أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! نرحب بحضراتكم أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المبارك الذي يجمعنا بسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
في مطلع هذا اللقاء أرحب بسماحة الشيخ: أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====
السؤال: سماحة الشيخ على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال للسائل إبراهيم حامد من الرياض يقول: كيف يعرف المسلم أن دعوته على الظالم أجيبت أرجو منكم الإفادة؟
الجواب: بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالأفضل أن لا يدعو على الظالم بل يسأل الله له الهداية وأن يرده إلى الصواب وأن يعطيه حقه، فإن دعا عليه فلا حرج على قدر مظلمته، وإذا رأى أنه أصيب بما دعا به فهذه علامة أنها أجيبت دعوته، إذا دعا عليه أن الله جل وعلا يصيبه في كذا في ولده في ماله في سيارته يتبين له إذا وقعت حادثة أو حوادث، لكن ننصحه في مثل هذا أن لا يدعو على الظالم، بل يدعو الله له بالهداية، ويسأل ربه أن الله يعوضه عما ظلمه، وأن الله يهدي الظالم حتى يعطيه حقه؛ لأن الدعاء عليه نوع من الانتصار، ونوع من القصاص، فالأفضل ألا يدعو عليه ولكن يدعو له بالهداية وأن الله يرده إلى الصواب وأن الله يهديه حتى يرد إليه حقه.
الجواب: هذه هي الإرادة الشرعية، (يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ) يعني: يريد شرعاً، يحب ذلك شرعاً أن يتوب عليكم، وقدره ماض في الناس، لكن يحب أن يتوب عليكم، يحب سبحانه أن يتوب على عباده، وأن يرحمهم، وأن ينصرهم، وأن يبارك لهم جل وعلا، وقد يفعل ذلك وقد لا يفعل ذلك، هو يريده شرعاً، يريد أن يتوب عليكم، يريد أن يبين لكم سنن الذين من قبلكم، هذا يريد أن يوضح لعباده الحق، يريد من عباده أن يهتدوا وأن يستقيموا على الحق، يريد من عباده أن يحافظوا على الصلاة في الجماعة، يريد من عباده أن يبروا والديهم وأن يطيعوا ولاة أمرهم بالمعروف، كل هذه يريدها شرعاً، ولكن قد يقع قدراً وقد لا يقع، قد يسبق في علم الله أنه لا يقع من هذا الشخص، هذا الشخص زيد بن فلان مأمور ببر والديه، مأمور بصلة الرحم، مأمور بطاعة ولاة الأمور لكن قد يقع منه خلاف ذلك، قد يكون سبق في علم الله أن الله أراد منه أن يقع خلاف ذلك، قدر عليه أنه يعق ويعصي ولا يبر ولا يسمع ويطيع، وهو سبحانه أراد منه شرعاً أن يستقيم على الحق، أراد منا شرعاً أن نصلي وأن نصوم وأن نزكي وأن نبر والدينا، وأن نحذر المعاصي، لكن منا من فعل ومنا من لم يفعل، على حسب ما مضى به القدر السابق.
الجواب: نواقض الإسلام كثيرة وليس لها حصر؛ لأن عددها قد يحصره زيد ولا يحصره عمرو، حسب آراء العلماء واجتهادهم واستنباطهم الأحكام من الأدلة الشرعية، فقد يعدها زيد -مثلاً- أربعمائة ناقض ويعدها الآخر خمسمائة ناقض؛ لأنه استنبطها من أدلة أخرى، فهذا يخضع للأدلة الشرعية، نواقض الإسلام تخضع للأدلة الشرعية.
وقد ذكرها العلماء في باب حكم المرتد، من أرادها وجدها في باب حكم المرتد، يراجع هذا الباب العظيم ويعتني به حتى يعرف منه نواقض الإسلام، كالشرك بالله وعبادة الأصنام والقبور من دون الله والاستغاثة بهم والنذر لهم، كل هذا من الردة عن الإسلام، كل هذا من نواقض الإسلام، كذلك سب الدين من نواقض الإسلام، سب الرسول صلى الله عليه وسلم من نواقض الإسلام، سب الله من نواقض الإسلام، التنقص بالإسلام من نواقض الإسلام، القول: بأن الزنا ما هو بحرام من نواقض الإسلام، إذا قال: الربا ليس بحرام من نواقض الإسلام، إذا قال: الظلم للناس ليس بحرام هذا من نواقض الإسلام، إذا قال: الصلاة ما هي بواجبة هذا من نواقض الإسلام، إذا قال: الزكاة ما هي بواجبة من نواقض الإسلام، إذا قال: صوم رمضان ما هو بواجب هذا من نواقض الإسلام، إذا قال: الحج ليس بواجب مع الاستطاعة هذا من نواقض الإسلام، إذا قال: الغيبة حلال والنميمة حلال هذا من نواقض الإسلام، هكذا له أقسام كثيرة، لكن من أراد أن يعرفها على الحقيقة فعليه أن يراجع باب حكم المرتد، عليه أن يدرس هذا الباب في جميع المذاهب الأربعة الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي وغيرهم عليه أن يدرس هذا الباب ويتأمل وينظر الأدلة الشرعية حتى يعرف النواقض.
الجواب: عليه أن يأتي بركعة زائدة، يكمل صلاته ويأتي بركعة زائدة يقرأ فيها الفاتحة بدل التي ترك منها الفاتحة؛ لأن التي ترك منها الفاتحة بطلت، فيأتي بركعة بدلها ويسجد للسهو، وينبه الذين وراءه يقومون حتى يتابعوه بالإشارة.
الجواب: الواجب أن تصلي مع الناس أربعاً في المساجد، ما دام نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام عند جمهور أهل العلم يجب عليه أن يصلي مع الناس أربعاً، ويسن له أن يصلي الرواتب قبل الظهر أربعاً بتسليمتين وبعدها ركعتين، وإن صلى بعدها أربعاً كان أفضل، يصلي أربعاً قبل العصر هذا أفضل ليست راتبة لكنها أفضل، يصلي أربعاً قبل العصر بتسليمتين؛ للحديث الصحيح: (رحم الله امرءاً صلى أربعاً قبل العصر) بعد المغرب تسليمة ركعتان، بعد العشاء تسليمة ركعتان، قبل الفجر تسليمة ركعتان كل هذه رواتب يسن له أن يصليها، ولا يقصر بل يتم مع الناس؛ لأن هذه المدة طويلة، والسنن الرواتب أيضاً يحافظ عليها وعلى الوتر.
الجواب: السنة أن تكتفي بالاستعاذة والتسمية بعد التكبير، بعد الاستفتاح عند بدء القراءة.
أما الإتيان بالاستعاذة والتسمية أول الصلاة ما عليه دليل، لكن إذا كبرت وأتيت بالاستفتاح: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) أو بأي استفتاح آخر من الاستفتاحات الصحيحة، بعدها تقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تقرئين الفاتحة، هذا المشروع، أما تأتين بها قبل التكبير ما لها أصل.
الجواب: لا حرج عليك، ولا تبطل صلاتك، ولكن تؤخريه عن أمامك، يعني: تشيري إليهم أن يتأخروا عنك حتى لا يشوشوا عليك وإلا فصلاتك صحيحة، إذا وقف الأولاد الصغار أمامك لا يضرك، لكن فرقيهم أو دعي من يفرقهم من أخواتهم الكبيرات أو إخوانهم أو غيرهم، ومن عندك في البيت يلاحظونهم حتى يؤخروهم عنك حتى يزيلوهم عن قبلتك، حتى لا يشوشوا عليك صلاتك، والصلاة صحيحة.
الجواب: ليس بصحيح، بل إذا قرأ بالتدبر والتعقل له أجر ولو كان ما يفهم كثيراً، قراءته بالتدبر والتعقل والخشوع له أجر في ذلك: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29] فعليه التدبر والتعقل والقراءة بخضوع وعدم عجلة، وهذا له أجر عظيم.
الجواب: أحسنها فيما نعلم تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير وتفسير البغوي، لكن تفسير ابن كثير أحسنها؛ لأنه يعتني بالأحاديث ويعتني بالعقيدة السلفية، هذا تفسير جيد وإن كان مطولاً، ولكن نوصيك بالتدبر، دعي عنك كتب التفسير، نوصيك بقراءة القرآن بتدبر وتعقل، واسألي أهل العلم عما أشكل عليك من طريق الهاتف أو من طريق المكاتبة، اسأليهم عما أشكل عليك من الآيات، وإذا كان عندك علم وراجعتي تفسير ابن جرير أو ابن كثير أو البغوي للفائدة فهذا طيب.
الجواب: نعم إن شاء الله إذا أخلص فيها واجتهد تقبل إن شاء الله، ولو أن زوجك ساعد في ذلك، إذا أخلص أبوك وأنتم في هذا واجتهدتم في طاعة الله والخشوع لله، وطلبه القبول، فهو سبحانه جواد كريم، إذا تقبل منكم فله الفضل سبحانه وتعالى، ولو كان الزوج هو الذي بذل النفقة، إذا أخلصتم لله وصدقتم في أداء العمرة واجتهدتم في ذلك رغبةً ورهبة فأنتم على خير عظيم.
الجواب: صبغ الشيب سنة للرجال والنساء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد) فيغير بالحمرة والصفرة والحناء غير السواد هذا هو السنة، أما بالسواد الخالص فلا يجوز، لا للرجل ولا للمرأة، لا يغير الشيب بالسواد الخالص، لكن إذا غيره بالحمرة، بالسواد مع الحمرة، بين الحمرة والسواد، بالصفرة لا بأس هذا هو السنة، أما تغيير الشيب بسواد خالص فلا يجوز.
الجواب: إذا صلاها بعد طلوع الشمس يجهر بها، النبي صلى الله عليه وسلم لما نام هو وأصحابه عن صلاة الفجر في بعض الليالي في بعض الأسفار صلاها بعد ارتفاع الشمس وجهر بالقراءة عليه الصلاة والسلام، فالسنة الجهر بالقراءة، فالقضاء يحكي الأداء.
الجواب: سنة، ذكر الله عند المشعر الحرام سنة، فإذا تركها الإنسان فلا حرج؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن للضعفاء أن ينصرفوا في آخر الليل ولم يقفوا عند المشعر الحرام، بل انصرفوا من مزدلفة ولم يقل لهم: (قفوا عند المشعر الحرام)، دل ذلك على أنه إذا ذكر الله في منزله في مزدلفة في خيمته في طريقه كفى، فلا يلزم أن يقف عند الجبل المشعر، لو ذكر الله في المزدلفة في فراشه في مسكنه في طريقه كل ذلك طيب ويكفي، هذا هو السنة، وإذا صعد الجبل وذكر الله عند الجبل بعد صلاة الفجر فهذا أكمل وأكمل وأفضل، بعد صلاة الفجر إلى أن يسفر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف على المشعر فلما أسفر جداً انصرف إلى منى هذا هو الأفضل، لكن لو أن بعض الناس انصرف في آخر الليل إلى منى، ولم يقف عند المشعر فلا حرج عليه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن للضعفاء ومن معهم أن ينصرفوا في آخر الليل.
الجواب: السجود للإذاعة لا يشرع لمن سمعه أن يسجد؛ لأنه لا يقرأ لك، إنما يقرأ لغيرك، السجود للإذاعة ليس فيه سجود إنما تسمع الفائدة فقط، أما إذا قرأ الإنسان لك وأنت تستمع له تسجد معه إذا سجد، في المسجد أو في البيت أو في أي مكان، والنبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه زيد بن ثابت سورة النجم فلم يسجد زيد ولم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فدل على أن هذا ليس بواجب والأمر واسع والحمد لله.
الجواب: لا حرج في ذلك، إذا صام الإثنين والخميس من أي شهر لا بأس رجب شعبان غيرهما؛ لأن صيامهما سنة.
الجواب: المراد الإنفاق على أهل البيت، على الزوجة والأولاد والخدم، يتوسط لا يسرف ولا يبخل بينهما: لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا (لم يقتروا): لم يبخلوا، يعني: تكون نفقته وسطاً هذا هو المشروع، هذا هو وصف عباد الرحمن أهل الخير والإيمان، لا يسرفون في النفقات ولا يبخلون ولكن وسط.
الجواب: الزكاة غير الإنفاق، الإنفاق: ينفق مما أعطاه الله من المال غير الزكاة، أما الزكاة فشيء فرضه الله لأصناف معينين ثمانية ذكرهم الله في سورة التوبة: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا.. [التوبة:60] الآية، والزكاة تختلف في النقود ربع العشر يعني: سهم من أربعين هذا في النقود، الذهب والفضة وعروض التجارة.
وفي الحبوب والثمار إن كانت بمئونة بالمكائن وأشباهها نصف العشر، يعني: سهم من عشرين، وإن كانت بالأمطار سقي الزروع بالأمطار والأنهار فهذا العشر كاملاً واحد من عشرة فيه كله، عشرة واحد يعني: عشرة أوسق فيها العشر وهكذا في الحبوب والثمار.
أما الإبل والبقر والغنم لها زكاة خاصة بينها الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانت راعية سائمة، فالإبل لها زكاة والغنم لها زكاة والبقر لها زكاة مبينة في كتب العلماء وفي الأحاديث الصحيحة.
الجواب: يسر الله أمرك، ورزقك الزوج الصالح، ونوصيك بسؤال الله جل وعلا أن يمنحك الزوج الصالح في السجود، وفي آخر التحيات، وفي آخر الليل، اسألي الله جل وعلا ولا تقنطي ولا تيئسي، اسألي الله أن الله يمنحك الزوج الصالح، وأن يعينك على حق الزوجية، وأبشري بالخير إن شاء الله، والواجب على أبيك أن يساعد في هذا، الواجب على أبيك أن يتقي الله وأن يلتمس لك الزوج الصالح، وأن لا يشغله حب المال عن تزويجك، بل يجب أن يجتهد في تزويجك وسوف يغنيه الله عن وضيفتك وعن راتبك، وأنت لا تقنطي ولا تيئسي، قد يكون عدم الإجابة بأسباب معاصيك، قد يكون لك معاصي فعلتيها، فاتق الله وتوبي إلى الله وحاسبي نفسك، فقد تمنع الإجابة بأسباب المعصية، قد تكوني تساهلت في الفرائض، في الصلوات، قد تكوني تساهلت ببر والديك، قد تكوني تساهلت في غير ذلك من المعاصي فاتق الله، حاسبي نفسك وجاهديها، وتوبي إلى الله من تقصيرك في المعاصي، وأبشري بالخير سوف يجيب الله دعوتك، وسوف يرزقك الزوج الصالح إذا صدقت وأخلصت في الدعاء وتجنبت أسباب الحرمان من المعاصي والسيئات.
والواجب على الآباء أن يتقوا الله، نعم ننصح الآباء جميعاً والأجداد وجميع الأولياء ننصحهم أن يتقوا الله وأن يزوجوا مولياتهم، وأن لا يمنعوا ذلك من أجل الدراهم والدنانير، الواجب عليهم أن يزوجوهن حرصاً على عفتهن وعلى سلامتهن، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
الجواب: ليس عليه قضاء، لكن يستحب له القضاء، إذا نوى أن يصوم الإثنين والخميس ثم أفطر بدون عذر فلا حرج عليه، لكن إذا قضى يكون أفضل، قد يكون جاءه ضيف يوم الإثنين أو اشتد عليه الحر وأفطر لا حرج الحمد لله: (المتطوع أمير نفسه) ليس بواجب، لكن الأفضل له إذا تيسر له القضاء يكون أفضل.
الجواب: إذا كان أولادك فيهم بعض الشر كاللعن والشتم والمخاصمة فجاهديهم بالتوجيه والإرشاد والنصيحة والتأديب واسألي الله أن الله يهديهم جل وعلا، ولا تقنطي ولا تيئسي، اسألي الله لهم الهداية وعلميهم وهكذا أبوهم، وهكذا أخوهم الكبير، وهكذا جدهم ينصحهم ويؤدبهم إذا رأى التأديب حتى يستقيموا، لا تقنطي أبداً.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان عطية لأولادهم يعطونهم عطية وهم أصحاء سالمون لا بأس، بشرط العدل للذكر مثل حض الأنثيين، لا يخصون بعضهم دون بعض، يعطونهم جميعاً للذكر مثل حض الأنثيين لا بأس، أما وصية بعد الموت إذا كانت وصية من مرض فلا، إذا كان هناك ورثة آخرون كالزوجة أو الزوج أو الوالدين لا يوصي بوصية للورثة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث) وإذا أراد أن يوصي فليس له إلا الثلث، يوصي بالثلث أو أقل لغير الورثة.
الجواب: إذا قام عن التشهد الأول وذكر في أثناء قيامه يلزمه الرجوع ويتشهد ويسجد للسهو كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قام من التشهد الأول ولم يرجع وسجد سجدتين للسهو قبل أن يسلم.
أما إذا شرع في القراءة ما ذكر إلا بعد الشروع في القراءة فلا يرجع ويستمر ويسجد للسهو والحمد لله قبل أن يسلم.
الواجب: يجوز أن يقرأ القرآن بغير الترتيبات والاصطلاحات التي ذكرها أصحاب التجويد، إذا قرأه باللغة العربية قراءةً واضحة فالحمد لله، لكن إذا اعتنى بما ذكره القراء وبما ذكره أصحاب التجويد فهذا حسن من باب تحسين القراءة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم) فإذا لاحظ الغنة والتفخيم والترقيق يكون أفضل وإلا فليس بلازم فيما يظهر لي، لا يلزم ذلك إذا قرأ باللغة العربية، والحمد لله إذا قرأه قراءةً واضحة ليس فيها خلل، فإن كونه يقرأ بغنة أو بإظهار أو بإخفاء أو بترقيق أو بتفخيم هذا لا يضر، والحمد لله.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ! وبارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.
المقدم: نسأل الله عز وجل أن يحفظكم بحفظه وأن يكلأكم برعايته.
أيها الإخوة الأحباب! أجاب على أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
شكر الله لسماحته، وفي ختام هذا اللقاء لكم التحية من الزميلين من الإذاعة الخارجية الزميل فهد العثمان ومن هندسة الصوت سعد خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر