إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. محمد حسان
  5. مجموعة الوقفات
  6. وقفات مع قوله تعالى: ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض

وقفات مع قوله تعالى: ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرضللشيخ : محمد حسان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حياة القلوب وقوة الإيمان في ذكر اليوم الآخر، الذي فيه تتطاير الصحف وتنشر، ويوقف العبد للحساب والعقاب، هذا اليوم له علامات ومقدمات، ومن هذه المقدمات نفخة الصور، وقد وقع الخلاف بين العلماء في بيان عدد النفخات ووقتها، والراجح أنها ثلاث: الفزع، ثم الصعق، ثم البعث والنشور.
    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم جل وعلا الذي جمعنا في هذا الجمع الكريم المبارك على طاعته، أن يجمعنا مع حضراتكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار كرامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    أيها الأحبة الكرام! ما أحوجنا إلى أن نقضي هذه الدقائق مع آية في كتاب الله جل وعلا استمعنا إليها في صلاة العشاء، ألا وهي قول الله سبحانه وتعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68].

    قد نُتهم بأننا نكثر الحديث عن الدار الآخرة، وقد نُتهم بأننا إذا ما أكثرنا الحديث في هذا الجانب أننا نجهل الواقع، ولكن من فتح كتاب الله جل وعلا وجد القرآن كله يركز على الترغيب والترهيب -يُذكر بالجنة والنار- بل إن أول ما نزل من القرآن أنزل الله جل وعلا آيات كريمة طيبة تذكر الناس بالجنة وتحذرهم من النار كما قالت عائشة رضي الله عنها: [إن أول ما نزل من القرآن سور تذكر الجنة والنار، ولو قال الله عز وجل: لا تزنوا، لا تشربوا الخمر، لقالوا: لن ندع الزنا ولن ندع الخمر أبداً].

    فالأمة الآن في هذه الأوقات تعيش في واقع مرّ أليم، متشرذمة كتشرذم الغنم في ليلة شاتية ممطرة!

    والمتدبر لهذا الواقع يعلم يقيناً أن الأمة الآن في أمس الحاجة إلى أن تعيد وتصحح عقيدتها في اليوم الآخر، وتنظر إلى هذا اليوم نظرة واقع وعمل، فإن الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان، ومحال أن يتأصل الإيمان في قلب مسلم بهذا اليوم المهيب إلا إذا أكثر تذكره؛ وأكثر السماع لأهواله.

    إن الأمة الآن تعيش حالة من الماديات والشهوات الطاغية، وتحتاج إلى من يذكرها دوماً بالله وبجنة الله، ويذكرها دوماً بالنار، ويحذرها منها، فلقد كان النبي يرتقي المنبر ويقول للناس: (أنذرتكم النار، أنذرتكم النار) حتى تسقط الخميصة أو الرداء من على ظهره، يقول أحد الصحابة: [لو كان رجل بالسوق لسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينادي في الأمة ويقول: أنذرتكم النار، أنذرتكم النار]. طغت الماديات والشهوات بصورة شغلت كثيراً من الناس عن رب الأرض والسماوات، وعن التفكر في هذا اليوم الذي سيقف الإنسان فيه بين يدي الله جل وعلا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087509099

    عدد مرات الحفظ

    772757351