مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أبها، باعث الرسالة المستمع عمر بن أحمد ، الأخ عمر يقول في أحد أسئلته: أنا أعمل في محل، ويأتيني جاري في بعض الأحيان ويقول لي: اصرف لي خمسين ريالاً، وحينئذ لا يكون عندي غير الثلاثين مثلاً فأخبره، فيقول: خذ الخمسين وأعطني الثلاثين ويبقى لي عندك عشرون، هل هذا يجوز أم لا؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
هذا العمل لا يجوز؛ لأنه فيه قبض للبعض وتأجيل للبعض، والصرف لابد يكون يداً بيد، والطريقة السليمة أن يعطيه الخمسين أمانة عنده ويأخذ الثلاثين قرضاً، ثم بعد ذلك يحاسبه عليها حتى يعطيه يبيع عليه الخمسين أو يرد عليه الثلاثين، إما يبيع عليه الخمسين ويعطيه العشرين الباقية يداً بيد ويحاسبه على الثلاثين أو يرجع إليه بالثلاثين ويأخذ الخمسين، المقصود.. هذا بيع ما يصلح إلا يداً بيد، وثلاثون بخمسين ما يجوز لكن تكون الخمسين أمانة والثلاثون يأخذها قرضاً ولا حرج في ذلك.
الجواب: لا نعلم دليلاً يدل على شرعية الدعاء في السجود الأخير، بل السنة أن يكون مثل بقية السجدات لا يطيل على الناس، بل تكون سجداته معتدلة متقاربة، وهكذا ركوعه، وهكذا قيامه، يطيل في الأولى والثانية ويعتدل في السجود ولا يطول على الناس تطويل يضر، وهكذا في الثالثة والرابعة من الظهر والعصر والعشاء يقرأ الفاتحة ويركع ركوعاً معتدلاً ليس فيه طول كثير، ويعتدل بعد الركوع اعتدالاً ليس فيه طول يشق على الناس، وهكذا السجود كله سواء، يكون فيه طمأنينة واعتدال وعدم عجلة، لكن لا يخص السجدة الأخيرة بمزيد طول لعدم الدليل على ذلك، إنما هو مأمور بالطمأنينة وعدم العجلة في الصلاة، في قيامه يخشع في القراءة ولا يعجل، وفي ركوعه يخشع ولا يعجل، واعتداله بعد الركوع يطمئن ولا يعجل، وهكذا في السجود وهكذا بين السجدتين وتكون صلاته متقاربة كفعل النبي عليه الصلاة والسلام.
المقدم: اللهم صل عليه، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
الجواب: الدليل على ستر الوجه واليدين والبدن قوله جل وعلا: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] وكان في أول الإسلام تكشف المرأة وجهها ويديها، ثم نسخ الله ذلك وأمرهن بالحجاب، وأنزل في ذلك هذه الآية آية الحجاب وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] يعني غير المحارم، أما المحارم فلا بأس كأبيها وأخيها ونحو ذلك، وهكذا قوله جل وعلا: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] الآية، فالوجه من الزينة واليدان من الزينة.
الجواب: عليك التوبة إلى الله والاستغفار والندم عما فعلت من الأذى مع غيرك، وهكذا غيرك من النساء أو الرجال الواجب عليه التوبة مما فعل من الأذى؛ لأن الله سبحانه يقول: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58] سواء كان الأذى بالكلام أو بالفعال، فالواجب التوبة إلى الله من ذلك والدعاء لمن آذيتيه، الدعاء له والاستغفار له، وإذا عرفتيه واستحللتيه فذلك أكمل إذا تيسر الاستحلال، تقولي له: سامحني، اعف عني فقد اغتبتك، قد آذيتك بكذا وكذا، سامحني اعف عني، إذا تيسر هذا هو واجب، أما إذا لم يتيسر لعدم وجود الشخص، أو لعدم معرفته في الوقت الحاضر، أو لأنك تخشين لو أخبرتيه أن تزداد الفتنة ويعظم الشر، فالدعاء له يكفي والاستغفار له، والترحم عليه هذا يكفي إن شاء الله مع التوبة الصادقة.
الجواب: لا يجوز هذا بل يجب عليه أن يصبر ويصلي مع الناس ولو في ثوبه بقع إلا إذا أمكن أن يذهب إلى الحمام الذي حول المسجد أو بيته إن كان قريباً، إذا أمكنه أن يذهب ويزيل البقعة فلا حرج في ذلك، هذا إذا كانت البقعة غير نجسة، أما إذا كانت نجاسة يلزمه أن يذهب ويزيل النجاسة وإلا يبدل الثوب ولو فاتته الجماعة يلزمه أن يذهب إلى بيته وأن يزيل هذه النجاسة بالغسل أو بإبدال الثوب بثوب آخر ليس فيه نجاسة، أما مجرد وسخ بقع وسخ ليس فيها نجاسة فإنه يصلي فيه والحمد لله ولا يضيع الجماعة، يلزمه أن يصلي مع الجماعة وفي إمكانه بعد ذلك أن يزيل الثوب أو يغسل الوسخ.
الجواب: نعم لا يجوز سب الحظ والبخت، لا يجوز سبه، بل يقول: (قدر الله وما شاء فعل) ويسأل ربه التوفيق والإعانة، وأن يسهل أموره ويقضي حاجاته، ولا يسب حظه ولا بخته، السب ممنوع، لا يسب الإنسان زمانه ولا حظه وبخته ولا مكانه بل يستغفر الله ويسأل ربه التوفيق، ويتوب إلى الله من معاصيه، فما أصابه إلا ذنب ويجتهد في التوبة إلى الله مثلما قال جل وعلا: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، وقال سبحانه: وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79]، المقصود أن المؤمن والمؤمنة عليهما أن يتوبا إلى الله دائماً وأن يحاسبا أنفسهما، وأن يحذرا المعصية من سب أو غيره.
الجواب: إذا كان شيئاً يسيراً لا تتبعه همة أوساط الناس ولا يلتفت إليه فلا بأس، مثل عصا لا قيمة لها، حبل لا قيمة له، درهمين إلى عشرة دراهم أشباه ذلك هذه أمرها سهل ولا حرج في أخذها، أما الشيء الذي له أهمية وله قيمة هذا عليه أن يعرفه لمعارفه في مجامع الناس: من له اللقطة الفلانية؟ من له الدراهم؟ من له البشت؟ من له النعل المعروف كذا يبين، يبين حتى إذا جاء من يعرف هذه اللقطة سلمها له، إذا عرف صفاتها الخاصة الدقيقة أعطاه إياها، أو أقام الدليل عليها وإلا فليدعها يأخذها غيره، أما أن يأخذ ولا يعرف لا، لابد أن يعرف اللقطة إذا كانت ثمينة لها أهمية في مجامع الناس كل شهر مرتين ثلاث حتى يكمل السنة، فإذا تمت السنة فهي له كسائر ماله، ومتى جاء صاحبها بعد ذلك أعطاه إياها ولو بعد مدة طويلة، أو يوكل من يعرفها إنسان ينادي عليها كل شهر مرتين ثلاث في مجامع الناس لعلها تظهر حتى يكمل السنة.
الجواب: إذا كان شيئاً مجرباً لا حرج، إذا كان مجرباً وأخذ منه مثلما يأخذ الناس من ماء زمزم لأنه ماء مبارك، فإذا وجد ماء قد جرب لعلاج بعض الأمراض فلا بأس أن يؤخذ منه.
الجواب: معناها أنه سبحانه غالب على أمره ولا يغلبه الناس بل ما شاءه كان ونفذ وإن لم يرض الناس، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]، وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ [الأنعام:112]، لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29]، فمشيئته نافذة سبحانه وتعالى، فإذا قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ فهذا كلام طيب والله سبحانه هو الغالب على أمره، يعني مشيئته نافذة، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]، فليس لأحد أن يغلبه، لا يغلبه أحد، بل ما شاءه نفذ وإن لم يرض الناس، وإن لم يرد الناس، سواء كان ذلك الشيء إماتة إنسان، أو نصر قوم أو هزيمتهم أو غير ذلك من الشئون أمره هو الغالب سبحانه وتعالى، أمره جل وعلا هو الغالب لأمر الناس لا يغلبه شيء جل وعلا.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
هل كلمة غالب صفة من صفات الله؟
الشيخ: صفة من صفاته سبحانه وتعالى.
الجواب: بالتوسل بجاه الله إلى الله سبحانه وتعالى: أسألك بجاهك العظيم، بعلمك العظيم، برحمتك، بإحسانك، بجبروتك، بعزتك، كله طيب ما فيه بأس، جاهه عظمته سبحانه وتعالى، فإذا سأل الله بذلك فلا بأس، اللهم إني أسألك بجاهك العظيم، بعلمك العظيم، بقدرتك، بعزتك أن تغفر لي، أن ترحمني.
أما سؤال الناس بالله تركه أولى، لا يسأل الناس بالله ولا بجاه الله، لا يقول: أسألك بالله أو بجاه الله أن تفعل كذا ترك هذا أولى وأحوط.
الجواب: هذا معناه ظاهر وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا [النساء:6]، وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا [النساء:81]، هو سبحانه وتعالى الحسيب بعباده والوكيل عليهم والكفيل لهم حسبنا الله ونعم الوكيل، وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا [النساء:6] وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا [النساء:81] سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن يخرج عن قدرته وعزته أحد سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً لا يمنعه أحد، بل قدره نافذ سبحانه في عباده صالحهم وطالحهم، فهو جل وعلا المتصرف في عباده كيف يشاء، لا راد لقضائه ولا غالب لأمره سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير.
المقدم: جزاكم الله خيراً، وهل تعتبر تلك الكلمات (شهيداً) و(حسيباً) و(ناصر) من صفات الله سبحانه وتعالى؟
الشيخ: هو الشهيد على عباده، إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [الحج:17]، يعلم أحوالهم ويشهدها، وهو حسيب عليهم كفيل لهم جل وعلا، حسبنا الله ونعم الوكيل، هو الكفيل وهو الحسيب جل وعلا، وهو الناصر نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الأنفال:40] سبحانه وتعالى، من نصره الله فهو المنصور، ومن خذله الله فهو المخذول، لا يجد الناس لهم من دون الله من ولي ولا نصير، ولهذا يقول جل وعلا: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ [آل عمران:160]، فالله جل وعلا بيده النصر وبيده الخذلان، وبيده العطاء وبيده المنع، وبيده الحياة وبيده الموت، فهو سبحانه المالك لكل شيء والمتصرف في عباده بما يشاء سبحانه وتعالى.
الجواب: المسلم إذا نذر نذوراً كلها طاعة وجب عليه الوفاء حسب طاقته صوماً أو صلاة أو صدقة إلا أن يكون ما نذره مكروهاً كصوم الدهر هذا يكفيه كفارة اليمين إذا كان النذر مكروهاً، أو يصلي بعد العصر، أو يصلي بعد صلاة الفجر؛ لأنها ليست محلاً للصلاة، يكفي فيه كفارة اليمين، أما إذا نذر وعاهد عهود طاعة ووجد شرطه فإنه يلزمه أن يوفي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، ولقوله سبحانه: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان:7]، ولأن المنافق هو الذي لا يوفي، المنافق إذا عاهد غدر وإذا نذر لم يوف، وإذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، فلا ينبغي للمؤمن أن يتشبه بأعداء الله المنافقين، فالواجب عليك الوفاء بما نذرت وعاهدت إلا عند العجز، إذا عجزت فاتقوا الله ما استطعتم، يقول الله جل وعلا: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، ويقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، فإذا كنت نذرت مثلاً صوم يوم الإثنين والخميس تصومين، وإذا أصابك مرض أفطرت وقضيت، وهكذا إذا نذرت الصدقة، إذا شفاك الله من المرض وعاهدت الله أن تتصدقي بمائة ريال بألف ريال بأكثر فافعلي، فإذا عجزت يبقى ديناً في الذمة فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] حتى تستطيعي ثم توفي، أما إذا كان الشفاء ما تم الشرط ما تم قلت: إن شفاني الله؛ ولكن ما تم الشفاء فليس عليك شيء حتى يتم الشفاء.
الجواب: عليك الوفاء بما حلفت كفارة الأيمان، إذا حلفت أيماناً ونقضتيها فعليك الكفارة، فإذا قلت: والله! ما أزور آل فلان يميناً مقصودة، والله ما أكلم فلاناً، والله ما ألبس هذا الشيء اليمين المقصودة عليك الكفارة، والفقراء موجودون، وإذا كنت عاجزة ما عندك مال تصومين ثلاثة أيام؛ لأن الله جل وعلا قال في كتابه العظيم: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ [المائدة:89]، ثم قال سبحانه: ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89].
فالواجب على الرجل والمرأة المسلم حفظ اليمين والحذر من التساهل، فإذا حلف على شيء أنه لا يفعله ثم فعله عليه كفارة يمين، أو حلف أنه يفعل هذا الشيء ولم يفعل حلف أنه يصوم يوم الإثنين، حلف أنه يزور فلان يوم كذا، حلف أنه يأكل من طعامه فلم يفعل عليه كفارة يمين، فإذا عجز لفقره صام ثلاثة أيام، والذي ينبغي أن تكون متتابعة، لأن جماعة من أهل العلم ذكروا ذلك شرطاً، وقرأ بعض الصحابة: (فصيام ثلاثة أيام متتابعة) فالمقصود أن الأحوط أن يصومها متتابعة.
الجواب: الواجب عليك الإعادة لأنه ما هو محل صلاة، بعد العصر وبعد الفجر ليس محل صلاة إلا ذوات الأسباب، الصلاة المشروعة فيه كالكسوف بعد العصر، تحية المسجد، صلاة الطواف، أما النذر فله أوقات أخرى في إمكانك أن تصلي في الليل الظهر والضحى، وإن كنت عينت الصلاة بعد العصر قلت: أصلي بعد العصر هذا نذر معصية عليك كفارة يمين عن هذه الصلاة؛ لأن نذر الصلاة بعد العصر وبعد الصبح نذر معصية لأنه ليس وقت الصلاة وقت نهي فعليك كفارة اليمين، كفارة النذر كفارة اليمين.
الجواب: هذا لا أعرف صحته لكنه مما يخشى على المسلم يخشى اتباع الهوى وطول الأمل، هذا مما يخاف على المسلم، فإن الإنسان إذا غلبه هواه أوقعه في المحارم والمعاصي قال تعالى: وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص:26]، وقال سبحانه: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ [القصص:50]، وهكذا طول الأمل يجرئه على المعاصي ويقول: أتوب بعدين، مطول الأمل ويجترئ على المعاصي ويرجو أنه يعيش طويلاً -بزعمه- حتى يتوب، فقد يهجم عليه الأجل ويحال بينه وبين التوبة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالمستحب للمؤمن قصر الأمل والحذر.
الجواب: العمرة عن الوالدة وعن الوالد قربة إذا كانا متوفيين قربة وطاعة، وهكذا الحج عنهما، فإذا كانا ما حجا ولا اعتمرا وجب أن يحج عنهما من مالهما إذا كان لهما مال، فإن كان ما لهما مال شرع لأولادهما الحج عنهما والعمرة عنهما وهذا من البر والصلة كونه يعتمر عن والده الميت أو والدته، أما الحي فلا، إلا إذا كان عاجزاً إنسان كبير أو عجوزاً كبيرة فلا مانع من الحج عنهما.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر