إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (418)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجبيل، باعثها المستمع (ع. م أبو مصطفى)، أخونا يسأل ويقول: في الفقه المالكي وفي كتاب فتح الباري على صحيح البخاري يقول: لا تجوز صلاة الصبي إلا لمثله في الإمامة، وكذلك لا تجوز الصلاة خلف متنفل أو مسبوق، ما هو الحكم في ذلك، وما هو توجيهكم حيال ما ورد، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فقد صحت الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن الصبيان مأمورون بالصلاة إذا بلغوا سبعاً ويضربون عليها إذا بلغوا عشراً، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام: (أنه صلى بالناس صلاة الخوف ركعتين، فرضه وفرض الجميع وفرض من خلفه، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، نافلة له وهي لهم فريضة)، فدل ذلك على أنه لا حرج أن يصلي المفترض خلف المتنفل، وثبت عن معاذ رضي الله عنه: (أنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء فرضه، ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة، فهي له نافلة ولهم فرض) وفي صحيح البخاري عن عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنه: أنه كان يؤم جماعته وهو ابن سبع سنين؛ لأنه كان أكثرهم قرآناً عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً).

    وكان عمرو أكثرهم قرآناً، فكان يصلي بهم، فدل ذلك على أنه لا حرج أن يؤم الصبي الكبار إذا كان ابن سبع فأكثر وكان يعقل الصلاة، وكان أكثر ممن خلفه قرآناً لقوله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم إسلاماً)، وفي لفظ: (فأكبرهم سناً)، وفي الحديث عن عمرو بن سلمة عن أبيه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا حضرت الصلاة فليؤمكم أكثركم قرآناً).

    فالمقصود: أن الصبي إذا كان أكثر من غيره قرآناً وكان يعقل الصلاة ويؤديها كما ينبغي فلا حرج أن يؤم الكبار لهذا الحديث الصحيح، ولقصة عمرو بن سلمة، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) الحديث.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088462938

    عدد مرات الحفظ

    776872413