إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (402)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجزائر، باعثها أحد الإخوة المستمعين من هناك ويسأل سؤالين: هل الشخص إذا كان في الصلاة قبل التسليم ونوى الصلاة لرجل في وسط الصلاة، ثم أحس بعد ذلك أن النية لغير وجه الله، وشك هل قبل الصلاة نوى أم بعدها وهل يكون رياء وجهونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن الصلاة لا تثوب للغير لا للميت ولا غيره، لعدم ورود الأدلة الشرعية على ذلك، وإنما يصلي الإنسان لنفسه يرجو ثواب الله، فإذا صلى ركعتين أو أكثر ثم شك بعد الصلاة هل نواها عن فلان أو فلان فصلاته صحيحة؛ لأن الأصل عدم وجود هذه النية والشك بعد الصلاة لا يؤثر في الصلاة.

    إلا إذا علم أن النية وقعت في الصلاة وأنه نواها عن الغير فإن هذه الصلاة لا تصح عن الغير لعدم الدليل على ذلك وعليه أن يتوب إلى الله من ذلك وأن لا يعود إلى الصلاة عن الغير، وإنما يدعو للغير ويتصدق عنه ويحج عنه إذا كان ميتاً ويعتمر إذا كان ميتاً أو بخير عاجز عن الحج والعمرة.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، كأني به سماحة الشيخ يقول: الصلاة لفلان وليست عن فلان؟

    الشيخ: هو هذا مراده لفلان، يعني: يبين هدي ثوابها له، أما إذا كان يعبده بها ويتقرب إليه ويصلي له ويعبده ويسجد له هذا شرك أكبر، كونه يصلي ويسجد لفلان أو يركع لفلان أو يسجد لفلان أو يصوم لفلان ويتقرب إليه ويعبده من دون الله، فهذا شرك أكبر نعوذ بالله، مثل الذبح لغير الله ومثل النذر لغير الله والاستغاثة بالأموات والنجوم والأصنام كله شرك، أما الحي القادر إذا طلب منه شيئاً وهو حي قادر قال: سلفني كذا وإلا أعطني كذا هذا ليس بشرك، مثلما قال الله جل وعلا في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15].

    فإذا قال للحي الحاضر: يا فلان! أقرضني أو أعطني كذا أو ساعدني على كذا فلا بأس وليس هذا من الشرك، أما أن يقول للميت أو الغائب يعتقد أنه يسمعه وأنه غائب لسر فيه يعتقد أنه يسمعه أو يعتقد أنه يقضي حاجاته وهو ميت أو يفعله مع صنم أو مع نجم أو مع الجن، يكون شركاً أكبر نسأل الله العافية.

    المقدم: نسأل الله السلامة والعافية، إذاً: إذا نوى الصلاة لفلان سواءً كان في أثناء الصلاة أو بعد الصلاة الشرك واقع؟

    الشيخ: إذا كان يتقرب إليه بالصلاة ما هو بيثوبها له إنما يتقرب إليه بركوعها وسجودها ويعبده فهذا شرك أكبر.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088475815

    عدد مرات الحفظ

    776919035