إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (322)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب)، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    السؤال: ما حكم تناول الطعام عند أشخاص أعلم أنهم يأكلون الحرام، ولا يخرجون زكاة أموالهم وإن كانوا من أقرب الأقرباء؟

    الجواب: الواجب على كل مسلم أن يتحرى الكسب الطيب، وأن يحذر الكسب الخبيث، يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [البقرة:267] فكما أن المؤمن يتحرى في نفقته الكسب الطيب الذي ينفع المعطى والمهدى إليه وينفع المسكين ولا يتيمم الخبيث -يعني: يقصد الخبيث الرديء- فينفق منه، إذا كان نهي عن هذا وهو حلال فكيف بما إذا كان الكسب حراماً فالأمر أشد، فليس للمسلم أن يكسب الحرام بالسرقة أو بالخيانة أو بالربا أو بغير هذا من الأكساب المحرمة.

    وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً) ويقول: (ما تصدق عبد بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب إلا تقبلها الله بيمينه، فيربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل الجبل).

    وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمل يده) ولما سئل عليه الصلاة والسلام: (أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور) فقد أحسنت في تحري الكسب الطيب والحرص عليه، أما من عرف بأن كسبه حرام فينبغي عدم تناول طعامه وعدم إجابة دعوته، إذا عرف أن كسبه خبيث من الربا أو من السرقات والغصب، أو من أنواع أخرى من الكسب الحرام كبيع الخمور وأشباه ذلك، فمثل هذا ينصح ويوجه إلى الخير ويحذر من مغبة عمله لأن الدين النصيحة، والمسلم أخو المسلم ينصحه ويشير عليه، وإذا لم يقبل النصح ولم يدع هذه المكاسب فهو جدير بأن يهجر حتى يتوب، وجدير بأن لا تجاب دعوته حتى يتوب.

    وهذا من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب النصح لله ولعباده، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يرزقهم الكسب الطيب، وأن يعينهم على التعاون على البر والتقوى والتناصح، إنه خير مسئول.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523787

    عدد مرات الحفظ

    777120919