مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع عبد الله الحارثي، الأخ عبد الله له ثلاثة أسئلة في أحدها يقول: في قريتنا قبور مرتفعة عن الأرض بمقدار متر أو مترين، وقد وجدناها على هذه الحال منذ سنين طويلة ولا نعلم لمن هذه القبور، ومنطقة المقابر يوجد بها حص يستفاد منه في البناء، فهل يجوز لنا أخذ بعض هذا الحص أم لا يجوز، جزاكم الله خيراً؟
الحص نوع من التربة التي يستفاد منها في البناء.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالواجب في هذه المسألة الرجوع إلى المحكمة لإفادتكم بما يلزم في هذا الموضوع، وفي إمكان المحكمة أن تكتب إلي حتى ندرس الموضوع مع المحكمة ونعمل ما يلزم إن شاء الله.
الجواب: إذا كان الدين على إنسان معسر، فلا زكاة فيه حتى تقبضه، وهكذا لو كان الدين على إنسان مماطل، تطلبه الحق ولا يعطيك، فإنه لا زكاة عليك حتى تقبضه وتستقبل به عاماً جديداً، أما إذا كان الدين على إنسان مليء غير مماطل متى طلبته أعطاك فإن الواجب عليك الزكاة، متى تم الحول عليك أن تزكي ولو ما قبضته؛ لأنه كالذي عندك، ما دام عند إنسان مليء غير مماطل، فهو كالذي عندك فيه الزكاة متى تم عليه الحول.
الجواب: الطفل الذي دون السبع ينبغي أن يبقى عند أهله حتى لا يشغل الناس، ينبغي أن يبقى عند أهله حتى لا يحصل به إيذاء للناس، أما إذا كان الطفل قد كمل السبع فأكثر فهذا يصلي مع الناس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الأولياء بأمرهم بالصلاة قال: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)، فعلى آبائهم وعلى إخوانهم الكبار أن يخرجوا بهم إلى الصلاة، وأن يوجهوهم ويؤدبوهم إذا آذوا الناس ويمنعوهم، حتى يستقيموا على الطريق السوي، وحتى يصلوا مع الناس من دون أذى.
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، فالواجب على المسلمين أن يتعلموا ما يخفى عليهم، وأن يسألوا أهل العلم عما أشكل عليهم فيما يتعلق بالصوم وغيره؛ لأن الله يقول سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، ويقول عليه الصلاة والسلام : (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، فالمؤمن يسأل ويتبصر ويتفقه في الدين حتى يعرف ما أوجب الله عليه، وما حرم عليه.
الجواب:المساجد بنيت لذكر الله، وقراءة القرآن والصلاة والاعتكاف ودراسة العلم، لم تبن لأحاديث الدنيا، فلا ينبغي لأهل الإيمان أن يتخذوا المساجد لأحاديث الدنيا، لكن إذا كان شيء قليل لا حرج، الشيء القليل لا حرج فيه، كأن يسأله عن حاجة دنيوية، أو نحو ذلك لا تأخذ وقتاً، أو متى يسافر؟ أو هل قدم فلان أو ما قدم فلان؟ وكيف أولادك؟ كيف حالك؟ كيف مزرعتك لعلها سليمة؟ الشيء القليل الذي تدعو له الحاجة.
الجواب: يشرع لك زيارتها خارج منزلها، والمكالمة بالهاتف، والوصية بالسلام والدعاء لها بالتوفيق والهداية، والمصالحة مع زوجها بالكلام الطيب حتى يأذن لك، وليس لك دخول بيته إلا بإذنه، لكن عليك المخاطبة الطيبة، واستعمال الكلام الطيب مع الزوج، والدعاء له بالتوفيق، وطلب السماح أن تزور خالتك بالكلام الطيب، وهكذا مع الابن تجتهد في إصلاح الحال مع الابن بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، والاعتذار إليهم إن كنت أخطأت عليهم تعتذر إليهم حتى يسمحوا، والمؤمن هكذا يجتهد في أسباب الخير، ويبتعد عن أسباب الشر.
الجواب: نعم، للمرأة أن تحج عن والدها وعن جدها وعن أمها وعن جدتها وعن أقاربها تطوعاً منها، إذا كانوا أمواتاً أو كانوا عاجزين كبار السن لا يستطيعون الحج، فهي مأجورة في ذلك، وقد سئل النبي عن هذا عليه الصلاة والسلام فأجاب بأنه لا بأس، قالت امرأة: (يا رسو ل الله! إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: حجي عن أبيك)، وقال له رجل : (يا رسول الله! إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا الظعن أفأحج عنه وأعتمر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: حج عن أبيك واعتمر)، وسئل قالت له امرأة: (يا رسول الله! إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال: حجي عنها).
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فإذا حجت المرأة عن أبيها أو أمها أو جدها أو جدتها أو إخوتها كل ذلك طيب، أو أدت عنهم ديون عليهم، أو تصدقت عنهم، أو دعت لهم كل هذا مطلوب، وكله طيب.
الجواب: نعم إذا بلغ النصاب وجبت الزكاة، إذا كان الحلي من الذهب أو الفضة يبلغ النصاب وجب عليك الزكاة في أصح قولي العلماء، ولو أنه حلي، والنصاب عشرون مثقالاً، مقدارها أحد عشر جنيهاً وثلاثة أسباع جنيه من الجنيه السعودي، يعني أحد عشر جنيهاً ونصف، من الجنيه السعودي يقال: هذا نصاب، وهكذا ما أكثر منه يزكى، ومقداره بالغرام اثنان وتسعون غراماً، فالمقصود أن الحلي إذا بلغت النصاب تزكى سواء كان من الذهب أو الفضة، والفضة نصابها مائة وأربعون مثقالاً، مقدارها ستة وخمسون ريال فضة وما يقوم مقامها من العمل. فالواجب على من لديها حلية من أسورة أو قلائد أو غير ذلك تبلغ النصاب أن تزكي ذلك، وذلك ربع العشر، فإذا كانت قيمة الحلي تبلغ عشرة آلاف مثلاً تزكيها مائتين وخمسين ربع العشر؛ لأن عشرها ألف، وربع العشر مائتان وخمسون، وإذا كانت تساوي أربعين ألفاً فعليها الزكاة ألف واحد ربع العشر، وفق الله الجميع.
الجواب: لم يرد ما يدل على الصدقة بالقرآن، ولكن تدعو له عند القراءة وفي غيرها تدعو له: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، أما الصدقة عنه بالآيات وقراءة القرآن فليس عليها دليل، وإنما تدعو لأبيك، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم أجره من النار، اللهم ضاعف حسناته، اللهم اجزه عنا خيراً، تصدق عنه بالمال، تحج عنه، تعتمر عنه، تقضي دينه، كل هذا طيب، كله ينفعه، أما أن تقرأ عنه القرآن أو تصلي عنه هذا لم يرد.
الجواب: عليكم مداومة النصيحة بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن لا بالعنف والشدة، واستعينوا بالله ثم ببعض إخوانكم الطيبين الذين يعظمهم ويقدرهم هو حتى يعينوكم على نصيحته وتوجيهه إلى الخير ولا تيئسوا، لا تيئسوا وادعوا له بظهر الغيب، قولوا: اللهم اهد فلاناً، اللهم أصلحه، اللهم أعذه من شر نفسه وشيطانه واصبروا، وعليكم بالحلم والصبر والكلام الطيب، والأسلوب الحسن لعل الله يهديه بأسبابكم، فيكون لكم مثل أجره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) ولا تيئسوا عليكم بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والتعاون مع إخوانكم الطيبين في زيارته ونصحه وتوجيهه إلى الخير، لعل الله يهديه بأسبابكم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، وأنتم مشكورون مأجورون، أو كان هناك في البلد محكمة شرعية ولم يستجب ارفعوا به إلى المحكمة فيما يتعلق بإقامة الحد عليه، وفيما يتعلق بأمر زوجته.
أما إذا كان ما فيه محكمة تحكم بالشرع فعليكم النصح المستمر والتوجيه والتعاون مع إخوانكم الطيبين الذين يقدرهم ويرى لهم فضلاً، تعاونوا معهم في إرشاده وتوجيهه لعل الله يهديه بأسبابكم.
الجواب: هذا طيب ولكن لا يكفي، إذا كنت تستطيعين النصيحة والكلام الطيب فافعليهم هذا وهذا جميعاً، أما إذا كنت لا تستطيعين فإرسال الشريط والكتيب جيد ونافع، وفيه خير كثير، ولكنه لا يغني عن إنكار المنكر والأمر بالمعروف، من استطاع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيفعل مع الكتيب ومع الشريط، كل هذا لعل الله ينفع بالجميع.
الجواب: لا يجوز لها هذا العمل، هذا من عمل أهل السحر والشعوذة، لا يجوز هذا بل يجب الإنكار عليها ومنعها من هذا العمل، وإخبارها أن هذا لا يجوز، وأن هذا يفضي إلى دعواها علم الغيب، والتلبيس على الناس، هذا لا يجوز، فالواجب على هذه المرأة أن تخاف الله وأن تراقب الله، وتحذر هذا العمل السيئ الذي أنكره النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منه، يقول صلى الله عليه وسلم : (من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، فالواجب الحذر من هذا العمل السيئ، وهو وسيلة إلى دعوى علم الغيب، ووسيلة إلى التلبيس على الناس، نسأل الله للجميع العافية والهداية.
الجواب: من كان بين المسلمين لا يعذر بالجهل في مثل هذا، سب الدين ردة عن الإسلام، ترك الصلاة ردة عن الإسلام، وجحد وجوبها ردة عن الإسلام، هكذا سب الله، سب الرسول، الاستهزاء بالله، أو الاستهزاء بالرسول كل هذه ردة، ما يعذر فيها بالجهل دعوى الجهل وهو بين المسلمين؛ لأن هذا معروف بين المسلمين ومضطر، ضرورة معرفة هذا بين المسلمين، لا يخفى على أحد، ولو قال: إن الزنا حلال أو الخمر حلال كذلك ردة عن الإسلام؛ لأن هذا الشيء لا يخفى، أما إنسان في جاهلية ما يعرف الإسلام ولا هو عند المسلمين، فهذا حكمه حكم أهل الفترة، إذا مات على ذلك فأمره إلى الله يمتحن يوم القيامة، لكن بين المسلمين من سب الدين أو استهزأ بالله أو بالرسول أو ترك الصلاة، أوجحد وجوب الصلاة أو جحد وجوب الزكاة، أو جحد وجوب صوم رمضان أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة، أو قال: إن الزنا حلال أو الخمر حلال، أو العقوق للوالدين حلال كل هذا ردة ما يعذر فيه بالجهل؛ لأن هذه أمور ظاهرة من الدين، معلوم من الدين بالضرورة، يعرفها الخاص والعام بين المسلمين.
الجواب: التوكل على الله معناه: التفويض إليه والاعتماد عليه سبحانه، فهو يخرج من بيته متوكلاً على الله، يصوم متوكلاً على الله، يصلي متوكلاً على الله، ويعتمد عليه في أداء هذه الأمور لا على نفسه، ولا على زيد وعمرو، بل هو يصلي ويتوكل على الله أن الله يعينه على أدائها، ويصوم ويتوكل على الله أن الله يعينه على أداء الصيام، يخرج يبيع ويشتري يتوكل على الله أن الله ينفع بأسبابه، يستدين ويتوكل على الله أن الله يعينه على أداء الدين، يخرج إلى الحج وهو يتوكل على الله أن الله يعينه على أداء الحج، وهكذا يستعين الله في كل أموره ويتوكل عليه جل وعلا، مع فعل الأسباب، مع تعاطي الأسباب التي شرعها الله وأمر بها.
الجواب: اليقين معناه: أن يكون مؤمناً بالله عن جزم ويقين، يؤمن بأن الله ربه، معبوده الحق، وأنه لا يستحق العبادة سواه، وأنه خالق كل شيء، وأنه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه سبحانه يجب أن يعبد وحده وأن يخص بالعبادة، ويجب على المؤمن أن يحذر شر لسانه في تنقص ربه أو نفي صفاته، أو التهاون بما أوجب عليه، يكون المؤمن متيقناً أنه سبحانه هو المستحق للعبادة، وأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليم، وأنه المستحق للعبادة، وأنه لا رب سواه ولا خالق سواه، ولا يستحق العبادة غيره سبحانه وتعالى، ويتيقن أنه سوف يجمع الناس يوم القيامة، سوف يجازيهم بأعمالهم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، ويتيقن أن الله سبحانه سوف يفي بوعده، فيدخل المؤمنين الجنة كما وعدهم، ويدخل الكفار النار كما وعدهم سبحانه وتعالى، وهكذا كل ما أخبر الله به ورسوله في القرآن، أو في الأحاديث الصحيحة، يكون المؤمن مؤمناً بذلك يصدق بذلك ولا يشك في ذلك.
الجواب: المؤمن يخاف الله في كل شيء لا يكون آمن، الله يقول سبحانه: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99]، ويقول: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، ويقول: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ [المائدة:44] ويقول عن عباده الصالحين: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90]، ويقول سبحانه: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ [الإسراء:57]، ويقول: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175].
فالواجب خوف الله مع فعل ما أوجب الله وترك ما حرم الله، يكون خوف يحمل على فعل الأسباب، يخاف الله خوفاً حقيقياً، يحمله على أداء الواجب، وعلى ترك المحرم، كما يرجوه أنه يدخله الجنة وينجيه من النار إذا أدى حقه، فهو يخاف الله فيعمل ما أوجب الله ويدع ما حرم الله، وهو يرجو الله ويحسن الظن بالله مع قيامه بحق الله وتركه ما حرم الله، هو يرجو ويخاف لكن مع العمل، مع أداء الواجبات وترك المحارم، هذا هو الصادق الذي يخاف الله ويرجوه هو الذي يخاف ويرجو مع العمل، مع أداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند حدود الله، يرجو ثوابه ويخشى عقابه سبحانه وتعالى، هكذا جاءت الرسل وهكذا جاء القرآن الكريم.
الجواب: يجب أن يحب الله بكل قلبه، محبة لا يعادلها شيء، يكون الله أحب إليه من كل ما سواه، محبة صادقة تقتضي طاعته وترك معصيته، وحب أوليائه ورسله، وكراهة أعدائه وبغضهم في الله عز وجل، فهو يحب الله، قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:31]، وقال في المؤمنين: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [المائدة:54].
فالواجب أن يحب الله بكل قلبه محبة صادقة، وأن يكون الله أحب إليه مما سواه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)، فهو يجب الله فوق كل شيء، وأحب من كل شيء، ثم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم محبة صادقة بعد محبة الله يحبه في الله؛ لأنه رسول الله، ويحب المؤمنين؛ لأنهم أولياء الله وأحباء الله، ويكره الكافرين ويبغضهم؛ لأنهم أعداء الله، هكذا المؤمن.
الجواب: عليك المناصحة لهم، لآبائهم وأمهاتهم حتى يقوموا بالواجب، أنت لا تضربيهم لكن انصحي، انصحي آباءهم وأمهاتهم حتى يقوموا بالواجب، عليك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والضرب على غيرك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)، فالمأمور الآباء والأمهات، وأنت إن شاء الله تنصحين وتشيرين وترغبين وتحذرين.
الجواب: إذا كان فيه مصلحة وهو مادة طاهرة فلا بأس كالحناء وأشباهه، وتمسح عليه مثل ما تمسح على الرأس الذي عليه آثار الحناء ونحوها.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج: المملكة العربية السعودية، الرياض، الإذاعة، برنامج نور على الدرب، مرة أخرى شكراً لكم مستمعي الكرام! ولكم تحيات زميلي مهندس الإذاعة الخارجية فهد العثمان وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر