إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (316)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الأخ المستمع (ع. م. ع. س) مغربي وموجود في الرياض، أخونا له جمع من الأسئلة، كما أنه جعل مقدمة مطولة بعض الشيء كلها ثناء وتقدير لسماحتكم جزاكم الله خيراً. في أحد أسئلته يقول: حدثوني هل صحيح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس على مستكره طلاق

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلا أعلم أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع ما يوافق هذا اللفظ: (ليس على مستكره طلاق)، لا أعلم هذا اللفظ في شيء من الروايات، وإنما الوارد قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، وقد ضعفه أبو حاتم وجماعة وحسنه آخرون ومعناه صحيح، قال الله جل وعلا: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، فقال الله: قد فعلت) خرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وخرج مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قال الله تعالى -بعد هذا الدعاء-: نعم)، يعني: أجاب الدعوة في قوله سبحانه: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، فأجاب دعوته سبحانه بعدم المؤاخذة بالنسيان والخطأ، وقال الله في كتابه العظيم: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ [النحل:106]، فالمكره على الشرك أو المعصية التي لا تتعلق بحق الغير معفو عنه إذا اطمأن قلبه بالإيمان.

    قد كان المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة كانوا يكرهون ويسمح لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالموافقة ليسلموا من العذاب مع الطمأنينة بالإيمان، فإذا أكره على كلمة الشرك أو كلمة أخرى محرمة بالضرب أو بالتهديد بالقتل ممن يظن أنه يفعل ذلك به ساغ له أن يتكلم أو يفعل ما هو محرم ممنوع لقصد دفع الإكراه مع كون القلب مطمئناً بالإيمان، لكن ليس له أن يظلم غيره لأجل سلامة نفسه، ليس له أن يقتل غيره ليسلم، إذا علم أن المقتول والمضروب ليس مستحقاً لذلك، فليس له أن يدفع عن نفسه بظلم غيره، أما أن يتكلم بكلمة محرمة أو بفعل محرم متعلق بالله كالسجود لغير الله أو كلمة كفر أو الذبح لغير الله فهذا لا يلحقه به إثم إذا كان مكرهاً مع طمأنينة قلبه بالإيمان، فلو تكلم بالشرك أو بالسب لله أو للرسول مكرهاً مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان فإنه لا يضره ذلك والله يعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى، وهكذا لو أكره على السجود أو الذبح لغير الله فإنه لا يكون بهذا كافراً إذا اطمأن قلبه بالإيمان ولم يقصد بالذبح غير الله ولا بالسجود غير الله، وإنما تابعه في صورة الذبح وصورة السجود؛ لأن القلوب إلى الله ليس لهم قدرة على إكراهها وإنما الإكراه على القول والفعل.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088525940

    عدد مرات الحفظ

    777132010