مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: سماحة الشيخ أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع معوض عثمان ، الأخ معوض يقول: حدثونا لو تكرمتم عن الحديث المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يقول (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) هل هذا حديث أم أنه موضوع، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
هذا الحديث حديث صحيح، ولفظه يقول عليه الصلاة والسلام: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) لكن رواه بعض الرواة بلفظ (قبري)؛ لأن قبره صار في بيته عليه الصلاة والسلام، فرواه بالمعنى (ما بين قبري ومنبري) وإلا فلفظ أصل الحديث: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) وهذا يدل على فضل البقعة التي بين بيته ومنبره، وأنها بقعة مباركة ينبغي أن يعرف لها قدرها بالصلاة فيها والدعاء فيها ونحو ذلك؛ لأنها روضة لها شرفها، فلهذا يستحب لمن زار المسجد أن يصلي فيها، لأنها روضة مباركة، هذا هو شأن هذا الحديث. يستحب لمن زار المسجد أن يصلي فيها ولا بأس أن يجلس فيها للقراءة والدعاء ما لم يضيق على الناس أو يشق على الناس الذين يريدون الصلاة فيها كما أراد هو. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً! الواقع سماحة الشيخ أن كثيراً من الناس يحرص كما تفضلتم يحفظكم الله على البقاء في هذه البقعة المباركة، ويجلس لقراءة القرآن الكريم لساعات، فما هو توجيه سماحة الشيخ؟
الشيخ: ننصح إذا كان فيها أن يصلي ولا يجلس، يصلي ويمشي إلى جهة أخرى حتى يوسع للناس الذين يريدون أن يفعلوا مثلما فعل أن يصلوا فيها.
وكذلك لا يصلي فيها وقت الفرائض، بل يذهب إلى الصف الأول، ويكمل الصفوف ولا يصلي فيها ويترك الصف الأول أو الصف الثاني، لا، بل عليه أن يكمل الصف الأول فالأول ولو كان خارج الروضة، لا يجلس فيها بل عليه أن يعتني بإكمال الصف الأول فالأول.
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً الذين يجلسون لقراءة القرآن الكريم في الروضة الشريفة تنصحونهم بأن ينتقلوا إلى بقعة أخرى؟
الشيخ: إذا كانوا قد يمنعون أحداً أو يشقون على أحد لا ينبغي لهم، يجلسون في محل آخر.
الجواب: نسأل الله أن يمنحكن التوفيق، وسداد الرأي والهداية لأقوم طريق، ونوصيكن بتقوى الله والاستمرار في عمل الخير، والحذر من وساوس الشيطان وتزيينه، فإن الشيطان عدو مبين، يريد أن يثبطكن عن الخير، فاحرصن على الحذر من وساوسه واستقمن على الخير واجتهدن في إحضار القلوب في الصلاة، والإقبال على الصلاة، والتواصي بالحق والصبر عليه، والحذر من وساوس الشيطان، مع الاستمرار في الخير الذي تردن أن يصل إلى غيركن من صدقات أو غيرها أو تعليم أو غير ذلك من وجوه الخير.
والواجب الحذر من الشيطان ونزغاته، في جميع الأمور، نسأل الله لكن التوفيق والإعانة على كل خير وصلاح القلوب والأعمال.
الجواب: هذه الآية الكريمة وجه الله بها الصحابة رضي الله عنهم أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء إن تبد لهم تسؤهم، قال: بل عليهم أن ينتظروا حتى ينزل القرآن، إلا إذا نزل بهم نازلة، أو أشكل عليهم شيء من أحكام الله يسألون، أما التعنت والسؤال عن أشياء ليس لهم بها حاجة ولم تنزل عليهم فهم نصحوا ألا يسألوا، ولكن يسأل الإنسان عما أهمه وعما نزل به حتى يعرف الحق من الباطل، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! الذين يصرفون معنى هذه الآية الكريمة إلى الفتوى هل هم على حق؟
الشيخ: لا ليس بصواب، الإنسان يسأل عما أشكل عليه، يجب عليه.. الله قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] لكن كونه يسأل عن أشياء لا دخل له فيها، أو يبحث عن عيوب الناس، وإن تبد له تسؤهم هذا معروف منهي عن هذا الشيء؛ لأن هذا قد يفضي إلى معرفة عورات الناس وتتبع عوراتهم وهذا لا يجوز، الرسول عليه السلام يقول: (لا تتبع عورات أخيك) ونهى عن اتباع العورات، وقال: (إنك إن تتبع عورات المسلمين تفسدهم).
فالحاصل أنه لا ينبغي للإنسان أن يتتبع عورات أخيه، بل يحذر السؤال عما ليس له فيه شأن: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)فليس له أن يسأل عن أشياء قد تسوءه وتضره، كيف حال فلان من جهة كذا يسأل عن هل هو يتعاطى كذا الزنا؟ هل هو يتعاطى كذا؟ هل هو يتعاطى كذا؟ هل هو يشرب الخمر؟ ما دام ظاهره الخير يترك ولا يتعرض له، نعم.
المقصود التنقيب عن أحوال الناس ليعرف عوراتهم وهذا لا يجوز.
الجواب: ليس هناك بدعة حسنة، كل البدع ضلالة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) فالتقسيم إلى بدعة حسنة وسيئة غلط لا يجوز، بل كل البدع ضلالة، والبدع هي ما خالف الشرع، كل عبادة تخالف الشرع فهي بدعة.
قول عمر: (نعمت البدعة) يعني: سمى التراويح بدعة من جهة اللغة؛ لأنها حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فهي سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها أصحابه، فالعبادات المحدثة كلها بدعة (وكل بدعة ضلالة).
الجواب: الغيرة: الغضب لله وإنكار المنكر، كونه يغضب لله على بصيرة، وليس على تعنت، أو جهل، لا، الغيرة على بصيرة، عند انتهاك محارم الله يغار لله، هذا هو الواجب على المؤمن.
يقول صلى الله عليه وسلم لما ذكروا غيرة سعد بن عبادة قال: (تعجبون من غيرة
الجواب: لا حرج في الشرب من الماء الذي شربت منه الدواب من الإبل أو البقر أو الغنم لأنها طيبة، لأنها مباحة، وهكذا الحمر والبغال على الصحيح، لو شربت فإنها لا تضر الماء.. الماء طهور ولو شرب منه البغل والحمار، كانت تشرب من المياه عند النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فالصواب أن سؤر البغل والحمار لا حرج فيه يستعمل.
أما إذا كانت الدواب غير المعتادة، كالكلب فلا يستعمل سؤره بل يراق، وهكذا الأسود والنمور وأشباهها من السباع سؤرها يراق، إلا إذا كان ماء كثيراً مثل ورودها على الحياض والغدران لا يضر ولا يلتفت إليها، ولو وردتها لا يضر ذلك. أما إذا شربت في إناء يراق.
الجواب: إذا كانت يسيرة عرفاً، والأعضاء على حالها لم تيبس بل قطع ليكلم أحداً وإلا كذا فلا يضر، أما إذا طال الفصل لا بد من التوالي، ما يصح، لابد من التوالي عرفاً، والأحوط له ألا يتساهل في هذا لأنه قد يعتقد أنها غير طويلة وهي طويلة، فالأحوط له أنه يكمل الوضوء يتابع الوضوء كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام والصحابة إذا دخل فيه يتابعه حتى ينهيه.
الجواب: العشاء نهاية وقتها النصف، ما يجوز تأخيرها إلى نصف الليل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وقت العشاء إلى نصف الليل) فليس للناس أن يؤخروها بعد النصف، فإذا أخرها أثم وهي في الوقت ما لم يطلع الفجر، وقت ضرورة، مثل لو أخر العصر إلى أن تصفر الشمس حرم عليه ولكنها في الوقت إذا صلاها بعد الاصفرار هي في الوقت حتى تغرب الشمس، لكن لا يجوز أن تؤخر العصر إلى أن تصفر الشمس، ولا يجوز أن تؤخر العشاء إلى نصف الليل.
الجواب: لا حرج في ذلك، السنة أن يختم تهجده بالوتر، لكن لو أوتر في أول الليل أو قام في آخر الليل وأوتر ثم بان له أنه قد بقي ليل فلا بأس أن يصلي ولا حرج والحمد لله، أن يصلي ما تيسر له بعد الوتر، فالليل كله محل عبادة، ومحل تقرب إلى الله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم صلى بعد الوتر، ثبت عنه أنه صلى ركعتين بعد الوتر؛ ليبين للناس جواز ذلك وأنه لا حرج في ذلك.
الجواب: على كل حال ترك الجمعة لا يجوز، وهو على خطر، صاحبها على خطر إذا تعمد تركها، عند جمع من أهل العلم يراه كافراً إذا تعمد تركها فالواجب الحذر، في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) وقال: (من ترك الجمعة ثلاث جمع بغير عذر طبع الله على قلبه) فالحاصل أنه يجب عليه الحذر وأن يتوب إلى الله إذا تركها وأن يقضيها ظهراً، ولا يجوز طاعة أحد في ذلك لا رئيس العمل ولا غيره، يجب تقديم طاعة الله ورسوله إذا كان قريباً من المسجد بحيث يسمع النداء.
أما إذا كان في محل بعيد في الصحراء بعيد عن البلد يصلي ظهراً، لكن ما دام حول البلد يسمع النداء يجب أن يصلي مع الناس الجمعة.
الجواب: إذا كنت مغلوباً على أمرك عاجزاً فليس عليك شيء؛ لأن الله سبحانه يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] أما إذا كنت متساهلاً تصيف في الليل فوضع الساعة ما يكفي، لأنك إذا سقطت مجهوداً ضعيفاً ما تسمع، فالواجب عليك اتخاذ الأسباب التي تعينك على القيام بالتبكير بالنوم، ووضع الساعة على وقت الفجر، أو تكليف من يوقظك إن كان عندك أهل يوقظونك، يجب عليك الأخذ بالأسباب، أما إذا فعلت الأسباب الممكنة واجتهدت وغلبت فلا حرج لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] أما إذا تأخرت ولا نمت إلا في آخر الليل هذا غلط منك أنت آثم بهذا، نسأل الله العافية.
الجواب: طلوع الشمس من مغربها، إذا طلعت من مغربها هذه العلامة الكبرى، حينئذٍ لا يقبل من نفس إسلامها ولا إيمانها، وليس لها إلا ما قدمت، كما قال جل وعلا: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا [الأنعام:158] المقصود أن هذه الآية هي أكبر الآيات، طلوع الشمس من مغربها، فإذا طلعت لم يقبل من إنسان الدخول في الإسلام، ولا الزيادة في العمل، ليس له إلا ما قدم، فالمقصود الواجب الحذر وأن يستعد للقاء الله، وألا يتساهل.
الجواب: هذه الفتوى صحيحة، إذا عجزت عن الدم تصوم عشرة أيام، ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجعت إلى أهلك، لكن لا يتعين في ذي الحجة، ما هو بلازم، ليس لها حد محدود، تصومها متى تيسر، في محرم في صفر في ربيع حسب التيسير، تصوم السبعة مجتمعات أو متفرقات، لا بأس، لكن لا يجوز لك التساهل بل يجب أن تصومها وأن تحرص في ذلك عند التيسر، أما إذا شغلت عنها بأسباب تمنعك فلا بأس لكن عليك أن تتحين الأوقات التي تستطيع فيها ولو مفرقة.
الجواب: الواجب الإخراج من الوسط، لا من الردي ولا من الأطيب، وإن أخرجتها من كل نوع فهذا أكمل وأكمل، لكن إذا أخرجت الوسط كفى، من أوسط التمور ليس بالردي وليس بالأعلى، وسط الأمور، وإن أخرجت من كل نوع فذلك أكمل وأفضل.
الجواب: لا حرج في ذلك، استقدام خادمة من المسلمين ما هو من الكفار، خادمة مسلمة لا يجوز استقدام الكفرة إلى هذه الجزيرة العربية، ولكن استقدام مسلمة حتى في غير الجزيرة الأحوط للمؤمن ألا يستقدم إلا مسلمة، لكن في الجزيرة لا يجوز استقدام الكفرة؛ لأن الرسول أمر بإخراجهم من هذه الجزيرة عليه الصلاة والسلام، وليس لك أن تخلو بها، تكون مع الوالدة، تبيت معها وتعاونها وليس لك أن تخلو بها، وعليك غض البصر، والحذر من أسباب الشر.
الجواب: ليس عليك حرج إن شاء الله، ولكن توصيهم بأن لا يتعطلوا، أو تعين من يؤمهم، أو توصيهم بأنك إذا تأخرت عن الوقت المعتاد يقدموا من يصلي بهم حتى لا يتعطلوا ولا يتأذوا، وعليك أن تجتهد في الاستقامة والأشياء العارضة القليلة لا حرج فيها إن شاء الله.
الجواب: الواجب عليك إنكار المنكر بالنصيحة والكلام الطيب عليهم إذا خاضوا في المنكرات والغيبة، عليك أن تنكري حسب الطاقة، وإذا تيسر لك أن تكوني وحدك بعدهم أو قبلهم تأخذين طعامك وحدك قبلهم أو بعدهم، فافعلي، وإذا لم يتيسر هذا الشيء فاتقي الله ما استطعت، كلي وأنكري المنكر وقومي بعد قضاء حاجتك، لكن إذا تيسر لك الخروج من المحل الذي هم فيه وأن تكوني في معزل عنهم فافعلي، هذا هو الواجب عليك فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
الجواب: نعم غير مشروع، قراءة القرآن للأموات، ولكن هذه الأرض تصرف غلتها في جماعة معلمي القرآن، تصرف غلتها للذين يعلمون القرآن، ولها أجرها العظيم، تعينهم.. في جماعة القرآن في البلد أو في أي بلد، تصرف الغلة للقائمين بتعليم القرآن، حتى يستعينوا بها في أجور المدرسين، أو شراء الكتب ونحو ذلك، أما أن يقرأ القرآن للميتة فلا.
الجواب: أوصي الجميع بالحلم والصبر والتحمل، أوصي الوالدة بالتحمل من زوجة ابنها حتى لا يحصل الطلاق، وتنصحها، عليها أن توصيها بالكلام الطيب: يا ابنة فلان اتقي الله، دعي هذا الكلام، توصيها بالكلام الطيب، أو تعرض عن كلامها كأنها لا تسمع، حتى لا يحصل تشويش بينها وبين زوجها، وأوصي الزوجة إذا كان الأذى من الأم أن تحمل وأن تصبر وأن تخاطبها بالتي هي أحسن، يا خالتي كذا! يا أم فلان كذا! هداك الله، أنا إن شاء الله ما أتعود هذا الشيء، تخاطبها بالتي هي أحسن.
المقصود: أوصي كل واحدة بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والحذر من أن تكون سبباً في الفراق والطلاق، الأم تجتهد في الأسباب الطيبة، والكلام الطيب والنصيحة، والزوجة كذلك تجتهد في إرضاء الوالدة والكلام الطيب معها، وقضاء حاجاتها وإن أساءت إليها تصبر وتتحمل، كل هذا خير للجميع.
الجواب: الواجب على كل مؤمن أن يحرص على أداء الصلاة في الجماعة في وقتها مع المسلمين، وأن يجتهد في إيجاد الأسباب من وجود ساعة توقظه على الوقت، أو موقظين من أهله يوقظونه، مع التبكير في أوقات النوم وعدم التأخر، فإذا غلبه أمر من غير اختيار ولا قصد فالله يعذره، مثلما قال صلى الله عليه وسلم: (ليس في النوم تفريط) إذا كان من غير تساهل ثم غلبه النوم لتعب ومرض فلا يضره ذلك، لكن ليس له أن يتساهل بأن يتأخر في النوم، أو يأتي وقت الصلاة ينام أو ما أشبه ذلك، ينام في الأوقات المناسبة، ويتحرى النوم في الأوقات المناسبة، ويتعاطى أسباب اليقظة بالساعة أو بالموقظين ولا يتساهل، والله جل وعلا هو الذي يعلم السرائر ولا يخفى عليه خافية، فإذا علم سبحانه أن العبد مجتهد وحريص ولكن غلبه الأمر فلا شيء عليه لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] لكن المصيبة أن يتساهل، وألا يبالي ويحتج بالأعذار الباطلة هذا هو الخطأ.
الجواب: ليس لوالدكم أن يظلمكم بل يجب عليه أن يعدل في الحياة والموت، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) فليس له أن يوصي لبعضكم دون بعض، وليس له أن يعطي بعضكم دون بعض في الحياة، بل يجب أن يترك ماله على شرع الله للجميع، وإن أوصى فيوصي للجميع على حسب الميراث لا يزيد ولا ينقص، بل على حسب الميراث، وإن أعطى في حياته فعلى حسب الميراث، أما أن يخص بعضاً دون بعض فهذا لا يجوز، بل هو منكر وظلم.
الجواب: نرى حضورها مع والدك ومعك لدى المحكمة أو لدى مكتب الدعوة إن كنتم في بلد فيه مكتب دعوة.
المقدم: في جدة نعم.
الشيخ: في مكتب الدعوة في جدة في الشرفية، يكتب كلام والدك وكلام الزوجة وننظر في الأمر إن شاء الله.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ.
وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج، المملكة العربية السعودية -الرياض- الإذاعة- برنامج نور على الدرب.
مرة أخرى شكراً لكم مستمعي الكرام! ولكم تحيات زميلي من الإذاعة الخارجية فهد العثمان وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر