مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من دولة الكويت، باعث الرسالة المستمع: عادل السعيد ، الأخ عادل يقول: قصتي أنني أريد شيئاً يمسك بي، ونصيحة منكم تفيدني في ديني ودنياي وآخرتي، مشكلتي: أنني أصلي وأعزم التوبة النصوح ثم أعود وأترك الصلاة، ثم أصلي وأترك حوالي أسبوع، وهكذا وهكذا.. أرجو أن توجهوني سماحة الشيخ حتى أستقيم استقامة مستمرة؟ جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فوصيتي لك أن تتقي الله عز وجل، وأن تراقبه سبحانه في جميع الأحوال، وأن تعلم أن الصلاة هي عمود الإسلام، وأنها الركن الثاني من أركانه، وأن تركها كفر بالله عز وجل، فالواجب عليك الحذر، وأن تسأل ربك الثبات والتوفيق للاستقامة، وأن تراقبه، وتستحضر أنك مسئول وأنك على خطر أن تموت في تلك الحالة التي تركت فيها الصلاة فتكون إلى النار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون و
فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله، وأن يراقب الله في كل أموره، وأن يجتهد في المحافظة على الصلوات في أوقاتها في الجماعة، فإن من حافظ عليها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، فاتق الله يا عادل وسل ربك التوفيق، وحافظ عليها في أوقاتها في الجماعة، وتب إلى الله مما سلف توبة صادقة، ومن تاب تاب الله عليه. نسأل الله لك الصلاح والهداية، والتوفيق للتوبة النصوح.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
هل يأذن لي سماحة الشيخ أن نقف قليلاً عند هذه القضية؛ لأنها قضية -فيما أعتقد- تهم كثيراً من الشباب؟
الشيخ: نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، ما بودي أن تتفضلوا أيضاً بمعالجته سماحته الشيخ ذلكم المؤثر على الشباب: من حيث الجلساء، من حيث القراءة، من حيث السفر -لو تكرمتم-؟
الشيخ: نعم، أوصي الشباب وغير الشباب أوصي الجميع بتقوى الله، وأن يحذروا أسباب التخلف عن طاعة الله وعن الصلاة، وأن يحذروا صحبة الأشرار الذين يثبطون عن كل خير وعن الصلاة، وأن يحذروا قراءة المجلات الضارة والصحف الضارة والكتب الضارة، وأن يعتنوا بالقرآن الكريم، فإن القرآن هو الشفاء من كل داء، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9] فأوصي الجميع بالعناية بالقرآن والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، فإن ذلك من أسباب صلاح القلوب وصلاح الأعمال، مع دعاء الله والضراعة إليه وسؤاله الهداية والتوفيق، هذه وصيتي للجميع، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
المقدم: اللهم آمين. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً، ماذا عن تأثير الأسفار سماحة الشيخ؟
الشيخ: أما السفر ففيه تفصيل: السفر فيه تفصيل: إن كان لديه حاجة إلى بلد مسلم فلا بأس، قد سافر المسلمون وسافر الصحابة، كونه يسافر للبيع والشراء في بلاد المسلمين لحاجات أخرى لا بأس، أما أن يسافر لبلاد الكفر فهذا لا يجوز، يحذر! يجب الحذر من السفر إلى بلاد الكفر؛ لأن السفر إليها من أسباب الردة ومن أسباب الوقوع في معاصي كثيرة، ومن أسباب قسوة القلوب والغفلة، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين)، ويروى عنه عليه السلام أنه قال: (من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله)، فالواجب الحذر من السفر إلى بلاد الشرك لما فيه من الخطر العظيم، إلا من كان عنده علم وبصيرة يسافر إلى الدعوة إلى الله وتعليم الناس في وقت لا خطر فيه، وفي مكان لا خطر فيه فهذا لا بأس به، ولكن الواجب الحذر، مهما كانت فالواجب الحذر.
المقدم: بارك الله فيكم، قد يكون هناك أمور دنيوية يضطر الإنسان للسفر لبلاد الكفر من أجلها، فما هو توجيه سماحة الشيخ؟
الشيخ: التجارة لا يسافر لأجلها، يحذر! بالمكاتبة تأتيه التجارة من دون السفر.
أما المرض فهو محل نظر، إذا لم يتيسر علاجه في بلاد المسلمين واضطر ضرورة لابد منها فهذا قد يباح له مع الحذر ومع صحبة الطيبين، كونه يصحب الناس الطيبين، ويحذر التجول والذهاب إلى مخالطة المشركين، بل يقصد محل العلاج ويلزم محل العلاج، ويحذر من الاختلاط الضار.
المقدم: من ابتلي بالسفر سماحة الشيخ والإقامة في بلاد ليست للمسلمين؟
الشيخ: الواجب الحذر إلا إذا اضطر إليه فيقيم مع إخوانه المسلمين حول المراكز الإسلامية والجمعيات الإسلامية؛ حتى يتعاون معهم على الخير. إذا اضطر إلى ذلك، وإذا كان في مكان سليم فليلزمه.
الجواب: ليس عليك إلا التوبة، الواجب عليك التوبة إلى الله التوبة النصوح، وذلك بالندم على ما مضى من ترك الصلاة والصيام، مع الاستقامة على أداء الصلاة والصيام وطاعة الله ورسوله في كل شيء، هذا الواجب عليك، أن تستقيمي على طاعة الله ورسوله، وأن تحافظي على الصلوات الخمس في أوقاتها بخشوع وطمأنينة، وأن تحافظي على صيام رمضان، وأن تحجي إن كنت لم تحجي، فالواجب عليك هذا الأمر مع التوبة الصادقة بالندم على ما مضى، والعزم الصادق ألا تعودي في ذلك، هذا هو الواجب عليك، ونسأل الله أن يمنحك التوبة الصادقة والثبات على الحق.
الجواب: نعم لا بأس أن تسمع من المذياع أو من الشريط، تسمع القرآن وهي في عملها في المطبخ أو غيره؛ لأن هذا فيه خير عظيم وفوائد جمة للقرآن وغير القرآن من النصائح والفوائد.
الجواب: الوضوء لا يصح إلا بالترتيب، الوجه ثم اليدين ثم الرأس ثم الرجلين هذا الوضوء الشرعي، فالصلاة التي صليتيها بهذا الوضوء المنكس عليك أن تعيديها إذا كنت تعرفينها وإلا فبالظن والاجتهاد، أعيدي الصلاة التي تظنين أنك صليتيها بهذا، مع التوبة والاستغفار؛ ولأنك لم تسألي ولم تتعلمي الواجب عليك التعلم والسؤال ولو من طريق الهاتف، تسألي أهل العلم من طريق الهاتف، من طريق التلفون، من طريق المكاتبة.. تسألي أهل العلم عندك إن كان عندك من يعرف لا تسكتي، الواجب السؤال، الله يقول سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] ويروى عنه عليه السلام أنه قال: (ألا سألوا إذ لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال) فالواجب على الرجل والمرأة أن يسأل كل واحد كل مسلم يسأل عما أشكل عليه، عما يهمه في دينه.
الجواب: إذا كان الواقع هو ما ذكر فليس عليها شيء إن شاء الله، ليس عليها لأنها لم تفعل ما يوجب موتها، فليس عليها إن شاء الله شيء، ونسأل الله أن يعوضها خيراً.
الجواب: إذا كنت من أهل مكة ولم تنو الإقامة في القصيم وإنما جلست للدراسة فقط وإلا فأنت على نية الاستيطان في مكة والبقاء فيها فليس عليك شيء، لكن إذا كنت أحرمت من مكة من نفس الحرم فعليك دم يذبح في مكة للفقراء، أما إذا كنت خرجت إلى الحل كالجعرانة أو عرفات وأحرمت منها فلا شيء عليك.
المقدم: جزكم الله خيراً، يقول: إن أحد الإخوة أخبره بأنه يجب عليه أن يخرج وأن يحرم من خارج المنزل؟
الشيخ: لابد من دم، ما دمت أحرمت من المنزل فعليك دم يذبح في مكة للفقراء؛ لأن الواجب على أهل مكة إذا أرادوا العمرة أن يخرجوا إلى الحل كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أن تخرج إلى الحل، فأحرمت من التنعيم رضي الله عنها.
المقصود: أن الأفقي الغريب لابد أن يحرم من الميقات الذي يمر عليه، كالقصيمي يحرم من ميقات السيل وهكذا الرياضي ونحوه، والذي يأتي مكة من المدينة من ميقات المدينة، وهكذا من يأتي من اليمن ميقات اليمن، أو من يأتي من الشام ميقات الشام، ومصر كالجحفة.
المقصود: أن من كان في مكة وأراد العمرة فإنه يخرج إلى الحل كالتنعيم والجعرانة وعرفات ونحو ذلك، فإذا أحرم من مكة نفسها فعليه دم؛ لأنه أحرم من غير الميقات.
المقدم: بارك الله فيكم، جزاكم الله خيراً، إذاً ما قاله أخوه في ذلكم الوقت صحيح؟
الشيخ: الفتوى صواب. الفتوى صواب.
الجواب: معنى الآية: أن على المؤمن أن يجاهد نفسه، وأن يتقي الله فيطيع أوامره وينتهي عن نواهيه، ولا يضره من ضل إذا اهتدى هو واستقام على أمر الله، ومن ذلك أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله، ويقوم بالواجب الذي عليه لأهل بيته من نصيحتهم وتوجيههم وأمرهم ونهيهم؛ لأنه لا تتم الهداية إلا بهذا، الله يقول: إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105]، فلا تتم الهداية إلا بقيامه بما أوجب الله عليه، وقد يظن بعض الناس أن معناه: أنه لا يضره من عصى وكفر ولو أنه جالسه أو آكله أو لم يضره إن لم ينهه لا. هذا يضره، فالواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويرشد إلى الخير حتى يكون مهتدياً، وقد خطب الصديق رضي الله عنه لما تولى الخلافة خطب الناس وقرأ لهم هذه الآية، وقال: (أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها، وإني سمعت النبي يقول صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه).
فالمعنى: أن على المؤمن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولا يقول: أنا سالم ولم أفعل المنكر، لا. لابد ينهى أخاه عن المنكر، لابد يأمره بالمعروف ولا تتم الهداية إلا بهذا، وإلا فقد يضر نفسه، لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ، وهو إذا لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر لا تحصل له الهداية الكاملة، يكون ناقص الهداية حتى يؤدي الواجب الذي عليه من جهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الجواب: الآية الكريمة واضحة، المعنى: لا تعاطوا المعاصي وما حرم الله فإن هذا إلقاء باليد إلى التهلكة، فالواجب احذروا المعاصي كلها، ومن ذلك ترك الجهاد إذا وجب هو من المعاصي، فترك الجهاد كما فهمه الصحابة فترك الجهاد من الإلقاء باليد إلى التهلكة، فإذا استنفر الإمام الناس وجب النفير، وإذا دعت الحاجة إلى النفير وجب النفير، ولا يتركوا النفير لأجل الاشتغال بالمزارع أو التجارة أو غير ذلك، لا.
المقصود: أن الواجب على المؤمن أن يأخذ بأسباب النجاة، وأن يحذر المعاصي التي هي أسباب الهلكة.
الجواب: نعم، إذا خشيت عليها الشر فامنعها من زيارة البيت المختلط وغيره مما تخشى فيه الشر، امنعها من كل ما يضرها.
الجواب: لا حرج أن يرهن أرضاً أو بيتاً أو حانوتاً -يعني: دكان- أو غير ذلك في الدين الذي عليه، لكن إذا قال للمرتهن: أنت تزرعها وتستفيد منها حتى أوفيك هذا ربا هذا لا يجوز، هذا معناه أنه يستفيد منها في مقابل إنظاره له بالقرض، هذا لا يجوز، أما أن تكون رهناً له وأن يستعملها بالزراعة بالطريقة الشرعية: التي يأخذها الناس الآخرون بالنصف بالربع، أو استأجرها والأجرة تسقط من الدين أجرة أمثاله من دون حيف ولا مداهنة، لابد من الحذر من الحيلة المحرمة.
المقصود: أنه لا بأس أن يرهنها في دينه، لكن لا يكون له شيء من غلتها، بل غلتها تكون لصاحبها، أو تباع ويوفى بها الدين، ولا بأس أن يأخذها بالإيجار، والإيجار يسقط من الدين، إذا كانت الأجرة أجرة المثل كما تؤجر على غيره ما يحابيه.
الجواب: حكمها أنها كافرة، ولا يجوز بقاؤها في عصمته، يجب إبعادها إلا أن تتوب توبة صادقة، وإلا فالواجب إبعادها؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، هذا هو الصواب من قولي العلماء أن تركها كفر أكبر، فالواجب عليك إبعادها وعدم بقائها عندك، بل ترسلها إلى أهلها نعم، لعدم صلاحها لكفرها، نسأل الله العافية.
المقدم: نسأل الله السلامة والعافية سماحة الشيخ! كثير من إخواننا الذين يستمعون إلى مثل هذه الفتوى يتصلون ويسألون: هل يجب علينا أن نعيد كتابة العقد -وهم كثرة- ويرجون من سماحتكم أن يكون هناك فتوى تعم أرجاء العالم الإسلامي؛ حتى يفطنوا لهذا الأمر؟
الشيخ: نعم، إذا تزوج امرأة لا تصلي وهو يصلي فالعقد غير صحيح، أو تزوج وهو يصلي وهي لا تصلي فالعقد غير صحيح، لابد أن يكونا جميعاً مسلمين، فإن كانت لا تصلي وهو يصلي فليس بصحيح أو العكس، لابد أن يكونا مصليين أو غير مصليين جميعاً، يصح العقد إذا كانا غير مصليين كافرين جميعاً، أو كانا مصليين جميعاً، أما إذا كان الزوج لا يصلي وهي تصلي فلا يصح أو العكس، هي لا تصلي وهو يصلي، فالواجب تجديد العقد، إذا كان لهما الرغبة في بعضهما يكون كل واحد يرغب الآخر، يعني: إذا كان يرغب فيها وهي ترغب فيه يجدد العقد بحضرة شاهدين والولي الشرعي، يقول: قد زوجتك وهو يقول: قبلت، بمهر جديد ولو قليلاً، بمهر جديد، لابد من تجديد العقد على الصحيح، ولو كان التارك لها لا يجحد وجوبها، الصحيح: أن تركها كفر مستقل، نعوذ بالله.
المقدم: جزاكم الله خيراً، هل يعد سماحتكم المسلمين بإصدار فتوى حول هذا الموضوع؟
الشيخ: قد صدر في هذا كتابات كثيرة نعيد نشرها إن شاء الله.
الجواب: هذا غير مشروع، هذا ليس بمشروع، لا يقول: سمعونا. بل الواجب عليهم الإنصات للخطبة، الواجب على الجماعة الإنصات للخطيب حتى يستفيدوا من خطبته، وإذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه عند سماع ذكره صلى الله عليه وسلم لا بأس سنة لا يرفع صوته بينه وبين نفسه حتى لا يشوش على غيره، والواجب على المأمومين أن ينصتوا لخطبة الخطيب يوم الجمعة، ولا يتكلمون بشيء يشوش عليهم أو على غيرهم، ولكن إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه عند مرور ذكره عليه الصلاة والسلام هذا هو المشروع.
الجواب: الذي لا يصلي كافر -نسأل الله العافية- ولو كان طيب الأخلاق ولو كان يتصدق ولو كان يفعل أشياء كثيرة من الخير؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر -نعوذ بالله- قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، وقال تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ [المائدة:5] وقال صلى الله عليه وسلم: (من ترك صلاة العصر حبط عمله) فالإنسان إذا ترك الصلاة حبط عمله كفر.
فالواجب على هذا الرجل أن يتوب إلى الله ويحذر ترك الصلاة، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله، وأن يشكر الله على نعمته، أما أنت فالجلوس عندك فيه خطر، يخشى عليك من شره، وأن تقتدي به في الباطل.
فنصيحتي لك أن تنتقل عنه إلى غيره وأن تلتمس عملاً آخر؛ لئلا تعمك مصيبته وشؤمه نسأل الله العافية.
المقصود: أن قرب هذا وخدمته أمر لا ينبغي، نسأل الله العافية.
الجواب: ليس عليك إعادة الوضوء، لكن إذا مس رطوبة منه شيئاً من ثوبك تغسل محل الرطوبة، أما إذا مس ثوبك جلده وهو يابس ما يضر، لكن إذا كان رطوبة: شيء من بوله أو ريقه (لعابه) تغسل ما أصاب رجلك أو ثوبك سبع مرات، وتكون واحدة مع شيء من التراب، وهو في الأولى أفضل.
المقدم: جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك، اللهم آمين.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ.
وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج: المملكة العربية السعودية - الرياض - الإذاعة برنامج نور على الدرب.
مرة أخرى شكراً لكم مستمعي الكرام وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر