مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات، تقول: أختكم في الله ( س. ع)، أختنا لها قضيتان: في قضيتها الأولى تقول: إنني أشتكي يا شيخ من كثرة الوساوس في الوضوء وعند قراءة الفاتحة والتشهد، فإني منذ أن أصبت بهذه الوساوس، وأنا لا أعرف الخشوع في صلاتي بسببها ولا أرتاح، وإنني خائفة من أن لا تقبل صلاتي، والدتي تغضب علي كثيراً إذا رأتني أطلت الصلاة أكثر من اللازم، وربما تكون قد اكتشفت هذه الحالة، وجهوني سماحة الشيخ جزاكم الله خيرًا؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فنصيحتي لك أيها الأخت في الله أن تتقي الله وأن تحذري عدو الله الشيطان؛ فإن مكائده كثيرة، ونزغاته متعددة، فالواجب عليك الحذر من ذلك، فاتقي الله في صلاتك ووضوئك وقراءتك، احذري وساوس الشيطان إذا توضأت فلا تكرري الوضوء، اجزمي بأنك توضأت والحمد لله، وهكذا في الصلاة لا تكرري الصلاة اجزمي أنك صليت والحمد لله، وهكذا في القراءة استمري في القراءة ولا تكرريها، اجزمي بأنك قرأت والحمد لله، ولا يحملنك ما يمليه الشيطان من الوساوس على التكرار في القراءة أو الصلاة أو الوضوء، اعلمي أن هذا من الشيطان، وما حصل في ظنك بأنك قرأت كما ينبغي أو صليت أو توضأت يكفي، ودعي الوسوسة أنك لم تقرئي ولم تصلي لم تتوضئي اتركي هذه الوسوسة واحذريها، ابني أمرك على أنك قرأت وأنك توضأت وأنك صليت والحمد لله، واستمري في أشغالك الأخرى، واحذري اللين والتساهل مع عدو الله، لا تليني له، متى لنت طمع فيك وآذاك وربما جعلك في عداد المجانين، فاتقي الله واحذري عدو الله، واتركي الوساوس، وبادري بالوضوء من غير تأخير والصلاة من غير تأخير، مع الطمأنينة في الصلاة والإقبال عليها، مع الإسباغ في الوضوء لكن من دون تكرار ومن دون إعادة للوضوء، وهكذا في القراءة، اطمئني في القراءة وتدبري من غير حاجة إلى تكرار، تقولي: ما قرأت أعيد القراءة، ما صليت أعيد ما توضأت لا كل هذا من الشيطان، نسأل الله أن يعيذنا وإياك من الشيطان.
الجواب: عليك أن تقضي الأيام التي أفطرت بالظن، الذي يغلب على ظنك أنك أفطرت صومي اقضيه والحمد لله، فإذا كان ظنك أنك أفطرت عشرة أيام عشرين يوماً أكثر أقل فاعملي بذلك، ولا حاجة إلى اليقين، اعملي بالظن والحمد لله، الذي تظنين افعلي، فإذا شككت هل هي عشرة أو خمسة عشر، صومي خمسة عشر، شككت هل أفطرت خمسة عشر أو عشرين صومي عشرين، اعملي بغالب الظن والحمد لله، ولا شيء عليك.
لكن إذا كنت مليئة تستطيعين أن تطعمي أطعمي عن الصيام الذي مضى قبل رمضان الماضي، الصيام الذي أخرتيه قبل رمضان الماضي أطعمي عن كل يوم مسكيناً زيادة مع الصوم نصف صاع مقدار كيلو ونصف من قوت البلد من تمر أو أرز أو حنطة أو شعير نصف صاع يقارب كيلو ونصف تقريباً يعطاه الفقير، تجمعين ذلك كله وتعطينه لبعض الفقراء فقير أو فقيرين يكفي، والحمد لله، إذا كنت موسرة، أما إذا كنت عاجزة فقيرة فلا حاجة إلى الإطعام يكفي الصوم والحمد لله، حسب ظنك واجتهادك.
الجواب: أولاً نقول: أحبك الله الذي أحببتينا له سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه، وأن يصلح أحوالنا جميعاً، وأن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين، ومن الصالحين المصلحين، نسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً في اليمن وغيره، وأن يثبتنا جميعاً على دينه، وأن يمنح المسلمين جميعاً في كل مكان الفقه في الدين والثبات عليه والاستقامة على ذلك.
أما هذه الفتاة فإن عملها طيب، ولكن كونها تساعد أباها في قضاء دينه أولى وأنفع؛ لأن بره من أهم المهمات؛ ولأن مساعدته في قضاء دينه من أهم المهمات، فكونها تساعده في قضاء دينه مما كسبت يدها بالخياطة أو غيرها، هذا مقدم على الصدقة على غيره؛ لأنه يجمع بين البر وبين إعانته على قضاء الدين، فأنا أنصحها وأوصيها بأن تساعد أباها مما يسر الله لها في قضاء دينه؛ لأن في ذلك مصلحتين عظيمتين: إحداهما: برها لوالدها، والثانية: مساعدته في قضاء دينه الذي يشق عليه قضاؤه.
أما إن كان والدها يستطيع قضاء الدين ولكنه متساهل فلا حاجة إلى ذلك تصدق وتحسن والحمد لله وهو يقضي دينه مما أعطاه الله من المال، لكن إذا كان معسراً ومحتاجاً فكونها تساعده وتعطيه من مالها أولى، كونك تساعدين والدك وتعطينه مما يسر الله لك هو أولى من غيره من الفقراء الأباعد، يسر الله أمرك وأمره، وأصلح حال الجميع.
الجواب: الحمد لله الذي وفقك للاستقامة، ونوصيك بأن تجتهد في نصيحة هؤلاء الذين يشربون الخمر، وتدعو لهم بالتوفيق والهداية، وتوصي إخوانك أيضاً أن يساعدوك في نصيحتهم، حتى يتوبوا من هذا العمل السيئ ومن هذه الكبيرة العظيمة.
وصلاتك في الحجرة لا يضر وإن فعلوا فيها ذلك، صلاتك فيها النافلة لا حرج في ذلك، وأكلك معهم إذا كان ذلك على سبيل توجيههم إلى الخير والنصيحة لهم هذا كله طيب، أما إذا أبوا وشربوا الخمر وأنت حاضر، لا، لا تجلس معهم، ولا تأكل معهم على مائدة يدار عليها الخمر .
أما إذا كنت تنصحهم ولا يشربون الخمر وأنت حاضر، توجههم إلى الخير وتنصحهم، ولكن لا يشربون الخمر وأنت حاضر، لكنك تعلم أن بعضهم يشرب الخمر فلا يمنعك ذلك من الجلوس معهم ونصيحتهم والأكل معهم، حتى يهدي الله من كان يشرب الخمر منهم، وحتى يرجع إلى الصواب بأسبابك إن شاء الله.
الجواب: هذا مثل ما تقدم، ينصح ويوجه إلى الخير لعله يستجيب، وإلا فأبعدوه عنكم ولا يكون معكم؛ لأن مثل هذا يضر، ما دام سباباً لعاناً ينبغي إبعاده، فإذا لم تستطيعوا إبعاده فابتعد أنت عنه ما دام يعلن سبه وشتمه معكم على الطعام وفي المجالس، ينبغي أن لا تحضره إلا إذا كان حضورك ينفع في ردعه عن باطله وفي إسكاته عن هذه الجرائم، أو يساعدك الإخوان عليه حتى يسكت فأنت في جهاد وعمل صالح.
أما إذا كانوا لا يساعدونك بل يبقى يسب ويتكلم ويلعن ويفعل الأشياء القبيحة والكلام السيئ، فمثل هذا المجلس ينبغي أن تهجره حتى يزول منه هذا الرجل.
الجواب: لا أعلم شيئاً، لا أعلم هذا، لا أعلم أن هناك تعارفاً بينهم في البرزخ ولا يحضرني شيء في هذا المعنى.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كانت المرأة أختك فبناتها بنات أختك، حرام عليك هي وبناتها؛ لأنك خالهن، أما إذا كانت عمتك أو خالتك فإنها تحرم عليك هي؛ لأنها خالة وعمة لكن لا تحرم بناتها؛ لأن بنات الخالة حل وبنات العمة حل لك أن تتزوج منهن، وهكذا لو كانت زوجة أبيك أو زوجة جدك فإنها محرم لك، لكن بناتها من غير جدك من زوج آخر لسن محارم لك بل أجنبيات، وإنما حرمت هي عليك؛ لأنها زوجة أبيك أو جدك، لكن بناتها من غير أبيك ومن غير جدك لسن محارم لك إن لم يكن بينك وبينهن رضاعة.
فالمقصود أن هذا فيه تفصيل: فالمرأة التي هي محرم لك تكون بناتها محرماً لك إذا كانت أختاً لك أو زوجةً لأبيك أو زوجة لجدك أو بنتاً لك أو بنت ابن لك فبناتها كذلك محارم، أما إذا كانت خالةً أو عمةً فإن بناتها لسن محارم لك.
الجواب: ليس للتراويح عدد محصور بل الأمر فيها واسع والحمد لله، من صلى عشرين أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة أو صلى أربعين مع الوتر أو خمسين مع الوتر كله لا بأس به؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى) ولم يحدد عليه الصلاة والسلام، بل قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، ثم قال: فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى) فدل ذلك على أنه لو صلى ثمان وأوتر أو عشراً وأوتر أو عشرين وأوتر أو ثلاثين وأوتر أو أكثر وأوتر لا بأس ولا حرج في ذلك، لكن الأفضل أن يفعل فعل النبي صلى الله عليه وسلم، الأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة هذا هو الأفضل، وإن صلى أوتر بسبع أو تسع أو خمس أو ثلاث فلا بأس في رمضان أو في غيره، والأفضل في رمضان أن يصلي إحدى عشرة أو ثلاث عشرة هذا هو الأفضل، وإن صلى عشرين كما فعل الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه، فإنه في بعض الأحيان صلوا عشرين مع الوتر ثلاثاً الجميع ثلاثة وعشرون لا بأس، فعله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الناس ثلاثاً وعشرين لا حرج في ذلك طيب، وأفضل من ذلك ثلاث عشرة أو إحدى عشرة كما فعل عليه الصلاة والسلام، وإن صلوا أكثر صلوا أربعين وأوتروا بثلاث أو بواحدة كل ذلك لا بأس به، فالأمر في هذا واسع والحمد لله ولا ينبغي فيه الإنكار ولا التشديد، من صلى إحدى عشرة فقد أحسن، ومن صلى ثلاث عشرة فقد أحسن وهو أفضل، إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، ومن صلى عشرين وأوتر فلا بأس كما فعل الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه، كل هذا بحمد الله ميسر.
الجواب: يجوز أن يكون إماماً، ولكن غيره أفضل منه، الذي يحفظ زيادة وعنده علم وعنده سور أخرى أفضل وأولى وإلا الفاتحة هي الركن تجزي وتصح الصلاة معها من الإمام والمنفرد والجماعة، لكن وجود إمام يحفظ زيادة على الفاتحة ويصلي بإخوانه أفضل وأولى إذا كان مستقيماً عدلاً، أما إذا لم يوجد من هو مستقيم إلا من يحفظ الفاتحة فقط صلى بالجماعة، ولكن بحمد الله ميسر له أن يقرأ زيادة ويتحفظ زيادة من الآيات والسور القصيرة إذا اجتهد يسر الله أمره، وإذا لم يقرأ إلا الفاتحة أجزأه ذلك والحمد لله، لكن يلتمسون من يكون عنده حفظ للزيادة على الفاتحة من أهل الخير؛ لأن ذلك أولى حتى يسمعهم ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه رضي الله عنهم وبعلماء المسلمين بعد ذلك، هكذا السنة.
الجواب: نعم جميع المعاصي كلها من أسباب قسوة القلوب، والغفلة عن ذكر الله وعن قراءة القرآن من أسباب قسوة القلوب، وقطيعة الرحم من المعاصي التي تسبب قسوة القلوب أيضاً، وهكذا عقوق الوالدين أو أحدهما هو أيضاً من أسباب قسوة القلوب، فجميع المعاصي من أسباب قسوة القلوب، فينبغي للمؤمن أن يحذرها وأن يبتعد منها، وأن يتوب إلى الله مما فعل منها، هكذا المؤمن والمؤمنة يجب عليهما التوبة إلى الله من سائر المعاصي؛ لأنها شر عظيم في الدنيا والآخرة؛ ومن أسباب قسوة القلوب؛ ومن أسباب غضب الله في الدنيا والآخرة؛ ومن أسباب سوء الخاتمة؛ ومن أسباب العذاب يوم القيامة وفي البرزخ، فالواجب الحذر منها جميعها، ومن ذلك الغيبة والنميمة والعقوق للوالدين أو أحدهما، قطيعة الرحم، أكل الربا، أكل الحرام وكسب الحرام من طريق الخيانة، من طريق السرقة، من طريق النهب والغصب، إلى غير هذا من سائر المعاصي، ومن ذلك الزنا وشرب الخمر والعياذ بالله، كل هذه من أقبح المعاصي، فيجب على المؤمن والمؤمنة الحذر من ذلك، والتوبة إلى الله مما سلف عن صدق ورغبة فيما عند الله وندم كامل عما مضى من السيئات وإقلاع منها، وعزم صادق أن لا يعود فيها، مخلصاً لله معظماً له سبحانه، يرجو ثوابه ويخشى عقابه، هكذا يجب على كل مسلم ومسلمة، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
الجواب: المرور لا يجوز أمام المصلي؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه - يعني: من الإثم - لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه) في بعض الروايات: (أربعين خريفاً) يعني: أربعين عاماً، وهذا يدل على أن المرور لا يجوز بين يدي المصلي، ولا بينه وبين سترته.
أما قطع الصلاة ففيه تفصيل: إن كان المار امرأةً أو حماراً أو كلباً أسود قطع الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (يقطع صلاة المرء المسلم إن لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل: المرأة، والحمار، والكلب الأسود، قيل: يا رسول الله! ما بال الأسود من غيره؟ قال: الكلب الأسود شيطان) فهذه الثلاث تقطع، إذا كان المرور بين يدي المصلي قريباً منه في ثلاثة أذرع، أو بينه وبين السترة التي أمامه، سترة جدار أو عمود أو كرسي أو (عنزة) عصا إذا مر بينه وبينها قطع صلاته الواحد من هذه الثلاثة: المرأة البالغة، والحمار، والكلب الأسود.
أما المرأة الصغيرة لا تقطع، هكذا الرجل لا يقطع، وهكذا الكلب غير الأسود لا يقطع، وهكذا الهر لا يقطع، وهكذا بقية الحيوانات لا تقطع، لكن ينبغي للمصلي أن لا يدع شيئاً يمر بين يديه، المصلي يشرع له أن يمنع المار مطلقاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس وأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان) المقصود أن السنة لمن يصلي إذا أراد أحد يمر بين يديه ولو كان ممن لا يقطع، السنة له أن يمنعه من المرور؛ لأنه يشوش عليه صلاته، ولو كان المار رجلاً أو صغيراً يمنع، أو كان المار دابة كشاة أو بعيراً أو غيره يمنع، إذا استطاع ذلك يمنعه، لكن لو مر لا يقطع صلاته، إلا إذا كان المار أحد الثلاثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم: المرأة، والحمار، والكلب الأسود، هذا هو الصواب من أقوال أهل العلم، وفق الله الجميع.
الجواب: نعم إذا تيسر أن يصلين جماعةً هو خير؛ لأنه يتعلم بعضهن من بعض، ويستفيد بعضهن من بعض، وقد روي عن عائشة وأم سلمة رضي الله تعالى عنهما أنهما كانتا تصليان جماعةً بالنساء، فالحاصل أن وجود ذلك أمر طيب وفيه فوائد تتعلم كل واحدة من أخواتها، والإمامة التي تصلي بهن إذا كانت طالبة علم تنصحهن وتعلمهن وتقف بينهن لا أمامهن، تقف بينهن وهن عن يمينها وشمالها وخلفها وتصلي بهن، وترفع صوتها بالقراءة في المغرب والعشاء والفجر، يعني: في الأولى والثانية من المغرب والعشاء وفي الفجر أيضاً، أما في السرية تسر الظهر والعصر وفي الثالثة والرابعة من العشاء والثالثة من المغرب تسر كالرجل.
الجواب: لا أعلم في هذا شيئاً خاصاً، يقول الإنسان ما تيسر، مما يتعارف الناس عليه: شفاك الله، عافاك الله، منحك الله العافية، أسأل الله أن يعافيك، أسأل الله أن يشفيك، أسأل الله أن يمنحك الصحة والعافية، أي عبارة تدل على المعنى ما في مشاحة، الحمد لله، كل قوم لهم عرفهم وعبارتهم ولغتهم، الحمد لله.
المقدم: إذاً لو قال الإنسان: سلامات أو ما أشبه ذلك؟
الشيخ: كله طيب، كل ما اعتاده الناس مما يدل على المعنى الحمد لله.
الجواب: علامات الساعة كثيرة ومنوعة، منها: العلامات الصغرى التي وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، فالنبي صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة وهو نبي الساعة عليه الصلاة والسلام، وهكذا أخبر عن تطاول الناس في البنيان، وهذا من أشراط الساعة، وكون الحفاة العراة العالة من العرب يكونون رءوس الناس، هذا من علامات الساعة، كثرة السراري بين الناس كون الإماء يكثرن بين الناس ويتسراها الرجل ويولدها؛ بسبب السبي الكثير هذا من علامات الساعة، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث جبرائيل لما سأله عن أمارات الساعة، قال: (أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان وقال: إذا ولدت الأمة ربتها) وفي لفظ: (لربها) يعني: سيدها، يعني: إذا حملت من سيدها فولدت منه بنتاً أو ابناً كل هذا من أشراط الساعة، وقد وقع في عهده صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك.
ومن أشراط الساعة: كثرة الشح بين الناس والبخل، وكذلك قلة العلم وكثرة الجهل وفشو المعاصي وظهور المعاصي في البلدان، كل هذا من علامات الساعة المنتشرة، التي هي غير المرتبطة بها غير الكبرى، كذلك كثرة القتال والفتن من أشراط الساعة، كل هذا بينه النبي عليه الصلاة والسلام، كثرة النساء وقلة الرجال من علامات الساعة.
أما علاماتها الكبرى التي تكون بقربها هي عشر بينها العلماء: أولها: المهدي، وهو رجل من بيت النبوة يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما ملئت جوراً، يكون مستقيماً على دين الله، يحكم بشريعة الله، ويقيم أمر الله في أرض الله، هذا يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، ومنها: الدجال وهذا يقع بعد المهدي خروج الدجال من جهة الشرق من جهة خراسان من جهة الصين وخراسان، يسيح في الأرض ويطوف بها ويدعو إلى اتباعه، يتظاهر بأنه نبي أولاً ثم يقول: إنه رب العالمين، ومعه خوارق شيطانية تلبس على الناس أمره، لكن أهل الإيمان وأهل البصيرة يعرفونه، مكتوب بين عينيه: كافر، يعرفه كل من يقرأ، كل مؤمن ممن عصمه الله يرى ذلك بين عينيه، ومعه خوارق يعرفها أهل الإيمان أنها باطلة، وأنها تدل على أنه الدجال، وينتهي أمره إلى فلسطين إلى اليهود في فلسطين ثم ينزل عيسى ابن مريم في الشام فيحاصره في فلسطين ويقتله عليه الصلاة والسلام، يعني: عيسى ابن مريم ينزل من السماء ويقتل الله به الدجال ويتولى بنفسه قتله عليه الصلاة والسلام، ونزول عيسى أيضاً هو الشرط الثالث والعلامة الثالثة من أشراط الساعة، نزول عيسى ابن مريم وقتله الدجال، ويهلك الله في زمانه الأديان كلها، ولا يبقى إلا الإسلام ويضع الجزية ويتركها ولا يقبل إلا الإسلام، يكسر الصليب ويقتل الخنزير؛ لأن الصليب باطل، فعيسى ما صلب ولم يقتل عليه الصلاة والسلام وهو كذب، ولهذا إذا نزل كسر الصليب وبين أمر الله في عباده ودعاهم إلى الإسلام، وحكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يقبل من الناس إلا الإسلام، فلا يبقى في زمانه يهودية ولا نصرانية ولا وثنية بل يدخل الناس في دين الله أفواجاً، فيستقر الإسلام في الناس. ثم بقية علامات الساعة من الدخان، وهدم الكعبة، ونزع القرآن من الصدور والمصاحف، ثم طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، ثم آخر الآيات حشر النار، نار تخرج من المشرق تسوق الناس إلى محشرهم، نسأل الله السلامة والعافية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى؛ على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر