أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والثمانون بعد المائة من اللقاءات المعروفة بـ(لقاء الباب المفتوح) التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الثالث من شهر صفر عام (1419هـ).
قوله: وَحَمَلْنَاهُ أي: حملنا نوحاً وأهله إلا من سبق عليه القول منهم، وأمره الله تعالى أن يحمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين ومن آمن معه: وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [هود:40]، حمله الله على ذات ألواح ودسر، أي: على سفينة (ذات ألواح ودسر)، وكان نوح عليه الصلاة والسلام يصنعها فيمر به قومه فيسخرون منه، فيقول: إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ [هود:38-39].
هذه السفينة وصفها الله بأنها عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ [القمر:13] وألواح جمع منكر يدل على شيئين: الشيء الأول: كثرة ألواحها.
والشيء الثاني: عظمة هذه الألواح ومتانتها.
وحق لسفينة تحمل البشر على ظهرها أن تكون ذات ألواح ودسر، ذات ألواح عظيمة.
قوله: وَدُسُرٍ أي: مسامير، وقيل: إن الدسر ما تربط به الأخشاب، فيكون أعم من المسامير؛ لأن الأخشاب قد تربط بالمسامير وقد تربط بالحبال، فالمهم أن توثيق هذه الألواح بعضها ببعض كان قوياً، وإنما ذكر الله سبحانه وتعالى مادة صنع السفينة وأنها من الأخشاب والمسامير أو الروابط التي تربط بين تلك الأخشاب ليكون ذلك تعليماً للبشر أن يصنعوا السفن على هذا النحو.
قوله: جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ [القمر:14] جَزَاءً أي: مكافئة، لِمَنْ كَانَ كُفِرَ أي: لمن كان كفر به وهو نوح عليه الصلاة والسلام، فبين الله عز وجل أن إنجاء نوح بهذه السفينة كانت جزاءً له، وأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسن أكثر من إحسانه.
والوجه الثاني: وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا أي: السفينة، والمراد الجنس أي: جنس هذه السفينة أبقيناها آية لمن بعد نوح، وكلا الأمرين محتمل، والقاعدة في التفسير: أن الآية إذا احتملت معنيين لا ينافي بعضهما الآخر وليس أحدهما بأرجح من الآخر فإنها تحمل على المعنيين جميعاً.
فنقول: إن الله ترك القصة آية وعبرة لمن يأتي بعد نوح، ترك السفينة آية وعبرة يصنع مثلها من يأتي بعده، ويدل لهذا القول وأنه غير ممتنع: أن الضمائر أحياناً تعود إلى الجنس لا إلى الفرد، نظيره قول الله تبارك وتعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ [المؤمنون:12-13] خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ما المراد بالإنسان؟ آدم، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً [المؤمنون:13] ليس آدم هو الذي جعل نطفة في قرار مكين، بل الإنسان الذي هو جنس آدم وهم بنو آدم، ومثل ذلك عند بعض العلماء قوله تعالى: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ [الملك:5] ليست المصابيح التي في السماء هي التي ترجم الشياطين ولكنها شهب تخرج منها فترجم الشياطين.
قوله: فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:15] الاستفهام هنا للتشويق، أي: هل أحد يدكر ويتعظ بما جرى للمكذبين بالرسل من إهلاكهم وتدميرهم؟
وقيل: إن الاستفهام للأمر، وأن المعنى: فادكروا، وسواء قلنا للتشويق أو للأمر، فإن الواجب علينا أن نتذكر، وأن نخشى من عقاب الله تبارك وتعالى، وعقاب الله تعالى لهذه الأمة خاصة لا يمكن أن يشملهم جميعاً، لكن قد يشمل مناطق معينة تؤخذ بالعذاب بما فعله السفهاء منهم، كما قال الله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال:25].
قوله: كَذَّبَتْ عَادٌ وهم قوم هود، كما قال تعالى: أَلا بُعْداً لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ [هود:60] كذبوا نبيهم هوداً عليه الصلاة والسلام، وكانوا أشداء أقوياء، وكانوا يفتخرون بشدتهم وقوتهم، ويقولون: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً [فصلت:15]، قال الله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً [فصلت:15-16].
يقول هنا: كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ .
والجواب: كان شديداً عظيماً واقعاً موقعه، فالاستفهام للتفخيم والتعظيم والتقرير، وهو أن عذاب الله كان عظيماً وكان واقعاً موقعه.
(نذر) أي: آياته كذلك كانت عظيمة واقعة موقعها، فبماذا أهلكهم الله؟
أهلكهم الله بألطف شيء وهو الريح التي تملأ الآفاق ومع ذلك لا يحس الإنسان بها؛ لأنها سهلة لينة يخترقها الإنسان بسهولة، مكاننا الآن الذي نحن فيه مملوء من الهواء، ومع ذلك نخترقه ولا نحس به، فهي من ألطف الأشياء.
قوله: عَلَيْهِمْ أي: على عاد ريحاً صرصراً أي: ذات صرير لقوتها وشدتها، حتى إنها مجرد نفوذها يسمع له الصرير وإن لم تصطدم بما يقتضي الصرير؛ لأنها قوية عظيمة جداً، وهي الريح الغربية أتت من قبل الغرب، أي: من جهة الغرب لعاد، فقالوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا [الأحقاف:24] وكانوا قد أجدبوا قبل ذلك سنوات، فلما أقبلت بسوادها وعظمتها وزمجرتها، قالوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا [الأحقاف:24] ولكن الأمر كان بالعكس، كانت ريحاً فيها عذاب أليم، كانت ريحاً عقيماً ليس فيها مطر ولا يرجى أن يأتي منها مطر.
هنا يقول الله عز وجل: إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً [القمر:19] فهي الريح الغربية التي تأتي من ناحية المغرب.
قوله: صَرْصَراً أي: شديدة الصوت والصرير لقوتها وسرعتها.
قوله: فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ [القمر:19] أي: في يوم شؤم (مستمر) بالنسبة لعاد وليست كل وقت، فاليوم الذي أهلكوا فيه ليس هو نفسه نحساً مستمراً ولكنه بالنسبة لهؤلاء كان يوم نحس مستمر، كما قال الله تعالى عن قوم نوح: أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً [نوح:25]، هؤلاء أهلكوا بالريح فأدخلوا النار، فالنحس -أي: الشؤم- كان مستمراً معهم، عذاب الآخرة متصل بعذاب الدنيا.
قوله: تَنزِعُ النَّاسَ أي: تأخذهم بشدة وقوة وترفعهم إلى السماء -نسأل الله العافية- حتى قال بعضهم: ترفعهم حتى يغيب الإنسان عن الرؤية من علوه ثم تطرحه في الأرض، إذا سقطوا على الأرض سقطوا على أم رءوسهم ثم انفصل الرأس من الجسد من شدة الصدمة.
قوله: تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ في حال سقوطهم إلى الأرض أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (أعجاز) أي: أصول، والنخل معروف، والمنقعر: الساقط من أصله، أي: كأنهم نخل سقط من أصله وبقيت جثثه، لماذا صاروا كأعواد النخل؟
لأنهم ليس لهم رءوس كما قال المفسرون، حيث إن رءوسهم انفصلت من شدة الصدمة، فسبحان القوي العزيز، هؤلاء القوم الأشداء الأقوياء وصلوا إلى هذه الحال بريح من عند الله عز وجل تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ [القمر:20-21].
هنا قال: كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر:20]، وفي الحاقة: كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7] والمعنى متقارب، لكن من بلاغة القرآن أن يجري الكلام فيه على نسق واحد، فهناك: كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7] مناسب للفواصل التي في الحاقة، وأما هنا: كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر:20] فمناسب للفواصل التي في سورة القمر، لأن تناسب الكلام واتساقه من كمال بلاغته.
قوله: فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:21-22] كرر الله تعالى هذا عند آخر كل قصة من أجل أن نحرص على تذكر وتدبر وتفهم القرآن؛ لأنه ميسر، والجملة مؤكدة بمؤكدات ثلاثة: القسم، واللام، وقد، مما يدل على الترغيب في تذكر القرآن والتذكر به فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:22].
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من المدكرين بكتاب الله عز وجل، إنه على كل شيء قدير.
الجواب: إذا كنت مسافراً فأينما أدركتك الصلاة فصل، فإذا دخل الوقت وأنت بعيد عن المحطة التي فيها المسجد ومعك ماء فتتطهر وصل، هذا هو الأفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل)، أما إذا كنت قريباً فالمكان الذي يصلى فيه أفضل من غيره مما لم يصل فيه، لأن الفقهاء رحمهم الله قالوا: إن المسجد العتيق أولى أن يصلى فيه من المسجد الجديد. وعللوا ذلك بقدم الصلاة فيه.
ثم إنكم إذا وصلتم إلى المحطة وصليتم في المسجد ربما تجدون جماعة، وكلما كثر الجمع فهو أفضل، ثم إنكم أيضاً إذا صليتم في المساجد التي في المحطات تتأكدون من استقبال القبلة، فإن من يصلي في البر إذا لم يكن معه آلة القبلة ربما يخطئها، ففيها هذه الفوائد الثلاث:
1- أنها أقدم في العبادة.
2- أنه أقرب إلى تكثير الجماعة.
3- أنه أقرب إلى إصابة القبلة.
الجواب: هذا في الحقيقة ألعوبة اتخذها الشباب الآن؛ لأنه إذا أخلف الوعد أو أخطأ في كلمة لا يريدون بذلك عقوبة يعني: تعزيره لإخلاف الوعد، لكن يريدون الضحك والانبساط عليه وما أشبه ذلك، لهذا أرى أن تركها أولى، لئلا تتخذ ألعوبة فيصير كل واحد يريد أن يكون عليه -كما يقولون- حق، يخطئ في كلمة أو يخلف وعداً، وإخلاف الوعد من النفاق إلا لضرورة، لكن لا يلزمه، إذا قالوا: عليك حق، يقول: لا. من أوجبه عليَّ؟ أوجبه الله؟ أوجبه الرسول؟ أوجبه العلماء؟! فيتركه ولا يقوم بهذا الحق، فالأفضل ألا يأتي بالحق، وقصدي بالحق الذي يقولون: إنه حق، وإلا فالظاهر أنه للباطل أقرب.
الجواب: يجيب عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ثبت في صحيح مسلم أنه قال صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة) هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، أبعد هذا الجواب الواضح جواب؟
ما قال هذا لأن مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام له خير من ألف صلاة، لكن مساجد المدينة ليس لها هذا الفضل، هذا واضح، لكن خير من ألف صلاة مما سواه إلا مسجد الكعبة، كلمة (مسجد الكعبة) ماذا تعني؟ المسجد الذي فيه الكعبة.
إذاً.. إذا صليت في مساجد أخرى في مكة لا تنالها فضل الصلاة في مسجد الكعبة، لكن لا شك أن الصلاة في نفس الحرم داخل بيوت الحرم أفضل، والدليل على هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل في الحديبية وبعضها حرم وبعضها حل نزل في الحل، وصار يدخل في الحرم ويصلي فيه، مما يدل على أن الصلاة في الحرم -أي: فيما كان داخل حدود الحرم- أفضل من الصلاة في الحل، لكن هل ينال أكثر من مائة ألف صلاة؟ لا. إلا في مسجد الكعبة.
وهذه المسألة ذكرها صاحب الفروع من أصحاب الإمام أحمد رحمه الله، وهو على ما قيل: أعلم الناس بفقه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حتى كان ابن القيم رحمه الله وهو ملازم لـشيخ الإسلام يرجع إلى ابن مفلح صاحب الفروع فيسأله عما يختاره شيخ الإسلام في مسائل الفقه، وقد ذكر رحمه الله أن هذا ظاهر كلام أصحاب الإمام أحمد .. أن التفضيل خير من مائة ألف خاص بمسجد الكعبة، ونحن نقول: أفبعد كلام الرسول شيء؟! لا شيء.
الجواب: أما الأذان فله أصل، وحديثه حسن ولا بأس به، لكن عند الولادة قبل أن يسمع أي شيء، يكون أول سمعه النداء إلى الصلاة وإلى الفلاح، أما حديث الإقامة في الأذن اليسرى فهو ضعيف.
الجواب: وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قيد رمح، أي: بعد طلوعها بنحو ثلث ساعة إلى قبيل الزوال بنحو عشر دقائق، كل هذا وقت له، والأفضل أن تصلى في آخر الوقت، لحديث: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) لكن كل هذا الوقت وقت لها، أقلها ركعتان وأكثرها ما شئت.
الجواب: هذا منهي عنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم، فإذا حازها إلى مكان آخر، وقال لصاحب المعرض: بعها. فلا بأس، يبيعها وهي في مكانها، ولا يبيعها وهي في نفس المعرض.
الجواب: الأفضل إذا دخلت المسجد في أوقات النهي الصحيح أنك تصلي تحية المسجد؛ لأن تحية المسجد لها سبب، وكل صلاة ذات سبب فإنها جائزة في وقت النهي، فإذا دخلت المسجد فصل، حتى وإن كانوا لا يرون ذلك، كما أنه لو دخل إنسان ممن لا يرى ذلك في مسجد قوم يرون ذلك فإنه يجلس ولا يصلي، هذه مسائل دينية، إلا إذا خفت الأذى بحيث يطردونك أو يقدحون فيك أو ما أشبه ذلك، فهذا شيء ينظر في المصلحة والمفسدة.
الشيخ: كيف؟ يعني: مثلاً تعلن بأنه في خلال ثلاثة أيام من أراد أن يشتري منا سلعة فثمنها إليه بأي ثمن.
السائل: نعم. أي تاجر يسعر بسعره وهم يجمعون الأوراق ثم ينظرون إلى هذه الأوراق وعلى السعر الذي يريدونه يبيعونه لهذا، يعني: أي تاجر يضع سعراً لبيع هذه السيارات.
الشيخ: هل هذه شركة ...
الشيخ: شركة تريد تبيع سيارات قديمة مستعملة تعلن أن لها سيارات للبيع، ولكن أي إنسان يريد أن يشتريها يضع لها سعراً ويأتي بالسعر بأوراق في وقت معين يقول: هذا المدة تنتهي ثلاثة أيام أو أربعة أيام؟
الجواب: طيب السيارات تختلف كيف يكون سعرها؟
السائل: يأتون وينظرون أي واحدة من هذه السيارات ويكتب عليها رقمه ..
الشيخ: هذا الزبون يأتي للسيارة المعينة هذه، ويقول: أشتريها بعشرة آلاف ..
والآخر أيضاً يأتي ويصنع كما صنع الأول، ثم يجمعونها عندهم في مكتب معين، وأي واحد يأتي بورقته وبعنوانه وبالسعر الذي يريد هو أن يشتري، فآخر نتيجة أنهم يفرزون الأوراق والأسعار ثم يبيعون لمن كتب السعر الأعلى.
الشيخ: لكنه يعرف السيارة التي يريدها؟ يعني: يريد السيارة الفلانية رقم كذا وكل شيء، وإذا هي بعشرة آلاف مثلاً، وإذا جاء آخر ووقع نظره عليها؟
السائل: هذا أيضاً يسعر.
الشيخ: وقال: أنا أعطي عشرة آلاف.
السائل: هو لا يتكلم معهم.
الشيخ: هل يقبل الثاني وإلا الأول هو ..
السائل: لا. هم يأخذون السعر الأكثر.
الجواب: هذا لا بأس به؛ لأن السلعة معلومة والثمن معلوم عند كل من البائع والمشتري، فليس فيه غرر، فإذا تمت الأيام ثلاثة أو أقل أو أكثر حسب التقديم، يحضرون إلى المكان وتفرز الأوراق.
الجواب: هذا لا بأس به، بشرط أن لا يكون البيع إلا إذا حضرت، أما أن يبيع عليه بسعر وقت البيع ثم تأتي بعد شهر مثلاً هذا لا يجوز، إلا إذا سلم الثمن كاملاً، فهذا يجوز ويكون من باب السلم.
الجواب: أولاً: هل هذا الجني المسلم أعلن إسلامه عند كاتب العدل؟
السائل: هذا يا شيخ بينهم، يقول: إنه مسلم ولكن لا يعرف ..
الشيخ: من يقول: إنه مسلم؟ المنافقون يقولون: إنهم مسلمون وهم أكفر عباد الله؟ إلا إذا جاء المسلم وجاء عند كاتب العدل الإنس، وقال: إنه مسلم، وعسى أن نقبله.
السائل: يا شيخ! هذا الشيخ الإنسي يعرف أنه مسلم وزميله ..
الشيخ: أميرهم تحت وزارة الداخلية أو أين؟ والله مسائل الجن الحقيقة أن الإنسان يقف فيها متحيراً، لكن لا شك أننا إذا علمنا أن هذا الجني مسلم وأنه يعين أخاه المسلم في غير محرم فهذا جائز؛ لأن استعانة الإنسان بالجني المسلم كاستعانته بالإنسي المسلم إذا كان لا يستعين به على شيء محرم، يعني: لا يقول: تعال أنا أبغض فلاناً أذهب وأحرق ثيابه أو أحرق بيته، إذا كان لا يقول مثل هذا، أو يقول: يا فلان! أنا أبغض فلاناً أذهب روعه في الليل وأجعله لا ينام، هذا إذا كان فيه ضرر على المسلمين فلا يجوز.
كذلك إذا كان لا يمكن أن يخدمه الجني إلا إذا تقرب إليه بما يحرم، بأن يذبح له أو ينذر له، أو تكون امرأة مثلاً يقول الجني: أنا أخدمك بشرط أن تمكنيني من الزنا بك، أو بالعكس، المهم إذا كان ليس بطريق محرم ولا على شيء محرم فهذا جائز، أقول هذا عن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، قال ذلك في عدة من كتبه.
ولكن المشكلة الآن من يقول: هذا الجني مسلم هذا هو المشكلة.
السائل: يا شيخ! أليس الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيان الكاهن؟
الشيخ: بلى. لكن الكاهن يخبر عن المغيبات في المستقبل ولا أحد يعلم المستقبل، حتى الجن لا تعلم المستقبل، الجن أليس أنهم لبثوا في العذاب المهين في عهد سليمان وهم لا يدرون أنه ميت؟ فكيف يعرفون الغيب للمستقبل وهم ما عرفوا الغيب الحاضر.
الجواب: ربما نقول: المعنى الثاني الذي هو الحفظ لا ينافي المعنى الأول، لكننا قلنا: إن هذا أقرب بدليل السياق، لكن ينظر مسألة الحفظ، الآن بعض الناس يصعب عليه الحفظ، حتى إنك تجد اثنين تقول لهما: احفظا هذه السورة هذا يحفظها في خلال يومين أو ثلاثة أيام وذاك لا يحفظها ولا في بشهر، ولكن على كل حال هو قول.
قيل: إن المراد بالذكر -أي: للحفظ- لكن إذا رأيت وتأملت الآية وإذا المعنى: لمن يتذكر به، مثلما أقول: قدمت لك الغداء فهل من يأكل؟
السؤال: في قوله تعالى: وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً [القمر:15] هل يحتمل المعنى: عين سفينة نوح عليه السلام؟
الجواب: لا يحتمل؛ لأن سفينة نوح فنيت في وقتها، وأما قول من قال: إنها بقيت إلى أول هذا الأمة. فهذا ليس بصحيح.
الجواب: يعني: أنت لازم تقول: الصلاة الجهرية هل يجهر فيها بالبسملة أم لا؟
الصحيح: أنه لا يجهر فيها، وذهب بعض العلماء: إلى أنه يجهر فيها، وهذا مبني على: هل البسملة من الفاتحة أم لا؟
إذا قلنا: إنها من الفاتحة يجهر بها، وإذا قلنا: لا. ليست من الفاتحة لا يجهر.
والصحيح: أنها ليست من الفاتحة وأنه لا يجهر بها.
الجواب: جاهلاً؟
السائل: نعم جاهلاً.
الشيخ: ليس عليه شيء، كل محظورات الإحرام ومحظورات الصيام ومحظورات الصلاة إذا فعلها الإنسان جاهلاً أو ناسياً فلا شيء عليه، وهذا شيء معروف من القرآن: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286].
الجواب: ليس لهم مستند إطلاقاً، لكن الذين يريدون أن يفتخروا بآثار الفراعنة -وبئس ما فخروا وفرحوا به- هم الذين يقولون: إن فرعون صاحب موسى موجود في الأهرامات، هذا كذب وكلام لا أصل له، رجل في وسط البحر وفي عذاب كيف يمكن لأحد أن يجرأ على أن يستخرج هذه الجثة من البحر؟ هل يمكن؟! وأين الأدوات وأين الآلات التي تحفظه حتى يأتي من يبني الأهرام ويجعله في الأهرام؟ أين هذا؟! هذا كذب وباطل.
لكن كما قلت: الذين صار فيهم جنون حب الآثار هم الذين يأخذون مثل هذا.
ثم أي فخر لنا -أيها الإخوان- في جسد أهلكه الله عز وجل، كذب الله وكذب رسوله؟ أي فخر لنا بهذا؟ لا فخر بهذا، لكن الله نجى فرعون ببدنه؛ لأن بني إسرائيل كان فرعون قد أرهبهم وأخافهم، وتعرفون الإنسان إذا كان أمامه من يخافه لا يطمئن قلبه حتى يراه هالكاً ميتاً، لأنه يلقي الشيطان في قلبه أن فرعون نجا، وفرعون سوف يرجع إليكم يا بني إسرائيل! ويفعل فيكم كذا وكذا، فقوله: (لمن خلفك) أي: لبني إسرائيل، و(لمن خلفك) أي: في نفس الوقت، ولا يبعد أن تكون هناك قراءة ولكن لا تحضرني الآن هل هناك قراءة (لمن خَلَفَكَ) أي: لمن خَلَفَكَ في أرضك، والذين خلفوه في أرضه هم بنو إسرائيل في وقته، لكن لا أدري عن هذه الآية، لا تعتمدوا أنها قراءة لا أذكر، لكن (لمن خلفك) أي: من بني إسرائيل في ذلك الوقت.
الجواب: الحج ثبت أن له تحللين، أما العمرة فلم يثبت ولا يمكن أن يتحلل الإنسان منها إلا بالحلق بعد السعي والسعي بعد الطواف، ثلاث مراتب: طواف، سعي، حلق أو تقصير، لكن هل يلزم أن يكون الحلق أو التقصير في مكة ؟ ليس بلازم، لو خرج من مكة وهو باق على إحرامه وحلق في جدة مثلاً فلا حرج عليه.
السائل: هل هناك دليل أن فيه تحللين؟
الشيخ: الذي يقول: له تحللان. هو مثبت فيأتي بالدليل، والذي يقول: ليس له تحللان نافي، فأين الدليل على التحللين؟
لكن ليس هناك دليل على أنه يجب أن يكون الحلق أو التقصير في مكة ، لو حلق خارج مكة وهو باقٍ على إحرامه فلا بأس، مع أن الأفضل أن يحلق من حين ما ينتهي من السعي عند المروة، هذا هو الأفضل.
الجواب: هل تحته شيء؟
السائل: ليس تحته شيء.
الشيخ: لا يجزئ، الصلاة في الثوب الشفاف لا تجزئ؛ لأنه لم يحصل به الستر، والواجب ستر العورة.
الجواب: يتم الصلاة، إذا صلى المسافر خلف من يتم وجب عليه الإتمام، سواء أدرك الصلاة من أولها أو من آخرها، ودليل ذلك: عموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)، وسئل ابن عباس رضي الله عنه: [ما بال الرجل المسافر يصلي ركعتين ومع الإمام أربعاً؟ قال: تلك هي السنة].
الشيخ: لا تقل: متعارضان هذا غلط، ولكن قل: ظاهرهما التعارض حتى في فهمك أعد السؤال.
السائل: ورد حديثان ظاهرهما التعارض؛ حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب وزجر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى عنده صحيفة من التوراة، وقال صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فكيف نجمع بينهما؟
الجواب: أولاً: حديث عمر ضعفه كثير من العلماء، حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر لديه نسخة من التوراة أو صحيفة من التوراة، وقال: (أي شك أنت فيه يا
وعلى القول بأنه صحيح يجاب بأن: المراد (حدثوا عن بني إسرائيل) أي: إذا حدثك واحد من بني إسرائيل فحدث عنه، وأما أن تتخذ التوراة دليلاً وهدى تهتدي به فهذا محرم.
الجواب: هو يعرف الإنجليزي أم لا؟
السائل: لا يعرف.
الشيخ: إذا كان لا يعرف فليدخل الشريعة وليتعلم الشريعة، ثم ليتعلم اللسان الذي يدعو فيه، سواء إنجليزي أو أوردي أو هندي أو غيره، الجهة التي يتجه لها يتعلم لغتها، وكيف يمكن أن يتعلم اللغة الإنجليزية مثلاً وهو لا يعرف الشريعة؟ كيف يدعو؟!! فالذي أشار عليه لا أقول: إنه تعمد الخطأ، قد يكون مجتهداً لكنه ليس مصيباً، تعلم الشريعة أولاً ثم ادع إلى الله عز وجل.
الجواب: أولاً: الورل من الذي سوف يصيده؟
السائل: صيده سهل.
الشيخ: وهل نزل قرآن أو ثبت بالتجارب أن دهنه مفيد؟
السائل: نعم.
الشيخ: إذاً: لا بأس به، لكن إذا أردت الصلاة فاغسله، فإذا قال قائل: (إن الله لم يجعل شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها)؟
نقول: إن الله ما حرم علينا أن ندهن به، حرم علينا أكله أو شرب دهنه أو ما أشبه ذلك، أما أن نمسح به أجسادنا ونحن قد جربنا ذلك ونفع فلا بأس، لكن عند الصلاة يجب التطهر منه.
السائل: رجل .......... ما هو؟
الشيخ: الورل هذه دويبة يقولون: إنها شريرة تعظ الإنسان فلا أدري تهلكه أو تؤلمه.
الورل: دابة قريبة الشبه من الضب، لكن يستكرهها الناس ولا تؤكل، أو أنها نجسة أيضاً ..
الشيخ: لا. هذا غلط، يستكرهها الناس، هناك من يستكره الضب؟ وهناك من يستكره الجراد؟ فليس سبباً للتحريم كراهة الناس، ولهذا بعض العرب يأكل كل ما هب ودب إلا الخنفساء، ولهذا يهنئ بعض الناس الخنفساء، ويقولون: هنيئاً لها أن العرب لا تبيحها فلا تقتلها.
أنا سمعت أن الورل شرير، يعدو على الإنسان ويعظه، ولا يمكن أن يطلقه حتى يقطع منه اللحم، على كل حال هو دويبة خبيثة.
الجواب: بعض العلماء يقول: إن الفضلات التي يزيلها الإنسان كالظفر وشعر العانة وشعر الأبط وشعر الشارب ينبغي أن تدفن، وروى في ذلك أثراً عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ولكني لا أحفظ في هذا سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا قد يكون اجتهاداً من ابن عمر؛ لعموم قوله تعالى: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ [طه:55] فإنا إذا أخذنا بالعموم قلنا: كل ما انفصل عن جسم الإنسان فإنه يعاد في الأرض، لكن لا يحضرني في هذا سنة فالله أعلم، إن دفنه الإنسان فلا بأس، وإن ألقاه في أي مكان فلا بأس.
الجواب: الذهاب إلى مسجد قباء في المدينة كل يوم سبت من السنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله، وهذا من حكمته؛ لأن الله تعالى قال له: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ [التوبة:108] والمسجدان: النبوي والقبائي كلاهما أسس على التقوى من أول يوم، مسجد قباء من أول يوم نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قباء، مسجد المدينة من أول يوم وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فكلاهما أسس من أول يوم، لكن لا شك أن المسجد النبوي أفضل، لهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجعل يوم الجمعة للمسجد النبوي ويوم السبت لمسجد قباء.
فإذا تيسر لك أن تزور قباء كل يوم سبت راكباً أو راجلاً بحسب ما تيسر لك وتخرج من بيتك متطهراً وتصلي فيه ما شاء الله فهو خير.
الجواب: هذا موضع نزاع بين العلماء، فحديث أنس : (أُمر
إلى هنا ينتهي هذا اللقاء.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر