إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (331)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة المستمع: محمد محمد إبراهيم سعد من محافظة الدقهلية في جمهورية مصر العربية، أخونا محمد له جمع من الأسئلة، في أحد أسئلته يسأل ويقول: هل صحيح أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وإذا كان هذا صحيحاً ما ذنب الميت في هذا العذاب، علماً بأن هذا ليس من عمله؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الميت يعذب في قبره بما نيح عليه)، وفي اللفظ الآخر: (إن الميت يعذب في قبره بنياحة أهله عليه)، ونحن علينا السمع والطاعة والامتثال، والله سبحانه لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23].

    والبكاء الذي في الحديث يعني: النياحة، في بعض الروايات: (ببكاء)، يعني: النياحة، والبكاء الذي يعذب به النياحة، يعني: رفع الصوت، أما دمع العين فلا حرج في ذلك.

    ولعل من الحكمة في ذلك أن يجتهد في توصية أهله وأقاربه أن لا ينوحوا، وأن يحذرهم في حياته من ذلك؛ لئلا يعذب في قبره بأسبابهم، ولعل العذاب الذي يكون في قبره بأسبابهم عذاب خاص لا نعلم كيفيته، وأما قوله جل وعلا: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] فهذا عام وهذا خاص، والخاص لا يعارض العام بل يخصص منه، وله نظائر في الشريعة يأتي العام ويأتي الخاص، فلا يستغرب ذلك. وعرفت أن من الحكمة والله أعلم في ذلك: أن علمه بأنه يعذب بالنياحة يدعوه إلى أن يوصيهم بالترك ويحذرهم من هذه المعصية الجاهلية، وهم أيضاً كذلك إذا علموا يكون هذا أدعى إلى صبرهم وعدم جزعهم، وإلى تركهم النياحة رحمة بميتهم، وحذراً من تعذيبه بأسبابهم، نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088532197

    عدد مرات الحفظ

    777168275