعم على خلقه بالنعم الكثيرة المتوافرة التي لا يحصى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، وإن من أعظم النعم التي أنزلها الله عز وجل على هذه الأمة أن أنزل عليها كتاباً بيناً فيه شفاء لكل الناس، شفاء من الأمراض والأسقام المعنوية والحسية، كما أنزل الله عز وجل القرآن على هذه الأمة لتبرأ من جميع الأدواء والعلل الظاهرة والباطنة، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام: طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [طه:1-2]، أي: ما أنزل الله عز وجل القرآن على نبيه إلا لأجل السعادة في الدارين.

    وأن من أعظم النعم على هذه الأمة أن جعل الله عز وجل دينها يسراً، ورفع عنها الأغلال، والمشقة التي كانت على الأمم السابقة، فما أراد الله عز وجل بهذه الأمة عسراً، وإنما أراد الله بها يسراً: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، فرفع الله عز وجل عن هذه الأمة الحرج، وأنزل عليهم اليسر، فكان القرآن بأحكامه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جاء فيها هي من اليسر الذي يجب الأخذ به واعتباره على هذا الوجه، لا أنه يحمل على خلاف ذلك، وذلك أن الشريعة ما جاءت إلا لأصحاب الفطر السوية السليمة فأخذوها كما جاءت بالتسليم من غير انحراف في الفهم، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ [النساء:65].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088780659

    عدد مرات الحفظ

    778986271