أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والعشرون بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الرابع والعشرون من شهر شعبان عام (1420هـ) وهو آخر خميس من شهر شعبان، وستستأنف اللقاءات إن شاء الله بعد تمام شهر رمضان وستة أيام من شهر شوال.
نفتتح هذا اللقاء بالكلام على ما تيسر من آداب الصوم:
من بركة هذا السحور:
أولاً: أن فيه امتثال أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا شك أن امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم خير وبركة، قال الله عز وجل: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31] هذه المباركات.
ثانياً: من بركة هذا السحور: أنه فصل ما بيننا وبين صيام أهل الكتاب، لأن أهل الكتاب لا يتسحرون، يأكلون الطعام قبل منتصف الليل ويبدءون بالصوم من منتصف الليل إلى منتصف النهار، لكن المسلمين يأكلون السحور في آخر الليل.
ثالثاً: من بركته أنه يغذي الجسم طوال النهار، ويحمل على الصبر عن الأكل والشرب، حتى في أيام الصيف الطويلة الحارة، بينما الإنسان في غير الصيام تجده يشرب في اليوم خمس ست مرات، ويأكل مرتين، لكن هذا السحور يجعل الله فيه بركة فيتحمل الجسم.
رابعاً: من بركة السحور: أنه عون على طاعة الله، يعني على الصيام، وكل ما كان عوناً على طاعة الله فهو خير وبركة، أهم شيء الآن الذي أريد أن نفعله، عندما يقدم لك السحور استشعر الآن عندما تأكل أنك تمتثل أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، ليس مجرد أكل من أجل تتقوى على الصوم.
ثانياً: استشعر بأنك تتأسى به؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يتسحر ثم يقوم إلى الصلاة، وبين سحوره وبين الصلاة مقدار خمسين آية، يعني: يؤخر السحور عليه الصلاة والسلام، استشعر هذا -يا أخي- حتى يكون أكلك عبادة.
أيضاً: استشعر أمراً آخر وهو أنك بهذا تخالف أهل الكتاب، فهم في مثل هذا الوقت صائمون؛ لأنهم يصومون من منتصف الليل أما أنت الآن تأكل، مخالفة لهم، لأن مخالفة أهل الكتاب رضاً لله عز وجل، فإنهم أعداء الله فمخالفتهم رضاً لله تبارك وتعالى، وموافقتهم يخشى أن ينزل على الإنسان فيه السخط، ولهذا نهى عمر رضي الله عنه عن دخول الكنائس حين يتعبد فيها النصارى وقال: [أخشى أن تنزل عليكم السخطة].
لا تجعل يوم صومك كيوم فطرك، اجعل عليك الخشوع والتعبد أكثر من قراءة القرآن، لأن شهر رمضان هو شهر القرآن، وأنزل القرآن في رمضان، إذاً هو شهر القرآن أكثر فيه من قراءة القرآن بتأمل وتدبر واستحضار بأنك تقرأ كلام الله عز وجل، كلام رب العالمين.
أرأيتم لو أن إنساناً يقرأ كتاباً ورد إليه من صديقه، ماذا يكون شعوره حين قراءته هذا الكتاب؟! يستشعر أن صديقه بين يديه.
أيضاً أنت تقرأ كلام الله عز وجل.
يا أخي! تأدب بآداب القرآن، كأن الله يخاطبك الآن، إذا قال: (يا أيها الذين آمنوا) أول من ينتبه أنت، يخاطبك، فاستشعر هذا حتى يكون للقرآن في قلبك عظمة، ولذلك يحرم على الجنب أن يقرأ القرآن تعظيماً للقرآن حتى يغتسل، ويحرم على المحدث حدثاً أصغر أن يمس القرآن حتى يتوضأ، ويحرم على الإنسان أن يدخل المصحف في الأماكن القذرة، كالحمام وشبهه إلا للضرورة، المهم أن القرآن كلام الله عز وجل استشعر أنك حينما تقرأه تقرأ كلام رب العالمين عز وجل، ليس كلاماً عادياً إنه كلام الله.
أفطر على رطب، الرطب الآن والحمد لله متيسر، إن كنت في أيام الرطب فهو متيسر، وإن لم تكن فإنه متيسر لأن الناس يجعلونه في الثلاجات و(الفريزرات) كأنه قطف الآن، فإن لم تجد فعلى تمر، فإن لم تجد فعلى ماء، حتى لو كان عندك طعام آخر خبز أو رز أو حلوى لا تفطر عليها وعندك ماء، أفطر على الماء وإذا عندك حليب وماء أفطر على الماء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور) وكان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء.
وإن كنت مثلاً في بر وغابت الشمس وليس عندك رطب ولا تمر ولا ماء فعلى أي طعام معك، أي طعام، فإن لم تجد شيئاً فالنية تنوي أنك أنهيت الصوم وقطعت الصوم، ولا حاجة أن تفعل كما يقول العوام، يقول العوام: بِلَّ شماغك بالريق ثم أخرجه ثم أردده ومصه، لأن الريق إذا انفصل ثم رددته وبلعته أفطرت، فهذا مما ليس له أصل، إذا لم تجد انوِ والنية كافية.
وينبغي عند الإفطار أن تدعو الله سبحانه وتعالى بما شئت، من خيري الدنيا والآخرة، وإذا كنت في يوم حار صائف وأنت عطشان وشربت فقل: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله) كما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعل هذا.
أسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكم بالتوفيق والهداية لما يحب ويرضى، إنه على كل شيء قدير.
الجواب: أقول: نعم، لا بأس به ولا كراهة ولا شيء.
الجواب: المرأة المحدّة معروف أنها تبقى في بيتها ولا تخرج إلا لحاجة في النهار، الحاجة مثل: امرأة ليس عندها أحد يشتري لها خبزاً، ولا طعاماً تخرج تشتري من السوق وترجع، امرأة احتاجت إلى المستشفى تخرج إلى المستشفى وترجع، امرأة احتاجت إلى المحكمة لحصر الإرث أو لغير ذلك، تخرج وترجع، المهم أنها لا تخرج من بيتها إلا لحاجة، حتى إذا كان الذي يباشر علاجها رجلاً فلا بأس.
الجواب: المراهنة على عوض لا تجوز إلا في ثلاث مسائل:
الأولى: الإبل يتسابقون عليها.
الثاني: الخيل.
الثالث: السهام يعني: الرمي.
هذه أجاز النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيها العوض وما عدا ذلك لا يجوز.
السائل: وهل مراهنة أبي بكر لكفار قريش تدل على العوض؟
الشيخ: حديث أبي بكر من باب العلم، والعلم الشرعي كالجهاد في سبيل الله.
الجواب: هذه دعاية، على كل حال: إذا كان سعر الحليب لا زيد واشترى الإنسان الحليب لأنه محتاج إليه فلا بأس.
السائل: ما يدخل في الميسر يا شيخ؟!
الشيخ: لا، ما هو بميسر؛ لأن هذا الذي اشترى إما سالم أو غانم، لا يكون إما غارماً أو غانماً، الميسر: هو الذي يكون إما غارماً وإما غانماً، وأما هذا إما سالم وإما غانم.
السائل: إن كان الدافع للشراء هو الجائزة؟
الشيخ: لا، إن كان الدافع للشراء هو الجائزة فلا يجوز.
الجواب: هذا سهل تجمع العصر إلى الظهر قبل أن تبدأ بالغسيل، وتجمع المغرب إلى العشاء.
السائل: قبل أو بعد؟
الشيخ: قبل لأنني فهمت من كلامك أنها تبدأ بالتغسيل بعد الظهر.
السائل: الساعة الثانية.
الشيخ: إيه! الساعة الثانية بعد الظهر، نقول: تصلي الظهر أول ما يؤذن ثم العصر، وتجمع المغرب مع العشاء الآخر ولها إلى نصف الليل.
لكن كيف حالها في الصيام، هي تستطيع تصوم؟
السائل: نعم.
الشيخ: الحمد لله.
الجواب: نعم.
السائل: أما فصل الشتاء لا يقال؛ لأنه لو قال: "ذهب الظمأ". قيل له: كذبت لا يوجد ظمأ، ولو قال: "ابتلت العروق". قلنا له: كذبت العروق ما يبست حتى تبتل.
والرسول صلى الله عليه وسلم ما قال إلا حقاً، قال: (ذهب الظمأ) معناه: أنه بالأول ظمآن، (وابتلت العروق) معناه: أن العروق يابسة.
الشيخ: وإذا ذهب إلى المجاور وإن كان فاتته التكبيرة.
السائل: يضمن يعني: بعض المساجد معروفة بأنها تتأخر، إذا كان يضمن أنه إذا أتى أنه يدرك تكبيرة الإحرام ..
الشيخ: الحمد لله أنا أرى أنه يبقى بمسجده، (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة).
السائل: حتى ولو كان يريد الفضيلة يا شيخ؟!
الشيخ: لا يكلف نفسه، الحمد لله!
السائل: إذا لم يكن فيها تكليف؟
الشيخ: ما أرى هذا، أرى أن يدخل المسجد الذي هو داخل فيه ومع إمامه، (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا).
نعم إذا كان بالأول قبل أن يدخل فلا بأس، أما إذا دخل انتهى.
السائل: يعرف لأنهم يصلون في مكبرات الصوت ..
الشيخ: المهم هل أنت عدلت المسجد هذا قبل أن تدخل المسجد، أو بعد؟
السائل: قبل ما أدخل المسجد.
الشيخ: قبل لا بأس، أما بعد فلا يمكن، إذا كان الإنسان لا يجوز أن يطلع من المسجد إذا أذن، فكيف والناس يصلون، إذا دخلت فلا تخرج إلا بعد أن تصلي.
الجواب: تعرف الشطرنج؟
السائل: نعم هو الطاولة.
الشيخ: ماذا عليها؟
السائل: أشكال لعب.
الشيخ: يعني: هي مثل القرش أو مثل البيضة؟
السائل: أصنام.
الشيخ: أصنام لا يجوز، هذه تصلح للصبيان، الصبيان لا بأس؛ لأنهم ما كلفوا، لكن الإنسان المكلف لا يرخص فيها يمضي حياته باللعب هذا.
الجواب: اتق الله ما استطعت، حافظ على هذا وعلى هذا، والإنسان الذي حرص على المقررات من أول السنة تراه يسهل عليه.
الشيخ: هل قال: سبحان ربي الأعلى؟
السائل: لا. لأنه ما تذكر وهو في السجود، تذكر يوم قام، هل يسجد سجود السهو؟
الجواب: نعم يسجد سجود السهو، إذا صار مع الجماعة، وإذا لم يفته شيء لا يسجد.
السائل: وإن فاته شيء.
الشيخ: يسجد قبل السلام؛ لأنه ترك واجباً.
الجواب: هل دخل بها أو لا؟ يعني: هل الزوج الأول جامع المرأة؟
السائل: جامعها.
الشيخ: إذاً يكون محرماً لها، اقرأ قول الله عز وجل: وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:23].
حتى البنت التي من قبل يكون محرماً لها، يعني: الإنسان إذا تزوج امرأة -خذوها قاعدة- كل بناتها هو محرم لهن، إذا كان قد دخل بها.
الجواب: هل هذا باختياره؟
السائل: ما هو باختياره.
الشيخ: شروط مفسدات الصوم ثلاثة: أن يكون ذاكراً عالماً قاصداً.
السائل: يعني يتم صومه؟
الشيخ: نعم يتم صومه، كل شيء يكون الإنسان فيه ناسياً أو جاهلاً أو بغير اختياره ما عليه شيء. لو أكلت ناسياً هل يفسد صيامك؟ لا يفسد. جاهل حسب أن الشمس قد غربت لا يفسد، تمضمضت ودخل الماء إلى جوفك غير قاصد لا يفسد، إذا عرفت الشروط هذه استرحت.
الجواب: صلاتك صحيحة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) هو الذي أقر أبا بكرة حينما دخل والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم راكع وركع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (زادك الله حرصاً ولا تعد) ولم يأمره بإعادة الركعة، ولأن هذا الإنسان لم يدرك القيام الذي هو محل القراءة.
الشيخ: لماذا؟
السائل: يقولون: لأنه لم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
الشيخ: أجل وإذا لم يتبين له إلا وقت الظهر سبحان الله! لا، قل له: هذا حرام عليك، لكن الحمد لله إذا كان المؤذن يؤذن على التقويم، التقويم فيه تقديم خمس دقائق في الفجر، أما أن يقول: لم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، إن كان نظره ضعيفاً متى يتبين.
لكن هذا قصته مثل قصة عدي بن حاتم رضي الله عنه، كان يتسحر وجعل عقالين -الذي تربط به البعير- واحد أبيض وواحد أسود تحت وسادته، وكلما أكل نظر إلى العقالين ولم يتبين الأبيض وأكل، ولما تبين الأبيض أمسك، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (إن وسادك لعريض أن وسع الخيط الأبيض والخيط الأسود، إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل) ولم يأمره بالإعادة لأنه جاهل، فالمهم بلغ هذا -جزاك الله خيراً- أنه يجب عليه أن يمسك، وغاية ما هنالك إذا كان المؤذن يؤذن على التقويم، له أن يأكل إلى أن ينتهي من الأذان.
السائل: من حين يقول: المؤذن الله أكبر يمسك، أو عندما ينتهي من الأذان؟
الشيخ: لا، قلت: إذا كان يؤذن على التقويم فالتقويم فيه خمس دقائق تقديم.
الجواب: أبداً لا يوجد سن معين، يجوز أن يتزوج وعمره عشر سنين، يقال: إن عمرو بن العاص وابنه عبد الله بينهم عشر سنين، كلما تقدم الشاب فهو أحسن.
ويقال: بين عمرو بن العاص وابنه عبد الله إحدى عشرة سنة، ويقول الشافعي رحمه الله: (رأيت جدة لها إحدى وعشرون سنة). وهي جدة معناه: أنها تزوجت مبكرة، وبنتها تزوجت مبكرة.
الشيخ: الدوادمي هي بلدك أم لا؟
السائل: نعم.
الجواب: لا ما تقصر، متى وصل الإنسان إلى بلده انتهى القصر.
السائل: أنا ما صليت المغرب.
الشيخ: نعم ولو ما صليت، صلِّ المغرب ثم صلِّ العشاء أربعاً.
الشيخ: صليت ركعتين؟
السائل: نعم صليت ركعتين.
الشيخ: أعد أربعاً، أنت على وضوء الآن؟
السائل: لا.
الشيخ: أجل! إذا توضأت قبل صلاة الظهر من أجل الترتيب، قبل أن تصلي الظهر صلِّ أربعاً.
الجواب: لا بأس بهذا، يعني: لا بأس أن يضع الإنسان على قبر قريبه أو صديقه علامة بشرط: ألا يكون طلاء ملوناً، فإن كان ملون فلا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى أن يجصص القبر) أما حصاة عادية أو عصاً أو حديدة فلا حرج.
الجواب: يعني قصدك في رمضان أو في غير رمضان.
السائل: لا في الدراسة عموماً.
الشيخ: الدراسة أو حفظ القرآن.
السائل: حفظ القرآن أو الدراسة تقدم؟
الشيخ: على كل حال: أنا عندي ليس هناك منافاة، يعني: يمكن أن يقرأ دراسة نظامية ويحفظ القرآن، عندنا الآن طلاب يحفظون القرآن ويدرسون في المدارس، يمكن هذا وهذا.
الجواب: هل تقرأ القرآن؟ فاقرأ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى [البقرة:264] أنت إذا أعطيت فاجعلها لله إن كانت صدقة، وإن كانت هدية فانوِ بها التقارب بينك وبين الشخص؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (تهادوا تحابوا) وقال: (الهدية تذهب السخيمة) أي: ما في القلب من الضغينة وما أشبه ذلك، ولا تمن -يا أخي- لا تمن، لكن اضرب لي مثلاً بالمنة؟
السائل: مثلاً: اشترى لي أخي من البقالة، فبعد فترة جاء قال: أنا اشتريت لك قبل فترة فاشتر لي.
الشيخ: لا، هذه ليست طيبة، أو يكون مثلاً: أهدى له هدية ولما صار بينهم خلاف أو شيء قال: هذا جزائي يوم أني أعطيك كذا وأعطيك كذا، هذا لا يجوز.
الجواب: أقول: رب صائم حظه من صيامه الجوع والظمأ، هذا في الحقيقة ما صام، وإن كانت ذمته برئت، ولا نلزمه بقضاء الصيام لكنه حقيقة ما صام، الدليل: قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) ما هي الفائدة من الصوم؟! لكن عليك أن تنصحه جزاك الله خيراً، وتقول: يا أخي! هذا شهر مبارك، شهر طاعة، شهر تقوى، ولا تدري لعله لا يعود عليك بعد هذا العام. انصحه..
الجواب: إي نعم لا تكون في أرض قذرة تكون في أرض نظيفة، كذلك أيضاً: ما يتلف من المصاحف أدفنه في أرض نظيفة، وأحسن من هذا، أن تحرقه أولاً ثم تدفنه ثانياً؛ لأنك إذا دفنته ربما تأتيك السواقي وتطلعه، فإذا أحرقته أولاً ثم دفنته صار أحسن.
الجواب: أتقرأ القرآن؟
السائل: نعم.
الشيخ: انظر ماذا قال لوط حين نزلت به الملائكة قال: وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ [هود:77] أي: شديد، فإن كان قصد القائل لما قال: هذا يوم نحس سب اليوم هذا فهذا حرام، وإن كان قصده الإخبار فقط فهذا لا بأس به، أما يوم سعيد فهذا طيب، من باب التفاؤل والتفاؤل كله خير.
الشيخ: كلها؟
السائل: نعم.
الشيخ: بدون أن يعلم بها؟
السائل: وجاء وأخذها لكن بقت في المستودع وجاء آخر واشترها من هذا المشتري الأول أيضاً، بعد مدة، صاحب المستودع اتصل بالمشتري الثاني وقال: إني أحتاج البضاعة هذه وأريد أن أشتريها منك، وهي في المستودع ما تحركت فهل يجوز للتاجر أن يشتريها؟
الجواب: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن تباع السلع في مكان شرائها، فالواجب على المشتري الأول إذا أراد أن يبيعها، أن ينقلها إلى بيته، أو إلى دكانه، أو إلى السوق ويبيعها.
السائل: هو أبقاها على أنه سوف يأخذها.
الشيخ: ما يصح حتى ينقلها، لكن إن كان الأمر وقع، فالأمر ماضٍ إن شاء الله، وما فيه شيء، يعني: يتوبون إلى الله ولا يعودون.
الجواب: هذا يدور على ثلاثة أشياء: الظلم، والغرر، والربا، كلها تدور على هذه الثلاثة.
الظلم: كالغش مثلاً، والغرر كبيع المجهول، والربا كبيع درهم بدرهمين، هذا هو أصل التحريم في المعاملات، يعني يدور على هذه القواعد الثلاث، ثم طبق كل جزئية على هذه القواعد.
الجواب: العمل يقبل الحوالة لأنك عاملت البنك معاملة نزيهة سليمة فلا حرج.
السائل: بعضهم يتحرج يذهب بالكوبون فيعمل بطاقة يسحب قبل ما يستثمر المال هل هذا العمل يصح؟
الشيخ: ما معنى ذلك؟
السائل: يعمل بطاقة صرف -بطاقة صراف- إذا وصل الراتب يأخذه بسرعة من أجل ألا يستفيدوا منه.
الشيخ: جزاه الله خيراً، هذا لا يمنع.
الجواب: نعم (الشيطان يئس) إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: إن الله لا يعبد معه غيره في الجزيرة. لو كان الرسول أخبرنا هو نفسه أنه لا يمكن أن يقع الشرك في الجزيرة لكان فيه إشكالاً، لكن يقول: (الشيطان يئس) لأن الشيطان لما رأى الفتوحات وانتصار الإسلام يئس أن يعبد غير الله في الجزيرة، لكن هل يأسه يعني: أنه لا يمكن؟ لا. لأن هذا ظن إبليس وتبين أن ظنه غير صحيح.
الجواب: الجدال هو المناقشة أو أن المناقشة أعم، والجدال هو: أن الإنسان يجادل من أجل أن يغلب خصمه، والمناقشة: يستفهم ويستطلع المعنى والعلم وما أشبه ذلك، لكن الجدال إذا كان مراءً هذا هو المحرم، إذا كان المقصود بالجدال أن ينتصر لنفسه بحق أو بباطل فهذا لا يجوز، أما إذا كان الجدال يصل إلى الحق ويبطل الباطل فهذا حق مأمور به.
فعندنا الآن مراء وجدال ومناقشة.
المراء: أن يجادل لينتصر قوله.
الجدال: أن يجادل لانتصار الحق.
المناقشة: قد يكون يناقش مع أستاذه لأجل أن يتبين له العلم، ويتبين له وجه الحكم، هذا أيضاً لا بأس به.
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء لأنه أذن، نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، إن شاء الله تعالى إلى اللقاء الذي بعد رمضان وصيام الست إن شاء الله.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر