إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (376)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    أسباب حضور القلب والطمأنينة في الصلاة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله بارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول: المرسل أبو عزام من مكة المكرمة، أبو عزام له ثلاث قضايا كتب عنها بشكل مطول، لخصت ما كتبه في القضية الأولى من أنه يشكو عدم الطمأنينة في الصلاة حتى أنه يقرأ الفاتحة مكان التحيات في بعض الأحيان، فبماذا توجهونه حتى يكتسب الطمأنينة في صلاته جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإني أوصي الأخ أبا عزام بالإقبال على الله في صلاته واستحضار أنه بين يدي الله، وأن هذه الصلاة هي عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين، فإذا استحضر هذا فإن الله سبحانه يعينه على الطمأنينة والخشوع وعدم النسيان، والله يقول جل وعلا: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29]، ويقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ويقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] فالوصية تقوى الله والإقبال على الصلاة وإحضار القلب بين يدي الله، والتعوذ بالله من الشيطان، وإذا غلبته الوساوس ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات، كما علم النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص ، ففعل ذلك فأذهب الله عنه وساوس الشيطان.

    المقصود أنه يتعوذ بالله من الشيطان وينفث عن يساره ثلاث مرات إذا كثرت عليه الوساوس، وأن يجمع قلبه على الله، وأنه بين يدي الله، وأنه يناجي ربه، يستحضر عظمة الله وأن الواجب خشيته وتعظيمه حتى يزول عنه هذا الهاجس الذي يشغله. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، هل يجب عليه سجود السهو إذا ما حصل له هذا الحال مرة أخرى سماحة الشيخ؟

    الشيخ: لا يجب عليه سجود السهو إلا إذا سها عن واجب أو فعل محرماً، أما مجرد الوساوس ما ترتب عليها ترك واجب ولا فعل محرم ما يضر.

    1.   

    ذكر عيوب الناس بين الغيبة المشروعة والممنوعة

    السؤال: القضية الثانية التي يود من سماحتكم توجيهه بخصوصها هي الحديث عن ذوي العيوب في غيابهم، يقول: هل يجوز هذا أو لا، جزاكم الله خيرا، وما الفرق بين ذلك والغيبة؟

    الجواب: التحدث عن الناس بعيوبهم إذا كانوا غير مسمين لا بأس، يقول: بعض الناس يكثر من الغيبة، ويتعاطى النميمة، للتحذير هذا لا بأس به، بعض الناس يكذب، بعض الناس يظلم ما فيه شيء، لكن كونه يسمي فلان بن فلان وأنه فعل كذا وكذا من الشيء الردي هذه الغيبة، وهي ذكرك أخاك بما يكره، فلان بن فلان بخيل، فلان جبان، فلان قاطع للرحم وما أشبه ذلك لا، هذه غيبة، والنميمة كونه ينقل الكلام الردي، ينقل لزيد يقول: ترى أخوك يقول فيك كذا، ترى أمك تقول كذا، ترى عمك يقول كذا حتى يثير الشحناء بينهما، هذا لا يجوز هذه النميمة وأشباه ذلك.

    1.   

    حكم من عمل لدى والده براتب وأخذ راتبه دون علم أبيه لأنه لم يعطه

    السؤال: القضية الثالثة التي يسأل عنها أبو عزام هي أنه عمل براتب عند والده، وعلم أن والده لن يعطيه ذلك الراتب فتقاضاه بدون علم والده من مردود المحل الذي يعمل فيه، فهل ما فعله صحيح جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كان قام بالعمل الواجب الذي أمره به والده ورتب عليه الراتب فلا بأس، إذا قام بالعمل على الوجه المطلوب فإنه يأخذ الراتب الذي جعل له إذا كان بقدر العمل، لو كان يعمل أجنبي لكان بهذا الراتب، يعني: ما يكون حيف على إخوانه، يكون أعطاه بقدر عمله.

    1.   

    حكم الزواج من بنت عم الأب

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (ف. ع. ح) مقيم في المملكة، يقول: هل يجوز الزواج من بنت عم والدي وما حكم الإسلام في ذلك، علماً بأنني متزوج من بنت عم أبي من عشر سنوات وأكثر، ومنجب منها ثلاثة أولاد وبنت، هل زواجي صحيح أم باطل جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم الزواج صحيح والحمد لله، الزواج ببنت العم، وبنت عم الأب، وبنت عم الجد، وبنت الخال، وبنت خال الأم، وبنت خال الجدة أو الجد كله لا بأس به، كلهن يباح الزواج منهن، بنت خالك، بنت عمك، بنت خال أمك، بنت عم أمك، بنت عم أبيك، بنت خال أبيك، كلهن حلال، الزواج منهن حلال.

    1.   

    حكم من ترك السعي في الحج مكتفياً به في العمرة

    السؤال: يقول في سؤال ثانٍ: أديت فريضة الحج منذ ثلاث سنوات وطفت طواف القدوم وسعيت بين الصفا والمروة، وأيضاً طفت طواف الوداع ولم أسع بين الصفا والمروة لأني كنت لا أعلم ذلك، وعندما توجهت إلى المدينة المنورة لزيارة الحرم النبوي الشريف علمت من الإخوة بأن المفروض علي السعي بين الصفا والمروة بعد طواف الوداع، وبعض منهم نصحني بفدية، والبعض الآخر قال بأنه لا شيء عليك إذا كنت تجهل ذلك، هل حجي صحيح أم أن علي فدية أم ماذا أفعل جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: سؤالك فيه إجمال وعدم تفصيل، لكن نفصل لك حتى تعرف الواقع، إذا كنت لبيت بالعمرة ودخلت بالعمرة وطفت وسعيت وقصرت وحليت من العمرة متمتعاً، ثم لبيت بالحج وحججت مع الناس، وطفت طواف الإفاضة، وطفت طواف الوداع ولكن لم تسع، فهذا غلط منك عليك أن تسعى ولو الآن، عليك أن تذهب إلى مكة تسعى بنية الحج السابق ولا حرج عليك تسعى بنية الحج السابق، وعليك فدية إذا كنت جامعت المرأة بعد ذلك، ذبيحة تذبح في مكة للفقراء؛ لأنك أتيت المرأة قبل أن تسعى بفعل الحج والسعي الأول للعمرة، أما السعي الثاني فهو عليك للحج مع طواف الإفاضة الذي تأتي به بعد قدومك من منى يوم العيد أو بعده، أما طواف الوداع فمستقل عند الخروج من مكة، طواف الوداع هذا مستقل واجب لتوديع البيت عند الخروج من مكة، وعليك أن تمتنع من الجماع حتى تأتي بالسعي.

    أما إذا كنت لبيت بالحج أو بالحج والعمرة جميعاً بقيت على إحرامك، طفت وسعيت وبقيت على إحرامك ما حللت حتى خرجت إلى منى وأنت محرم فلا عليك شيء يكفيك الطواف طواف الإفاضة غير طواف الوداع، طواف الإفاضة ثم طواف الوداع عند الخروج، وإن طفت طواف الإفاضة عند الخروج كفى عن الوداع، إذا كنت طفت عند الخروج طوافاً واحداً سبعة أشواط كفى عن الوداع، وليس عليك السعي، السعي الأول كافي إذا كنت أحرمت بالحج مفرداً أو بالحج والعمرة جميعاً ولم تحل بل بقيت على إحرامك حتى ذهبت إلى منى وحتى أديت الحج فليس عليك إلا السعي الأول، والله ولي التوفيق.

    1.   

    حكم من حج عن أبيه وبيان كيفية حجه عنه

    السؤال: يقول: هل يجوز لي تأدية فريضة الحج عن والدي المتوفى رحمه الله، وما الواجب علي أن أفعله في تأدية الفريضة حتى تصح حجة والدي وتقبل عند الله بمشيئته تعالى؟

    الجواب: تحج عن والدك مثلما تحج عن نفسك، والأفضل تمتع، تأتي بعمرة من ميقات بلدك إن كنت من أهل نجد من السيل، تطوف تسعى وتقصر هذه عمرة، ثم يوم الثامن تهل بالحج، وتذهب مع الناس إلى منى وإلى عرفات ثم مزدلفة ثم ترمي الجمار بعد يوم العيد والأيام الأخرى بالنية عن أبيك، ثم تطوف وتسعى، تطوف وتسعى لحجك، وعند الخروج تطوف للوداع سبعة أشواط بالبيت، هذا هو العمل يكون لأبيك.

    وإن حجيت حجاً مفرداً لبيت بحج فقط أو بحج وعمرة جميعاً، وقدمت مكة بذلك وبقيت على إحرامك ما تحللت، طفت وسعيت وبقيت محرماً حتى ذهبت إلى منى وعرفات فيبقى عليك الطواف فقط، الطواف الأول إن أتيت به عند القدوم مع السعي هذا كافٍ في مسألة السعي، ولكن عليك أن تأتي بالطواف يوم العيد أو بعده وهو طواف الإفاضة للحج، ثم طواف الوداع عند الخروج، وليس عليك شيء إلا إذا كنت لبيت بالعمرة والحج قارناً فإنك تفدي عليك فدية ذبيحة تذبح في منى أو في مكة المكرمة لهذه النية تأكل منها وتطعم، تأكل منها وتطعم الفقراء.

    1.   

    حكم رمي الأوراق التي عليها اسم الله في القمائم

    السؤال: السؤال الأخير يقول: الأوراق المكتوب فيها (بسم الله)، مثل الخطابات والأوراق والجرائد هل لنا أن نرميها في أي مكان أم لابد من رميها في مكان معين جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لابد من رميها في مكان محترم أو تحريقها أو دفنها في محل طيب لا ترمى في القمامة لأن فيها (بسم الله) أو آيات من القرآن لا يجوز.

    1.   

    حكم تأخير صلاة العشاء ابتغاء زيادة الأجر

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: هل علي إثم في تأخير صلاة العشاء بدون عذر ولكنني أرجو من الله العلي القدير الثواب الأكبر جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كنت صحيحاً فالواجب عليك أن تصلي مع الناس في المسجد، هذا هو الواجب عليك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، فيجب عليك أن تصلي مع الناس ولا يجوز لك التأخير ولا الصلاة في البيت مطلقاً، أما إن كنت معذوراً -مريضاً- فلك أن تؤخر قبل نصف الليل، ولا تؤخر عن نصف الليل، تؤخر إلى نصف الليل أو ما يقارب هذا لا بأس، وهذا أفضل إذا كان عليه مشقة، ولكن ليس لك أن تؤخر بعد نصف الليل هذا إذا كنت مريضاً معذوراً، أما القادر فإنه يصلي مع الناس ولا يجوز له التأخير.

    1.   

    حكم من نسي قراءة سورة بعد الفاتحة في الصلاة

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين يقول: عيد عواد من ضواحي ظبا يسأل ويقول: إذا نسيت قراءة سورة بعد الفاتحة في إحدى ركعات الفروض، فهل يلزمني سجود السهو أم تكفي الفاتحة وجزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا يلزمك، ليس عليك شيء الفاتحة كافية، لكن السنة أن يقرأ مع الفاتحة زيادة في الأولى والثانية الإمام والمنفرد، أما المأموم فتكفيه الفاتحة إلا في السرية كالظهر في الأولى والثانية والعصر في الأولى والثانية يقرأ بعدها ما تيسر كالإمام.

    1.   

    حكم ترك الوضوء والاكتفاء بالتيمم خوفاً من فوات وقت الصلاة

    السؤال: يقول: هل علي إثم في ترك الوضوء خوفاً من فوات الوقت أم لابد أن أتوضأ، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل، إن كنت غلبك النوم وقمت فتتوضأ ولو خرج الوقت، أو ناسٍ ثم انتبهت توض ولو خرج الوقت، الوقت هو وقت الاستيقاظ ووقت انتباهك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك).

    أما إن كنت متساهلاً ما عندك نسيان ولا نوم فالواجب عليك أن تصليها في وقتها، ولو بالتيمم إذا ضاق الوقت، وليس لك التأخير لأنك حينئذ ظالم بهذا التأخير ومعتد، فالواجب عليك البدار بأن تصليها قبل خروج الوقت ولو بالتيمم، نسأل الله السلامة.

    1.   

    حكم التيمم وترك الوضوء خوفاً من البرد

    السؤال: يقول: غالباً ما يكون مني في وقت البرد أنني أتوضأ لصلاة الظهر والعصر، أما بقية الفروض أتيمم تيمماً خوفاً من البرد، هل علي إثم في ذلك أم لا؟

    الجواب: لا يجوز هذا، الواجب أن تصلي بالوضوء فلا تتيمم لأجل البرد، عليك أن تسخن الماء وتصلي بالوضوء، ولا يجوز لك أن تيمم والماء موجود والقدرة موجودة على تسخينه، نسأل الله السلامة.

    1.   

    حكم تلبيس الأسنان بذهب أو فضة للزينة

    السؤال: هل يجوز تلبيس بعض الأسنان بالذهب أو الفضة بقصد الزينة؟

    الجواب: لا يجوز للرجل، أما المرأة فأمرها أسهل، أما الرجل لا يجوز يربطها بغير الذهب والفضة إلا إذا كان دعت الحاجة إلى ربطها ما هو زينة، ربط الأسنان بسلك الذهب فلا بأس، وإن تيسر غيره فهو أحوط، أما اتخاذ رباط للزينة أو الصبغة حق الذهب للزينة هذا ما يجوز.

    1.   

    حكم الصلاة خلف إمام كثير اللحن وغير متقن للتجويد

    السؤال: بعد هذا رسالة بعث بها المستمع عثمان سعد عثمان من جدة يقول: أصلي خلف إمام لكنه كثير اللحن ولا يتقن التجويد، فهل تجوز الصلاة خلفه جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم تجوز الصلاة خلفه وإن كان ما أتقن التجويد، ما دام يقرأ بغير لحن يخل بالمعنى فالصلاة خلفه جائزة، أما إذا كان يخل بالمعنى، يقرأ قراءة فيها إخلال بالمعنى فلا ينبغي أن يجعل إماماً بل يستبدل ولا يصلى خلفه.

    1.   

    حكم عقد النكاح إذا كان الزوجان لا يصليان حال العقد ثم تابا

    السؤال: بعد هذا رسالة بعث بها أحد المستمعين يقول: إنني متزوج ورزقني الله بأولاد وبنات ولله الحمد، ولكن عندما تم العقد بيني وبين زوجتي كنا جميعاً لا نصلي، والآن هدانا الله إلى الطريق السوي فماذا علينا، وهل العقد صحيح جزاكم الله خيرا؟

    الشيخ: العقد صحيح والحمد لله، فالتوبة تجب ما قبلها مثل الكافرين الآخرين، مثل ذلك لو تزوج الوثنيان واليهوديان والنصرانيان صح إذا تمت شروطه ما دام أنه لا يصلي فالعقد صحيح إذا كان هو لا يصلي وهي لا تصلي كلاهما سواء إذا تزوجها من ولي وليس هناك مانع الحمد لله، إذا كانت الشروط متوفرة فالعقد صحيح، وإذا تابا تاب الله عليهما.

    1.   

    حكم قضاء الصلاة والصيام على من تركهما

    السؤال: من المستمعة (ج. هـ) من القصيم رسالة وضمنتها سؤالين، في سؤالها الأول تقول: قبل ثلاث سنوات كنت مسرفة على نفسي كثيراً، وكنت مفرطة في الصلوات وفي الصوم، ولكن أنا الآن نادمة وتائبة، وسؤالي: كنت في أيام الغفلة ومضى علي سنتان وأنا لا أصوم ولا أصلي، فهل يجب علي قضاء ما فات من صلاة وصيام، أم كيف توجهونني جزاكم الله خيراً؟

    الشيخ: الصلاة؛ التوبة كافية إن شاء الله ولا قضاء عليك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (التوبة تجب ما قبلها)، (والتائب من الذنب كمن لا ذنب له) ولا قضاء عليك لا للصلاة ولا للصوم، لأن ترك الصلاة كفر، والكافر إذا أسلم لا يقضي ما مضى، قال الله جل وعلا: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38]، لا يقضي ما فات بل عليه التوبة والاستقامة والحمد لله.

    1.   

    ما يتوجب على الأم فعله مع أبنائها الذين لا يصلون

    السؤال: تقول: إخوتي ثلاثة: الصغير عمره ستة عشر عاماً، ووالدنا متوفى، وإخوتي لا يصلون ووالدتي تعبت منهم، فقد عملت معهم الكثير لنصحهم، ماذا تفعل والدتي؟ أرجو أن تدعو لإخواني ولجميع شباب المسلمين بالهداية جزاكم الله خيراً.

    الجواب: نسأل الله لهم الهداية والصلاح، نسأل الله أن يهديهم ويعيذهم من الشيطان، نسأل الله أن يعينك وأمك على جهادهم، والواجب نصيحتهم والحرص على إقامتهم الصلاة، والواجب إجبارهم على الصلاة ولو بأن تضربهم الوالدة، أو ترفع بأمرهم إلى هيئة الأمر بالمعروف حتى يساعدوها في ذلك، لأن هذا الأمر لا يسكت عنه هذا الأمر خطير، فالواجب أن ينصحوا ويوجهوا من الوالدة وغير الوالدة فإن استقاموا وإلا يرفع بأمرهم إلى الهيئة حتى يعاقبوا العقوبة الرادعة، نسأل الله لنا ولهم الهداية، نسأل الله أن يهديهم ويردهم إلى الصواب.

    1.   

    حكم زكاة المال إذا كان ديناً في ذمة آخرين

    السؤال: يقول أحد الإخوة المستمعين: يوجد لدي مبلغ من المال، فهل عليه زكاة إذ إنه ليس بحوزتي الآن بل هو أسلاف لدى الناس، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل، إن كانوا أغنياء فإذا قبضت فزك، وإن كان ما عندك شيء كلما قبضت فزك، أما إن كانوا ليسوا بأغنياء معسرين أو مماطلين فليس عليك شيء حتى تقبض، فإذا قبضت تستقبل حولاً جديداً، نسأل الله السلامة.

    1.   

    حكم الذهاب إلى المسجد البعيد وترك القريب طلباً لكثرة المصلين

    السؤال: بعد هذا رسالة من المستمع محمد أطهر حكيم من ينبع، الأخ محمد يسأل ويقول: رجل يصلي في المسجد المجاور له مراعياً في ذلك حق الجوار، ورجل يصلي في الجامع الكبير البعيد عن بيته تاركاً هذا المسجد المجاور له بقصد كثرة الثواب، نظراً لكثرة الناس فيه وأنه كلما كثرت الخطا كثر الأجر، فنسأل الآن: من هو صاحب الأجر الأكثر جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا شك أن الذي يأتي إلى المسجد البعيد ويصبر على التعب يكون له الأجر أكثر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الناس في الصلاة أجراً أبعدهم فأبعدهم ممشى)، لكن إذا كانت الصلاة في المسجد القريب تجمع الناس ويعظهم ويذكرهم فصلاته معهم أولى، أما إذا كان ما يفقد ولا يتأثر المسجد به وهو يريد أجر الخطوات فهو على خير إن شاء.

    1.   

    حكم الاستعاذة أثناء الصلاة دفعاً للوسواس

    السؤال: إذا جاءت الوسوسة للمصلي خلال صلاته فهل يجوز التعوذ أثناء الصلاة، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم التعوذ سنة، إذا شعر بالوسوسة يتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات، يتفل عن يساره ثلاث مرات ويتعوذ بالله من الشيطان كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بذلك، فالسنة له أن يتعوذ بالله من الشيطان وينفث عن يساره ثلاث مرات، ويقبل على صلاته بقلبه، ويستحضر عظمة الله عز وجل ويزول الوسواس إن شاء الله.

    1.   

    حكم الشك في عدد السجدات

    السؤال: إنسان شك هل سجد سجدة واحدة أم سجدتين هل يلزمه سجود السهو والحال ما ذكر؟

    الجواب: إذا كان هذا الشك طرأ بعد انتهاء الصلاة، بحيث كان يعلم أنها تامة ثم طرأ عليه الشك هذا لا يؤثر وصلاته صحيحة والحمد لله، أما إذا كان طرأ عليه الشك في أثناء السجود هل سجد واحدة أو ثنتين هذا يجعلها واحدة ويأتي بالسجود الثاني وإذا فرغ من التحيات والدعاء يسجد للسهو، أما إذا كان سلم على أنها تامة ثم حدث له الشك بعد ذلك فلا يلتفت إليه.

    1.   

    موقف الزوج من امرأة مستقيمة تقصر في شيء من حقوقه

    السؤال: بعد هذا رسالة بعث بها المستمع إبراهيم المرزوق رسالته مطولة يصف فيه حالته الزوجية بأنها ممتازة، وله زوجة مستقيمة وهو كذلك، إلا أنها لا تقوم بالحقوق الزوجية كاملة، فما هو توجيهكم، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: عليك أن تناصحها، وتتكلم معها بالكلام الطيب وإن شاء الله يهديها الرب جل وعلا ما دامها طيبة إن شاء الله مع المناصحة ومع المذاكرة ومع الكلام الطيب يحصل المطلوب إن شاء الله ولا تعجل.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    شكراً لسماحة الشيخ وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767958530