مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب)، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات، تقول المرسلة: (س. ف) أختنا عرضنا بعض أسئلة لها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة تسأل سماحتكم وتقول: أبي تزوج امرأة وطلقها بعد أن أصبح له منها طفلة، ثم أرسل إليها بصك طلاقها، وهو راغب عنها سامح منها، ولكن أهلها قالوا: إنه لم يطلقها سوى طلقة واحدة، وهي طلقة الصك؛ لأنه عندما طلقها كانت عند أهلها، وبعد خمس سنوات ذهب أبي ليخطب لأخي من القرية التي بها زوجة أبي، فقال والد زوجة أبي لأبي: إذا أردت أن تراجع زوجتك فراجعها، فراجعها أبي، ومهر عليها مهراً جديداً، وهي الآن عند أبي وفي عصمته، أرجو الإفادة، هل يصح هذا الفعل؟ علماً بأن أبي عندما طلقها كانت زائرة لأهلها ولم يكلمها، بل طلقها عند الشيخ، وكان راغباً عنها، وقد أرسل مع الصك ورقة يطلب من والدها أن يزوجها إذا جاء من يطلب يدها، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فعلى أبيك أن يراجع المحكمة؛ ليسألها عما أشكل عليه، أو يتصل بي حتى أفهم ما وقع، ثم أخبره بما يجب، نسأل الله للجميع التوفيق.
الجواب: هذا من الشيطان، هذا العمل الذي أصابك من الوساوس، هذا كله من الشيطان، والله سبحانه يقول في كتابه العظيم: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200]، فالإنسان يستعيذ بالله من الشيطان، ويقول جل وعلا: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس:1-6].
فالواجب عليك أن تعوذي بالله من الشيطان، وألا تخضعي لعدو الله، بهذه الوساوس، إذا دخلت في الصلاة؛ فصلي الصلاة التي شرعها الله، كبري أولاً، ثم استفتحي بقولك: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، هذا أفضل الاستفتاح، وإن استفتحت باستفتاح آخر مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ كفى، ثم تقولين: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تقرئين الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2].. إلى آخرها، ثم تقرئين ما تيسر معها من السور والآيات، ثم تكبرين: الله أكبر، وتركعين في الهواء معتدلة، تضعي يديك على ركبتيك معتدلة، ورأسك حيال ظهرك، تقولي: (سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم)، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، ثم ترفعين رأسك، وتقولين: سمع الله لمن حمده. مرة واحدة، ثم تقفين مستقيمة وتقولين: ربنا ولك الحمد، بعد الاستقامة والوقوف: (ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد). وأنت واقفة مطمئنة خاشعة، وتضعين يديك على صدرك وأنت واقفة، قبل الركوع وبعده، وأنت واقفة، تضعين اليمنى على الكف اليسرى، على صدرك وأنت واقفة، قبل الركوع وبعده، ثم تنحطي للسجود، وأنت مكبرة: الله أكبر، تسجدين على الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأصابع الرجلين، معتدلة، ترفعين بطنك عن فخذيك، معتدلة، وتقولي: سبحان ربي الأعلى، ترفعين ذراعيك عن الأرض، تعتمدي على الكفين في الأرض: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، تدعين الله جل وعلا في السجود، الرب جل وعلا يحب الدعاء في السجود.
ومن أسباب الإجابة: الدعاء في السجود، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء).. تقول: (سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى)، (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره).. اللهم اغفر لي وارحمني.. اللهم أجرني من النار، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، اللهم أصلح قلبي.. تدعين الله بما تيسر، ثم ترفعين وتقولي: الله أكبر وتجلسين على رجلك اليسرى تفرشي اليسرى وتجلسين عليها، تنصبين اليمنى تقولين: رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي، وأنت مطمئنة.. اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني واجبرني وارزقني وعافني.. اللهم أصلح قلبي -لا بأس- وعملي، ثم تكبرين: الله أكبر، تسجدين للثانية السجدة الثانية، تقولين فيها: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، الأفضل ثلاث أو أكثر، والواجب مرة، سبحان ربي الأعلى مرة واحدة، لكن كلما كرر فهو أفضل، وأقل الكمال وأدناه ثلاث، ثم تدعين ربك في هذا السجود مثل ما فعلت في السجدة الأولى، (اللهم اغفر لي ذنبي كله: دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره)، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء، وإذا دعوت بدعاء آخر، قلت: اللهم أصلح قلبي وعملي، (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، اللهم اغفر لي ولوالدي؛ إذا كان الوالدان مسلمين، كله طيب في السجود، ثم تكبرين قائمة للركعة الثانية، تسمين بالله، وتقرئين الحمد وما تيسر معها، ثم تركعين مثل الركوع الأول سواء، وتطمئنين، وتضعي يديك على ركبتيك معتدلة، ورأسك حيال ظهرك، وتفرجين أصابعك على الركبتين، تجافين العضدين عن الجنبين، وأنت راكعة: (سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، ولو مرة، الواجب مرة واحدة سبحان ربي العظيم، والتكرار ثلاث أفضل، وما زاد فهو أفضل، وتقولين مع هذا: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) مثل ما تقدم، (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، وإذا قلت هذا طيب أيضاً في الركوع والسجود، كان النبي يقوله عليه الصلاة والسلام.
ثم ترفعين قائلةً: سمع الله لمن حمده، مثل الرجل، سمع الله لمن حمده، وأنت رافعة من الركوع، وبعد الانتصاب تقولين: ربنا ولك الحمد، أو (اللهم ربنا لك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما من شيء بعد)، والواجب: ربنا ولك الحمد، والباقي سنة، ثم تنحطين مكبرة: الله أكبر .. السجود، مثل ما فعلت في الركعة السابقة، سجدتين، في كل سجدة تقولي: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، وتدعين الله فيها، وتجلسين بينهما جلسة مطمئنة بين السجدتين، خاشعة مطمئنة على رجلك اليسرى، تنصبين اليمنى، تقولي: رب اغفر لي، رب اغفر لي، ثم بعد الرفع من السجدة الثانية: تجلسين للتشهد الأول، تقرئين التحيات، تعلمينها وتدرسينها: (التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الرجل والمرأة يقول هذا، على الرجل والمرأة جميعاً، (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله).
هكذا علم النبي الأمة عليه الصلاة والسلام، علم أمته هذا التشهد، والأفضل أن تصلي على النبي: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد)، كالرجل سواء، ثم تقومين للثالثة: في الظهر والعصر والمغرب والعشاء، تقومين للثالثة، وإن قمت قبل الصلاة، بعد قولك: (أشهد أن محمداً عبده ورسوله)؛ كفى، والرجل كذلك، لكن الأفضل الإتيان بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا التشهد، ثم القيام إلى الثالثة، تقومين مكبرة رافعة يديك عند القيام إلى الثالثة، كما ترفعين عند الإحرام عند التكبيرة الأولى، وعند الركوع وعند الرفع منه ترفعين يديك، مثل الرجل، تقولين عند الرفع: الله أكبر، عند الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه رافعة يديك عند التكبير، وعند التسميع سمع الله لمن حمده إذا رفعت من الركوع، عند قولك: سمع الله لمن حمده؛ تكوني رافعة يديك كالرجل، وعند القيام إلى الثالثة من التشهد الأول، ترفعين يديك مكبرة: الله أكبر، رافعة يديك كالرجل، ثم تكملين الصلاة، إن كانت أربع صليت الثالثة والرابعة، تقرئين الفاتحة فقط، تكفي الفاتحة.. الحمد، ثم بعد كمال الرابعة، تأتين بهذا التشهد: (التحيات لله.. إلى آخره)، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تقولي: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال )، تدعين أيضاً بعد هذا الدعاء -كالرجل-: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار .. اللهم اغفر لي ولوالدي، إذا كان والداك مسلمين اللهم أجرني من النار.. اللهم أصلح قلبي وعملي.. اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، كله طيب.. اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، كله طيب، كالرجل سواء، تدعين الله بما تيسر قبل السلام، ثم تسلمين تسليمتين عن اليمين والشمال: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، هذا المشروع، وهذا التسليم لا بد منه، فرض لا بد منه، وبذلك تمت الصلاة.
وإياك والوساوس، إذا فعلت هذا انتهى، لا تعيدين الصلاة، ولا تطاوعين الشيطان، ولا تعيدين القراءة، اعلمي إنه من الشيطان، إذا وسوس في قلبك أنك ما فعلت، قولي: كذبت في نفسك، كذبيه بنفسك، بقلبك، لا تطاوعينه، كملي الصلاة وانتهي منها ولا تعيدينها، ولا الوضوء، حتى الوضوء، إذا فرغت منه لا تعيدينه، ولا تطاوعي الشيطان، أنت تري أعضاءك قد غسلتيها والحمد لله، فالصلاة كذلك، إذا فعلت ما ذكرناه؛ فأنت قد صليت واتركي الوساوس، ولا تطاوعين عدو الله بإعادة الصلاة، بل اعلمي أنك بحمد الله انتهيت، وأن عدو الله إذا قال لك: ما صليت، أو ما فعلت كذا؛ فهو كذاب، فاحذريه، وقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولو في الصلاة، إذا أشغلك؛ قولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، تنفثي عن يسارك ثلاث مرات، وقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولو كنت في الصلاة، النبي صلى الله عليه وسلم علم بعض الصحابة، جاءه بعض الصحابة قال: (يا رسول الله! إن الشيطان قد لبس علي صلاتي، قال: اتفل عن يسارك ثلاث مرات، وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، قال الصحابي: ففعلت؛ فأذهب الله عني ما وجدت)، زالت الوساوس.
فأنت، وهكذا غيرك من الناس من الرجال والنساء، الذين يصابون بالوساوس؛ عليهم أن يحذروا عدو الله، وأن يتعوذوا بالله من الشيطان، وأن لا يعيدوا وضوءاً ولا صلاة، بل يكتفون بالمرة الواحدة، ولا يطاوعون الشيطان، إذا قال: ما فعلت، ما فعلت ، لا، يكذبه بقلبه، ويرغمه، ويستعيذ بالله من شره، ولا يطاوعه، هذا هو الواجب على كل مسلم ومسلمة، رزقنا الله وإياك الاستقامة، وأعاذنا وإياك من طاعة الشيطان، وأعاذنا أيضاً وجميع المسلمين من طاعة الشيطان.
الجواب: التطيب لا يفطر الصائم، إذا تطيب بدهن العود أو الورد في ثيابه، أو بالبخور في ثيابه؛ لا يفطر الصائم، الطيب مطلوب، وهكذا إذا غسل وجهه بالصابون أو بغير الصابون، لا يضره، لا يضر الصوم، لكن لا يتنشق الطيب.. البخور.. العود؛ لأن بعض أهل العلم يرى أنه يفطر؛ لأنه له نفوذ في الدماغ، فلا يدخن به في خشمه، يعني: لا يسعطه، إذا جعله تحت ثيابه، أو مر به وهو ما قصده؛ فلا يضره، وهكذا الأطياب الأخرى، يتطيب بدهن العود، دهن الورد.. إلى غير هذا، لا بأس، وهو صائم.
الجواب: إذا كنت في الحيض أو النفاس تقرئين عن ظهر قلب غيب، تقرئين لا بأس على الصحيح، تقرئين القرآن؛ لأن المدة تطول مدة الحيض والنفاس تطول، فلا بأس أن تقرأ الحائض والنفساء عن ظهر قلب غيب.
أما من المصحف، لا، لا تقرأ من المصحف، لكن إذا دعت الحاجة تراجع آية، أو بعض الآيات، يكون من وراء الحجاب، عن طريق القفازين، أو تلف على أيديها كي تراجع المصحف، حتى تعرف الآية التي غلطت فيها، لا بأس عند الحاجة.
أما الذي عليه الجنابة فلا يقرأ حتى يغتسل، لا من المصحف، ولا عن ظهر قلب حتى يغتسل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يقرأ وهو جنب، ويقول: (أما الجنب فلا، ولا آية)، يعني: حتى يغتسل.
أما حديث: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن)، فهو حديث ضعيف، والثابت: إنما هو في الجنب خاصة.
الجواب: المشروع للإمام والمأموم والمنفرد -لكل قارئ- أن يسمي، في الفاتحة وغيرها من السور، يبدأ بالتسمية، إلا براءة سورة التوبة، تبدأ بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لم يرد فيها التسمية، وأما بقية السور؛ فإنه يبدؤها: بسم الله الرحمن الرحيم، لكن في الصلاة يسر بها، ولو كانت جهرية؛ كالمغرب والعشاء والفجر، يسر بها ويبدأ جاهراً بـ(الحمد لله)، يبدأ بالحمد، كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر بها، والصحابة كانوا يسرون بها، فإذا أراد القراءة في المغرب والعشاء والفجر والجمعة؛ يسر بها، يسر بالتسمية، ويبدأ قول: (الحمد لله رب العالمين) جاهراً.
أما في الظهر والعصر، يسر بالجميع، وهكذا في الثالثة والرابعة من العشاء، والثالثة من المغرب يسر بالقراءة، لكن في الفجر والجمعة، والأولى والثانية من المغرب والعشاء يسر بالبسملة، ويجهر بالحمد، وبقية السور والآيات، هذا هو السنة، قال أنس رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم و
الجواب: الدعاء مشروع، لكن الأفضل يكون في آخر الصلاة قبل أن يسلم، هذا هو الأفضل، الرسول صلى الله عليه وسلم رغب في الدعاء في آخر الصلاة، لما علمهم التشهد (التحيات) قال: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)، وفي اللفظ الآخر: (ثم ليختر من المسألة ما شاء)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في آخر الصلاة قبل التسليم، هذا هو الأفضل، ومن الدعاء المشروع: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، بعد قوله: (أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال )، ومن الدعاء المشروع أيضاً في الصلاة في السجود، في آخر الصلاة، (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)، فإنها ثبتت النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله الصديق عن دعاء يدعو في صلاته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).
هذا الدعاء العظيم يدعى به: في السجود.. في آخر الصلاة.. بين السجدتين، كله طيب، دعاء عظيم، وهكذا: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، ومن عذاب القبر، كان النبي يدعو به في آخر الصلاة عليه الصلاة والسلام، وهكذا: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به أيضاً في آخر الصلاة، وإن دعا بغير هذا فلا بأس، وإن دعا بعد الذكر بعد السلام وبعد الذكر بدعوات بينه وبين الله، فلا بأس أيضاً، لكن يبدأ بالذكر، يستغفر ثلاثاً، حين يسلم، ثم يقول: (اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، ثم يذكر الله، يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون)، (اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، بعد الظهر، وبعد العصر، وبعد المغرب، وبعد العشاء، وبعد الفجر، بعد الجمعة، كل هذا سنة.
ويستحب مع هذا أن يقول: (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر) ثلاثة وثلاثين مرة، بعد هذا الذكر، بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، (سبحان الله والحمد لله والله أكبر)، ثلاثة وثلاثين مرة، علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ذلك، وأخبر أن في هذا الفضل العظيم، فيستحب لكل مؤمن وكل مؤمنة بعد كل صلاة، وبعد الذكر المتقدم أن يقول: سبحان الله والحمد لله، والله أكبر، ثلاثة وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ثم يختم المائة بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا من أسباب المغفرة.
ويستحب له أن يقرأ وبعد هذا الذكر: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).. إلى قوله: وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، ويقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، والمعوذتين أيضاً بعد كل صلاة، مستحب، ويكررها ثلاث بعد المغرب والفجر، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1].. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1].. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، يستحب أن تكرارها ثلاث مرات بعد الفجر وبعد المغرب، وعند النوم، سنة، أما بعد الظهر والعصر والعشاء مرة واحدة، كل هذا مستحب، ينبغي للمؤمن والمؤمنة الحرص على هذا الشيء في صلواته؛ لما فيه من الخير العظيم.
أما الحمد فلا يشرع قراءتها بعد الصلاة، ما ورد أنها تقرأ بعد الصلاة، (الحمد لله رب العالمين)، لا نعلم في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن تقرأ بعد الصلاة، وفق الله الجميع.
الجواب: هذه المسائل معاصي، حلق اللحية معصية، وقصها كذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى)، (قصوا الشوارب ووفروا اللحى؛ خالفوا المشركين)، (خالفوا المجوس).
هكذا التدخين لا يجوز؛ لما فيه من المضار العظيمة، هكذا الإسبال تحت الكعب لا يجوز للرجل، كل هذه معاص يجب الحذر منها، ولا يجوز للإمام ولا غير الإمام تعاطيها، وإذا كان يتعاطى هذا؛ كان حقاً على المسئولين عن المسجد أن يلتمسوا غيره، إذا لم يتب، والصلاة صحيحة، الصلاة خلفه صحيحة، لكن ينبغي للمسئولين عن المسجد أن يلتمسوا إماماً أصلح منه، والواجب عليه التوبة إلى الله من شرب التدخين، من الدخان.. من حلق اللحية.. من الإسبال؛ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أسفل الكعبين من الإزار فهو في النار)، الإسبال خطر عظيم، ومنكر كبير.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)، رواه مسلم في صحيحه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء؛ لم ينظر الله إليه يوم القيامة)، إذا كان خيلاء فهو أعظم في الإثم، وإن جره ما قصد خيلاء؛ كان محرماً ومن وسائل الكبر، ولكن يكون إثمه أخف من إثم المتكبر، وكله محرم، كله منكر، هذا هو الصواب، ولو ما قصد الخيلاء، ما يجوز له أن يسبل ثيابه، وهذا من وسائل الخيلاء، ومن الإسراف، ومن تعريض الثياب للنجاسات؛ فلا يجوز.
والتدخين شره عظيم، فالواجب تركه والحذر منه، وفق الله الجميع.
الجواب: أم خمسين لا تزال قوية، وليست من القواعد، ولا تزال النفوس تميل إليها؛ فالواجب عليها التستر، وعدم التكشف، الله يقول: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ، ثم قال سبحانه: وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور:60]، والقواعد: العجائز اللاتي ما لا يلتفت إليهن، ولا يتزين، أما بنت الخمسين فهي حتى الآن فيها بقية، فالذي ينبغي لها التستر، والواجب عليها التستر، وعدم التزين عند الرجال الأجانب، أما بين النساء فلا بأس، مثل غيرها من النساء، لكن عند الرجال تستر وجهها بالخمار.. بالنقاب، كفيها بثيابها؛ لأن هذا أبعد عن الفتنة، ولعموم قوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، أما العجوز التي لا تشتهى، ولا تتعاطى الملابس الجميلة؛ فلا بأس أن تبدي وجهها وكفيها، من غير زينة، من غير اكتحال ولا تزين، ولكن تسترها أفضل. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحة الشيخ! وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر