أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثامن بعد المائة من لقاء الباب المفتوح, الذي يتم كل يوم خميس من كل أسبوع, وهذا الخميس هو السادس عشر من شهر جمادى الثانية عام (1416هـ), نستدرك فيه ما نسيناه من الكلام على سورة الانفطار.
فقوله: إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ [الانفطار:1] أي: انشقت, كما قال الله تبارك وتعالى: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [الانشقاق:1-2].
وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ أي: أن النجوم صغيرها وكبيرها تنتثر وتتفرق وتتساقط؛ لأن العالم انتهى.
وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ أي: فجر بعضها على بعض, وملأت الأرض.
وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ أي: أخرج ما فيها من الأموات حتى قاموا إليه عز وجل, في حصول هذه الأمور الأربعة.
: عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ [الانفطار:5] (نفس) هنا نكرة لكنها بمعنى العموم, إذ أن المعنى: علمت كل نفس ما قدمت وأخرت؛ وذلك بما يعرض عليها من الكتاب: وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [الإسراء:13-14], وفي ذلك اليوم يقول المجرمون: مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا [الكهف:49] فيعلم الإنسان ما قدم وأخر, بينما هو في الدنيا قد نسي, فنحن الآن نسينا ماذا عملنا منذ أزمان بعيدة, لكن يوم القيامة يعرض علينا عملنا فتعلم كل نفس ما قدمت وأخرت, والغرض من هذا التحذير: تحذير العبد من أن يعمل مخالفة لله ورسوله؛ لأنه سوف يعلم بذلك ويحاسب عليه.
قال بعض العلماء: إن قوله تعالى: مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ [الانفطار:6] إشارة إلى الجواب, وهو أن الذي غر الإنسان كرم الله عز وجل, وإمهاله، وحلمه؛ لكنه لا يجوز أن يغتر الإنسان بذلك: (فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته).
إذاً: مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ [الانفطار:6]؟ الجواب: كرمه وحلمه, هذا هو الذي غر الإنسان, وصار يتمادى في المعصية, يتمادى في التكذيب, يتمادى في المخالفة.
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ [الانفطار:7] (خلقك) وأوجدك من العدم, و(سوّاك) جعلك مستوي الخلقة, ليست يد أطول من يد, ولا رِجل أطول من رِجل, ولا إصبع أطول من إصبع، بحسب اليدين والرجلين, فتجد الطويل في يد هو الطويل في اليد الأخرى, والقصير هو القصير.. وهلم جراً, سوى الله عز وجل الإنسان من كل ناحية, من ناحية الخلقة: فَعَدَلَكَ وفي قراءة سبعية: (فعدَّلك) أي: جعلك معتدل القامة, مستوي الخلقة, لست كالبهائم التي لم تكن معدلة بل تسير على يديها ورجليها, أما الإنسان فإنه خصه الله بهذه الخصيصة.
فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ [الانفطار:8] أي: أن الله ركبك في أي صورة شاء, من الناس من هو جميل، ومنهم من هو قبيح، ومنهم المتوسط, ومنهم الأبيض، ومنهم الأحمر، ومنهم الأسود، ومنهم ما بين ذلك, أي صورة يركبك الله عز وجل على حسب مشيئته, ولكنه عز وجل شاء للإنسان أن تكون صورته أحسن الصور.
قال تعالى: يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ إما بالمشاهدة إن كان فعلاً, وإما بالسماع إن كان قولاً, بل إن عمل القلب يطلعهم الله عليه فيكتبونه, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من همّ بالحسنة فلم يعملها كتبت حسنة، ومن همّ بالسيئة ولم يعملها كتبت حسنة كاملة) لأنه تركها لله عز وجل، والأول يثاب على مجرد الهم بالحسنة.
وهذا النعيم الحاصل يكون في الدنيا والآخرة: أما في الآخرة فالجنة, وأما في الدنيا فنعيم القلب وطمأنينته, ورضاه بقضاء الله وقدره, فإن هذا هو النعيم حقيقة, ليس النعيم في الدنيا أن تترف بدنيا, النعيم نعيم القلب.
يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ [الانفطار:15] أي: يحترقون بها: يَوْمَ الدِّينِ أي: يوم الجزاء، وذلك يوم القيامة.
وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ [الانفطار:16] أي: لن يغيبوا عنها فيخرجوا منها, كما قال الله تبارك وتعالى: وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر:48] لأنهم مخلدون فيها أبداً والعياذ بالله.
قلنا: بلى، الأمر لله تعالى في يوم الدين وفيما قبله, لكن ظهور أمره في ذلك اليوم أكثر بكثير من ظهور أمره في الدنيا؛ لأنه في الدنيا يخالف الإنسان أوامر الله عز وجل, ويطيع أمر سيده, فلا يكون الأمر لله بالنسبة لهذا, لكن في الآخرة ما في إلا أمر لله عز وجل, وهذا كقوله تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16] والملك لله في الدنيا والآخرة, لكن في ذلك اليوم يظهر ملكوت الله عز وجل وأمره، ويتبين أنه ليس هناك آمر في ذلك اليوم إلا الله عز وجل.
وإلى هنا انتهى ما تيسر من الكلام على سورة الإنفطار.
الشيخ: لديك بعض المال لهذا العتيق؟
السائل: نعم، وليس له والٍ إلا الله عز وجل.
الشيخ: هو مات معتقه قبله؟
السائل: نعم.
الشيخ: ثم مات هو؟
السائل: ثم مات هو قريب.
الشيخ: يكون عصبته هم عصبة المعتق، المتعصبون لأنفسهم.
السائل: يعني: هل نبحث عن عصبته؟
الشيخ: لا، يعني: النسب؟
السائل: لا ليس له نسب.
الشيخ: وهل تعرفون له أقارب من النسب؟
السائل: لا ما نعرف.
الشيخ: إذاً الميراث لكم أنتم أبناء ابن المعتق.
السائل: المعتق ليس والدي.
الشيخ: الجد؟
السائل: وليس جدي، بل شخص آخر، وإنما عرفناه هو من 45 سنة وهو جالس.
الشيخ: يعني: ليس بينكم وبينه قرابة؟
السائل: ليس بيننا وبينه قرابة ولا عتق ولا شيء.
الشيخ: نعم، إذاً معناه: لا يعلم الآن له وارث لا بنسب ولا بولاء.
السائل: نعم، كذا.
الشيخ: طيب الجد هذا الذي أعتقه ما له أولاد؟
السائل: يمكن يكون له أولاد لكن لا نعرفهم.
الشيخ: ما تعرفونهم؟
السائل: نعم.
الشيخ: إذاً ارجعوا به إلى المحكمة إلى بيت المال، يعني: كل الذي خلفه الآن لازم يكون في بيت المال, تذهبوا إلى المحكمة.
السائل: ما نضعه في مسجد، أو في شيء آخر؟
الشيخ: لا أبداً؛ لأنه ما أوصى، إذاً يكون في بيت المال، ليس لكم أن تتصرفوا فيه.
الجواب: مثلاً: إنسان دخل المسجد وقت الضحى, وصلى بنية سنة الضحى فتكفي عن تحية المسجد, وكذلك الراتبة تكفي عن تحية المسجد, لو دخل إنسان -مثلاً- وصلى راتبة الفجر أو راتبة الظهر الأولى كفت عن تحية المسجد, لكن تحية المسجد لا تكفي عن هذا, يعني: لو دخل بعد أذان الظهر ونوى بالركعتين تحية المسجد ما أجزأت عن الراتبة.
الجواب: ليس هناك سن محدد؛ لقول الله تبارك وتعالى: أوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ [النور:31] فلم يحددهم بسن معين, فإذا عرف من هذا الصبي أنه ينظر إلى النساء ويتتبع النساء, صار يطلع على عورات النساء فوجب الاحتجاب عنه, وغالباً يكون من العشر سنوات فما فوق, لكن بعض الأطفال غافل عن هذا الشيء ولا يطلع على عورات النساء؛ لأنه لم يسمع به في مجالسه, وبعض الأطفال ينتبه لهذا أكثر لأنهم يتحدثون عنده في المجالس بهذا الأمر فتنشأ معه محبة النساء والنظر إليهن.
الجواب: اللهو المباح: هو ما يلهو به الإنسان مع فرسه, أو مع رمحه, أو مع أهله, هذا هو اللهو المباح.
السائل: بالنسبة للألعاب الحاضرة مثل الكرة وما شابهه، هل لها ضابط؟
الجواب: الألعاب هذه ما ينفع الإنسان في بدنه ولم يلهه عن واجب فهذا لا بأس به, مثل: كرة القدم لا بأس إن لم تشغلك عن واجب, ولم تشتمل على محرم كتقصير السراويل، أو السب والشتم فيما بين اللاعبين, هذه لا بأس بها, أما الألعاب الأخرى فهذه يرى علماؤنا أنها حرام مثل: (البلوت) و(التنس) وما أشبهها.
الجواب: إذا هم ولم يعملها فإن تركها لله أثيب على ذلك, وإن تركها لأن نفسه طابت منها فإنه لا يثاب على تركها تكتب عليه في مكة , قال تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25].
الشيخ: لكن هل نيتك عندما أتيت من حفر الباطن الذهاب إلى أهلك، أو نويت العمرة؟
السائل: الذهاب إلى أهلي وعمرة.
الشيخ: لكن أصل مجيئك في الإجازة؟
السائل: أصل مجيئي للأهل.
الشيخ: إذا كان أصل المجيء إلى الأهل فاذهب إلى الأهل بدون إحرام، ومتى أردت أن تحرم أحرم من جدة , وأما إذا كان ما جئت في هذا الوقت إلا للعمرة لابد تأتي الميقات.
السائل: أنا نويت في الأصل الزيارة للأهل بعدها أحرم وأطلع عمرة.
الشيخ: نعم. لأن هناك فرق بين الذي من أهل جدة وأتى يريد مسكنه, هذا نقول: إذا أردت العمرة أحرم من مكانك من جدة , أو إنسان -مثلاً- من أهل القصيم يريد أن يذهب إلى جدة وإلى مكة هذا نقول: لابد أن تحرم من الميقات.
فأنت الآن حسب ما فهمت من كلامك أنك تريد أهلك بالقصد الأول, فنقول: اذهب إلى أهلك، وإذا أردت الإحرام أحرم من مكانك.
الجواب: ليس عليه فيها زكاة إلا إذا كانت للتجارة, إذا كان الإنسان يتجر بالخيل يبيع ويشتري فيها فعليه زكاة؛ لأنها عروض تجارة، أما إذا أعدها للسباق، أو أعدها للركوب فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة).
مداخلة: ما الحكم يا شيخ في من يتخذه للمسابقة؟
الشيخ: لا بأس بذلك، بل هو من الأمور المطلوبة, ولهذا جاز العوض في السباق على الخيل, يعني: يجوز لك أن تسابق اثنين على الخيل بعوض؛ لأن في هذا إعانة على الجهاد في سبيل الله والتمرن على ركوب الخيل (والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة).
الشيخ: هل يعلمون بتغيبه؟
السائل: نعم يعلمون.
الجواب: لا بأس أن يأخذها كاملة؛ لأن هذه المكافأة بناءً على أنه طالب ليست أجرة يومية لنقول: إذا غبت يوماً لابد أن تخصم من الراتب, هذه مكافأة لكونك ارتبطت بالجامعة وفرغت نفسك لطلب العلم.
السائل: ما تؤثر على دعائه يا شيخ؟!
الشيخ: لا. إذا قلنا: إنه حلال ما تؤثر على دعائه.
الجواب: لا. الجنب لا يقرأ القرآن؛ لأن الأحاديث تدل على منعه, لكن لو قرأ دعاءً مثلاً قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، أو قال وهو يدعو: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ[آل عمران:8] فلا بأس, أما إذا قصد التلاوة فلا يجوز.
الجواب: لا بأس, الجمعية معناها: أن يجتمع مثلاً هؤلاء الموظفون ويقولون: نريد نقتطع من راتب كل واحد منا ألف ريال, نعطيه للأول, والشهر الثاني للثاني, والشهر الثالث للثالث، حتى تدور عليهم كلهم، هذا لا بأس به ولا حرج.
السائل نفسه: هل عليها زكاة؟
الشيخ: نعم عليها زكاة إذا كان المدين غنياً.
الجواب: صحيح, منة الله ولا منة خلقه, معناه: أنه اكتفى بمنة الله, والله عز وجل له المنة علينا, ولا منة خلقه يعني: لا أريد أن أسأل أحداً أو أستجدي أحداً, فهي كلمة لا بأس بها.
الشيخ: الطواف صحيح ما فيه شيء, لكن لماذا يتوضأ؟
السائل: لأنه يشك في المسألة يعني إنه فيه الوضوء.
الشيخ: هل أحدث؟
السائل نفسه: ما أحدث.
الشيخ: النجاسة لا توجب الوضوء, النجاسة تغسل فقط وإذا كان الإنسان على وضوء بقي على وضوئه.
الجواب: هذا لا يجوز, لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (لا سبق إلا في خف، أو نصل، أو حافر) الخف الإبل, والحافر الخيل, والنصل السهام -أي: الرمي- هذه الثلاثة يجوز أن نتراهن فيها, وما عدا ذلك فلا يجوز.
الجواب: التشبه بالكفار هو أن الإنسان يتزيا بزيهم في اللباس, أو في الكلام, أو ما أشبه ذلك, بحيث إذا رآه الرائي يقول: هذا من الكفار, أما ما يشترك فيه المسلمون والكفار فهذا ليس تشبهاً, مثل: الآن لبس البنطلون للرجال لا نقول هذا تشبه؛ لأنه صار عادة للجميع, وأما مسألة السيارات وغيرها فهذه ما فيها تشبه إطلاقاً.
الجواب: هذا الدين سواء كان سلفة، أو ثمن بيع، أو أجرة بيت، أو شيئاً آخر, إذا كان على مليء فإنه تجب زكاته كل عام, فتزكيه مع مالك إن شئت, وإن شئت قيدت الزكاة فإذا قبضته زكيته لما مضى, وأما إذا كان على معسر لا يستطيع الوفاء أو على غاشم ظالم لا تستطيع أن تستوفي حقك منه فإنه لا زكاة فيه, لكن متى قبضته ولو بعد عشر سنوات تزكيه سنة واحدة سنة القبض, وهذا القول هو القول الراجح الوسط بين قولين: قول ليس فيه زكاة، إذا كان على معسر فلا تزكيه إلا إذا قبضته وتمت السنة, والقول الثاني: أن فيه زكاة ولو كان على معسر, الصواب: ما ذكرناه لك بهذا التفصيل, إذا كان على موسر تستطيع أن تستوفيه منه فعليك زكاته كل عام, إذا كان على معسر أو على من لا تستطيع مطالبته فليس فيه زكاة، لكن إذا قبضته زكيته سنة واحدة لما مضى.
الجواب: الخادمة في المنزل أولاً: لابد أن يكون معها محرم, لا يجوز لإنسان يأتي بخادمة بلا محرم, لأن هذا فتنة عظيمة.
ثانياً: يجب عليها أن تحتجب عن أهل البيت -عن الرجال- كما تحتجب عن أهل السوق, إذ لا فرق، وكلهم غير محارم لها, وتهاون بعض الناس الآن من الأمور التي ابتلي بها الناس, فإن بعض الناس يتهاون في كشف وجه الخادمة, وبعضهم يتهاون أيضاً في كونه يدخل البيت وليس فيه أحد سوى الخادمة, فيخلو بها مع أنه ما خلا إنسان بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان والعياذ بالله فالواجب الحذر.
الواجب أولاً: ألا نأتي بالخادم إلا للحاجة؛ لأنه بدون حاجة من إضاعة المال, لأنها ستطلب منك راتباً شهرياً، فإذا كنت غير محتاج إليها فصرف هذا الراتب إضاعة للمال.
ثانياً: أن يكون معها محرم.
الشيخ: لكن هو الذي التزم أو ألزمه غيره؟
السائل: هو الذي التزم بنفسه.
الشيخ: إن كان هذا الشيء فعليه ألف ريال.
السائل: نعم، من طرف واحد.
الشيخ: لمن الألف الريال؟
السائل: لعمرو.
الشيخ: لماذا استحقها عمرو؟! هل عمل عملاً؟ إذا لم يعمل عملاً وليس فيه مقابلة فهو من أكل المال بالباطل, نعم لو قال شخص: إذا فعلت كذا .. فلك ألف ريال, وحاول ذاك فعله حتى فعله فهذا يعطى؛ لأنه تعب وعمل.
الجواب: إذا حضر الإنسان مجلساً فيه غيبة سواء من الأقارب، أو من الأجانب؛ فالواجب عليه أن ينهى عن هذا, ويحذر هؤلاء من الغيبة؛ فإن انتهوا فهذا المطلوب, وإن لم ينتهوا وجب عليه أن يقوم, ولا يجلس في مجلس فيه الغيبة؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140] فجعل الله الجالسين مثل الخائضين.
السائل: إذا كان الوالد حاضر ويغضب إذا قمت من المجلس، فما الحكم؟
الشيخ: وهي غيبة متأكد من ذلك؟
السائل: نعم.
الشيخ: أيهما أولى أن تقدم رضا الله أو رضا الوالد؟
السائل: رضا الله.
الشيخ: إذاً قم سواء رضي الوالد أو لم يرضَ.
الجواب: ذكرنا أنه حرام لا يجوز, وذكرنا أن الدعاء الذي يوافق القرآن إذا لم يقصد به القراءة لا بأس, مثلاً: يقول بعد الأكل: الحمد لله رب العالمين، أو يقول: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8] وأما قراءة القرآن فلا تجوز.
الجواب: أسألك هل هذا من الصدق أم من الكذب؟
السائل: من الكذب.
الشيخ: الكذب يسأل عنه حلال أم حرام؟!
السائل: وجدنا كثيراً من الشباب يفعلون هذا الشيء وأخذوا كتباً.
الشيخ: الله يتوب علينا وعليهم, هؤلاء الحقيقة هدموا مصراً وعمروا قصراً, أولاً في هذا كذب, والكذب حرام, ثانياً: فيها خيانة وخديعة للجهة المسئولة, ثالثاً: فيها أخذ للكتب بغير حق, فالواجب على الإنسان أن يكون صريحاً, انظر الآن المنافقين لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك ماذا صنعوا؟ جاءوا إلى النبـي صلى الله عليه وسلم يعتذرون, ويحلفون بالله, فقال الله تعالى: فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ [التوبة:95] والذين صدقوا وصرحوا بأنهم ما لهم عذر أبقى الله ذكرهم إلى يوم القيامة, أنزل فيهم كتاباً يتلى, فهؤلاء الإخوة في الواقع الذين يقولون: نحن نريد أن نتعلم، نقول: لا يمكن أن يستجلب رزق الله بمعاصيه إطلاقاً, اتقوا الله واصدقوا ييسر لكم الأمر, لأن الصدق من التقوى, وقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4].
فلا يحل لهؤلاء أن يأخذوا بطاقة طالب علم ليتوصلوا بها إلى أخذ الكتب, ولا يجوز لطالب العلم أن يعطيهم أيضاً بطاقته ليأخذوا بها كتباً.
الجواب: كل هذا باطل وحكم بغير ما أنزل الله.
الجواب: إذا فيها فائدة تكون مثل كرة القدم.
الجواب: لا, هذه بارك الله فيك اصطلح عليها العلماء, وقالوا: إنها تحية المسجد، أما النص الذي ورد فيها فهو: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) وكأنهم رحمهم الله سموها تحية؛ لأن القادم من السفر أول ما يبدأ قبل أن يدخل بيته يذهب إلى المسجد ويصلي ركعتين, ليكون حيا الله عز وجل في بيت من بيوته قبل أن يحيي أهله, وهذه سنة الظاهر أن كثيراً من الناس غافل عنها ولا يعرفونها, أنك إذا قدمت البلد تصلي في المسجد ركعتين قبل أن تدخل بيتك, وهذا نظير تسميتهم الجلسة التي تكون بعد الركعة الأولى وقبل الثانية, وبعد الركعة الثالثة وقبل الرابعة يسمونها جلسة الاستراحة, وهذه لم ترد بهذا الاسم لكنهم قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يفعلها ليستريح؛ لأنه كان تثاقل في آخر عمره وصار يجلسها.
الجواب: حل هذه -بارك الله فيك- ينظر إلى أولياء أمورهم, ويطلب منهم أن يحجزوا أولادهم, وخير من ذلك أن يأتوا بأولادهم إلى المسجد ليربوهم على دخول المسجد وإلف المسجد, ولكن مع الأسف أننا سمعنا بعض الناس -نسأل الله لهم الهداية- إذا رأى الصبي في المسجد طرده, وهذا لا يجوز, بل ينبغي أن نشجع الصبيان على حضور الصلاة في المسجد ونهاديهم ونفسح لهم المجال, وأما كون الإنسان يتأخر عن الصلاة من أجل تهدئتهم فلا أرى هذا.
السائل: آباؤهم يعارضون في قضية نصحهم, يقولون: أبنائي ليسوا معهم, ويتبين أن أبناءه حقيقة كانوا معهم, وهم يتباطئون عن الصلاة، يأتون في الركعة الثانية أو الثالثة، ويحدث ما يحدث من مشاكلهم ..
الجواب: عليهم أن يتقوا الله في هذه المسألة, الواجب تقوى الله, لكن لو فرضنا أن حول المسجد صبيان يزعجون المصلين, ولا يمكن درء شرهم إلا بإنسان يطردهم إلى أن يبقى ركعة واحدة ثم يدخل في الجماعة هذا إن شاء الله لا بأس به, لأن (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة).
الجواب: الصواب أن القنوت يكون في الوتر خاصة, ويكون أيضاً في الفرائض إذا نزلت بالمسلمين نازلة, لكن القنوت في النوازل ليس هو دعاء القنوت في الوتر, بل القنوت في النوازل أن تدعو الله تعالى بما يناسب تلك النازلة.
وأما دعاء ختم القرآن في الصلاة فلا أعلم له أصلاً لا من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من سنة الصحابة, وغاية ما فيه: أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا أراد أن يختم القرآن جمع أهله ودعا. وهذا في غير الصلاة, أما في الصلاة فليس لها أصل, لكن مع ذلك هي مما اختلف فيه العلماء رحمهم الله, علماء السنة وليسوا علماء البدعة, والأمر في هذا واسع, يعني: لا ينبغي للإنسان أن يشدد حتى يخرج عن المسجد ويفارق جماعة المسلمين من أجل الدعاء عند ختم القرآن, وإذا وكل الأمر إليه فلا يدعو في الصلاة عند ختم القرآن؛ لأن الصلاة مرتبة من قبل الشرع, القيام له قراءة, والركوع له ذكر, والسجود له ذكر, والقيام بعد الركوع له ذكر, والجلوس بين السجدتين له ذكر, والتشهد له ذكر, مرتبة ليس فيها مكان للقنوت إلا ما جاءت به السنة من القنوت في النوازل, وكذلك الوتر.
وأما الدعاء لختم القرآن فلم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا عن أصحابه أنهم كانوا يدعون عند ختم القرآن في الصلاة, لكن كما قلت: لا ينبغي للإنسان أن يشدد في هذا الأمر بحيث يقول: هذا الذي يدعو عند ختم القرآن في الصلاة مبتدع ضال, لا تجوز موافقته؛ لأن السلف اختلفوا فيه.
الشيخ: لكن هذا الفنجان فارغ وليس فيه ماء؟
السائل: الله أعلم يا شيخ! ما أدري، فقط يسمونه القراءة بالفنجان وهو من أنواع السحر.
الشيخ: الظاهر لي: أن هذا نوع من الشعوذة والسحر, فلا تجوز, ومن صدق أحداً أخبره عن أمر سيقع في المستقبل فقد كفر بما أنزل على محمد؛ لأنه إذا صدق بالإخبار عن شيء في المستقبل فقد كذب القرآن لقوله تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65] فحصر علم الغيب بجانب الربوبية إلى الله, فمن صدق من يقول: إنه سيحصل في اليوم الفلاني كذا وكذا.. فقد كذب القرآن, ولهذا جاء في الحديث: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد).
السائل: يا شيخ! لكن السؤال يقول: كيف يخبر عن أمور في المستقبل وتحدث، فهذه شبهة؟
الشيخ: هذه شبهة نقول: صادفت, ليس لأنه عالم، هذا يتخرص حتى علم, أو يكون مثل الكهان الذين كانوا في زمن الجاهلية, يسمع الجني بخبر من السماء ويوحيه إلى هذا الكاهن ثم يضيف إليها الكاهن أشياء أخرى فإذا صدق في هذه الكلمة التي سمعت من السماء قالوا: هذا صادق يعلم الغيب.
الجواب: قال الله تعالى: وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ [النساء:23] فقيد هذا بقيدين:
الأول: أن تكون في الحجر.
والثاني: أن يكون دخل بأمها: مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ [النساء:23].
ثم قال: فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:23] فصرح بمفهوم الشرط الذي هو: مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ [النساء:23] وسكت عن مفهوم الشرط الثاني وهي: وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ [النساء:23] فدل هذا على أن كونها في حجره ليس بشرط, وأن الربيبة تحرم على زوج أمها سواء كانت في حجره أم لم تكن, والدلالة من الآية واضحة.
الشيخ: كيف تسبب؟
السائل: تسبب في انقلاب السيارة متعمداً.
الشيخ: يعني حط شيء يقلبه.
السائل: لا. لف عليه في سيارة ثانية، فتوفي صاحب السيارة.
الشيخ: يكون عليه ضمان الدية، وعليه أيضاً كفارة عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
السائل: هل لابد من إبلاغ أهل المتوفي؟
الشيخ: نعم. لابد.
نسأل الله أن يعلمنا وإياكم ما ينفعنا, وينفعنا بما علمنا, إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر