إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (368)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم من خبب امرأة على زوجها ليتزوجها وحكم هذا الزواج

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية مصر العربية، باعثها المستمع: (ع. أ. م) أخونا عرضنا له قضية في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة له قضية مطولة بعض الشيء يقول فيها: تزوج رجل بامرأة وأنجب منها أولاد، وكان له صديق يتردد عليه في منزله، وكان هذا الصديق يغري زوجة صاحبه بالمال، ثم اتفق معها على أن تطلب الطلاق من زوجها الأول، وتتنازل له عن حقوقها وحقوق أولادها، وفعلاً تم الطلاق وتزوجها هذا الصديق، فرجاءً الإفادة عن هذا الزواج هل هو حلال أم حرام، والأولاد الآن في حيرة ومشاكل بين الأم والأب، هل على الزوجة ذنب أم على الزوج؛ لأنه سمح لهذا الصديق بدخول بيته وإغراء زوجته، وهذا بدون علمه؟ جزاكم الله خيرا.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    هذا العمل من الصديق في إغراء الزوجة وتخبيبها لا يجوز بل هو منكر، وقد نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام وحذر منه، فعليه التوبة إلى الله من ذلك والزواج صحيح، لكنه آثم وعليه التوبة إلى الله مما فعل، فإذا كان تزوجها بعد خروجها من العدة فلا حرج، لكنه يأثم وهي تأثم وعليها التوبة إلى الله من ذلك كلاهما يأثم، أما الزوج فلا إثم عليه إذا كان لا يعلم، ليس عليه حرج لكونه لا يعلم عمل هذا الرجل، وهذا الرجل قد خانه في أهله بالتخبيب والحث على الفراق، فهو قد أتى جريمة فعليه التوبة إلى الله من ذلك والندم على ما مضى والعزم أن لا يعود في ذلك، وإذا تيسر أن يستسمح أخاه ويطلب منه العفو عما جرى إذا لم يترتب على هذا شر فهذا حسن.

    1.   

    أحكام السنن الرواتب والنوافل والوتر

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من بريدة، باعثها أحد الإخوة المستمعين من رعايا دولة الباكستان الشقيقة، أخونا فهمت بعضاً من اسمه فريد ، أما الاسم الآخر فلم أستطع قراءته، وكتب الرسالة بلهجته العربية المكسرة، فهمت من رسالته ما يلي:

    أصلي ركعتين من السنة قبل صلاة الفرض، ثم أصلي أربع ركعات فريضة ثم أصلي ركعتين السنة، ثم أصلي نفلاً، وبعدها أصلي ثلاث ركعات الوتر، فهل ما أفعله صحيح؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: نعم، السنة أن يصلي المؤمن ركعتين بين الأذان والإقامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة لمن شاء)، فالركعتان بعد الأذان مستحبة بعد أذان المغرب، بعد أذان العشاء، وإذا صلى الفريضة صلى بعدها ركعتين الراتبة، ثم أوتر إذا أحب أن يوتر ثلاثاً أو خمساً أو أكثر، وإن أخر الوتر إلى آخر الليل فهو أفضل، إذا كان يطمئن إلى قيام آخر الليل ويغلب على ظنه ذلك، وإلا فالسنة الإيتار في أول الليل بركعة أو ثلاث أو أكثر أخذاً بالحزم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل).

    و(كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر أول الليل ثم أوتر في وسط الليل، ثم استقر وتره في آخر الليل)، عليه الصلاة والسلام فهذا هو الأفضل لمن قدر، أما من يخاف أن لا يقوم فليوتر أول الليل.

    أما الظهر فإنه يصلي قبلها أربعاً راتبة -تسليمتين-، والعصر كذلك يستحب أن يصلي قبلها أربعاً -تسليمتين- وبعد الظهر أربعاً -تسليمتين- الراتبة وركعتين بعدها، ولكن إذا صلى أربعاً بعدها فهو أفضل، لما روى أهل السنن عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار)، فهذا الحديث العظيم صحيح يدل على فضل الأربع قبلها وبعدها، أما الراتبة فهي أربع قبلها وثنتان بعدها، لكن يستحب أن يزيد بعدها ثنتين حتى تصير أربعاً بعد الظهر، وقبل العصر أربعاً تسليمتين، أما المغرب والعشاء فيسن قبلهما ركعتان لعموم حديث: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة ..)، وإن صلى أكثر من ركعتين فلا بأس، وبعدهما ركعتان الراتبة بعد المغرب ركعتان تسليمة واحدة، بعد العشاء ركعتان تسليمة واحدة، كان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام، ثم الوتر بعد العشاء وبعد الراتبة، ولو صلى العشاء مع المغرب مجموعتين جمع تقديم كالمسافر، فإنه يوتر بعد صلاة العشاء ولو في وقت المغرب؛ لأنه إذا صلى العشاء مجموعة في المغرب جمع تقديم فقد دخل وقت الوتر كالمريض والمسافر.

    1.   

    وقت قيام الليل

    السؤال: له كلام كثير أيضاً فهمت أنه يسأل عن صلاة التهجد، في أي وقت من الليل يقوم، وهل يقرأ بالسور الطوال أو ما تيسر أو يقرأ السور القصار، وجهوه جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: التهجد بالليل سنة.. قيام الليل سنة، قال الله في وصف عباد الرحمن: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، وقال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا [المزمل:1-3] الآيات، فالمقصود: أن قيام الليل سنة، وفي الحديث الصحيح (أفضل الصلاة قيام الليل) يعني: بعد الفريضة أفضلها قيام الليل، التهجد بالليل، وهو مخير إن شاء صلى في أول الليل وإن شاء صلى في وسطه، وإن شاء صلى في آخره، لكن الأفضل في آخر الليل إذا تيسر إذا قدر، فإن خاف أن لا يقوم من آخر الليل فالسنة الإيتار في أول الليل كما تقدم في جواب السؤال السابق.

    1.   

    حكم الصلاة على من مات مدمناً للخمر

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من ليبيا، باعثها المستمع حسب الرسول فزاري من ليبيا يقول: أسأل سماحتكم عمن مات وهو شارب للخمر، هل يصلى عليه نرجو أن تنصحونا وجزاكم الله خيرا؟

    الجواب: نعم، العاصي يصلى عليه، إذا كان مسلماً فإنه يصلى عليه، فلو كان شارب خمر أو عاقاً لوالديه أو قاطعاً للرحم، أو يتعاطى بعض الربا أو ما أشبه ذلك من المعاصي.

    أما إن كان كافراً بأن كان تاركاً للصلاة أو يسب الدين، أو معروفاً بشيء من أسباب الردة، من نواقض الإسلام فلا يصلى عليه.

    أما المعصية فلا تمنع الصلاة عليه، يصلى عليه وإن كان عاصياً، يغسل ويكفن ويصلى عليه، ويدعى له بالمغفرة والرحمة سواءً كان شارب خمر، أو عنده معصية أخرى، لكن ليس بكافر.

    1.   

    حكم استئجار عمال للصيد على نصف ما يصيدونه

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يسأل عن صيد الأسماك فيقول:

    هل يجوز لي أن أستخدم العمال في صيد الأسماك بدون راتب، علماً بأني أعطيهم نصف الإنتاج وآخذ النصف الآخر، وأحياناً في اليوم كله لا نصيد شيئاً ولا توجد بيننا أي شروط بين العمال وصاحب المراكب الشراعية، جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: إذا اتفقوا على ذلك فلا بأس ولا حرج، هذا صلح بينهم واشتراك بينهم لا حرج فيه، إذا اشتركوا للصيد أنصافاً أو أرباعاً فلا حرج، سواءً صيد البر أو صيد البحر، تراضوا على هذا فلا بأس.

    1.   

    حكم صلاة الضحى وعدد ركعاتها وبيان وقتها

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات تقول المرسلة ريـم : تسأل جمعاً من الأسئلة من بينها سؤال عن صلاة الضحى وعن وقتها وعن عدد ركعاتها، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: صلاة الضحى سنة مؤكدة، وقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وبكل تحميدة صدقة، وبكل تكبيرة صدقة، وبكل تهليلة صدقة، قال: وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ثم قال: ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى)، فهذا يدل على تأكدها، وهي ركعتان وإن صلى أربعاً أو أكثر كله طيب، والنبي صلى الله عليه وسلم صلى ثمان صلاة الضحى لما دخل مكة، سبحة الضحى صلاها ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين.

    فالمقصود: أن سنة الضحى مستحبة ومتأكدة دائماً، وإن صلاها في بعض الأوقات وترك في بعض الأوقات لا بأس، لكن الأفضل أن يحافظ عليها دائماً وأقلها ركعتان، ومن صلى أكثر فأجره أكثر، نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، تعيدون وقتها لو سمحتم؟

    الشيخ: وقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقوف الشمس هذا وقتها.

    المقدم: إلى وقوف الشمس يعني: إلى ما قبل الظهر.

    الشيخ: قبيل الظهر بنصف ساعة ثلث ساعة وقوف الشمس يعني، لأن مدة الوقوف ليست طويلة، عند توسط الشمس في السماء في كبد السماء هذا الوقوف، والأفضل إذا اشتد الحر، إذا ارتفع الضحى هذا أفضل أوقاتها، وإن صلاها مبكراً بعد طلوع الشمس بعد ارتفاع الشمس كفى ذلك، لكن الأفضل عند اشتداد الضحى وذلك صلاة الأوابين، يعني: الرجاع إلى الله كثير العبادة، صلاتهم عند اشتداد الضحى.

    1.   

    بيان متى يشرع القنوت وصيغته

    السؤال: ما هي الحالات التي يجوز فيها دعاء القنوت، وما صيغته وهل تجوز الزيادة عليه؟

    الجواب: دعاء القنوت يشرع في الوتر كل ليلة، وقد جاء في حديث الحسن بن علي بيانه وهو: (اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت)، (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ..) وفي حديث آخر حديث علي زيادة: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)، وإذا دعا بزيادة فلا بأس، إن دعا بدعوات طيبة زيادة كله طيب، هذا قنوت الوتر يسمى قنوت الوتر، في الركعة الأخيرة الواحدة التي يوتر بها، بعدما يرفع من الركوع يرفع يديه ويقنت هذا القنوت، ويدعو بما يسر الله له من الدعاء.

    ويشرع القنوت أيضاً في النوازل، إذا نزل بالمسلمين نازلة؛ تعدى عليهم العدو أو حصل عليهم شدائد، يدعون الله بتفريجها وإزالتها في جميع الصلوات، في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر أو في بعضها، وقد كان النبي في الغالب إذا نزل به أمر قنت في الفجر، وربما قنت في الفجر والمغرب جميعاً، وربما قنت في الصلوات الخمس كلها، وكان يقنت في المدينة يدعو على كفار قريش لما أخرجوه وآذوه، ويدعو للمستضعفين من المسلمين بمكة أن الله يخلصهم من شر عدوهم وينجيهم، ولما تعدى بعض الأعراب على جماعة من أصحابه قنت يدعو عليهم شهراً عليه الصلاة والسلام، نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم إذاً الزيادة في الدعاء الوارد للقنوت جائزة؟

    الشيخ: لا حرج .. نعم، كان عمر يزيد في ذلك.

    1.   

    حكم قراءة الحائض والنفساء القرآن عن ظهر قلب أو من وراء حائل

    السؤال: بالنسبة للمعذورة شرعاً، هل لها أن تقرأ القرآن الكريم من وراء حائل؟

    الجواب: المعذورة بالحيض والنفاس تقرأ عن ظهر قلب، حفظها من القرآن وإن قرأت من وراء حائل كالقفازين فلا حرج، لكن تركه أحوط تقرأ عن ظهر قلب، إلا إذا أشكل عليها شيء وراجعت المصحف من طريق القفازين ونحوهما فلا حرج إن شاء الله.

    وذهب أكثر أهل العلم إلى المنع وشبهوها بالجنب، والصواب: أنها لا تكون كالجنب، الجنب مدته قصيرة يغتسل ويقرأ، أما الحائض والنفساء فمدتهما تطول، فالقياس لهما على الجنب غير صحيح، الأفضل والصواب: أن لهما القراءة عن ظهر قلب، وإذا استعانا بالمصحف من وراء حائل فلا بأس.

    1.   

    حكم التتابع في صيام الأيام الثلاثة من كل شهر

    السؤال: صيام الأيام الثلاثة من كل شهر، هل يجب أن تكون متتابعة؟

    الجواب: لا يجب أن تكون متتابعة، لو صامها متتابعة أو متفرقة فلا بأس، لكن إن صامها أيام البيض فهو أفضل، الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وإن صامها متفرقة في الشهر كله فلا بأس، الفضل حاصل والأجر حاصل.

    1.   

    حكم صبغ الشعر بغير السواد

    السؤال: هل يجوز تغيير لون الشعر بلون آخر غير الأسود؟

    الجواب: إذا كان الشعر ليس بشيب فالأفضل ترك ذلك وبقاؤه على حاله، أما إذا كان شيباً فالأفضل أن يغير بغير السواد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد) فالعجوز ومن ابتلي بالشيب يستحب له التغيير من الرجال والنساء لكن بغير السواد، بالحمرة.. الصفرة.. بالحناء والكتم يعني: بين السواد والحمرة.

    1.   

    حق المرأة في التصرف في مهرها

    السؤال: المستمع: (م ع. د) من الرياض، يسأل عن الطريقة الصحيحة لدفع المهور، هل مهر البنت يؤخذ لتأثيث بيت الزوجية أو كيف يكون الحال له؟

    الجواب: المهر لها تتصرف فيه على حسب ما تشاء، ليس لتأثيث البيت، فلها أن تجعله في سكن.. في منزل أو في سيارة أو في أي شيء أو تريد أن تتصدق به إذا كانت رشيدة هذا مالها.

    أما تأثيث البيت فهو على الزوج هو الذي يؤثث البيت، وإذا سمحت وشاركته في التأثيث بمهرها أو ببعضه فلا بأس، قال الله سبحانه: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا [النساء:4]، إذا طابت نفسها بشيء وهي رشيدة فلا بأس، سواءً كان المهر كله أو بعضه.

    أما الأصل فالأصل أنه ملكها تتصرف فيه كيف شاءت بما يبيحه الشرع، وليس له الاعتراض عليها في مالها إذا كانت رشيدة، والتأثيث في البيت على الزوج، نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، بالنسبة لحليها وملابسها هل تكون من مهرها أو تكون من الزوج؟

    الشيخ: على حسب ما اصطلحا عليه، إن أعطاها مع الدراهم حلياً فذاك وإلا لا يلزمه إلا ما اتفقا عليه، الشيء الذي اتفقوا عليه يكفي، فإذا اتفق مع وليها أو معها على حلي معينة يوفي لها بما شرط، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج)، وفي الحديث الآخر: (المسلمون على شروطهم)، فإذا اتفق معها أو مع وليها على دراهم معلومة، أو على حلي معلومة فهم على اتفاقهم ويلزمه ما اتفقوا عليه، ولا يحل له فرجها إلا بذلك، فعليه أن يؤدي ما اتفقا عليه، أما إذا دفع إليهم دراهم معينة ورضوا بها فليس عليه سواها، نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم أعراف الناس في هذا الموضوع ما هو توجيه سماحة الشيخ تجاهها؟

    الشيخ: العرف متبع، إذا كان بين أهل قبيلة أو أهل بلد عرف فعلى الزوج الانتهاء إليه، إذا كان عرفاً شائعاً معروفاً فعلى الزوج في الوليمة أو في عمل الدخول فعل ذلك الشيء إذا كان جائزاً شرعاً وليس بمحرم، إذا كان عرفاً جائزاً ليس فيه محذور فلا بأس أن يتابعهم عليه ويرضى به.

    1.   

    حكم العودة في الذنب مرات ومرات بعد التوبة منه

    السؤال: مستمعة بعثت برسالة ورمزت إلى اسمها بالحروف (ل. أ. هـ)، أختنا تقول: ما حكم من ارتكب ذنباً كبيراً أو صغيراً ثم تاب منه، ثم رجع فيه، ثم تاب ثم رجع، وهكذا .. جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كانت التوبة صحيحة محا الله بها ما مضى، وكل ذنب تمت منه التوبة يمحى عنه، ويؤخذ بالذي بعده، وإذا تاب منه كذلك يمحى وهكذا.. إذا صحت التوبة لا يأثم إلا بالذنب الأخير الذي ليس بعده توبة، إلا أن يعفو الله عنه، و(التوبة تجب ما قبلها)، كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام، كل ذنب تبعته التوبة الصادقة النصوح يمحى، ولا يؤخذ به صاحبه ولو عاد، فإذا عاد أخذ بالثاني، وهكذا إذا عاد في الثالث وهكذا الرابع، وكلما جاء بالتوبة محي الذنب، إذا كانت التوبة صحيحة صادقة نصوحاً وهكذا نعم.

    1.   

    حكم قطع الرحم بسبب الغيبة والنميمة وغيرها من المعاصي

    السؤال: أيضاً تسأل عن حكم قطيعة الرحم لأسباب مثل الغيبة والنميمة، وما أشبه ذلك؟

    الجواب: لا تجوز قطيعة الرحم فهي من الكبائر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، فالواجب صلة الرحم بالكلام أو بالزيارة أو بالمال على حسب المستطاع، ولا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة أن يقطع الرحم، من أجل الغيبة أو النميمة، فالذي يقع في الغيبة ينصح، أو في النميمة ينصح ويوجه إلى الخير: (الدين النصيحة)، والله يقول سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ويقول جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71].

    فالذي يغتاب الناس وينم عليهم من أقاربك تنصحه ولا تقطعه، وتنكر عليه عمله وتوجهه إلى الخير، وتستعين بأقاربه الآخرين أو أصدقائه أن ينصحوه حتى تكون الكلمة واحدة وحتى يحصل التعاون على الخير.

    1.   

    الفرق بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف

    السؤال: كيف يكون المؤمن قوي الإيمان؟

    الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير)، رواه مسلم في الصحيح، (المؤمن القوي): هو قوي الإيمان، الذي عنده من العلم والبصيرة والخوف من الله ما يجعله قوي الإيمان، حتى يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح الناس ويبذل المعروف ويكف الأذى، كلما قوي إيمانه كثرت أعماله الصالحة، وكلما ضعف الإيمان قلت الأعمال الطيبة، فالمؤمن القوي هو الذي يلقى نصرة في الدين وغيرة لله وتعظيماً لله فهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وينصح لعباد الله ويحذر السيئات، هكذا يكون المؤمن القوي.

    والمؤمن الضعيف هو ضعيف الإيمان.. ضعيف البصيرة.. ضعيف الخوف من الله، فهذا تقع منه المعاصي في الغالب لضعف إيمانه وقلة خوفه من الله، نسأل الله السلامة.

    1.   

    حكم صلاة التسبيح

    السؤال: هل هناك صلاة تسبيح كما يقال؟

    الجواب: ورد حديث في صلاة التسبيح لكنه موضوع ليس بصحيح، على الصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم أنه حديث غير صحيح، والصلاة المشروعة هي الصلاة المعروفة التي كان النبي يفعلها عليه الصلاة والسلام، أما صلاة التسبيح التي فيها أنه يسبح في القيام خمسة عشر مرة، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر في الركوع عشر مرات، وبعد الرفع عشر مرات، في السجود عشر مرات بينهما عشر مرات، وفي السجود عشر وهكذا .. ، في كل ركعة خمسة وسبعون، يصلي أربع ركعات .. ثلاثمائة هذا ليس بصحيح.

    1.   

    الواجب على من عليه أيام من رمضان لا يعرف عددها

    السؤال: تقول: في بداية حياتي كنت معذورة شرعاً، ولكنني لم أقض الأيام التي أفطرتها في رمضان لجهلي بكثير من الأحكام وبما فطر عليه النساء، والآن أريد أن أقضي تلك الأيام لكني لا أعرف عددها، ولا كم هي، فكيف توجهونني، وهل يلزمني مع الصيام أشياء أخرى؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: عليك التوبة النصوح إلى الله، والصدق والندم والحزن على ما جرى منك، والعزيمة الصادقة أن لا تعودي في ذلك، وعليك القضاء بحسب ظنك، إذا لم تعلمي عليك العمل بالظن، تحسبين الأيام التي عليك، عشرين يوم ثلاثين يوم أربعين يوم التي أفطرت، الأيام التي أفطرتيها من رمضان عليك أن تقضيها، مع إطعام مسكين عن كل يوم إذا كنت قادرة، أما إن كنت فقيرة ما تستطيعين فإنه يكفي الصيام، أما مع الاستطاعة تطعمين عن كل يوم مسكيناً كيلو ونصف عن كل يوم نصف صاع يعني، فعن اليومين صاع، وعن .. الأربعة صاعان وهكذا، تعطيها بعض الفقراء، قبل الصيام أو بعد الصيام، ولو فقيراً واحداً، تجمع ويعطاها فقير أو فقيران، أو أهل بيت فقير يكفي هذا، والحمد لله، مع التوبة والاستغفار والندم وعدم العود.

    1.   

    حكم السترة في الصلاة

    السؤال: مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (س. س. م) من خميس مشيط، أخونا له أكثر من سؤال عن السترة أثناء الصلاة، فيسأل في سؤاله الأول ويقول:

    ما حكم وضع السترة داخل المسجد وأمام المحراب؟ ما حكم صلاة من صلى إلى غير سترة داخل المسجد، وهل صلى الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى سترة داخل المسجد؟ آمل الإفادة وتوضيح الأحاديث الدالة على ذلك؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: الصلاة إلى سترة سنة مؤكدة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى سترة في المسجد وفي السفر، تنصب له العنزة، وفي المسجد يصلي إلى السترة التي وضعت له عليه الصلاة والسلام، وهكذا المنفرد يصلي إلى سترة هذه السنة.

    أما المأموم يكفيه سترة الإمام، ليس بحاجة إلى سترة، المأموم سترته سترة إمامه وهي سنة مؤكدة، لقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها)، خرجه أبو داود بإسناد صحيح عن أبي سعيد رضي الله عنه.

    وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه في بعض الأحيان صلى إلى غير سترة، كما ذكر ذلك ابن عباس وأخوه الفضل بن عباس فيما روى النسائي وغيره: (أن النبي صلى الله عليه وسلم زارهم في بعض الأحيان وصلى بهم إلى غير سترة)، فدل على أنها ليست واجبة، وهكذا في الصحيحين من حديث ابن عباس : (أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في منى إلى غير جدار)، ولم يقل: أن هناك سترة، فظاهره أنه صلى إلى غير سترة.

    فالمقصود: أن السترة سنة، ولو صلى إلى غير سترة الإمام أو المنفرد فالصلاة صحيحة، ولكن الأفضل والسنة أن يجعل أمامه سترة إما جدار وإما كرسي وإما عمود وإما عصا ينصبها فإن لم يجد خط خطاً في الأرض.

    1.   

    حكم أذكار الاستيقاظ من النوم وبعض صيغها ووقت أدائها

    السؤال: إحدى الأخوات من الريف بعثت برسالة تسأل فيها وتقول: عندما أستيقظ أقول بعض الأوراد من أدعية الاستيقاظ، ولكني لا أكملها كلها بسبب مشاغل البيت كترتيب المنزل ونحو ذلك، ومن ثم أتذكرها و أكملها، والسؤال: هل يجب أن أقولها كلها عند الاستيقاظ مباشرة أم ماذا؟ جزاكم الله خيرا.

    الجواب: الأذكار والدعوات عند الاستيقاظ مستحبة وليست واجبة، والأفضل أن يقول عند الاستيقاظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    وإذا استيقظ من نومه بالليل: الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور.

    كل هذا مستحب من أسباب المغفرة والعتق من النار، من أسباب قبول الدعاء، وإذا زاد وأتى بغير ذلك مما ورد فكله حسن، ويقرأ أواخر سورة آل عمران إذا تيسر، كان النبي يقرؤها صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ [آل عمران:190]، إلى آخر السورة، عشر آيات إذا تيسر قراءتها فذلك أفضل وليس بواجب، نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767961336