مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع عثمان عبد الله سوداني مقيم في الرياض، يسأل ويقول: ما صحة هذا الدعاء الذي يقال عند دخول المنزل: (بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا، اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج)؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذا الدعاء جاء في حديث حسن في السنن لا بأس به، يستحب أن يقال عند دخول المنزل: (اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا).
الجواب: الغش في الامتحان لا يجوز، الواجب على الطالب والطالبة أداء الأمانة في الامتحان، والحذر من الغش، وأن يجتهد الطالب وتجتهد الطالبة حتى يعرف ما يجيب به بأدلته من الكتاب والسنة، ويستعين في ذلك بكلام أهل العلم، حتى يؤدي الجواب جيداً واضحاً بأدلته، والله سبحانه يقول: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58] ويقول سبحانه في صفة أهل الإيمان: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا) سواء كانت المادة دينية أو لغة عربية أو لغة أجنبية، جميع المواد، يجب على الطالب والطالبة أداء الأمانة فيها وعدم الغش.
الجواب: شراء السلع إلى أجل معلوم بأقساط زائدة على السعر الحاضر لا بأس، هذا شأن الدين؛ لأن الدين غير النقد، فالذي يشتري بالدين تكون قيمته أغلى، والإنسان إنما يشتري بالدين عند عجزه عن النقود، والإنسان يبيع بالدين لأجل الفائدة، فلا حرج في ذلك إذا باع ما يساوي ثلاثين بأربعين أو بخمسين مقسطة على آجال معلومة لا بأس، وهكذا إذا أعطاه شيكاً بها في أوقاتها كل ذلك لا بأس به، وهنا المداينة الشرعية المذكورة في قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ [البقرة:282] والنبي صلى الله عليه وسلم اشترى إلى أجل، ومات ودرعه مرهونة في طعام لأهله عليه الصلاة والسلام، فلا حرج في ذلك.
المقدم: جزاكم الله خيراً، حتى إذا كان الشيك نفسه مؤجلاً؟
الشيخ: يبين تاريخ التعريفة، يحول في يوم كذا وشهر كذا لا بأس.
الجواب: لا بأس بالدعاء بين السجدتين لوالديه وغيرهما، ولكن الأفضل أن يكرر ما ورد به النص: (رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي)، (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني) هكذا جاء في الدعاء بين السجدتين، وإذا دعا لوالديه مع ذلك، اللهم اغفر لي ولوالدي ولأقاربي المسلمين، أو اللهم اغفر لي وللمسلمين فلا نعلم حرجاً؛ لأنه محل دعاء، بين السجدتين محل دعاء، ولكن الأفضل الاشتغال بالشيء الوارد.
الجواب: لا أعلم عليه دليلاً، الأذكار التي بعد الفرائض تختص بالفرائض، مثل: أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام.. إلى آخره؛ لأن الأحاديث الصحيحة ليس فيها أن الرسول عليه السلام كان يقول هذا بعد النوافل، إنما ذكر الصحابة هذه الأذكار بعد الفرائض، ولم يذكروها بعد النوافل، والعبادات توقيفية، فالواجب على المسلم أن يقف مع النصوص، وأن لا يزيد عليها في العبادات، لكن إذا استغفر الله أو دعا أو ذكر الله من غير تقيد بالأذكار الخاصة بعد الفرائض فلا حرج في ذلك.
الجواب: هذا من الحزم كونه يوتر في أول الليل، وإذا قام في آخر الليل صلى ما يسر الله له ركعتين أو أربع ركعات، أو ست ركعات أو أكثر، كل هذا طيب، لكن يسلم من كل ثنتين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى) وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وأبا الدرداء بالوتر قبل النوم، وقال: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) والجمع بين الأحاديث: أن الأفضل لمن استطاع آخر الليل أن يؤخر إلى آخر الليل، ومن خاف أن لا يقوم آخر الليل صلى في أول الليل، أخذاً بالحزم، ويدل على هذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل؛ فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) فهذا صريح في التفصيل.
فصلاة أول الليل أفضل لمن خاف أن لا يقوم من آخر الليل، أما من غلب على ظنه أنه يقوم واعتاد ذلك فهذا هو الأفضل أن يكون في آخر الليل.
الجواب: لا بأس، لكن إذا كان إماماً لا يشق على الناس، يكون طولاً فيه مراعاة عدم المشقة، يتحرى فيه فعل النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده، من التسبيح سبحان ربي الأعلى مرات، والدعاء ما تيسر من غير إطالة تشق على الناس، أما إذا كان يصلي وحده فالأمر فيه واسع.
الجواب: الأحاديث في النهي عن عقد الشعر عامة، والأحوط لها ترك العقد، ترخي عمائلها وتترك العقد، هذا هو الأحوط أخذاً بعموم الأحاديث التي فيها النهي عن عقد الرأس وقت الصلاة.
الجواب: حسب ما ورد، الأفضل أن يأتي بها حسب ما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه كان يبدأ أولاً إذا سلم من الفريضة بالاستغفار ثلاثاً، يقول: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) كما ثبت ذلك من حديث ثوبان عند مسلم ، وثبت بعضه عن عائشة عند مسلم أيضاً أنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقعد بعد السلام مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) يعني: ثم ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه، ثم يقول بعد هذا: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) جاء في حديث ابن الزبير والمغيرة ما يدل على أنها واحدة، وجاء في رواية أخرى ما يدل على أنه يقولها ثلاثاً يكررها، ويقول: (لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) بعد كل صلاة من الصلوات الخمس: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، هذا الذكر.
ويزيد في المغرب والفجر عشر مرات: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير) جاءت في هذا أحاديث أخرى صحيحة، في المغرب والفجر مع الذكر المذكور يأتي بالعشر: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) ثم يقول: (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر) ثلاثاً وثلاثين مرة والجميع تسعة وتسعين ويختم المائة بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) كل هذا ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام.
ثم يقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] إلى آخرها وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] هذا آخر آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] هذه آية واحدة، يقال لها: آية الكرسي، وهي أفضل آية في القرآن وأعظم آية في القرآن الكريم، كما أن أعظم سورة وأفضل سورة في القرآن سورة الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2].
ثم بعد آية الكرسي يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] مرة واحدة بعد الظهر والعصر والعشاء، وثلاث مرات بعد الفجر والمغرب، هذه السور الثلاث يقرؤها مرة واحدة بعد الظهر والعصر والعشاء، ويكررها ثلاثاً بعد المغرب وبعد الفجر، بعد الأذكار المتقدمة وبعد آية الكرسي.
الجواب: إذا أذن لها زوجها، أما إذا لم يأذن فليس لها ذهاب، تخبره بما تريد وهو يشتري، أو غيره من صديقاتها، أو غير ذلك من إخوتها وأقاربها، المقصود لا بد من إذنه، فإذا سمح لها وخرجت متسترة بعيدة عن الفتنة والتبرج فلا بأس، أما إذا لم يأذن زوجها فإنها لا تخرج، ولكن تستطيع أن تطلب منه أن يؤمن حاجاتها أو شخص آخر يرضونه، يرضاه الزوج والزوجة، يقوم بجميع الحاجات من رجل أو امرأة.
الجواب: نعم التوبة مقبولة من جميع الذنوب إذا صحت، إذا كانت توبة نصوحاً تقبل من جميع الذنوب، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين من الشرك وغيره، من تاب توبة صادقة من الشرك وسائر الذنوب تاب الله عليه، ومن ذلك ما فعلت المرأة؛ لأن التوبة رحمة من الله وفضل من الله منَّ بها على عباده.
والتوبة الصادقة النصوح تشتمل على شروط ثلاثة: الندم على الماضي، والإقلاع من الذنب، والعزم الصادق أن لا يعود فيه، هذه هي الشروط الثلاثة من رجل أو امرأة.
الأول: الندم، كونه يأسف على الماضي ويندم عليه ويحزن لما فعل.
الثاني: يدع المعصية ويتركها ويحذرها خوفاً من الله وتعظيماً لله، وطاعة له.
الثالث: يعزم عزماً صادق أنه لا يعود في الذنب، سواء كان الذنب يختص به، أو يختص بغيره.
لكن إذا كان بغيره لا بد من شرط رابع: وهو تحلله، أو إعطاؤه حقه، إذا كان ظلم أحداً يطلب منه أن يسامحه أو يعطيه حقه، إن كان قصاص يقتص منه، إن كان مال يعطيه ماله، إن كان غيبة يتحلله، فإن كان لا يستطيع أن يتحلله من الغيبة، فإنه يذكره بالصفات التي يعلمها عنه أنها طيبة، يذكره بها في المجالس التي اغتابه فيها يعني: المجالس التي ذكره فيها بالسوء يذكره فيها بالخير الذي يعلمه، فتكون هذه بهذه، إلا إذا تيسر له أن يستسمحه، ويقول: سامحني قد تكلمت في عرضك، فإذا سامحه حصل المطلوب.
الجواب: الخشوع في الصلاة إحضار القلب فيها بين يدي الله، والإقبال عليها، تستحضر عظمة الله، وأنك بين يديه ترجو رحمته وتخشى عقابه، فهذا يسبب الخشوع والذل والانكسار وإحضار القلب بين يدي الله عز وجل، وأن تدعو بقلب خاشع ترجو رحمة الله وتخشى عقابه بالدعوات الطيبة التي تستحضرها، ولو كانت غير منقولة، ولو كانت غير واردة، إذا كانت دعوات طيبة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، فلا بأس.
اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم اهدني صراطك المستقيم، اللهم أجرني من النار، اللهم اغفر لي ولوالدي إذا كان والداك مسلمين، اللهم إني أسألك الهدى والسداد، اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي، هكذا في الصلاة وخارجها، حتى في خارج الصلاة وأنت في البيت أو تمشي أو مضطجع، تدعو بما يسر الله من الدعوات الطيبة، المنقولة وغير المنقولة، التي ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تدخر له دعوته في الآخرة، وإما أن تعجل له في الدنيا، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله! إذن نكثر؟ قال: الله أكثر) فأنت يا عبد الله! على خير في دعائك لربك، وانكسارك بين يديه، وخشوعك له في الصلاة في سجودك أو في ركوعك أو في بين السجدتين، أو في القيام، في جميع أجزاء الصلاة، الله يقول جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون:1] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2] يعني: ذليلون منكسرون، قد أحضروا قلوبهم بين يدي الله، وإذا تيسر البكاء من خشية الله كان أكمل وأكمل.
ومن أعظم الأسباب في خشوعك ترك المعاصي، والحذر من المعاصي، وجهاد نفسك في تركها والتوبة إلى الله منها.
ومن أسباب الخشوع أن تدخل الصلاة وأنت فارغ القلب ليس عندك مشاغل، وإن كنت تحس بشيء من الأذى قضيت حاجتك قبل الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان) فإذا كان عندك حاجة إلى البول أو الغائط بدأت بذلك طعام حاضر بدأت بذلك، شغل شاغل أزلته واسترحت منه حتى تدخل الصلاة وأنت خاشع القلب حاضر القلب، الفريضة والنافلة.
الجواب: بعد الأذان، أولاً: يجيب المؤذن مثل قوله، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة).
فالمشروع للؤمن والمؤمنة عند سماع الأذان أن يقول مثل قوله، فإن قال: الله أكبر، يقول: الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله، يقول مثله: أشهد أن محمداً رسول الله. عند الحيعلة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا قال: حي على الصلاة، يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وعند حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقول: الله أكبر الله أكبر عند قوله: الله أكبر ثم يقول: لا إله إلا الله عند ختام الأذان مثل المؤذن.
ثم يقول: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) وإن اختصر وقال: (اللهم صل وسلم على رسول الله) فأرجو أن هذا يكفي، ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته) هكذا رواه البخاري في الصحيح، زاد البيهقي : (إنك لا تخلف الميعاد) هذا الذكر الشرعي بعد الأذان.
يقول مثل قول المؤذن، إلا في الحيعلة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وبعد الفراغ يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة -يعني: نبينا آت محمداً الوسيلة- والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد).
ويقول عند الشهادتين: (رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً) عند قول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، يأتي بالشهادتين ويقول معها: (رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً) عليه الصلاة والسلام؛ لأنه ورد في الصحيح من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال: (من قال حين يجيب المؤذن عند الشهادة: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، غفر له ذنبه) يعني: عند الشهادة عند قول: أشهد أن لا إله إلا الله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، هذا في الأذان بالنسبة لجميع الأوقات، لو تكرمتم سماحة الشيخ ماذا عن أذان الفجر ولا سيما عند جملة: الصلاة خير من النوم؟
الشيخ: هذا الذي قلنا عند الأذان وهكذا الإقامة، الإقامة تجاب، لأنها أذان.
أما في الفجر فيقول عند (الصلاة خير من النوم) مثل المؤذن في صلاة الفجر، يقول: الصلاة خير من النوم.
الجواب: أسهل طريقة فيما نعلم أن يتحرى الأوقات المناسبة التي أشغاله فيها قليلة، مع الضراعة إلى الله وسؤاله أن يعينه، وأن يوفقه، وأن يسهل له حفظ كتابه الكريم، فيتحرى الأوقات المناسبة التي لا شغل فيها، أو أشغاله فيها قليلة، مثل: بعد صلاة الفجر، مثل: بعد صلاة العشاء، مثل: آخر الليل، يتحرى الأوقات المناسبة، ويدرس فيها ما تيسر فهذا من أفضل أسباب التحصيل، المقصود أن يتحرى في حفظ القرآن الأوقات المناسبة وهو أعلم بنفسه، من ليل أو نهار، ومع ذلك يسأل ربه العون والتوفيق.
الجواب: ما أعلم فيه شيئاً منصوصاً، أقول: لا أعلم شيئاً منصوصاً لكن يدعو ربه بما تيسر، يقول: اللهم أعني، اللهم يسر أمري، اللهم وفقني لحفظ كتابك، وأشباه ذلك.
الجواب: التعوذ بالله من الشيطان، إذا أحس بشيء من الوساوس يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يكرر ذلك وعند النوم يقرأ آية الكرسي و: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين ثلاث مرات، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، هذا من أسباب السلامة، قراءة آية الكرسي عند النوم و: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين ثلاث مرات عند النوم، مع التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ويقول كما كان النبي يقول صلى الله عليه وسلم عند النوم: (اللهم باسمك أحيا وأموت)، (اللهم باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)، (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) كل هذا يستحب عند النوم، إذا اضطجع على جنبه الأيمن وهو على طهارة فهذا هو الأفضل.
ويقول: (اللهم باسمك ربي أحيا وأموت) أو (باسمك ربي أموت وأحيا) كله جاء، (اللهم باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)، (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك).
ويسبح ويحمد ويكبر ثلاثاً وثلاثين. والتكبير يكون أربعاً وثلاثين عند النوم، سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، والله أكبر أربعاً وثلاثين، هذا الأفضل عند النوم، ثم يأتي بآية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] .
ثم يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين ثلاث مرات، كل هذا عند النوم، ويختم بقوله: (اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت) كان النبي صلى الله عليه وسلم يختم بهذا، يقول: (اجعلوها آخر ما تقولون).
يعني: آخر شيء عند النوم: (اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت) هذا هو الخاتمة عند النوم، هذا فيه كتب مؤلفة، الأذكار للنووي ، كتابي الذي جمعت فيه هذا مطبوع ويوزع، تحفة الأخيار في بيان الأدعية والأذكار عند النوم وغير النوم، كل هذه موجود فيها هذه الأذكار، تحفة الأخيار في بيان الأدعية والأذكار ، بعد الصلاة وعند النوم، في الصباح والمساء كله مذكور، الأذكار للنووي ، الترغيب والترهيب، كلها مذكور فيها هذه الأشياء.
الجواب: ليس هذا بسفر، فلا حرج في الذهاب إلى المزرعة بدون محرم إذا كانت قريبة مثلما ذكرت السائلة، الممنوع إذا كان سفراً، ثمانين كيلو أو حولها، نعم، هذا هو الذي يمنع إلا بمحرم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج: المملكة العربية السعودية، الرياض، الإذاعة، برنامج نور على الدرب، مرة أخرى شكراً لكم مستمعي الكرام! ولكم تحيات زميلي مهندس الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر