مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع (م. ح) من السودان يسأل ويقول: عن جابر بن سمرة رضي الله عنه: (أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت، قال: أأتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم) وفي الحديث الآخر: (إنه كان الأمرين منه صلى الله عليه وسلم عدم الوضوء مما مست النار) ما الحكمة في هذين الحديثين ولا سيما الوضوء من لحم الإبل؟ وكيف نجمع بين هذين الحديثين جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فحديث جابر بن سمرة المذكور صحيح رواه مسلم في الصحيح: أن النبي عليه السلام لما سئل عن لحوم الإبل أمر بالوضوء منها، وأما في الغنم فقال: (إن شئت) وثبت في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال: (توضئوا من لحوم الإبل) فأمر بالوضوء منها، هذا يدل على أن لحم الإبل ينقض الوضوء، وأن الواجب على من أكل لحم الإبل من الرجال والنساء الوضوء، وأما تركه الوضوء مما مست النار فهذا عام يستثنى منه لحم الإبل، كان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء مما مست النار ثم ترك ذلك، فقال جمهور أهل العلم: إنه منسوخ، وقال آخرون: إنما ترك ذلك من جهة بيان عدم الوجوب، وإلا فيستحب الوضوء من لحم الغنم ونحوه، فالحاصل أن ترك الوضوء مما مست النار أمر عام يعم الإبل والبقر والغنم وغير ذلك، فجاءت أحاديث لحم الإبل تستثنيه، فدل على أنه ما أراده صلى الله عليه وسلم، إنما أراد البقر والغنم والطيور ونحو ذلك، أما الإبل فهو باقٍ، ولهذا جمع بينهما لما سئل عن لحم الإبل؟ قال: (توضأ) وعن لحم الغنم قال: (إن شئت) فدل هذا على أنه ما جاء نسخ.
الجواب: الله أعلم، قال بعض أهل العلم: لأنها خلقت من الشياطين، والشيطان خلق من النار، والنار تطفأ بالماء، وفي صحة الأحاديث الدالة على أنها خلقت من الشياطين نظر، فالحاصل أن الحكمة يقال فيها: الله أعلم، ربنا حكيم عليم، لا يشرع شيئاً إلا لحكمة سبحانه وتعالى.
الجواب: الجمع بينها كما قال المحققون من أهل العلم: أمر الصائم بالحجامة ثم نسخ ذلك وأمر بعدم الحجامة، ومن احتجم أفطر، هذا هو آخر الأمرين، وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم: (أفطر الحاجم والمحجوم) هذا هو آخر الأمرين من النبي صلى الله عليه وسلم: أن الحجامة تفطر الصائم، فإذا دعت الحاجة إليها تكون في الليل والحمد لله.
الجواب: هذا ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يروى عن ابن عباس وهو ليس على عمومه، فإن الفطر يكون من الداخل والخارج في بعض الأحيان، من الداخل كالأكل والشرب ونحو ذلك، ومن الخارج كالحيض والنفاس وخروج المني بالملامسة، يفطر الصائم، وإذا استقى أيضاً فالمقصود أن قوله: (الفطر مما دخل لا مما خرج)يروى عن ابن عباس ، لكنه يستثنى منه أشياء ليس على إطلاقه.
الجواب: الحديث صحيح، رواه البخاري في الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه؛ فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاءً) كما زاد أبو داود هذه الزيادة، فالمقصود أن الحديث صحيح والسنة لمن وقع في شرابه أو طعامه ذباب أن يغمسه ثم يلقيه ولا يضره ذلك، ويأكل طعامه ويشرب شرابه والحمد لله.
الجواب: إذا كانا ميتين ولم يحجا ولم يعتمرا شرع لك أن تعتمر لهما وتحج لهما وتبدأ بالأم لأنها أحق، أما إذا كانا قد اعتمرا وحجا فالأمر واسع والحمد لله، إن اعتمرت عنهما فلا بأس وإلا فالأمر واسع، وهكذا الحج إذا كانا لم يحجا ولم يعتمرا فإنك تحج عنهما وتعتمر عنهما على سبيل الأفضلية، سنة ليس بواجب عليك إلا إذا كان خلفهما مال، فإنه يجب عليك أن تحجج من مالهما إذا كانا ماتا وهما يقدران على الحج لكن تساهلا، فإن الحجة تخرج من مالهما أو تحج أنت من مالك ويكفي، وتعتمر من مالك ويكفي والحمد لله، أما إذا كانا فقيرين حين ماتا لم يجب عليهما الحج والعمرة، فأنت يشرع لك أن تحج عنهما من باب برهما وتعتمر عنهما من باب برهما وتبدأ بالأم؛ لأنها أحق، ثم الحج عن الوالد، أما البنات فلا يجب عليهن حج إلا إذا كن يقدرن على الحج من مالهن، فإذا قدرن وجب عليهن الحج وعلى محرمهن أن يكون معهن في الحج يحتسب الأجر كأخيهن أو عمهن ويشرع لك أن تحج بهن أو يحج بهن أخوهن أو بعض أعمامهن أو أخوالهن من باب الأجر ولا يجب، لكن يشرع له أن يحتسب الأجر وأن يحج معهن حتى يؤدين فرض الحج والعمرة.
الجواب: لا يجوز جلوس المرأة مع الأجنبي في الأكل ولا غيره بدون حجاب، بل يجب أن تحجب ولا تأكل معه؛ لأن أكلها قد يرى وجهها وقد يرى يدها، فلا ينبغي ولا يجوز أن تفعل ذلك، بل يكون أكلها وحدها مع النساء، والرجال وحدهم، حتى لا تكون هناك فتنة، ولا رؤية لبعض ما يجب حجبه عن الرجل الأجنبي، ولا شك أن الأكل معه يفضي إلى أن يرى وجهها أو شيئاً من وجهها، ويرى يدها، كل هذا لا يجوز.
الجواب: عليها أن تصوم بعد الإذن لها في الصوم، بعدما يكون الصوم لا يضرها، أما إذا قرر الأطباء أنه يضرها الصوم دائماً، فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً ولا صوم عليها كالمريض الذي لا يرجى برؤه، وكالهرم الذي لا يستطيع الصوم، والعجوز التي لا تستطيع الصوم، كل منهما يطعم عن كل يوم مسكيناً إذا كان قادراً نصف صاع يجمع ذلك ويعطيه بعض الفقراء في أول الشهر أو في آخره أو في وسطه والحمد لله.
المقدم: بارك الله فيكم، إذاً: إذا قال الأطباء: لا تصم فعليها أن تمتنع عن الصوم؟
الشيخ: نعم، لكن إذا كان محدداً تمتنع ثم تقضي، أما إذا كان دائماً فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً كل شهر، كلما جاء رمضان.
الجواب: السنة الجهر، وإن أسر فلا حرج، لكن الأفضل الجهر ولا يؤذي أحداً لا نوام ولا مصلين، جهراً خفيفاً لا يتأذى به أحد، وإن قرأ سراً لأنه أرفق به فلا بأس، أخبرت به عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل أسر وجهر).
الجواب: الشفع كونه يصلي ركعتين، والوتر كونه يصلي واحدة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، جميع هذه يقال لها: وتر، والشفع كونه يصلي ثنتين تسمى الثنتين شفعاً وتسمى الأربع شفعاً والست شفعاً، لكن السنة أن يسلم من كل ثنتين، ولا يجوز له أن يجمع الأربع والست والثمان بسلام واحد، لكن يسلم من كل ثنتين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى) معناه: تصلي مثنى مثنى، لكن لو سرد ثلاثاً وتراً أو خمساً وتراً فلا بأس، يستثنى هذا، وهكذا في النهار تصلي ثنتين ثنتين، وعنه في الرواية الأخرى: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى).
الجواب: يدعى له بالعفو والمغفرة؛ لأنه جاهل يحسب أن تعليق الخاتم ينفع من باب الدواء ومن باب الطب، فلا يضره إن شاء الله، لو كان حياً نبه عليه وأخبر أنه لا يجوز تعليق التمائم أو تعليق الخواتم التي يعتقد فيها أنها من أسباب الشفاء لا تجوز كما هو معروف عند أهل العلم.
المقصود أن تعليق خرقة أو ورقة أو خاتم أو حلقة لقصد الشفاء لا يجوز؛ النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن هذا، لكن ما دام جاهلاً فإنه يدعى له بالمغفرة والرحمة ويصلى عليه والحمد لله.
الجواب: عليكم أن تخبروهم، فإذا سامحوك فالحمد لله، وإلا عليكم أن تغرموا لهم ما ضيعتم عليهم، إن سمحوا فلا بأس وإن لم يسمحوا تعطونهم قيمة الذي فوتم عليهم وضيعتم عليهم.
الجواب: نعم المشروع التعوذ بالله من الشيطان، قال الله جل وعلا: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل:98] فالإنسان إذا أراد أن يقرأ يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)، ثم يقرأ، وإن كان من أول السورة يتعوذ ثم يسمي، أما إن كان من أثناء السورة فإنه يتعوذ بالله ويكفي، وإن سمى فلا حرج، إلا سورة براءة فإنه يبدؤها بالتعوذ، وهذا كله من أسباب السلامة من الشيطان، ومن أسباب السلامة من النسيان، مع العناية بالتدبر والتعقل، وأن هذا القرآن كلام الله، يستحضر الإنسان أن هذا كلام الله، فيه الأوامر والنواهي، فيه بيان ما شرع الله وما أحبه الله، وفيه بيان ما نهى الله عنه، وفيه بيان صفات الأخيار وصفات الأشرار، يستحضر أن هذا القرآن أمره عظيم حتى يعظمه وحتى يبتعد عنه الكسل والنعاس عند استحضار عظمة هذا الكتاب العظيم، وأنه كلام رب العالمين.
الجواب: الشعر العربي الذي لا بأس به وما فيه محذور، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من الشعر حكمة)وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعر حسان وشعر عبد الله بن أبي أوفى وشعر عبد الله بن رواحة ، المقصود أنه لا بأس بالشعر الذي ليس فيه محذور، كأن تنشد الشعر في الجود والكرم، وفي الحث على طاعة الله، وفي التحذير من المعاصي، وفي بر الوالدين، وفي صلة الرحم، وفي التحريم من المسكرات والمعاصي، سواء كان رجلاً أو امرأة، فالأشعار الطيبة لا بأس بها.
الجواب: جاء في الحديث الصحيح: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة) وفي بعضها: (إلا على هذه الملة) ملة الإسلام جاء هذا وهذا، ومعنى الفطرة يعني على الإسلام، فإذا مات صغيراً فهو على الإسلام، فأولاد المسلمين كلهم مع آبائهم في الجنة بإجماع أهل السنة والجماعة أن أولاد المسلمين من أهل الجنة على العموم، وهكذا أولاد الكفار إذا ماتوا صغاراً، الصحيح أنهم من أهل الجنة، وقال بعض أهل العلم: إنهم يمتحنون يوم القيامة ويختبرون، فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار، ولكن الأرجح أنهم من أهل الجنة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وهذا ما هوده أبواه ولا مجساه ولا نصراه، ولأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رأى مع إبراهيم في روضة من رياض الجنة حين عرج به إلى السماء، رأى معه أولاد المسلمين وأولاد المشركين في روضة الجنة، فالمقصود أن الصحيح أن المولود الذي يموت قبل البلوغ أنه يموت على فطرة الإسلام وأنه لا يكون مع أهله في النار إذا كانوا كفاراً بل هو مع المسلمين.
المقدم: بارك الله فيكم إذاً أولاد المسلمين من باب أولى سماحة الشيخ؟
الشيخ: من باب أولى نعم، بإجماع المسلمين وبإجماع أهل السنة أنهم من أهل الجنة إذا ماتوا قبل البلوغ، أما الخلاف في أولاد الكفار.. أولاد اليهود والنصارى والكفار إذا ماتوا صغاراً، هل يكونون مع آبائهم في النار على أقوال: أرجحها وأحسنها أنهم من أهل الجنة، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنهم فقال: (الله أعلم بما كانوا عاملين) لكن دلت الأحاديث الصحيحة على أنهم من أهل الفطرة، وأنهم من أهل الجنة وأنهم مع إبراهيم في الجنة لما رآه عليه الصلاة والسلام حين عرج به.
الجواب: لا أعلم في هذا دليلاً، إنما جاءت السنة بمن أراد الشيء، في الحديث: (إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين، ثم ليقل: اللهم..) فالسنة لمن هم بالأمر وأشكل عليه يستخير هو.
أما فلان يستخير لفلان فلا أعلم له أصلاً، ولكن الرجل أو المرأة كل منهما يستخير لنفسه ويدعو بالدعاء الذي يفهم الذي يعرف، وإذا كان ما يعرف الدعاء الوارد في الحديث يسأل ربه يقول: اللهم يسر لي الأصلح، اللهم اشرح صدري للأصلح الأحب إليك، لما فيه نفعي، ولما فيه صلاحي، يدعو بالدعوات التي تتناسب والحمد لله.
الجواب: يلزمك الصلاة مع المسلمين في المساجد إلا بعذر شرعي كالمرض الذي يمنعك من الصلاة، وإلا التذكر.. موت فلان أو موت فلان أبيك أو غيره لا يمنع، الواجب عليك أن تصلي مع المسلمين في المساجد، ويشرع لك الدعاء لوالدك بالمغفرة والرحمة، والحمد لله، وعليك التوبة مما فعلت، التوبة إلى الله والندم.
الجواب: يصلون في مكانهم والحمد لله، إذا صلوا العشاء صلوا ما يسر الله لهم من القيام، ولا حاجة إلى أن يذهبوا المسجد البعيد، يصلوا في مكانهم والحمد لله.
الجواب: عليهم أن يجتهدوا ولهم الأجر العظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة) الماهر يعني: الذي يجيده ويحسن تلاوته (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران) يعني: أجر القراءة وأجر التعب والمشقة، فالحاصل أنه إذا قرأ يتأمل ويجتهد حسب طاقته وله أجران: أجر القراءة وأجر الاجتهاد والتعب في إخراج الحروف، وإذا تيسر له من يعلمه ومن يعينه، فإنه يستعين بإخوانه الطيبين الذين عندهم بصيرة في القرآن، حتى يعلموه إذا تيسر له ذلك.
الجواب: إذا كان يستطيع أن يقدم الحج قدم الحج، أما إذا كان لا يخشى على نفسه وهو يشتهي الزواج ويخشى من الفتنة فإنه يقدم الزواج، فإن استطاع الحج بعد ذلك حج، يقدم ما هو الأهم، فإذا كان يخشى على نفسه الفتنة فإنه يقدم الزواج ثم يحج بعد ذلك إذا استطاع، فإن كان ما عنده خوف فتنة والأمر في حقه ليس بشديد الحاجة إلى الزواج، فإنه يقدم الحج؛ لأن الله فرض عليه الحج مع الاستطاعة.
الجواب: الآية على ظاهرها، من دخل في الحج أو في العمرة يلزمه الإتمام، وإن كانت نافلة، فإذا أحرم الرجل أو المرأة بالحج أو بالعمرة فإنه يلزمهما الإتمام؛ لقوله سبحانه: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ بخلاف النوافل الأخرى فلا يلزم، لو شرع في صلاة نافلة فله أن يقطعها، أو في الصوم نافلة له أن يقطعه، لكن الحج خاصة والعمرة من شرع فيهما فعليه الإتمام من الرجل والمرأة، ولو كانا نافلة ولو كانت نافلتين: الحج نافلة أو العمرة نافلة، متى شرع فيهما أو في أحدهما وجب الإتمام.
وقوله: (فإن أحصرتم) معناه: إذا لم يستطع الإتمام أحصر، بأن ذهبت نفقته أو مرض ما يستطيع يذبح ينحر شاة أو بدنة أو بقرة، ثم يحلق رأسه أو يقصر ويحل والحمد لله، مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما أحصر في الحديبية ومنعه الكفار أمر بالنحر والحلق، نحر هديه ثم حلق وتحلل، هذا معنى: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) يعني: فإن أحصرتم عن الحج أو العمرة ومنعتم، فانحروا ما تيسر من الهدي: يذبح شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة، ثم يحلق رأسه ويقصر ويحل، وإن كان حج الفريضة يقضي بعد حين، إن كان قد حج فالحمد لله، وإن كان هذا حج الفريضة أو عمرة الفريضة يأتي بها إذا تيسر له ذلك وإذا كان نافلة ما عليه قضاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما أمر الذين أحصروا في عمرة الحديبية أن يقضوا.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى، على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج: المملكة العربية السعودية، الرياض، الإذاعة، برنامج نور على الدرب.
مرةً أخرى: شكراً لكم مستمعي الكرام! وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر