مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب)، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
السؤال: سماحة الشيخ! الذين ينادون في صلاة العيد وفي صلاة الاستسقاء بقولهم: الصلاة جامعة، هل عليهم في ذلك من شيء؟
الجواب: لا نعلم لهذا أصلاً، والذي ينبغي تركه؛ لأنه في الحد الشرعي من البدع، فلا ينبغي أن يقال: الصلاة جامعة، ولا صلاة العيد، ولا صلاة التراويح، كل هذا لا ينبغي، إنما يقال هذا في صلاة الكسوف: الصلاة جامعة فقط، جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه أمر أن ينادى بالصلاة جامعة) فهذا خاص بالكسوف والخسوف؟
القمر والشمس جميعاً، وكان إذا أراد أن يجمع الناس لأمر مهم قال: (الصلاة جامعة)، عليه الصلاة والسلام، كان يجمعهم لأمر مهم نادى فيهم: الصلاة جامعة؛ ليحدثهم بأمر مهم عليه الصلاة والسلام.
أما لصلاة العيد وصلاة الاستسقاء فلا يشرع شيء من ذلك، قال جابر رضي الله عنه وأرضاه: (إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد بلا أذان ولا إقامة) وهكذا الاستسقاء.
الجواب: البسملة ليست من الفاتحة ولا من غيرها على الصحيح، آية مستقلة، وصل بين السور، ماعدا ما بين الأنفال وبراءة فلا يشرع فيها تسمية، لما ذكره عثمان رضي الله عنه لما جمع المصحف إنه لم يجد بينهما تسمية.
فالحاصل: أن التسمية سنة في الصلاة وخارجها، فلو قرأ الفاتحة ولم يسم أو قرأ شيئاً من السور ولم يسم صحت على الصحيح.
الجواب: مراتب التقوى -فيما نعلم- ثلاثة أقسام بينها قوله جل وعلا: ثُمَ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيرَاتِ [فاطر:32]، فالمتقي لله الكامل هو السابق بالخيرات الذي أدى الفرائض وترك المحارم واجتهد في أنواع الخير، فهذا هو في القمة وهو الأفضل وهو كامل التقوى.
والمرتبة الثانية: مرتبة الأبرار المقتصدين؛ الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات، لكن ليس عندهم مسابقة في أنواع الخير والتطوعات، بل اقتصروا على أداء الواجب وترك المحرم، هؤلاء يقال لهم: المقتصدون ويسمون الأبرار أيضاً.
والمرتبة الثالثة هي: مرتبة الظالم لنفسه، وهو المتقي الموحد لله، لكن عنده شيء من السيئات، عنده شيء من المعاصي، وهو المراد بقوله: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ [ فاطر:32].
فهذه أدنى مراتب التقوى، أن يكون موحداً لله لكن عنده شيء من الذنوب والسيئات، وهؤلاء طبقات، بعضهم أخطر من بعض على حسب معاصيهم، فكلما قلت المعاصي صار ظلمه للنفس أقل، وكلما كثرت المعاصي صار الخطر أكبر.
فهي مراتب ثلاث: متقٍ ظالم لنفسه، متقٍ مقتصد، متقٍ سابق للخيرات، الله يجعلنا وإياكم من السابقين.
الجواب: كل دعاء له تفسير، حديث قوله: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) معناه: تنزيه الله عن كل ما لا يليق به (سبحانك اللهم وبحمدك) يعني: معناه: أنزهك يا رب! عن كل شيء لا يليق بك؛ من الشرك والصفات الناقصة، كالنعاس والنوم والعجز ونحو ذلك، فهو سبحانه منزه عن كل نقص وعن كل عيب، وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى.
(وتبارك اسمك): يعني: بلغ في البركة النهاية، كل البركة عنده سبحانه وتعالى.
(وتعالى جدك) يعني: عظمتك، الجد: العظمة في حق الله، يعني: تعالت عظمتك يا ربنا!
(ولا إله غيرك) معناه: لا معبود بحق سواك يا الله! هو المعبود بالحق سبحانه وتعالى.
وأما دعاء الاستفتاح: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد) فهذا معناه: طلب السلامة من الذنوب، يطلب ربه أن ينقيه من الذنوب والخطايا، وأن يباعد بينه وبينها؛ حتى تكون توبته صادقة كاملة ليس معها نقص ولا ذنب، فإنه إذا باعد بينه وبين خطاياه ونقاه منها وطهره منها، صار نقياً من الذنوب كامل الإيمان والتقوى.
وأما معنى: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك) معناه: طلب الهداية، توسل بأنه رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، وجبرائيل وميكائيل وإسرافيل ثلاثة من الملائكة، وهم مقدمو الملائكة وأفضل الملائكة، جبرائيل: الذي يأتي بالوحي للأنبياء، وميكائيل: الموكل بالقطر والمطر، وإسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور يوم القيامة وإعادة الأرواح إلى الأجساد، هؤلاء هم مقدمو الملائكة، توسل بربوبية الله لهم (اللهم رب جبرائيل) إلى آخره.
فأنت بهذا تتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأنه رب هؤلاء الملائكة، وتتوسل إليه بأنه فاطر السماوات والأرض، يعني: خالق السماوات والأرض، وأنه عالم الغيب والشهادة، تتوسل بهذا أنه العالم بكل شيء، وفاطر المخلوقات والموجد لها سبحانه وتعالى، وأنه رب كل شيء ومليكه جل وعلا، وأنه الحاكم بين عباده في الدنيا والآخرة، هو الحاكم بينهم في الدنيا بشرعه، وفي الآخرة بحكمه العدل سبحانه وتعالى، ثم بهذا تطلب منه أن يهديك لما وقع فيه الاختلاف، تقول: (اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك) تسأله أن يهديك للصواب والحق الذي وقع فيه الخلاف بين الناس، وتتوسل إليه بأنه الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فأنت تسأله بهذه الوسائل أن يهديك إلى الحق والصواب.
الجواب: لا نعلم عليه حرجاً إن شاء الله؛ لأن كل إنسان ينسى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون) وإنما الذي يؤخذ به نسيان العمل وإضاعة العمل، أما كونه ينسى بعض الآيات التي حفظها فإنه لا يضره، لكن يشرع له أن يعتني بذلك وأن يتعهد القرآن، مثلما قال صلى الله عليه وسلم: (تعاهدوا هذا القرآن) السنة أن يتعاهده ويتحفظه ويجتهد في الإكثار من تلاوته حتى لا يضيع عليه، لكن لو ضاع عليه شيء ونسي شيئاً فلا حرج عليه إن شاء الله؛ لأن النسيان ليس بيده.
الجواب: جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر همزه: بأنها ما يحصل من الصرع للناس من الشيطان، ونفخه: الكبر، ما يقع في نفوس الناس من الكبر فهو من الشيطان، ينفخ بعض الناس حتى يتكبر على عباد الله.
ونفثه: الشعر المذموم، يزين له الشعر المذموم والقصائد المذمومة فيما حرم الله من التشبيب بالنساء والدعوة إلى الزنا أو إلى الخمر أو إلى غيره مما حرم الله عز وجل.
الجواب: نعم. هذا ثبت في الحديث الصحيح: (إن الله إذا أحب عبداً نادى جبرائيل إني أحب فلاناً فأحبه، ثم ينادي جبرائيل في أهل السماء: أن الله يحب فلاناً فأحبوه، ثم توضع له المحبة في الأرض) فيحبه أولياء الله وأهل طاعته، ليس أهل الشرك به، يحبه أولياء الله وأهل طاعته لما يوقع الله في قلوبهم من محبته بسبب محبة الله سبحانه وتعالى له.
وهكذا البغضاء (إذا أبغض الله عبداً نادى جبرائيل إن الله يبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبرائيل، ثم ينادي في أهل السماء، إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)، نعوذ بالله، نسأل الله العافية.
الجواب: لا حرج عليه؛ لأن الناس أقسام، والعالم بالقرآن هم خواص الناس، فإذا قرأ وحافظ عليه واجتهد في تلاوته وإن لم يفهم المعنى فلا شيء عليه، لكن إذا تعلم وسأل أهل العلم عن بعض المعاني يكون طيباً، يكون هذا من طلب العلم ومن الحرص على الفائدة، لكن لا يكون آثماً إذا حفظه ولم يعرف المعنى، فإنه يقرؤه ويكثر من تلاوته ويتعلم المعاني حسب طاقته من أهل العلم.
الجواب: إن ظهر لهم صحة ما قال استداروا وصحت صلاتهم، وإن لم يظهر لهم صحة ما قال وهم مجتهدون استمروا على صلاتهم، هذا يحتاج إلى نظر، إن كانوا مجتهدين متحرين قد أخذوا بالأسباب واتضح لهم أن هذه القبلة هي القبلة، فإنهم يستمرون في صلاتهم ويتمونها وصلاتهم صحيحة، أما إن ظهر لهم من قول الرجل أنهم مخطئون وأن الصواب معه فإنهم يستديرون إلى القبلة، وصلاتهم التي مضت صحيحة.
والحجة في هذا أن أهل قباء كانوا يصلون، فجاءهم من أخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حول إلى الكعبة، وكانوا يصلون إلى الشام، فاستداروا وكملوا صلاتهم إلى الكعبة، ولم ينكر عليهم النبي عليه الصلاة والسلام. فهكذا الإنسان إذا كان في البرية وكبر للصلاة وصلى بعض الصلاة ثم ظهر له أنه مخطئ أو جاءه من خبره أنه مخطئ فإنه يستدير ويكمل صلاته وصلاته صحيحة.
المقدم: أما إذا انتهى من صلاته ثم جاء من يخبره؟
الشيخ: صلاته صحيحة، إذا انتهى صلاته صحيحة، إذا كان قد اجتهد وتحرى.
الجواب: عليها التوبة إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنها ظالمة في جحد الحق، وعليها أن ترد السلسلة إلى صاحبتها بالطريقة التي تمكنها من غير أن تعلمها، تعطيها بعض الناس وتقول: إن هذه السلسلة وجدتها عند امرأة، تقول: إنها لك، وأنها وجدتها من مدة طويلة وهذه هي السلسلة ولا تخبرها بها، أو ترسلها مع شخص آخر غير المرأة مع رجل، وتقول: لا تخبر عني، هذه السلسلة لفلان، قل: هذه السلسلة لك أرسلتها لك امرأة أو رجل وجدها.
الحاصل: أنه لا يلزم تخبرها، تعطيها السلسلة ولا يلزم أن تخبرها، من أي طريق، من طريق رجل أو من طريق امرأة، أو تضعها في البيت أمامها ثم تخرج؛ حتى تعلم أنها أخذتها.
المقصود أنها توصلها إليها بطريقة تضمن وصولها إليها.
الجواب: ليس عليكم جمعة ما دمتم بعيدين عن المدن، وليس عليكم إلا الظهر؛ لأنكم في حكم المسافرين، أو في حكم غير المقيمين.
فالحاصل: أن الإنسان الذي يقيم في مزرعة بعيدة وليس مستوطناً فيها ليس عليه جمعة؛ لأنه عامل ليس بمستوطن، أما إذا أقام أهلها فيها مستوطنين يصلون صلاة الجمعة فيها، أما العمال الذين يقيمون فيها للعمل ثم ينتقلون عنها فهؤلاء ليس عليهم جمعة وإنما عليهم الظهر.
الجواب: لا يجوز لأهل الميت إقامة عزاء، يعني: إقامة مأتم بإيجاد الطعام، ودعوة الناس للأكل ونحو ذلك على حساب الميت، أو على حساب أيتام الميت، أو على حسابهم هم، كل ذلك لا يجوز لأنها من أمر الجاهلية، ولكن يصبرون ويحتسبون.. إنا لله وإنا إليه راجعون، ويستقبلون المعزين لا بأس، يصبون لهم قهوة يصبون لهم شاي لا بأس.
أما أن يقيموا مأتماً بالبكاء والنياحة أو بصنع الطعام للناس فهذا لا يجوز، بل هو من أمر الجاهلية، وإذا كان بيتهم صغيراً وجعلوا مكاناً أوسع لاستقبال المعزين من دون إحداث مأتم ولا شيء، بل مجرد إحداث خيمة أو صالون يسع المعزين فلا حرج في ذلك، إذا كان ليس فيه بدعة، لا مأتم ولا إحداث نياحة ولا شيء مما حرم الله، إنما هو مجرد استقبال وسلام عليهم وصب القهوة والشاي، هذا لا يضر، ولا حرج في ذلك إن شاء الله، عند ضيق المكان.
لكن إذا أتوا بالقراء وما أشبه ذلك؟
الشيخ: هذا ما يجوز، هذا بدعة، سواء بالقراء أو بصنع الطعام هذا بدعة. لكن لو جاءهم ضيوف واستحوا أن يتركونهم وصنعوا لهم طعاماً؛ لأنهم ضيوف جاءوا من مكان بعيد فلا بأس، أو دعوهم إلى ما عندهم من الطعام المهدى إليهم، فإن السنة أنه يهدى إلى أهل الميت طعام من جيرانهم وأقاربهم، فإذا وافقه الضيوف وأكلوا معهم فلا بأس.
الجواب: هذا لا أصل له، ولكن يستحب للمؤمن إذا كان له أهل أن لا يطول الغيبة، بل يتصل بهم بين وقت وآخر كشهرين .. ثلاثة، أو يحضرهم عنده في محل عمله حذراً من الفتنة عليه وعليهم، ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه وقت للجنود ستة أشهر، يقيمون في محل عملهم ثم يرجعون إلى أهليهم؛ حرصاً على سلامتهم وسلامة أهليهم، ولكن في هذه الأوقات قد تكون الستة طويلة؛ لكثرة الشرور والفتن وتساهل النساء وكثرة التبرج وقلة الإيمان في أكثر الخلق.
فينبغي للمؤمن أن لا يطول، وأن تكون المدة أقل من الستة، كالشهرين أو الثلاثة، يزورهم ويرجع بين وقت وآخر، حرصاً على سلامتهم وعلى عفة الجميع.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان الأب قصر في النفقة والولد ضعيف لا يستطيع العمل وعاجز، فإنه يأخذ من مال أبيه ما يسد حاجته، ولو بغير علمه، وهكذا الزوجة تأخذ من مال زوجها بغير علمه ما يسد حاجتها وحاجة أطفالها؛ لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن هند بنت عتبة رضي الله عنها زوجة أبي سفيان قالت: (يا رسول الله! إن
فهكذا الولد إذا كان قاصراً ضعيفاً ما عنده شيء يقوم بحاله وأخذ من مال أبيه كسوة له أو غداء أو عشاء يسد حاجته فلا حرج عليه، أو كان أبوه موسراً والولد ليس عنده شيء وهو في حاجة إلى الزواج، وأخذ من مال أبيه ما يتزوج به؛ لأنه عاجز وأبوه قادر وعنده مال كثير فلا حرج عليه، فإن الواجب على الأب أن يعف ولده بتزويجه، أما إذا كان الولد قادراً فليس له أن يأخذ من مال أبيه شيئاً، بل عليه أن يأخذ من ماله، وينفق من ماله.
المقدم: بارك الله فيكم، والزواج؟
الشيخ: والزواج كذلك، إذا كان قادراً يتزوج من ماله.
الجواب: عليه أن يجتهد وأن يحاسب نفسه، وأن يتقي الله في ذلك، ومتى اتقى الله أعانه الله وََمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2] فعليه أن يتقي الله وأن يحاسب نفسه ويجاهدها، حتى يجمع قلبه على الصلاة، وحتى يخلص لله في صلاته؛ وحتى يخشع فيها لربه؛ وحتى يدع الأفكار الضارة، وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة وإلى عناية وإلى صدق وإخلاص وإقبال على الله، وسؤاله العون سبحانه وتعالى؛ حتى يجمع الله قلبه على صلاته.
الجواب: هذا أيضاً فيه تفصيل:
إذا كان طلب الوالد له مبرر؛ بأن كانت المرأة سيئة الأخلاق أو سيئة الدين، أو لأسباب أخرى توجب بغض الأب لها؛ لانحراف أخلاقها، أو سوء تصرفها في البيت أو أسباب أخرى؛ فإن الولد يطيع أباه ويطلقها، أما إذا كان بغض أبيه لها لغير سبب، أو لأنها مطيعة لله جيدة في دينها، معفة لفرجها ولزوجها فإنه لا يطيعه في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف) فليس من المعروف أن يطيعه في طلاق امرأته الصالحة لأنها لم توافق هوى أبيه.
فالحاصل: أن هذا محل تفصيل: إن كان بغضه لها لإيذائها لوالديه وعدم قيامها بواجب والديه، أو لسوء تصرفها أو فساد أخلاقها يطيع والده؛ لأنه أعانه على خير، أما إذا كانت سليمة متقية لله طيبة ولكن البلاء من أبيه فإنه لا يطيع أباه، فـ (إنما الطاعة في المعروف).
المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر