إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (430)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: المرسلة منيرة عبد الله من الرياض، أختنا تسأل وتقول: أرجو أن تشرحوا لنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا الحديث من الأحاديث الصحيحة قد خرجه مسلم رحمه الله في الصحيح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) معناه: أن المؤمن وهكذا المؤمنة إذا رأيا المنكر وجب تغييره باليد مع الاستطاعة، كالأمير في حدود صلاحياته، كالهيئة في حدود صلاحياتها، كالأب مع أهل بيته، والأخ مع أهل بيته، على حسب القدرة، كخمر يراق، آلة لهو تكسر، وما أشبه ذلك، فإن لم يستطع فبلسانه؛ يقول : يا عبد الله! هذا لا يجوز، يا أمة الله! هذا لا يجوز، الواجب ترك هذا الشيء احذروا، فالله حرم عليكم هكذا، هكذا يجب على كل مؤمن ومؤمنة، يقول الله جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، والمنكر ما نهى الله عنه ورسوله، والمعروف ما أمر الله به ورسوله، فإن لم يستطع المؤمن أو المؤمنة الإنكار باليد ولا باللسان فبالقلب، يكره بقلبه المنكر، يعلم الله من قلبه أنه يكرهه ويحب زواله ولا يحضر أهله، لا يحضر معهم، المجلس الذي فيه شرب الخمر لا يحضره، فيه آلات الملاهي، فيه الغيبة والنميمة لا يحضره، ما دام لا يستطيع الإنكار لا بيده ولا بلسانه، هذا هو معنى الحديث، وفق الله الجميع.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، إذاً كون إنكار المنكر درجات ينبغي لمنكر المنكر أن يتأمل تلك الدرجات حتى لا يقع في الخطأ؟

    الشيخ: نعم، عليه أن يتأمل حتى يقوم بما يلزمه، إذا كان ممن يستطيع كالهيئة المخولة في حدود تعليماتها أنكرت بالفعل، الأمير، الأب مع أهل بيته، السلطان، حسب القدرة، فالذي ليس عنده قدرة على الإنكار باليد ينكر باللسان يقول لا هذا لا يجوز، اتقوا الله! راقبوا الله! احذروا هذا الشيء! اتركوا هذا الشيء ونحو هذا، بالأساليب الحسنة التي يعني يترتب عليها ترك المنكر والقناعة بلزوم الحق، فإذا عجز باليد واللسان بقي القلب، يكره بقلبه ويعلم الله من قلبه كراهة المنكر، ولا يحضر أهله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088564861

    عدد مرات الحفظ

    777360677