إسلام ويب

لقاء الباب المفتوح [145]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كان من المفترض أن يكون في هذا اللقاء تفسير لبعض الآيات كما هي عادة الشيخ في جميع اللقاءات ولكن بسبب مروره على قوله تعالى: (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) فرأى أن يتكلم على آداب السلام، فذكر منها: وجوب رد التحية على من ألقي عليه السلام، وأن يكون مع السلام شيء من انبساط الوجه وانشراح الصدر، وغيرها من الآداب التي يستحب أن تكون مصاحبة للسلام.

    1.   

    آداب السلام في الإسلام

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا هو اللقاء الخامس والأربعون بعد المائة من اللقاءات التي تسمى: (لقاء الباب المفتوح) والتي تتم في كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس الثاني من شهر شعبان عام (1417هـ).

    نستفتح هذا اللقاء في الكلام على ما تيسر من تفسير سورة الذاريات، انتهينا إلى قول الله تعالى: قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ [الذاريات:31] لكني رأيت أن أتكلم على آداب السلام حيث أن الملائكة قالوا: سلاماً، فقال إبراهيم: سلامٌ، وذكرنا فيما سبق أن رد إبراهيم أحسن من ابتداء الملائكة؛ لأن رد إبراهيم جملة اسمية تفيد الثبوت والاستمرار، بخلاف سلام الملائكة.

    رد التحية

    واعلم أن رد التحية واجب؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86] فقال: إذا حييتم ولم يذكر من يحيينا، فيشمل أي إنسان يحيينا فإننا نحييه، نرد عليه أحسن من تحيته أو مثلها، كما قال تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86] فبدأ بالأحسن؛ لأنه هو الأفضل (أو ردوها) أي: ردوا مثلها، ويشمل هذا ما إذا سلم علينا أحد من اليهود، أو النصارى، أو البوذيين أو غيرهم نرد عليهم، لكننا لا نبدأ اليهود والنصارى بالسلام لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك.

    ثم إن السلام يقال هكذا: السلام عليكم، هذا هو المشروع، وأما أهلاً وسهلاً ومرحباً وكيف حالك؛ وما أشبهها فهذا ليس بمشروع، المشروع أن تبدأ أولاً بالسلام، ولهذا كان في حديث المعراج حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالأنبياء فيسلم عليهم قال: فرد عليه السلام وقال: مرحباً بالنبي الصالح، فابدأ أولاً بقولك: السلام عليكم، الجواب: يكون مثل ذلك وأحسن، يقول: عليكم السلام، أو وعليكم السلام ورحمة الله، أو عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كل هذا من المشروع.

    نرى كثيراً من الناس إذا سلم عليه، يقول: أهلاً وسهلاً، أو يقول مرحباً بأبي فلان، وهذا لا يجزئ، يعني لو قال: أهلاً وسهلاً مدى الدهر فإنه لا يجزئ؛ لأن الله يقول: فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86] ومعلوم أن الذي يقول: السلام عليك يدعو لك بالسلام من كل نقص ومن كل عاهة، ومن كل مرض في القلب أو البدن، ولا يكفي أن يقول: مرحباً وأهلاً، بل لابد أن تقول: عليك السلام، أو وعليكم السلام، وإن زدت ورحمة الله وبركاته كان أحسن.

    تسليم الصغير على الكبير

    ثانياً: من المطلوب منه أن يسلم؟ جاءت السنة ببيان ذلك: يسلم الصغير على الكبير؛ لأن حق الكبير على الصغير أعظم من حق الصغير على الكبير، فيبدأ الصغير بالسلام على الكبير، ولكن إذا قدر أنه لم يسلم، فهل الكبير يدع السلام لأن الحق لـه، أو يسلم لئلا تفوت السنة؟

    والجواب: يسلم، لئلا تفوت السنة، فكون الإنسان يقول: أنا صاحب الحق لماذا لم يسلم عليّ؟ هذا خطأ، صحيح أنك صاحب الحق، وأن المشروع أن يسلم هو عليك، لكن إذا لم يفعل فسلم أنت.

    تسليم الماشي على القاعد

    يسلم أيضاً الماشي على القاعد، فإذا مر شخص بإنسان قاعد فليسلم عليه، ولو كان أصغر منه سناً أو قدراً، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يسلم على الصبيان إذا مر بهم وفي ذلك فائدة عظيمة، منها التواضع، أن الإنسان يضع نفسه إذا سلم على من هو دونه، ومنها الرحمة؛ لأن سلامك على الصغار، نوع من الرحمة، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن (الراحمين يرحمهم الله عز وجل) ومنها: تعويد السلام لهؤلاء الصبيان، يعني: أن الصبي يعرف أن شعار المسلمين أن يسلم بعضهم على بعض فيأخذ من هذا أدباً وخلقاً، ينتفع به في شبابه وبعد هرمه.

    تسليم القليل على الكثير

    ثالثاً: يسلم الكثير على القليل، أو القليل على الكثير؟ القليل، كالصغير مع الكبير، يسلم القليل على الكثير، أي: إذا تقابل جماعة خمسة وستة، من يسلم؟ الخمسة يسلمون على الستة؛ لأن الستة فيهم زيادة له حق -الزائد له حق- فيسلم القليل على الكثير، وإذا لم يفعلوا فليسلم الكثير على القليل لئلا تفوت السنة بينهم.

    كذلك أيضاً الراكب والماشي تقابل رجلان أحدهما يمشي والثاني راكب في سيارته أو على بعيره، من الذين يسلم؟ يسلم الراكب على الماشي؛ لأن الراكب له علو فيسلم على الماشي؛ لأن السنة جاءت بهذا، الصاعد على النازل؟ أو النازل على الصاعد؟ الصاعد على النازل، لو أن اثنين التقيا في درجة سلم فإن الصاعد هو الذي يسلم على النازل.

    وإذا لم تأت السنة ممن عليه أن يبدأ بها، فليبدأ بها الثاني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) قال: خيرهما، فدل ذلك على أن من بدأ غيره بالسلام فهو خير، وهو كذلك؛ لأنك أنت إذا سلمت حصلت على عشر حسنات، ثم إذا رد صاحبك حصل على عشر حسنات، وما هو السبب الذي جعله يحصل العشر الحسنات؟ السبب البادئ، لولا أنك سلمت مارد فتكون أنت متسبباً لهذا الذي عمل عملاً صالحاً فلك أجره، ولهذا قال العلماء: ابتداء السلام سنة ورده واجب، ثم أوردوا على هذا إشكالاً، قالوا: أيهما أفضل: ابتداء السلام، أو رد السلام؟ ابتداء السلام، أفضل، ثم أوردوا إشكالاً قالوا: كيف تكون السنة أفضل من الواجب، والقاعدة الشرعية: أن الواجب أفضل كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: (ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه).

    أجابوا عن ذلك قالوا: هذا الإشكال جوابه أن هذا الواجب كان مبنياً على السنة، فصارت السنة التي بني عليها الواجب لمن أتى بها، ثواب أجره الخاص، وثواب أجر الراد الواجب.

    رفع السلام بصوت مسموع

    كذلك -أيضاً- السلام ينبغي أن يكون بصوت مسموع، بعض الناس يلاقيك ويسلم، لكن تشك هل سلم أم لا؟ لأنه لم يرفع صوته وهذا غلط، ارفع الصوت على وجه يدل على أنك فرح بهذا الأخ الذي قابلك، أو الذي سلمت عليه لا بصوت مزعج، ولا بخافتٍ لا يسمع، على عكس ذلك بعض الناس يسلم بصوت مزعج، والدين وسط بين الغالي والجافي، فنقول: سلم سلاماً مسموعاً يسمعه أخوك، ويكون بأدب واحترام.

    انبساط الوجه وانشراح الصدر

    ومن آداب السلام -أيضاً- أن يكون المسلِّم منبسط الوجه منشرح الصدر، فإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، فإن طلاقة الوجه، وانشراح الصدر، والابتسامة في وجه أخيك لا شك أنها من الأمور المطلوبة؛ لما فيها من إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك من الأمور المستحبة التي تؤجر عليها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة) كل معروف فإنه صدقة.

    أنواع السلام المحمول وكيفية الرد عليه

    وإذا ورد عليك السلام محمولاً، فإن كان الحامل لـه شخصاً وقال: فلان يسلم عليك، فقل: عليك وعليه السلام، وإن شئت فقل: عليه السلام أي: على الذي حمَّله، أما إذا كان محمولاً في كتابه، أي: إنسان كتب لك كتاباً وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن كنت تريد أن تجيبه بكتاب فرد عليه الجواب، مثلاً كتب إليك إنسان كتاباً، وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عند الجواب تكتب ج/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قرأت كتابك وفهمت ما فيه والجواب كذا وكذا، أكثر الناس لا يهتمون الآن بهذا، تجده يكتب الجواب ويقول في ابتدائه السلام عليكم ورحمة الله، هذا حسن، لكن الذي سلم عليكم يريد جواباً، قل: ج/ جواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وصلني كتابك أو قرأت كتابك وفهمت ما فيه، وهذا جوابه، وتجيبه بما سألك، فهذا إذا كان السلام مكتوباً فجوابه بالكتابة.

    حسن إذا كان لا يحتاج إلى جواب، مثل أن يكون شخص كتب إليك كتاباً يخبرك بخبر لا يحتاج إلى جواب، فهنا إذا قرأت الكتاب فقل: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، لا أقول وجوباً؛ لأن صاحبك لن يسمع، لكن على سبيل الاستحباب، رجل دعا لك بظهر الغيب فادع له أنت بظهر الغيب، وإلى هنا ينتهي الكلام على السلام وإن شاء الله تعالى نكمل تفسير ما تيسر من سورة الذاريات.

    1.   

    الأسئلة

    حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر

    السؤال: ما حكم الصلاة في مسجد فيه قبر، ومن صلى في مسجد فيه قبر هل يعيد الصلاة؟

    الجواب: ينظر في هذا إذا كان المسجد مبنياً على القبر فالصلاة فيه لا تصح؛ لأن هذا المسجد محرم ويجب هدمه، وإذا كان المسجد سابق ودفن فيه ميت، فينظر إذا كان القبر في جهة القبلة، فإنه لا يُصلى في هذا المسجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصلوا إلى القبور) وأما إذا كان على يمين مستقبل القبلة أو يساره أو خلف ظهره، فلا بأس، ولكن يجب على أهل الميت الذي دفن في هذا المسجد أن ينبشوه، وأن يدفنوه مع الناس.

    حكم رد السلام على الكافر

    السؤال: هل رد السلام على الكافر واجب ويأثم تاركه؟

    الجواب: رد السلام على الكافر واجب، لقوله تعالى وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا [النساء:86] وهذا هو الحكمة والله أعلم، لأن الله قال: وَإِذَا حُيِّيتُمْ ولم يقل: إذا حيا بعضكم بعضاً، ولم يقل إذا حياكم إخوانكم، فقال: وَإِذَا حُيِّيتُمْ فيجب الرد، لكن هل إذا قال المسلِّم، مرحباً بفلان، أهلاً بفلان هل يجب الرد؟ ظاهر القرآن الكريم أنه يجب الرد؛ لأن هذا يسمى تحية عرفاً وإن كانت التحية الفضلى أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولكن مادام الناس قد تعارفوا بينهم أن قول أهلاً، مرحباً، حياكم الله؛ تحية، فإن ظاهر القرآن الكريم يقتضي أن ترد عليه.

    صوت المرأة ليس بعورة

    السؤال: سمعنا في برنامج الفتاوى الذي يذاع بالراديو أصوات نساء يسألن ولكنها المرة الأولى التي يظهر فيها صوت المرأة عبر إذاعة القرآن الكريم، ونعلم أن سماحتكم من الحريصين والحمد لله على الخير، فنريد أن توضحوا لنا ولمن قد يلتبس عليه الأمر في ذلك، هل صوت المرأة عورة، وما حكم إذاعته بعد تسجيله، وقد ترون أن من الأفضل أن يعود طرح الأسئلة كما كان سابقاً عن طريق مذيع البرنامج؟

    الجواب على هذا بأن أقول: صوت المرأة ليس بعورة، بنص القرآن، قال الله تبارك تعالى لأمهات المؤمنين، زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] فقوله: فلا تخضعن بالقول؛ إذنٌ بالكلام مع الرجال، وأن المرأة لا بأس أن يسمع صوتها الرجل، لكن بدون خضوع، وكذلك كانت النساء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تأتي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في مجلسه، تأتي المرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في مجلسه وتسأله، والرجال حاضرون، فلا بأس أن يسمع الرجل صوت المرأة.

    لكن يبقى هل الذين يستمعون إلى صوت المرأة يتمتعون بهذا الصوت أو يتلذذون به؟ يكون المسئول هو الرجل الذي يتمتع بأصوات النساء أو يتلذذ بها، أما صوت المرأة من حيث هو فليس فيه شيء إطلاقاً، ثم إن غالب النساء التي يسألن في هذا البرنامج يسألن مسائل فقهية، أو عن تفسير آية، أو ما أشبه ذلك، شيء لا يمت إلى الفتنة بصلة، وإلا فنحن إن شاء الله تعالى من أحرص الناس على تحاشي ما يكون فيه الفتنة.

    وأما قول السائل: كما كان سابقاً ما أعرف أنه كان سابقاً، لعله يريد هو نور على الدرب، نور على الدرب يكتب بأوراق، رسائل تأتي إلى الإذاعة وتعرض على المشايخ ولا حاجة أن نقول: إن المرأة تُسمع المذيع ثم المذيع ينقل سؤالها إلينا؛ لأن هذا يؤدي إلى أن يستغرق وقتاً أكثر فتقل الأسئلة في هذا البرنامج، البرنامج كانوا يريدونه عشر دقائق فقط، فطلبنا منهم أن يكون ثلث ساعة؛ لأنه أوسع للناس، واليوم اتصلوا بنا وقالوا أنهم جعلوه ثلث ساعة، وهو الإذاعة الساعة الخامسة إلا ثلثاً بعد العصر، من كل أحد وكل أربعاء، وستكون إذاعته في رمضان كل يوم عند الإفطار.

    الواجب على المرأة إذا حجت وهي حائض

    السائل: امرأة حجت نيابة، وفي اليوم التاسع يوم عرفة نزل بها الحيض ولم تبلغ محرمها، وعملت جميع مناسك الحج وهي حائض بما فيه الطواف، ثم وادعت وهي حائض، وعندما وصلت لم تخبر محرمها ومر على ذلك أربع سنوات مع أنها أرملة، فما حكم هذا الحج؟

    الجواب: حكم هذه أن حجها لم يتم، وباقٍ عليها الآن طواف الإفاضة؛ لأنه ركن ولا يتم الحج إلا به، فعليها الآن أن تذهب إلى مكة ، وتحرم بعمرة، وتطوف، وتسعى، وتقصر للعمرة، ثم تأتي بطواف الحج السابق، وإلا فإنها باقية على ما بقي من إحرامها وآثمة بالنسبة للنيابة التي أخذتها؛ لأنها إلى الآن لم تتمها، وهي متعلقة بذمتها، فبلغها أن تذهب إلى مكة فوراً قبل رمضان، يعني: من اليوم إذا أمكن ويذهب معها محرمها.

    حكم مناقشة الطالبات للأستاذ

    السؤال: بحكم أني مدرس في كلية البنات فأنا أدرسهن عن طريق إما المصورة -التلفزيون- أو الإذاعة، وطبعاً وفي أثناء الدرس يعقبه حوار بيني وبين الطالبات فما رأي الدين؟

    الجواب: والله رأي الدين صعب أنك توجه رأي الدين لي أنا؛ لأني أنا لست معصوماً ومثل هذا التعبير لا تلقيه على أي أحد من العلماء، أي أحد من العلماء لا يمكن أن يتكلم باسم الدين؛ لأنه ليس معصوماً، لكن قل في نظرك لا بأس، قيد.

    أما الجواب: فرأيي أنه لا بأس به أن الطالبة تحاور الأستاذ لكن إذا علمت أنها تمادت في البحث على وجه لا فائدة منه فاقطع الحوار، وأما إذا كانت لغرض فالنساء كن يحاورن الرسول عليه الصلاة والسلام ، خطب يوم العيد ثم ذهب إلى النساء ووعظهن وذكرهن وقال: (إنكن أكثر أهل النار، قلن: بم يا رسول الله؟) فحاورنه، وكذلك أيضاً لما أخبر: (ما من امرأة يموت لها ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا كان ستراً لها من النار، قلنا: يا رسول الله! واثنان؟ قال: واثنان، قلنا: يا رسول الله! وواحد..) فهذا لا بأس به؛ لأنه كوننا نشدد في موضوع المرأة من جانب ويأتي الناس -والعياذ بالله- يتحللون في حق المرأة من جانب آخر، كما يبدر من السفهاء الموجودين في بلادنا وغير بلادنا ممن يريدون أن يلحقوا المرأة بالرجل، هذا لا شك أنه منكر وأنه لا يقره أحد.

    لكن كوننا نشدد حتى نقول: لا يسمع صوتها، وهو صوت ولا محذور فيه إطلاقاً؛ فليس بصحيح، فأرى أنه لا بأس أن تحاورها، وأن تبين لها وتكشف لها؛ لكن إذا رأيت منها استدراجاً في كلام لا فائدة منه فاقطع الكلام.

    سبب تخصيص الله للبنين في قوله تعالى: (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ)

    السؤال: في قوله تعالى على لسان نوح عليه السلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12].

    قوله تعالى: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ في قوله: وَبَنِينَ هل هذه النعمة تستلزم صلاح الذرية؟

    الجواب: هو أن نوح عليه الصلاة والسلام وعد قومه أنهم إن استغفروا الله أرسل عليهم السماء مدراراً، وأمدهم بأموال وبنين، وجعل لهم جنات وجعل لهم أنهاراً، وإنما خص هنا البنين دون البنات؛ لأن غالب ما يفتخر به الناس هم الأبناء، دون البنات، والنسل إذا جاء فإنما ينسب إلى الأجداد من جهة البنين لا من جهة البنات، فلهذا قال: وَبَنِينَ ولا يلزم من هذا أن يكونوا كافرين أو مؤمنين، المهم أن ظاهر ما تريده نفوسهم المال والبنين والبساتين وغيرها وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً .

    ولكن هنا سؤال، يقال: هل إذا أراد الإنسان بالعمل ثواب الدنيا والآخرة، بمعنى أنه عمل عملاً صالحاً واستغفر ربه ليمده الله عز وجل بما ذكر نوح عليه الصلاة والسلام مع رجاء ثواب الآخرة، هل ينقص هذا من أجره؟ الجواب: لا ينقص؛ لأنه لو كان ينقص من الأجر لكان الله تعالى لم يرغب عباده بذلك، لكن لا شك أن هذه الأشياء تحمل الإنسان على التقدم بالعمل الصالح، ومن ذلك التطبيق الفعلي للرسول عليه الصلاة والسلام حيث كان يجعل للقاتل المجاهد في سبيل الله سلب القتيل أي: إذا قتل رجلاً من الكفار يكون له سلبه وهو: ما عليه من الثياب، وما أشبه ذلك، لكن لا شك أن الإنسان يجب عليه أن يغلب جانب الآخرة على جانب الدنيا، وجانب الدنيا ما هو إلا حافز فقط.

    امرأة نامت بالقرب من طفلتها فاستيقظت وقد ماتت الطفلة

    السؤال: والدتي تزوجت قبل ثلاثين عاماً أو يزيد، كان عمرها بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة، ولدت لها طفلة -بنت- فلما بلغت أربعة عشر يوماً تقريباً كانت نائمة فلما أصبحت وجدتها ميتة قد تلونت، أو انقلب لونها إلى الأزرق وكأنها ماتت مخنوقة وهي تشك وتقول: هي السبب -الوالدة- علماً بأن الطفلة ولدت على ثمانية أشهر ويقال: أن ابن الثمان الأشهر قد لا يعيش كثيراً والله أعلم، نريد الحكم جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الحكم لا شيء على الوالدة؛ لأنها لم تتيقن أنها ماتت بسببها، فإذا لم تتيقن فالأصل براءة ذمتها، حتى في الشك، حتى لو غلب على ظنها أنها هي التي قتلتها ما عليها شيء، لابد من اليقين؛ لأن الأصل براءة الذمة، ومادامت أيضاً ولدت في هذه الأشهر الثمانية، وفيه كما ذكرت الغالب أنها لا تعيش، لكن هذا لا يهمنا، ولكن الذي يهمنا الأصل براءة الوالدة، وأن الطفلة ماتت بقضاء الله وقدره.

    كيفية قراءة الفاتحة بخشوع ويقين في الصلاة الجهرية

    السؤال: في الصلاة الجهرية كيف نقرأ الفاتحة بخشوع ويقين؟

    الجواب: أولاً انصت للإمام بخشوع ويقين، وأمِّن إذا انتهى من قوله ولا الضالين، ثانياً: إذا انتهى من قراءة الفاتحة اقرأها أنت، فما دام ساكتاً فيمكن أن يكون لديك خشوع، وإن قرأ فأنت مأمور بقراءتها سواء بخشوع أو بغير خشوع، افعل ما أمرت به واقرأها ولو كان الإمام يقرأ، ثم إن حصل لك خشوع فهذا المطلوب، وإن لم يحصل كما هو الغالب الآن؛ لأن أكثر المساجد تصلي بالميكرفون ولا يحصل خشوع، فأنت اقرأها امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) وقال عليه الصلاة والسلام: (حين انفتل من صلاة الفجر وأخبره الصحابة أنهم كانوا يقرءون قال: لا تفعلوا إلا بأم القرآن؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها).

    حكم العمل مع رجل يكسب المال بالتحيل

    السؤال: هناك عامل يعمل مع رجل وهذا الرجل يكسب المال بالتحيل فما حكم راتب العامل؟

    الجواب: العامل يعمل عند رجل يكسب المال على وجه محرم، لكنه يوفي عمله ليس عليه شيء، إلا إذا كان يعمل في أمر يساعد ذاك على المحرم فلا يجوز.

    السائل: يعمل ويعينه على ذلك العمل؟

    الشيخ: إذاً يسفره، لا يعمل إطلاقاً؛ لأنه أعان على الإثم والعدوان، لكن لو فرض أن الكفيل له مزرعة وهو يكسب مالاً بغير حق، وهذا يعمل في المزرعة ما له دخل في كسبه، فلا بأس، أما إذا كان يساعده على اكتساب المال على وجه محرم؛ فإنه لا يجوز إطلاقاً أن يبقى عنده، من الآن بلغه الراتب الذي سبق معفو عنه، لقوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ [البقرة:275] لكن في المستقبل بعد أن يعلم الحكم الشرعي لا يجوز أن يبقى.

    معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ.. ) أنها هي الآية الجامعة

    السؤال: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8] أنها هي الآية الجامعة ال...؟

    الجواب: الجامعة، أي: أنها جمعت كل شيء، وأن الإنسان إذا عمل خيراً قل أو كثر فإنه مثاب عليه؛ لأنهم لما سألوه عن الحمر، هل فيها من أجر قال: (أنه أنزل عليّ هذه الآية الجامعة) معناه: أي خير تعملوه في أي شيء، فإنكم مأجورون عليه، حتى الإنسان إذا أطعم أهله بنية صار له أجر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لـسعد بن أبي وقاص : (واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك).

    جواز الفتيا في الأشياء الظاهرة

    السؤال: نحن مدرسون يوجه إلينا بعض الأسئلة، فنجيب الطلاب بما نعلم فهل هذا من الفتيا والجرأة على الله عز وجل؟

    الجواب: إذا كان بما تعلم أنه الحق، فليس فيه جرأة.

    السائل: كأننا صرنا في مقام المفتي نجيبهم؟

    الشيخ: الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (بلغوا عني ولو آية) الكلام على أنك هل أنت متيقن وإلا لا.

    السائل: إذا كان الحكم ظاهراً وبيناً؟

    الشيخ: مثلاً لو سألك طالب وقال: ما تقول في الزنا؟ تقول حرام، هذا ما فيه إشكال، لكن يسألك عن مسألة لا يعرفها إلا طالب العلم، وتظن أنت أو يخيل لك أنها جائزة، وأنها حرام، وتفتي بهذا، فهذا لا يجوز، لكن الشيء الظاهر ظاهر.

    السائل: الإشكال أن يخفى الحكم في الوقت الحاضر، قد يكون يعلم الحكم ولا يتقين منه لنسيان الدليل مثلاً؟

    الشيخ: لا. ينتظر يقول للطالب: انتظر حتى أبحث أو حتى أسأل؛ لأنه مادام الكلمة في نفسك ما عليك شيء، لكن إذا خرجت ما عدت تملكها.

    حكم قول القائل: سلام عليكم دون الإتيان بالألف واللام في كلمة سلام

    السؤال: مر علينا الكلام عن السلام وهناك بعض الألفاظ تؤخذ من السلام، بدلاً من أن يقول السلام عليكم، يحذف الألف واللام، يقول: سلام عليكم، أو يكون الجواب أيضاً: سلام ورحمة الله، دون أن يقول: وعليكم السلام ؟

    الجواب: لا بأس إذا قال: سلام عليكم أتى بها منكرة، فلا بأس، لكن التعريف أفضل السلام عليكم، وكذلك سلام ورحمة الله وبركاته، يريد وعليكم السلام لا بأس، يجوز حذف الخبر ويجوز حذف المبتدأ، إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال: سلام حذف ماذا؟ حذف الخبر، أي: عليكم سلام.

    حكم قول القائل إذا دخل بيتاً وليس فيه أحد: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

    السؤال: إذا دخل أحد بيتاً وليس فيه أحد هل يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وهل في هذا دليل صحيح؟

    الجواب: لا أعلم عن هذا، الله تعالى يقول: وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27] أما إذا لم يكن فيها أحد فلا أعلم في ذلك شيء.

    السلام بالإشارة

    السؤال: هل الإشارة تكون مقام العبارة في السلام كالاقتصار على رفع اليد؟

    الجواب: لا يجوز أن يقتصر الإنسان على الإشارة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، ولكن إذا كان الإنسان بعيداً أو كان أصم فاجمع بين الإشارة والعبارة، وأما أن تقتصر على الإشارة فلا، فهنا ثلاث حالات:

    الأولى: أن تقتصر على الإشارة فقط، فهذا لا يجوز.

    الثانية: العبارة فقط، وهذا جائز وهو الأصل.

    الثالث: أن تجمع بين الإشارة والعبارة وهذا إذا كان هناك سبب، ككون الإنسان بعيداً أو كونه لا يسمع اجمع بين الإشارة والعبارة، وأما إبلاغ السلام لمن أوصاك به، فإن تحملت ذلك وقلت حين قال: سلم لي على فلان قلت: نعم إن شاء الله، فإنه يجب عليك أن تبلغ، ولكن في مثل هذه الحال، إذا قال لك سلم لي على فلان، تقول: إن شاء الله، ما لم أنس، قيد، من أجل ألا تخرج بإثم، وإلا قال العلماء: إذا التزم الإبلاغ وجب عليه الإبلاغ.

    السائل: عندنا كثير من الناس يقولون: نبلغك السلام وننسى أحياناً

    الشيخ: عليهم جميعاً السلام.

    السلام على المبتدع

    السؤال: المبتدع هل نسلم عليه؟

    الجواب: المبتدع إن كان داعياً لبدعته وكان في هجره مصلحة لا تسلم عليه، وأما إذا لم يكن في هجره مصلحة فسلم، صاحب البدعة إذا هجرته اتخذك عدواً وأثار الناس عليك، ولا فائدة من هجره، ولكن إذا كان في هجره فائدة بأن كان الرجل كبيراً في قومه وله منزلته، وصار هذا المبتدع إذا هجره هذا الرجل سوف يهتم بهذا؛ فلا بأس، وهذه قاعدة عامة، كل من كان على معصية ليست بكفر فلا يجوز هجره إلا إذا كان في ذلك مصلحة.

    الرد على من يقول: تفرق المسلمين أمر لابد منه

    السؤال: بعض الناس يقولون: تفرق المسلمين أمر لابد منه، ويستدلون بقول الله تعالى: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ [هود:118-119] أن يكون لام التعليل، الله سبحانه وتعالى خلقهم على هذه، هل هذا صحيح؟

    الجواب: هذا غلط عظيم، الأصل في المسلمين الاجتماع وعدم التفرق، كما قال تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى:13] وقال تعالى: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [آل عمران:105] وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ [الأنعام:159] هذا هو الأصل، أما استدلاله بالآية، فإن الله تعالى يقول: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً [هود:118] الناس عموماً، لو شاء الله لجمعهم على الهدى فكانوا أمة واحدة وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:118-119] فإنهم لا يختلفون، وهل المسلمون ممن رحم الله؟ الجواب: نعم. إذاً فلن يكون بينهم اختلاف، وأما قوله: وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ [هود:119] فهو تعليل للناس عموماً، أي: ومن أجل هذا الاختلاف خلقهم، لولا هذا الاختلاف لم تجد النار أحداً، ولكان خلق النار ما منه فائدة، والله عز وجل قال: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ [التغابن:2].

    هذه المقالة غلط، لكن لا شك أن الناس يختلفون في العلم، يختلفون في الفهم ويختلفون في التقوى، فإذا اختلفوا في هذا لابد أن يختلف رأيهم، لكن هل اختلاف الرأي بأن يقول هذا الرجل: الوضوء من لحم الإبل واجب، وهذا يقول: ليس بواجب، هل هذا يؤدي إلى اختلاف القلوب؟ يجب ألا يؤدي إلى اختلاف القلوب، لكن مشكلتنا الآن أن كثيراً من الناس إذا خالفته في مثل هذه الأمور خالفك بقلبه، حتى في الأمور التي دون ذلك، تجده -مثلاً- يكرهك إذا كنت تقدم ركبتيك قبل يديك في السجود؛ لأنه يرى أنك تقدم اليدين، مع أن القول الراجح هو تقديم الركبتين، كذلك -أيضاً- يكرهك إذا جعلت يديك على صدرك في حال القيام بعد الركوع؛ لأنه يرى أنها لا تجعل، مع أن الصحيح أنها تجعل، مع أن المسألة كلها اجتهادية وفيها مساغ للاجتهاد، والواجب أنك إذا خالفك إنسان لمقتضى الدليل عنده، الواجب أن تزداد محبتك له، أي: كونه خالفك وهو يعلم أنك تكره أن يخالفك من أجل قيام الدليل عنده، يدل على تمسكه بما يراه دليلاً، وهذا مما يوجب زيادة المحبة لهذا الرجل، هكذا الحق، أما أن أتخذ من مثل هذا الخلاف عداوة وبغضاء فهذا لا شك أنه منهي عنه.

    حكم السلام على من يجلسون وقت الصلاة على الأرصفة

    السؤال: نجد أناساً من البلد لا ندري هل هم مسلمون أم كفار، مع أن القرينة أن الناس يتجهون إلى المساجد، وهم جالسون على الشوارع والأرصفة، هل نسلم عليهم؟

    الجواب: هؤلاء لا تسلم عليهم ماداموا جالسين والناس يصلون، الغالب أن هؤلاء كفار، لكن مرهم أن يصلوا وإذا قالوا: إنهم غير مسلمين، تقول لهم: ابتعد عن المسجد لا يمكن أن يرخص للكافر أن يبقى أمام المساجد، والمسلمون يدخلون يصلون وهو باقٍ؛ لأن هذا تحدٍ لشعور المسلمين، فيقال: اذهب إلى غرفتك أو تجول في الأسواق لا تأتِ هنا وتجلس عند المسجد.

    حكم دعوة النساء كاشفات الوجه

    السؤال: في أمر الدعوة إلى الله في دولة مسلمة، الداعين يقومون بأمر الدعوة للنساء من دون أن يكون هنالك حجاب، لكن النساء كن لابسات زياً إسلامياً، أو أقرب إلى الزي الإسلامي تماماً، فينكر عليهم؛ ونحن نقوم بهذا الأمر لمتطلبات منها: ربما القوم لم يأتهم داعية من قبل فيكون إذا ضرب الحجاب أو يكون الآن ليس له وقت، أو لا يستوعبون الكلام كما ينبغي، وهل الأمر بالحجاب في الآية أن يكون الحجاب الذي يكون بينك وبين النساء أم أن المرأة نفسها إذا لبست الحجاب، يكون كافياً وفقكم الله؟

    الجواب: الواجب على الداعية أن يدعو إلى الله عز وجل وأن يجعل الحسنات الصافية غامرة للسيئات التي هي أقل منها، فكونه يأتي إلى النساء ويدعوهن إلى الله عز وجل، ويبين ما يجب من أركان الإسلام، والإخلاص، والمتابعة، والصلاة، خير من كونه يدعهن؛ لأنهن كاشفات الوجوه، نقول: اذهب وادعهن ولو كن كاشفات الوجوه، وغض البصر ما استطعت، ثم بعد أن يتقرر الإيمان في قلوبهن، وتتبين منزلتك عندهن، مرهن بتغطية الوجه، والحجاب ليس معناه أن يكون بينك وبين المرأة ساتر، الحجاب إذا غطت وجهها كفى.

    صلاة الراتبة في السفر

    السؤال قلنا بالأمس: إن راتبة الجمعة لا تلزم المسافر.

    الجواب: لأن الراتبة أصلاً غير لازمة لا جمعة ولا غير جمعة، قلنا: يمكن أن يقال لمن صلى الجمعة من المسافرين: صل الراتبة، ويمكن أن نقول: لا تصل الراتبة، أي: إن صلى فلا بأس، وإن ترك فلا بأس.

    الواجب على المسافر إذا سمع نداء الجمعة

    السؤال: هل إذا سمع المسافر النداء تلزمه الجمعة؟

    الجواب: هذا أمر وجوب، هذا أمر واجب يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة:9].

    السائل: والراتبة يا شيخ؟!

    الشيخ: لا. ليس هناك علاقة بين الراتبة وحضور الجماعة، يعني: يقول مثلاً: لازم على من حضر الجماعة أن يصلي راتبة، ومن لم يحضر لا يصل راتبة؟! لا.

    انتهى هذا اللقاء وإلى اللقاء القادم إن شاء الله تعالى، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768031383