أيها الإخوة في الله! السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم بتحية الإسلام الخالدة التي نستهل بها لقاءنا المتجدد مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والذي يسعدنا أن نلتقي به وأن يكون ضيف لقائنا في هذه الحلقة من البرنامج، ليتولى سماحته الإجابة على رسائلكم التي تحمل أسئلتكم واستفساراتكم، ومرحباً بسماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
====
السؤال: هذه أول رسالة في البرنامج بعث بها الأخ صبري الجبوري من الجمهورية العراقية، تحتوي الرسالة على عدة أسئلة؛ السؤال الأول يقول فيه: أرجو أن تبينوا لنا ما حكم تارك الصلاة، وهل يجوز أن يصلى عليه إذا مات أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإن الصلاة عمود الإسلام، وهي أهم الفرائض وأعظم الواجبات بعد الشهادتين، وقد اختلف العلماء رحمهم الله في تاركها تهاوناً وكسلاً وهو يقر بوجوبها وأنها حق وأنها فرض ولكنه يتساهل في تركها، فذهب جمع من أهل العلم إلى أنه لا يكفر ولكن يكون قد أتى إثماً عظيماً ومعصية عظيمة أعظم من الزنا والسرقة، وأعظم من الربا واللواط وشبه ذلك.
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك كفراً أكبر، وهذا هو القول الصواب، وهو الحق أنه يكفر كفراً أكبر لأدلة كثيرة؛ منها:
قوله جل وعلا عن أهل النار لما سئلوا: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر:42-43] فدل ذلك على أن من ترك الصلاة فليس من أهل الجنة، بل هو من أهل النار.
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة) لما تترك العمود سقط ما عليه.
ومنها: قوله عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)رواه مسلم في صحيحه.
وهذا كفر معرف بـ(أل) وشرك معرف بـ(أل)، وذلك يدل على أنه الكفر الأكبر والشرك الأكبر، خرجه مسلم في صحيحه.
ومنها: ما رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) في أدلة كثيرة أخرى.
وعلى هذا لا يصلى عليه ولا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين، بل يحفر له في أي جهة من الجهات ويدفن كما يدفن غيره من الكفرة حتى لا يتأذى الناس بنتنه وجيفته، هذا هو الصواب في هذه المسألة الخطيرة التي كثر فيها اليوم الكلام، وقل من يحافظ على الصلاة في الجماعة وفي وقتها إلا من هداه الله.
والمقصود أن ترك الصلاة أمر خطير، فإن كان عن جحد لوجوبها فهذا كافر بالإجماع، أما إن كان تهاوناً وكسلاً فالصواب أنه كافر كفراً أكبر، وقد كثر كما تقدم من فعل هذا الأمر ومن تكاسل عن الصلاة، فالواجب الحذر والواجب على من يدعي الإسلام أن يتقي الله، وأن يحافظ على الصلاة في وقتها وأن يؤديها في الجماعة طاعة لله ورسوله، فإن الصلاة من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، نسأل الله السلامة.
الجواب: القبض هو السنة، وهو أن يضم يده اليمنى على يده اليسرى على صدره، هذا هو السنة وهذا هو الأفضل، ولو أرسل يديه على جنبيه صحت صلاته لكنه مكروه، والأفضل وهو السنة أن يضع يمينه على شماله على كفه اليسرى ورسغه وساعده؛ لما ثبت في الحديث الصحيح عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد إذا كان قائماً في الصلاة).
وفي صحيح البخاري رحمة الله عليه عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أنه قال: (كان الرجل يؤمر أن يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة) قال أبو حازم : ولا أعلمه إلا ينمي ذلك -يعني: يرفع ذلك- إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهو يدل على أن وضع اليمين على الشمال في الصلاة على صدره هو السنة وهو الأفضل.
وقد جاء في هذا عدة أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب: هذا لا يجوز، الواجب أن تصلوا الصلوات في أوقاتها الخمسة؛ فالظهر في وقتها والعصر في وقتها والمغرب في وقتها والعشاء في وقتها والفجر في وقتها، هكذا وقتها الله عز وجل وصلاها جبرائيل بالنبي صلى الله عليه وسلم هكذا، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك صلاها بالناس هكذا، صلى الظهر حين طلعت الشمس، وصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، وصلى المغرب حينما غربت الشمس، وصلى العشاء حين غاب الشفق، وصلى الفجر حين طلوع الفجر هذا في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني صلى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، وصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، وصلى المغرب بعدما مضى وقته قبل أن يغيب الشفق، وصلى العشاء قبل نصف الليل، وصلى الفجر بعدما أسفر جداً، وقال: (الصلاة بين هذين الوقتين).
فلا يجوز للمؤمن أن يخالف ما شرعه الله ورسوله، وليس له أن يجمع الصلاتين الظهر والعصر والمغرب والعشاء إلا لعذر كالمرض والسفر والمطر، أما من غير عذر فلا.
الجواب: كأن السائل يريد التربة التي يعتادها الشيعة وهي حجر يزعمون أنه من كربلاء لكي يسجدون عليه، هذا بدعة لا أصل له، ولا يجوز أن يصلى عليه لكن لا تبطل الصلاة به، لكنه بدعة لا يجوز فعله وهذا مما أحدثته الشيعة الله يهديهم ويعيذنا وإياهم من الشيطان.
المقصود أن هذا بدعة وليس للمرء أن ينقل التربة من مكان إلى مكان يصلي عليها بل يصلي على ما تيسر، إن كان على الحصباء صلى على الحصباء، وإن كان في الرمل صلى في الرمل، وإن كان في المسجد الفرش صلى على فراش وليس له أن يحمل حجراً أو طيناً أو قطعة خشب أو غير ذلك يسجد عليها، لا هذا من البدع.
هل يمكن أن يشيد الإنسان صدقة جارية ويهبها لأحد الأصدقاء أو الأقرباء غير الأب والأم، وهل يمكن أن يصل أجرها إليه، أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: قول السائل: هل يمكن أن يشيد صدقة جارية معنى التشييد لم أفهمه، فإن كان المراد بالتشييد أن يجعل أرضاً صدقة جارية أو إنارة تكون صدقة جارية أو حانوت يكون صدقة جارية فلا بأس، ويجعل غلته لأبيه أو أمه أو أقاربه تنفعهم الصدقة، تنفع الميت والحي جميعاً، أو يجعل غلته في إصلاح المساجد أو في مواساة الفقراء والمحاويج أو في قضاء دين المديونين أو في بناء أربطة للفقراء وما أشبه ذلك، هذه يقال لها: صدقة جارية، ويقال لها: وقف، ويقال لها: إسبال قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
أما إن كان أراد بالتشييد الإخراج، يعني: يريد أن يخرج مالاً من ماله ويخرج نقوداً أو طعاماً أو ملابس من ماله يتصدق بها على بعض أصدقائه أو على بعض أقربائه أو على بعض جيرانه المحتاجين أو على غيرهم، فكذلك لا بأس بهذا والأجر يلحق الميت والحي إذا أخلصوها لله والتقرب إلى الله بذلك، فإنه ينفعه ما أخرجه من ملابس أو أطعمة أو لحوم، إذا أعطاها بعض الفقراء أو بعض الأصدقاء للتقرب إلى الله أو لأنه فقير أو ما أشبه ذلك من هذه الأسباب الشرعية، فكل هذا ينفع الميت والحي.
الجواب: إذا توجه الإنسان إلى جدة مثلاً في قصد مقابلة الوالدة أو غيرها من الحجاج والسلام عليها ولم ينو حجاً ولا عمرة ولا شيء، ثم بدا له أن ينوي الحج معها وأن يحرم من جدة مثلاً فلا حرج عليه في ذلك؛ لأنه ما نوى إلا في جدة، أما إذا كان نوى الحج قبل أن يأتي جدة ونوى العمرة فعليه أن يحرم من ميقات بلده إذا كان بلده من طريق المدينة، من طريق الساحل، من طريق الطائف يحرم من ميقات الطائف.. وهكذا، وإذا نزل جدة ولا يريد حجاً ولا عمرة وإنما جاء ليقابل بعض القادمين، ثم بدا له أن يحرم، فلا بأس يحرم في جدة ولا حرج عليه.
الجواب: نعم، يقول الله جل وعلا في كتابه المبين: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [لقمان:6-7].
قال أكثر أهل العلم: إن المراد بـ(لهو الحديث) الغناء، فهو لهو الحديث.
وقال بعضهم إضافة إلى ذلك: أيضاً أصوات المزامير والملاهي كالعود والطنبور.. ومثل ذلك، هذا هو لهو الحديث المحرم.. وهو من أسباب الضلالة عن سبيل الله والإضلال، فإن القلوب إذا تشبعت بالأغاني مرضت وقست وانحرفت فوقعت في الضلال والإضلال وثقل عليها سماع القرآن واستكبرت عن سماعه، فهو يفضي بأهله إلى فساد القلوب وانحرافها وتثاقلها عن سماع القرآن وأنسها بالغناء والفحش من الكلام، حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع. فهذا يبين لنا خطر الأغاني وشرها وآلات الملاهي.
وقد جاء في المعنى أحاديث تدل على تحريم الأغاني والملاهي، ومن ذلك ما رواه البخاري في الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف).
الحر: هو الفرج الحرام الزنا، والحرير معروف وهو محرم على الرجال، والخمر معروف وهو كل مسكر، والمعازف: الأغاني والملاهي، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي في آخر الزمان قوم يستحلونها وهي محرمة لضعف إيمانهم وقلة مبالاتهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الجواب: هذه الشركة يقال لها: المضاربة، وقد فعلها أصحاب النبي صلى الله عليه سلم، وهي جائزة بإجماع المسلمين ليس فيها نزاع، يجوز للإنسان أن يدفع مالاً لآخر يعمل فيه يتجر فيه بأنواع التجارة ويكون الربح بينهما، أو يكون الربع للمالك والثلاثة الأرباع للعامل، أو العكس على ما اتفقا عليه، فهذا لا حرج فيه أنصافاً أو أثلاثاً أو أرباعاً أو غير ذلك، لكن لا يجوز أن يقول: اعمل فيها على أن يكون لك مائة ريال كل شهر أو خمسين ريالاً كل شهر أو ألف ريال، لابد يكون معلوماً، لك الربع، لك الثلث، لك النصف، لك السدس، والباقي لي، أو يقول: لي أنا أيها المالك صاحب المال لي السدس، لي الخمس، والباقي لك أيها العامل كل هذا لا بأس به.
الجواب: أما الحمير فإنها محرم، والرسول صلى الله عليه وسلم (خطب الناس وأخبرهم أن الحمر الأهلية حرام، قال: إنها رجس) وأجمع العلماء على تحريمها وهي الحمر الأهلية المعروفة، أما حمر الوحش فهذه لا بأس بها ومعروف أنها شكل آخر، أما الحمر التي بيننا والتي نركب عليها أو نحمل عليها، فهذه يقال لها: الحمر الأهلية، ويقال لها: الحمر الإنسية، وقد حرمها النبي صلى الله عليه وسلم، وخطب الناس في ذلك مرات يبين لهم تحريمها وأنها رجس، وأجمع المسلمون على تحريمها.
وهكذا الضفادع نهى عن قتلها، ولما نهى عن قتلها دل على تحريمها.
أما الحصان فلا بأس به، الخيل أحل لنا، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية وأذن في لحوم الخيل.
قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً ونحن بالمدينة فأكلناه. هذا يدل على أن الخيل لا بأس بها، ولكن بعض أهل العلم يكرهها إذا كان لها حاجة وقت الجهاد، أما إذا كان ما هناك حاجة والمسلمون في غنية عنها، فإنه لا بأس أن تذبح وتؤكل، أما إذا دعت الحاجة إليها في الجهاد فالأولى تركها للجهاد وعدم ذبحها ليستعين بها المسلمون في جهاد أعدائهم.
الجواب: نعم، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها عدة أحاديث أنه أخبر : (أن من يموت بالغرق أو بالطاعون أو بالبطن من إسهال أنه شهيد) فالمطعون شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الغرق شهيد، وصاحب الهدم شهيد، والمقتول في سبيل الله شهيد في عدة شهداء آخرين، بأن يكون لهم في ميتتهم ثواب جزيل، لكن أفضلهم الشهداء في سبيل الله الذين يقتلون في سبيل الله، هم أفضلهم، لا يغسلون ولا يصلى عليهم؛ لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وأما الشهداء الآخرون غير الشهداء في سبيل الله؛ كالمبطون والمطعون وصاحب الهدم والغرق، فهؤلاء يغسلون ويصلى عليهم، يلحق بهم من يموت في انقلاب السيارات أو باصطدام السيارات، فإن هذا يشبه الذي يموت بالهدم ويرجى لهم الشهادة، ولكن يغسلون ويصلى عليهم مثل الموت بالبطن أو الغرق.
هل الاستماع إلى المسلسلات والأفلام والغناء التي تذاع من محطات التلفزيون والإذاعات العربية والأجنبية حرام أم حلال أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: هذا فيه تفصيل: إذا كانت المسلسلات وما يذاع غيرها من أشرطة الفيديو أو غيره سليمة، أمراً ينفع الناس في الدين والدنيا، كأن تذكر تاريخ غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، أو تاريخ عمل إسلامي أو تراجم إسلامية أو تذكر شيئاً من المصانع النافعة للمسلمين أو ما أشبه ذلك، فهذا لا بأس به.
وهكذا الفيديو الذي يسجل شيئاً نافعاً للمسلمين من أحاديث دينية؛ قرآن، أحاديث عن اختراعات نافعة.. أشعار جميلة طيبة عربية، في الدين، في الشجاعة، في الإحسان إلى الفقراء.. في الجهاد في سبيل الله، في غير هذا من وجوه الخير، هذا لا بأس به.
أما إذا كانت مسلسلات ونحو هذه بما يضر المسلمين في عرض الصور الخليعة والأغاني وأشباه ذلك، فهذا لا يجوز؛ لأنه يضر المسلمين ويسبب انحراف أخلاقهم وربما أفسد عقائدهم، فلا يجوز الاستماع لذلك.
هل يقصد بقول الله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9] وقوله صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) علماء الطب أو الكيمياء أو غيرهم، أم يقصد فقط علماء الشريعة أفيدونا حفظكم الله ورعاكم؟
الجواب: المقصود بالآيات التي في العلم أو الأحاديث التي في العلم كلها عند أهل العلم كتب الشريعة؛ علوم الكتاب والسنة هي التي فيها الفضل العظيم والخير الكثير، وأما ما يتعلق بعلوم الطب والهندسة والاختراع والجيولوجيا وأشباه ذلك علوم لها أهلها وعلى حسب مقاصدهم تكون حكمهم؛ فمن تعلم الهندسة أو الطب لينفع المسلمين وأن يغنيهم عن أعدائهم، فهذا مأجور على حسب نيته، وهكذا من تعلم اختراع شيء من آلات الحرب لينفع المسلمين أو تعلم الجيولوجيا أو شبه ذلك لينفع المسلمين، قصده نفع المسلمين فهذا له أجره، ولا يكون حكمه حكم علماء الشريعة لكن يكون له أجر على نيته، أما من تعلمه للدنيا ومقاصد الدنيا؛ ليأكل، يتوظف، يعيش، فهذا مباح لا له ولا عليه، لأنه مأمور بالكسب ومأمور بطلب الرزق، لكن لا يكون كمن تعلمها ليأكل الحلال ويستغني عن الحاجة إلى الناس أو ينفع المسلمين ليغنيهم عن أعدائهم، هذه النية تختلف، فمن تعلمها لنفع المسلمين فله أجر، ومن تعلمها ليستغني بها عن الحرام ويكسب الحلال فله أجر، ومن تعلمها لا لقصد إلا لمجرد ليعيش ويأكل ويشرب ما همه حلال ولا غيره ولا همه نفع المسلمين ولا غيرهم، وإنما تعلمها لمصالحه الدنيوية فقط الدنيوية فقط فهذا أقله أنه مباح فقط.
الجواب: مادام الأمر على ما قلت وأنك تزورهم لله وفي الله، محبة في الله وليس هناك أسباب محرمة، وإنما زيارة محبة وزيارة شريفة ليس فيها محظور شرعي فإنه لا حرج عليك أن تزورهم، وعليك كفارة يمين عن التحريم، إذا قلت: علي الحرام أن لا أزورهم، إذا كنت قصدت منع نفسك في زيارتهم فعليك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد من تمر أو رز أو غيره، أو تكسوهم كسوة قميص أو إزار ورداء، ويكفي هذا، هذا إذا كان قصدك منع نفسك من زيارتهم.
أما إذا كان المقصود تحريم زوجتك وأنها حرام عليك إن زرتهم قصدت هذا، فعليك أن تعتق عبداً أو عبدة، فإن لم تستطع تصوم شهرين متتابعين، فإن لم تستطع تطعم ستين مسكيناً ثلاثين صاعاً كل صاع بين اثنين، كل واحد له نصف الصاع، قبل أن تمسها، هذا إذا كان قصدك تحريمها، أما إذا كان المقصود إنما هو منع نفسه من زيارتهم وشددت على نفسك بهذا لتمتنع من زيارتهم وما قصدت تحريم زوجتك فهذا يكفي كفارة يمين والحمد لله.
الجواب: عليك التوبة إلى الله؛ لأن التدخين محرم ولا يجوز، وضرره كثير وعظيم، فعليك يا أخي أن تتوب إلى الله وأن تندم على ما فعلت وأن لا تعود في ذلك، وعليك كفارة يمين عن حنثك: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم؛ تطعمهم على نصف صاع تمر أو رز أو تعشيهم أو تغديهم أو تكسوهم كسوة ويكفي هذا، وعليك التوبة إلى الله عن التدخين والحذر منه؛ لأن شره كثير، ومضاره عظيمة، هداك الله وأرشدك.
الجواب: مادام الطلاق طلقة واحدة ليس قبلها طلقتان فلك مراجعتها وجماعها مراجعة، ولكن الأفضل أن تكون لك نية عند الجماع وهي نية المراجعة.
المقصود أنه يكفي المراجعة -والحمد لله- وهي زوجتك الآن، ولو أشهدت على المراجعة لكان أفضل وأحسن، وإذا نوى الإنسان المراجعة في جماعه كان ذلك كافياً والحمد لله، هي زوجتك ومضى عليها طلقة وبقي لها طلقتان، أما إن كان مضى لها طلقتان فهذه تكون الثالثة ما تصلح.
المقدم: أحسن الله إليكم. أيها الإخوة في الله! باسمكم جميعاً نشكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد على هذا اللقاء في برنامج نور على الدرب الذي أجاب فيه سماحته مشكوراً على أسئلة الإخوة المستمعين: المستمع صبري الجبوري من الجمهورية العراقية، الإخوة المستمعين من السودان المقيمين بالمملكة، المستمع (و.ب.ي.ع.) من جمهورية مصر العربية، المستمع عبد الله سلام العمراني المنطقة الشمالية البدع، المستمع إدريس سوداني الجنسية يعمل في المملكة، المستمع حسن عوض من جمهورية مصر العربية ومقيم في الأردن، وأخيراً رسالة المستمع التونسي الأخ الذي رمز إلى اسمه (ب. ب) ومقيم في أبو ظبي.
أيها الإخوة الكرام! شكراً على حسن متابعتكم وإنصاتكم للبرنامج وإلى اللقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر