إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (44)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    أيها السادة المستمعون! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكم في لقائنا هذا الذي نستضيف فيه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مرحباً بسماحة الشيخ.

    سماحة الشيخ! لدينا مجموعة كبيرة من أسئلة البرنامج التي وردت إلى برنامج نور على الدرب، ونبدأها برسالة محمد عبده سعيد أحمد اليماني و نجم الدين العبيد محمد من السودان و محفوظ محمد البكري من جمهورية اليمن الديمقراطية، ونبدأ بعرض أسئلة المستمع محمد عبده .

    ====

    السؤال: يقول المستمع محمد عبده: ما حكم الذي يقطع الجمعة ثلاثاً أو فترة كبيرة ولم يذهب، علماً بأني أشتغل حارساً في محل بعيد عن المدينة، ولم يسمح لي صاحب العمل للذهاب من هذا المكان؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فالصلوات الخمس فرض على المسلمين، وهي عمود الإسلام كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت) وصلاة الجمعة إحدى الصلوات الخمس في يوم الجمعة وهي فرض عظيم، وهي فرض الوقت، وقد جاء فيها نصوص خاصة، فتركها أعظم من ترك سواها من الصلوات، فالواجب على من تركها المبادرة بالتوبة إلى الله والرجوع إليه سبحانه وتعالى، والندم على ما مضى، والعزم ألا يعود، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات) يعني: عن تركهم الجمعات (أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين)، وهذا وعيد عظيم، أن ترك الجمعة من أسباب الختم على القلب والطبع عليه وأن يكون صاحبه من الغافلين نعوذ بالله، وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرار بغير عذر طبع على قلبه) فالحاصل أن ترك الجمعة من أعظم أسباب الطبع على القلب والختم عليه؛ فيجب على المؤمن أن يبادر بالتوبة، إذا ترك ذلك أن يبادر بالتوبة والندم والإقلاع، والجمهور على أنه يقضي بدلها ظهراً، ولكن ذهب بعض أهل العلم إلى أن تركها كفر وردة عن الإسلام، وهكذا بقية الصلوات، إذا تركها حتى خرج الوقت والعياذ بالله كفر بذلك؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) فالأمر عظيم وخطير، فالواجب عليه البدار بالتوبة والحذر من العود إلى مثل ذلك والاستكثار من العمل الصالح لعل الله سبحانه وتعالى أن يتوب عليه، قال عز وجل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] وإذا قضاها كما قال الجمهور ظهراً فلا بأس، ولكن لا يلزمه على الصحيح؛ لأن الكافر لا يقضي، وإنما الواجب عليه التوبة، وترك الصلاة عمداً كفر، فالواجب على من ترك ذلك أن يبادر بالتوبة، ولا يلزمه القضاء في أصح قولي العلماء.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088546216

    عدد مرات الحفظ

    777245052