إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (86)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    أيها السادة المستمعون! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في لقائنا هذا الذي نعرض فيه ما وردنا منكم من أسئلة واستفسارات على فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    فضيلة الشيخ عبد العزيز! هذه رسائل وردتنا من عبد الله صالح محمد أبو صافية العمري من قرية آل عطيف، والمستمع (ع. أ. س) من المدينة المنورة، صندوق بريد (217)، والمستمعة أو (نور . م. ص) من الرياض والمستمع (س. م. س) من جمهورية مصر العربية، ورسالة المستمع محمد صالح محمد من الدمام، ولعلنا نتمكن من عرض هذه الرسائل كلها.

    ====

    السؤال: ونبدأ أولاً برسالة عبد الله صالح محمد أبو صافية العمري من قرية آل عطيف، يقول: ما حكم من لجأ إلى المشعوذين الذين يدعون أن لهم القدرة على رفع بعض الأمراض العقلية عن بعض الناس، وقد لجأ إليهم بعض الناس وشوفي من مرضه، ويقال: إنهم يستعينون بالجن في ذلك، فما جزاؤهم عند الله؟ وما حكم من لجأ إليهم؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فاللجأ إلى المشعوذين وسؤالهم عما يبتلى به بعض الناس من الأمراض، أمر لا يجوز، وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) أخرجه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: (من أتى كاهناً -وفي لفظ: عرافاً- فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)، في أحاديث أخرى، والعراف والكاهن ونحوهما هو الذي يدعي علم الغيب بواسطة الجن، هذا يقال له: عراف، ويقال له: كاهن، فلا يجوز سؤال هؤلاء، ولا يجوز إتيانهم، بل يجب ترك سؤالهم، ومن سألهم وأتاهم فإنه يستحق أن يؤدب ويعزر حتى يدع ذلك، وكذلك الكهان والعرافون يجب أن يزجروا ويؤدبوا ويمنعوا من أعمالهم هذه، ويستتابوا عما فعلوا من دعواهم أنهم يعرفون ما يصيب الناس، بواسطة من يتوسطون به من الجن، وهذا كله باطل وكله منكر، أما كون بعض الناس قد يشفى، فهذا قد يكون عن أمراض سببها له الجن وشياطين الجن، ثم إذا تقرب إليهم هذا الذي يدعي أنه طبيب، إذا تقرب إليهم بما يريدون، قد يزيلون ويرفعون ما فعلوه هم بأنفسهم، من أسباب مرض هذا الشخص.

    فالحاصل أنهم قد يتعاطون أشياء تؤذي الإنسان، فإذا اتصل بهم من يعبدهم ويعظمهم، أزالوا ذلك الشيء الذي يفعلونه، فيسكن المرض، كما يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه إنه قال لامرأته لما كانت تذهب إلى يهودي فيرقي عينها، قال لها: إنه الشيطان ينخسها بيده، فإذا قرأ عليك ذاك اليهودي كف عنها. يعني: لإغرائها باليهودي.

    فالمقصود أن هؤلاء الذين يدعون أنهم يتصلون بالجن، ويسألونهم بعض الحاجات، هؤلاء لا يسألون ولا يصدقون، بل يجب أن يبتعد عنهم المسلم ويحذرهم، ويجب على ولاة الأمور إذا عرفوهم أن يزجروهم وأن يؤدبوهم، حتى يمتنعوا من هذه الأعمال، وإذا كانوا يدعون الغيب وجب أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا قتلوا كفاراً؛ لأن دعوى علم الغيب كفر، الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087509059

    عدد مرات الحفظ

    772756954