إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (357)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم ستر المرأة يديها بالقفازين تكملة للحجاب

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من العراق وباعثها مستمع من هناك يقول: أبو نهلة بغداد حي القاهرة، أبو نهلة له جمع من الأسئلة من بينها سؤال يقول: ما رأيكم في القفازين كتكملة للحجاب، هل تنصحون بهذا أو لا؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالقفازان ستر لليدين وذلك مناسب في حق المرأة إذا كان بقربها أجنبي وإن سترت يديها بغير القفازين كالعباءة والجلال الذي تضعه عليها وما أشبه ذلك فلا بأس يكفي ولكن القفازان فيهما ستر كامل إلا أن تكون محرمة فليس لها لبسهما، المحرمة لا تلبس القفازين، سواء كانت محرمة بحج أو بعمرة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك لا تنتقب ولا تلبس القفازين في حال الإحرام بل تغطي وجهها ويديها بغير النقاب وبغير القفازين، أما في غير الإحرام فإن لها أن تنتقب ولها أن تغطي وجهها بغير النقاب ولها أن تلبس القفازين لأجل ستر كفيها عن الرجال الأجانب ولها أن تسترهما بغير القفازين.

    1.   

    حكم التلفظ بالنية عند ذبح العقيقة

    السؤال: يقول: رزقت بثلاث بنات وذبحت لكل بنت شاة حين ولادتها، ولكن لم أقل: هذه عقيقة للبنت حيث كنت لا أعلم أن العقيقة واجبة، سؤالي: هل تجزئ هذه الذبائح عن العقيقة، ولو كنت أعلم أن العقيقة واجبة لقلت حين ذبحها: هذه عقيقة البنت؟

    الجواب: النية كافية ولا حاجة إلى أن تقول: عقيقة، النية كافية، والعقيقة سنة وليست واجبة، فأنت بحمد الله قد أديت السنة والحمد لله، والنية كافية في هذا إذا نوى بالذبيحة عن ابنته أو الذبيحتين عن ولده الذكر كفى ذلك وإن لم يتلفظ بشيء، وإن قال: هذه عن ولدي فلان أو عن بنتي فلانة فلا بأس كالضحية، كونه يقال: هذه ضحية عن فلان أو اللهم تقبل من فلان، كله لا بأس به، كله طيب، ولكن النية كافية ولو لم يتلفظ بشيء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، فالنية التي محلها القلب ثابت في هذا والحمد لله.

    1.   

    بطلان القول بأن مجموع الخطوط التي في يدي الإنسان تقابل عدد أسماء الله الحسنى

    السؤال: يوجد في يدي الإنسان خطوط في اليد اليمنى رقم ثمانية عشر وفي اليسرى واحد وثمانين ويصبح المجموع تسعة وتسعين، يقابل هذه أسماء الله الحسنى، هل هذا صحيح؟

    الجواب: لا أعلم لهذا أصلاً بالكلية، بل هذا من الخرافات التي لا نعلم لها أصلاً.

    1.   

    المواظبة في الأذكار على عدد محدد

    السؤال: يقول: بعد صلاة الصبح أبقى أذكر الله وأسبح حسب ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر سبحة وألف مرة أستغفر الله وألف مرة أقول: لا إله إلا الله، وألف مرة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وبعد صلاة العصر مثلها بدون انقطاع، ولكوني مواظب عليها دائماً هل يعتبر هذا بدعة ولي تسبيحات قبل النوم أيضاً بدون انقطاع ولكم جزيل الشكر؟

    الجواب: ذكر الله وتسبيحه وتحميده بعد الصبح وبعد العصر مشروع، والله أمر بذلك في آيات كثيرات، فإذا سبح الإنسان بعد الصبح إلى ارتفاع الشمس أو بعد العصر إلى غروب الشمس وأكثر من ذلك فلا شيء عليه، بل هو عمل عملاً مشروعاً وله في ذلك خير عظيم وأجر كبير إذا ختم نهاره وبدأ نهاره بذكر الله واستغفاره والتوبة إليه لكن ليس لهذا حد محدود، بل إذا أكثر من ذلك فالحمد لله، أما المشروع الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو محدود فيسبح مائة مرة في أول الليل وأول النهار، يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة أو سبحان الله العظيم وبحمده صباحاً ومساء، هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه وأن من سبح الله مائة مرة غفرت خطاياه، وإن كانت مثل البحر هذا فضلاً من الله جل وعلا والمعنى إذا سلم مما يمنع المغفرة فإن أحاديث الفضائل مقيدة بالأحاديث الدالة على أن الكبائر تمنع المغفرة، وإذا أكثر من تسبيح الله فقد أتى بعمل طيب وخير كثير وهو على خير، ولكن يجب أن يحذر من الإصرار على كبائر الذنوب والمعاصي يجب أن يحذر من المعاصي والإصرار عليها ويتوب إلى الله منها سبحانه وتعالى حتى لا تكون حجراً في طريق توبته واستغفاره، فينبغي له أن يكثر من الاستغفار والتوبة الصادقة والندم على ما فعل من الذنوب وعدم الإصرار عليها حتى تكون أعماله الأخرى زيادة خير من ذكر وتسبيح وصلوات نافلة وصوم نافلة تكون خيراً له مع ما له من أجر عظيم في أداء الفرائض وترك المحارم، أما الأذكار فهي خير عظيم وفضلها كبير في أول النهار وأول الليل، فمن ذلك تسبيحه مائة مرة سبحان الله وبحمده مائة مرة، ومن ذلك أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كل يوم يقول صلى الله عليه وسلم: (من قال في يومه مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كانت له عدل عشر رقاب)، يعني: عدل عتقه عشر رقاب وكتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، هذا رواه الشيخان في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه وكذلك التسبيح بعد الصلوات: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاث وثلاثين مرة بعد كل صلاة: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاث وثلاثين مرة الجميع تسع وتسعون، ويختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، هذا مستحب بعد كل الصلاة بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر وإذا أكثر من التسبيح والتهليل سوى ذا زيادة على هذا في الصباح وفي المساء فهو خير له وليس له حد محدود بل ذلك فيه خير عظيم وفضل كبير، ويستحب أيضاً أن يذكر الله إذا سلم من الصلاة أول يستغفر الله ثلاثاً يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، إذا سلم من كل فريضة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، أول ما يسلم يقول: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، سواء كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل هذا بعد كل صلاة عليه الصلاة والسلام، بعد كل صلاة من الصلوات الخمس يفعل هذا عليه الصلاة والسلام، والإمام إذا استغفر ثلاثاً وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ينصرف إلى الناس يعطيهم وجهه، هذا هو السنة ثم يكمل هذا الذكر ثم يأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرة كما تقدم ويختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كل هذا مشروع ويزيد في المغرب والفجر عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، جاء هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من عدة أحاديث في الفجر والمغرب، ويقول أيضاً بعد كل صلاة يقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، هذه آية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله عز وجل، يستحب أن يأتي بها بعد كل صلاة وعند النوم أيضاً، وهكذا يقرأ بعد كل صلاة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، لكن يستحب أن يكررها بعد المغرب وبعد الفجر ثلاث مرات، كل هذه الثلاث السور ثلاث مرات بعد الفجر وبعد المغرب، أما بعد الظهر والعصر والعشاء فمرة واحدة، كل هذا مشروع ومن أسباب رضا الله وعظيم ثوابه سبحانه وتعالى، فإذا حافظ المؤمن على ذلك والمؤمنة فهذا فيه خير عظيم وفيه أجر كبير وتأسٍ بالنبي عليه الصلاة والسلام وعمل بسنته عليه الصلاة والسلام، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

    1.   

    الشك في النذر

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى برنامج من حجر في الأحساء المنطقة الشرقية، وصلت رسالة من أحد الإخوة المستمعين يقول: أخوكم (ن. أ. إبراهيم . أ. أ) عرض قضية يقول فيها: أنا شاب وقعت لي شبهة في نذر منذ سنوات وأنا متردد بين أمرين، بين شك ويقين، هل نويت النذر أو لم أنو، ولكن في غالب تفكيري يترجح عندي أني نويت النذر، هذا فصل، الفصل الآخر أنا شاك في عدد النذر ما بين شاة واحدة وبين اثنتين وقد اشتريتهما وفي انتظار ما تتفضلون به من الإجابة حول هذا الموضوع جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كان يغلب على ظنك أنك نذرت شاة أو شاتين لله سبحانه إن الله عافاك أو شفاك من مرض أو شفى فلاناً أو أن الله نجحك في أمر من الأمور أو نجح ولدك فأوف بنذرك وأبر ذمتك حتى تكون على راحة وطمأنينة ولكن لا يلزمك النذر إلا باليقين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه)، والله مدح المؤمنين الموفين بالنذور فقال سبحانه: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7]، فإذا كنت جازماً وجب عليك الوفاء من أجل الطاعة، كأن تقول: لله علي إن شفاني الله من كذا أن أذبح شاة أو شاتين أو أتصدق بكذا وكذا، أو إن شفى الله ولدي أو زوجتي أو أخي أو إن نجحني الله في كذا أو نجح ولدي في كذا ذبحت كذا وكذا أو تصدقت بكذا وكذا أو صمت كذا وكذا؛ توفي بنذرك، هذا إذا كنت جازماً أما إذا كنت شاكاً فلا يلزمك، لكن إذا وفيت بذلك براءة للذمة واحتياطاً وحرصاً على الخير فهذا أطيب وأحسن وأفضل.

    1.   

    حكم من تزوج بامرأة ثم علم أن أمها أرضعته لكنه لا يعلم عدد الرضعات

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول: أرجو إفادتي سماحة الشيخ إذ أني تزوجت منذ ما يقارب العشر سنوات، ولقد أنجبت من زوجتي خمسة أولاد وعلمت بأن أم زوجتي قد أرضعتني وأنا لا أعلم عدد هذه الرضعات أرجو إفادتي، صاحب السؤال هو المستمع (ع. م. أ) من جمهورية مصر العربية ومقيم حالياً في دولة قطر؟

    الجواب: إذا كنت لا تعلم عدد الرضعات وليس هناك من يعلمها فلا شيء عليك حتى تعلم أنت أو يخبرك ثقة من الرجال أو النساء أنها أرضعتك خمس رضعات أو أكثر وأنت في الحولين أما ما دامت الرضعات مجهولة لا تعرفها أنت ولا غيرك والمرضعة غير موجودة أو ناسية فليس عليك شيء وزوجتك معك والحمد لله، لأن الأصل براءة الذمة، والأصل سلامة النكاح، والأصل عدم وجود الرضاع المحرم، هذا هو الأصل، فلا يثبت الرضاع إلا باليقين أنها أرضعتك خمس رضعات أو أكثر حال كونك في الحولين بخبرها إذا كانت ثقة أو بخبر ثقة عنها شاهد رضاعك.

    1.   

    حكم من نسيت عدد ما أفطرته في رمضان بسبب حيضها ولم تقضه جهلاً منها

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع (ع. أ. ح) من مدينة جدة، مفهوم ما في هذه الرسالة يقول: كان النساء لا يقضين ما أفطرنه من رمضان بسبب أعذارهن الشرعية كالحيض مثلاً والآن اكتشفن أنهن كن على خطأ، بم تنصحونهن جزاكم الله خيراً، ولا سيما أنهن لا يعلمن عدد الرمضانات التي أفطرن فيها؟

    الجواب: عليهن أن يقضين ما يغلب على الظن أنهن تركنه من الصيام، والله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، فعليهن أن يتحرين ما أفطرن فيه ويقضينه ويطعمن عن كل يوم مسكيناً زيادة مع القضاء إذا كن قادرات على الطعام، كل يوم عنه إطعام مسكين نصف صاع من التمر أو الأرز أو الحنطة أو الشعير حسب الطاقة، وإذا كن لا يستطعن الطعام كفى الصيام والحمد لله؛ لأن الله جل وعلا يقول: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، والحائض كذلك والنفساء كذلك كالمريض يقضي، تقضي الصوم كما يقضي المريض والمسافر، وإذا نسيت العدد فإنها تتحرى في غالب ظنها وتصوم والحمد لله.

    1.   

    حكم من عجز عن السعي فحمل ونام ولم يستيقظ إلا بعد انتهاء السعي

    السؤال: يقول: والدتي كبيرة في السن طافت بالبيت العتيق وأرادت أن تسعى لكنها لا تستطيع فركبت عربية وحينئذ غفت عينها ولم تستيقظ إلا بعد انتهاء السعي، فهل سعيها صحيح؟

    الجواب: إذا كانت نامت لا يصح سعيها أما كان نعاساً ولكن ما ذهب شعورها، فالنعاس لا يضر كما قد يقع للإنسان في الصلاة أيضاً، أما إذا نامت نوماً يزيل الشعور فإن النية تزول وما تمت النية، لابد من أن تسعى بنية السعي وهي عاقلة شعورها معها، فإذا فاتها شوط أو شوطان في النوم تعيد الشوط أو الشوطين الذي نامت فيهما وإن كان السعي كله ذهب في النوم تعيده كله، المقصود أنها إن كان نعاساً وشعورها باقي فلا بأس، أما إذا كانت نامت في الأشواط كلها تعيدها أو نامت في شوط أو شوطين أو ثلاثة تعيد الشوط الذي نامت فيه نوماً ثقيلاً نوماً أفقدها الشعور.

    1.   

    حكم نكاح المتعة

    السؤال: من العراق بغداد المواطن عادل جاسم بعث يسأل ويقول: يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم زواج المتعة في خطبته الشهيرة أثناء حجة الوداع أصحيح ما يقال؟

    الجواب: نعم. حرم نكاح المتعة في حجة الوداع عليه الصلاة والسلام، قال: (إني كنت أذنت في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة)، فالمتعة محرمة، إذ قال بعض أهل العلم: إنه حرمها مرتين في حجة الوداع وفي عام الفتح، ولكن في هذا نظر وبكل حال فهي أصبحت محرمة منسوخة سواء كانت محرمة مرتين أو مرة واحدة، فهي أصبحت محرمة وممنوعة ولا يحل نكاح المتعة، بل لابد أن يكون النكاح عن رغبة لا عن متعة عند أهل السنة والجماعة بإجماع أهل السنة والجماعة.

    1.   

    حكم صلاة الجماعة على من لم يسمع النداء

    السؤال: المستمع عوض الله الطيب سوداني الجنسية مقيم في ليبيا يقول: عملي يتطلب وجودي به طول الوقت والمسجد بعيد منه بحيث لا أسمع الأذان فما رأي الدين في صلاتي وحدي؟

    الجواب: إذا كنت لا تسمع الأذان مع هدوء الأصوات ومع كون الوقت ليس فيه ما يمنع سماع الصوت فإنه لا يلزمك الحضور، أما إذا كان عدم سماع الأذان من أجل وجود أصوات أو رياح تمنع الصوت عن جهتك أو ما أشبه ذلك وإلا لو كانت الأصوات هادئة والجو هادئاً لسمعت فإنه يلزمك؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، وإذا اجتهدت في ذلك وتحريت الصلاة مع المسلمين ولو كنت بعيداً فهو خير لك وأفضل لك وأبعد لك عن الشبهة مع الأجر العظيم في أداء الصلاة في الجماعة، لكن لا يلزمك إلا إذا كنت تسمع النداء في الوقت الذي يسمع فيه النداء ليس هناك موانع تمنع من صوت المؤذن.

    1.   

    حكم الاقتداء بصوت المذياع في صلاة الجمعة والجماعة

    السؤال: هل يجوز أن أقتدي بما أسمع في المذياع عند نقل صلاة الجمعة؟

    الجواب: لا، يلزمك أن تصلي مع الناس، تذهب إلى المساجد وتصلي مع الناس ولا تكتفي بسماع المذياع، بل عليك أن تسعى إلى المساجد وتصلي مع الناس ولا تصح صلاتك بالمذياع ولا يحصل لك فضل الجماعة بل تعتبر صليت وحدك ولم تؤد الجماعة.

    تكون مفرداً أيضاً، ولا تجوز الصلاة لمنفرد خلف الصفوف، فالواجب عليك أن تسعى حتى تصلي مع الناس وحتى تدخل في الصفوف لا تكن وحدك.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، بمناسبة ذكر المنفرد الذي يأتي والصفوف ملأى وصلى منفرداً، ماذا تقولون؟

    الشيخ: يؤمر بالإعادة كما أمره النبي عليه الصلاة والسلام بالإعادة؛ لأن بعضنا قد يستعجل، ولو تأنى لوجد فرجة أو وقف مع الإمام عن يمينه، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف)، ورأى رجلاً يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد ولم يستفصله، ولم يقل: هل وجدت فرجة أو ما وجدت فرجة؟ هل حصلت أحداً أو ما حصلت أحداً؟ ولأن في هذا سد الباب عن التساهل.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. إذاً: ما على المرء أن يفعل إذا وجد الصفوف ملأى سماحة الشيخ؟

    الشيخ: ينتظر حتى يأتي أحد أو يجد فرجة، إما يجد فرجة وإلا ينتظر حتى يجد أحداً أو يقف مع الإمام عن يمينه.

    المقدم: ماذا لو جذب أحد المصلين إليه؟

    الشيخ: لا يجذب أحداً؛ لأن فيه إيجاد فرجة في الصف، وتصرف بغير إذن شرعي، أما حديث: (هلا دخلت معهم أو اجتررت رجلاً)، فهو حديث ضعيف لا تقوم به الحجة.

    1.   

    درجة حديث: (رحم الله امرأً عرف قدر نفسه)

    السؤال: إذاً: نعود إلى سؤال أخينا وهو قوله: (بارك الله في امرئ عرف قدر نفسه)، هل هذا حديث؟

    الجواب: لا. ما بلغني في هذا شيء، هو معروف بين الناس وفي كلام الناس لكن لا أعرف أنه حديث.

    1.   

    حكم إخراج النقود في كفارة اليمين

    السؤال: المستمع (م. ع. م) القرني يقول: هل يجوز دفع النقود بدلاً من الإطعام وذلك عن كفارة اليمين؟

    الجواب: لا، لا يجوز دفع النقود لا عن كفارة اليمين ولا عن كفارة الظهار بل هو إطعام.

    1.   

    حكم الصلاة خلف إمام يحث على التبرك بالصالحين أحياءً وأمواتاً

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع صادف بن يؤيا هكذا كتبه اسمه من جيبوتي، بعث برسالة ضمنها مجموعة من الأسئلة، من بينها سؤال يقول: كنا نصلي في مسجد فإذا بإمامه يأمر الناس بفعل ما حرم الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فمثلاً في خطبة الجمعة أمرنا بأن نتبرك بقبور الصالحين، سواء كانوا أمواتاً أم أحياء كما أمرنا في حالة السؤال أن نقول: بجاه فلان، هل يجوز أن نصلي خلف هذا الإمام أم لا ورسالتك جاءت في آخر البرنامج يا أخ صادف نرجو لك التوفيق؟

    الجواب: لا يجوز الصلاة خلف هذا الذي يأمر بالتبرك بالصالحين بقبورهم هذا جاهل بالحكم الشرعي وجاهل بالتوحيد، أما كلمة (بجاه) هذه كلمة بدعة لا تكون كفراً، بدعة بجاه فلان أو بحق فلان ولا تجوز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا أصحابه وليس من التوسل الشرعي، بل الواجب ترك ذلك فلا يجوز للمسلم أن يقول في دعائه بجاه محمد أو بجاه فلان أو بجاه الأولياء أو بحق الأنبياء؛ لأن هذا لم يشرع ولم يرد في أدعية النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدعية الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، أما كونه يأمر بالتبرك بقبور الصالحين، فهذا كلام مجمل، التبرك بقبور الصالحين يقتضي أن يسألهم أو يتبرك بترابهم أو يتبرك بسؤالهم أو الاستغاثة بهم وهذا كلام شديد خطير، مثل هذا يدل على جهله، فينبغي أن يعزل ولا يكون إماماً، ينبغي أن يسعى لدى المسئولين في إبدالهم بغيره ولا يصلى خلفه إلا إذا علم وبين له الحق وتاب من ذلك فلا حرج إن شاء الله، إذا استقام وتاب فالتوبة تجب ما قبلها.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا البرنامج أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767961538