إسلام ويب

لقاءات مع طلبة العلم وأعيان أهل الدلمللشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد ترك الإمام ابن باز فراغاً كبيراً وأثراً عظيماً على أحبابه وطلابه وأعيان الناس وعامتهم في شتى أنحاء الأرض، ومن هؤلاء أهالي وأعيان منطقة الدلم التي عاش الإمام ابن باز بين أهاليها في شبابه فترة زمنية طويلة.. مدرساً وقاضياً وخطيباً وناصحاً ومصلحاً؛ حتى أحبه الصغير والكبير والأرملة والمسكين، وما ذاك إلا لما كان يحمله هذا الجبل العظيم من حرص على الإسلام وأهله، ومحبة الخير ونفع المسلمين في دينهم ودنياهم.
    المقدم: الحقيقة نريد في البداية الكلام عن سماحة الشيخ عبد العزيز منذ دخوله الدلم.

    الشيخ: دخل الدلم سنة سبع وخمسين، وعمره بين الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين، أو ما يقارب ذاك الحد، قام بإمامة المسجد أولاً، وهو مرسل ليكون قاضياً في البلد، وكان إماماً للجامع ومعلماً، وكان قائماً بالقضاء على الوجه الشرعي، من السليمية واليمامة والخرج والهياثم وضبيعة ، وجميع الدلم كلها.. قاضياً للبلد، قائماً بالدراسة، معلماً ليلاً ونهاراً، أما الصبح إذا صلى الفجر جلس من حين يصلي الفجر -هذا برنامجه- إن كان في الشتاء في الخلوة، وإن كان في الصيف يجلس ظاهراً، وجلوسه يبدأ من وقت الصلاة إلى أربع ساعات بعد الصلاة أو ثلاث ساعات ونصف.

    تدريس ابن باز أهالي الدلم

    يبدأ أولاً للطلبة بـالآجرومية والأصول أصول التوحيد - هذا للمبتدئين.

    ثم الذين بعدهم بالتوحيد كشف الشبهات وغيرها.

    ثم الذين بعدهم في الدرجة الثالثة في بلوغ المرام ، والمنتقى ، وعمدة الأحكام في الحديث، والزاد ، وألفية ابن مالك ، هذا الذي عرفنا منه.

    وكان رحمه الله وقدس روحه يأتيه الطلاب من الأفذاج، ومن حوطة بني تميم، والحريق، واليمامة، والسليمية، ومن القصيم عبد الرحمن البراك، ومن العراق، ومن مصر محمد حسن ومعه أناس، ومن اليمن سيف وسعيد ، وكذلك من الباحة سعيد بن عياش ، ومسفر منهم، وكل هؤلاء اجتمعوا، وعددتهم يوماً في الحلقة فإذا هم سبعون واحد في يوم، وكان رحمه الله أولاً: يبدأ بـالثلاثة أصول، والآجرومية، والقطر، في النحو، ثم بعد ذلك التوحيد، وكشف الشبهات، وعمدة الأحكام، والأربعين النووية ، ثم بعد ذلك بلوغ المرام، والمنتقى ، ثم الزاد، والروض المربع .

    ثم بعد ما يتقنون هذه الفنون يجلسون في المطولات: تفسير ابن كثير، وتفسير ابن جرير الطبري، وإعلام الموقعين لـابن القيم، وفتح الباري، وصحيح مسلم، والطرق الحكمية، وفتح المجيد ، كل هذه مطولات بعد ما ينتهوا من المتون، وكل قراءتهم في المتون غيباً، لا يجعل أحداً من هؤلاء الطلاب يقرأ نظراً أبداً، وهذا ما أعرف منه، مع ورعه وإحسانه، وقد سبقنا بالكلام عنه من هم خير منا.

    عمل ابن باز بعد انتهاء الدروس

    المقدم: نريد أن نواصل البرنامج.. أين يذهب بعد انتهاء الدروس؟

    الشيخ: يجلس في البيت فترة قصيرة، ويأتي بفطيرة وتمرة وقهوة، وقليل من جريش، ونأكله معه أنا وأخي صالح ؛ لأننا مجاورون له، أو الذين يأتون من بعيد فهو لا يرضى أن نذهب فكان يحب طلبة العلم، ومعنا أناس آخرون، ومتى انتهى جلس وقال: أين أهل الخصومات؟ ليقضى بينهم، فلا محكمة عنده ولا شيء، وكان عنده عدد من الكتاب، وهم كثير، منهم الشيخ راشد .....، وعبد الله بن سليمان المسعري ، وعبد الرحمن بن سحمان ، وعلي الحواس ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن باز ابن أخيه، وعبد الرحمن بن إبراهيم ابن أخيه كذلك، وعبد اللطيف بن شدين ، وسعد بن عيسى الزير .

    المقدم: هؤلاء ماذا كانوا يكتبون؟

    الشيخ: هؤلاء الذين كانوا يحررون.

    المقدم: يحررون ماذا؟

    الشيخ: يحررون الخصومة إذا حكم، وليس هناك دفاتر ولا شيء، يكتبون ورقة ويعطونه ويمشي الذي حكم له، هذا من سجاياه، مع قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    وبعد المغرب كل يوم دراسة في الفرائض، وبعد الظهر المطولات، وبعد العصر والعشاء البحوث.

    المقدم: هل الدراسة تستمر؟

    الشيخ: نعم تستمر كل يوم حتى الخميس.

    المقدم: متى ينتهي بعد صلاة العشاء؟

    الشيخ: بعد صلاة الفجر يفتتح أول دروسه ويستمر إلى الساعة الرابعة أو الخامسة من النهار، وبعد العشاء دراسة المطولات، أو البحث في الكتب التي عنده من كتب رجال الأحاديث، ويقول لنا: أنا جالس أُعَلِّم وأتعلم -يقول لنا هكذا- والوقت لا يترككم ولن تجدوا وقتاً ليس للعلم، أو وقتاً تلهون فيه عن التعلم، فكان يحض الناس على طلب العلم.

    المقدم: يا شيخ ناصر ! نريد منك أن تحدثنا عن مواقف حصلت لك مع سماحة الشيخ؟

    الشيخ: ما عندي إلا مثل ما قال عثمان .

    عناية ابن باز بطلاب العلم وصرف المكافآت لهم

    المقدم: معروف عن الشيخ رحمه الله عن قضايا الطلاق والفتيا فيها، هل تذكرون فيها شيئاً؟

    الشيخ: والله ما نذكر.

    المقدم: مواقفه مع طلبة العلم، كيف كان يستقبلهم ويصبر عليهم؟

    الشيخ: يستقبلهم استقبالاً عظيماً، ويجلس لهم، ويقرءون عليه، يأتون من كل مكان، من صلاة الصبح وهم يدرسون عليه إلى أن يكملوا.

    المقدم: كيف كان وقته في المناسبات، هل كان يحضر المناسبات عند الجيران والأهل والأقارب؟

    الشيخ: والله لا أدري.

    المقدم: ما حضرت مناسبة وكان فيها الشيخ؟

    الشيخ: والله ما حضرت.

    المقدم: الزواجات التي في الدلم هل كان يحضرها الشيخ؟

    الشيخ: لا أدري هل حضرها أم لا.

    المقدم: طيب ننتقل إلى أحد المشايخ، بالنسبة يا شيخ عثمان للمكافآت التي يقدمها الشيخ لطلبة العلم والعناية؟ وهل هناك رواتب؟

    الشيخ: الرواتب ثلاثمائة تأتي آخر الشهر، الصغار على ثلاثة والكبار على خمسة، وهذه ثلاثمائة أو ثلاثمائة وخمسين.

    المقدم: هل هناك عناية أخرى يقدمها الشيخ لطلبة العلم، يشفع لهم مثلاً في الوظيفة أو غيرها؟

    الشيخ: يشفع في طرق الخير دائماً، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل شيء قائمٌ به، الله يسكنه الجنة، ولا نطيل في المدح فيه، الله يغفر له ويقدس روحه.

    اهتمام ابن باز بالفقراء

    المقدم: هل وجهكم سماحته إلى الاعتناء بالفقير؟

    الشيخ: نعم. كثيراً ما يشير علينا بمجالستهم ومساعدتهم، والقيام عليهم.

    المقدم: كيف استقباله للفقراء في ذلك الوقت؟

    الشيخ: كان لهم جناح خاص.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088474469

    عدد مرات الحفظ

    776915998