مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول المرسلة حطة (ع. س. ف) من حوطة سدير أختنا رسالتها مطولة بعض الشيء وملخص ما في سؤالها الأول سماحة الشيخ السؤال: عن السحر وأهل السحر، إذ أنهم يعانون كثيراً من هذا الأمر كما تقول، ولاسيما وأنها تقول: لقد اكتشفنا أن إحدى أخواتي قد أصيبت بالسحر بعد أن تعطلت خطبتها، واضطرت للبحث عن علاج لهذا الموضوع، فأفادتها إحدى النساء بأنك مسحورة وأن مكان السحر تحت عتبة الباب، وتسأل سماحتكم كيف يتقى شر هؤلاء، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد دل القرآن الكريم وهو كلام الله عز وجل على أن السحر موجود، وبعضه تخييل وبعضه له حقيقة وأثر، ومن هذا قوله سبحانه في قصة موسى مع السحرة: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى [طه:66]، ومنها قوله جل وعلا في سورة البقرة: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة:102].
فالسحر حقيقة لكن بعضه تخييل وتلبيس ولا حقيقة له واقعية، كما جرى من السحرة فيما فعلوا من التخييل بالحبال والعصي، ويقع بعضه مؤثراً كما ذكرنا في سورة البقرة، أن السحرة يتعلمون من الملكين: مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]، لكن بإذن الله، ولهذا قال سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]، أي: بإذن الله الكوني القدري، فهذا يدل على أنه قد يقع منه ضرر وقد يحصل منه بسببه تفريق بين الرجل وزوجته، ولكن كثير من الناس قد يتوهموا هذا الشيء ويظنوا أنه سحر وليس بسحر ولكنها أوهام ووساوس.
والمشروع في مثل هذا توقي السحر بالتعوذات الشرعية، والأذكار الشرعية التي جعلها الله واقية منه، فالمشروع للمؤمن والمؤمنة توقي ذلك بالأسباب الشرعية، ومنها: قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم، ومنها قراءة قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، بعد كل صلاة، وبعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، وعند النوم ثلاث مرات، كل هذا من أسباب الوقاية من السحر ومن شر الشيطان.
ومن ذلك أيضاً: التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباحاً ومساءً ثلاث مرات، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ومن ذلك: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، وهو أن يقول صباحاً ومساءً: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات، إذا قالها لم يضره شيء: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، ثلاث مرات صباحاً وثلاث مرات مساءً، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عمر رضي الله عنه: (أن من قالها ثلاثاً صباحاً لم يضره شيء حتى يمسي، وإن قالها مساءً لم يضره شيء حتى يصبح).
ومن ذلك: أخذ ورقات سدر أخضر سبع ورقات تدق وتجعل في ماء ويقرأ فيها آية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وإذا قرأ الفاتحة أيضاً فحسن؛ لأن الفاتحة أم القرآن ولها شأن عظيم، وهي أفضل السور، ويقرأ في الإناء أيضاً آيات السحر سواءً في الأعراف أو من سورة طه وسورة يونس.
في الأعراف يقول جل وعلا: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ [الأعراف:118-119].
وفي سورة يونس يقول سبحانه: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:79-82].
ومن سورة طه يقول سبحانه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:65-69].
وينفث أيضاً في الماء: (رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) ثلاث مرات، (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) يعني: لا يترك سقماً، ويقول أيضاً: (بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك)، يسمي بسم الله أرقي فلاناً، (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك)، يقول ثلاث مرات كل هذا حسن، وإذا قال أيضاً: (أعيذه بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات فحسن.
ثم يشرب من هذا الماء حسوات ويتروش بالباقي، والغالب بإذن الله أنه يزول الأثر إن كان هناك سحر حقيقي يزول بإذن الله، وهكذا المحبوس عن زوجته ينفع هذا العلاج أيضاً، يتروش به يشرب منه ثلاث حسوات ويتروش بالباقي، فإن زال الأثر وحصلت العافية فالحمد لله، وإلا يشرع له أن يعيد المسألة مرتين أو ثلاث أو أكثر حتى يزول الأثر من سحر أو حبس عن الزوجة، والغالب أنه يزول بالمرة الأولى وقد يحتاج إلى مرة ثانية أو ثالثة والحمد لله، فالعلاج بحمد الله ميسر.
فأنا أنصح بهذا العلاج من ظن أنه مسحور أو أنه مصاب بعين أو محبوس عن زوجته والله جل وعلا جعل هذا من أسباب الشفاء سبحانه وتعالى، وإذا قرأ نفسه قرأ على نفسه آية الكرسي، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، ومسح على رأسه وصدره ووجهه عند النوم فهذا ينفع أيضاً، (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى قرأ في كفيه قل هو الله أحد والمعوذتين ينفث في كفيه ثلاث مرات يمسح في كل مرة على وجهه وصدره ورأسه) هذا ينفع بإذن الله، وإذا قرأ معها آية الكرسي فهي أيضاً من أسباب الشفاء.
كل هذه أدوية شرعية من أصيب بشيء مما يكره من مرض أو حبس عن زوجة أو ظن أنه مسحور أو وجد بغضاء بينه وبين زوجته فليستعمل هذا وهو عالم بإذن الله أن الله ينفعه بذلك، وليكن صادقاً في الرغبة فيما عند الله، يعلم أن الله على كل شيء قدير، وأنه سبحانه هو الشافي المعافي من كل سوء، وأنه متصرف في عباده كيف يشاء، فليحسن ظنه بربه، وليسأله سبحانه أن ينفع بالأسباب ويضرع إليه جل وعلا، وهو القائل سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]، فليضرع إلى الله صادقاً وليسأله أن يشفيه وأن يعافيه وأن ينفع بهذه الأسباب، وهو سبحانه الجواد الكريم القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، وهو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، نسأل أن يوفق المسلمين جميعاً لما في رضاه، وأن يشفي مريضهم من كل سوء، وأن يوفقهم لكل ما ينفعهم في الدين والدنيا.
الجواب: نعم. تتعوذ بالله جل وعلا من شر الحاسد، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق:5]، قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين بعد كل صلاة، وبعد المغرب والفجر ثلاث مرات، وعند النوم ثلاث مرات، هذا مما يتقى به شر الحاسد وشر كل شر، ينبغي أن يفعل هذا من الرجل والمرأة جميعاً، وهذا من أعظم العلاج الذي أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام. وإذا وجد ما يظن أنه أداة السحر تحت عتبة أو تحت منضد أو في سقف أو في غير ذلك إذا وجد يتلف، إذا وجد ما يظن أنه من أدوات السحر من شيء معقد أو شيء مما جعل في ظرف من الظروف أو في آلة من الآلات أو من يظن أنه من عمل الساحر يتلف، هذا من أسباب العافية أيضاً.
الجواب: يجب على كل مؤمن ومؤمنة تقوى الله سبحانه، وأن يحذر من ظلم أخيه أو أخته في الله، وعلى زوجة الأب وعلى زوجة الأخ وعلى كل مسلمة أن تتقي الله وأن تحذر الظلم لابنة زوجها أو أخت زوجها أو غيرهما، فنصيحتي للجميع تقوى الله وأن يحذر كل واحد وكل امرأة من الظلم بالقول والفعل، وعلى من ابتليت بشر من زوجة أبيها أو زوجة أخيها أو غيرهما أن تسأل الله العافية من شرهما، وأن تضرع إلى الله أن يكفيها شرهما، وتحرص على التعوذات الشرعية صباحاً ومساء، مثل: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) صباحاً ومساء ثلاث مرات وقراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد الصبح ثلاث مرات، وبعد المغرب ثلاث مرات، كل هذا من أسباب العافية من شر كل أحد.
كذلك مثلما تقدم: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباح ومساء هذا من أسباب العافية والسلامة من كل شر، ينبغي للمؤمن أن يعتادها والمؤمنة كذلك صباح ومساء، (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباح ومساء، من أسباب العافية من كل شر، شر النساء والرجال جميعاً، ومن شر المخلوقات الأخرى.
والنصيحة لكل مؤمنة ولكل مؤمن تقوى الله والحذر من ظلم الناس، والحذر من إيذاء الناس بقول أو فعل، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: الواجب على كل مؤمنة أن تقضي صوم رمضان إذا صادف الحيض في رمضان أو النفاس، عليها أن تفطر وعليها أن تقضي بإجماع العلماء، هذا واجب عند جميع أهل العلم، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان يصيبنا ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة)، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهن بقضاء الصوم إذا أفطرن في رمضان من أجل الحيض والنفاس ولا يأمرهن بقضاء الصلاة، والله خفف عن عباده سبحانه وتعالى، فالصلاة مكررة في اليوم خمس مرات، وفي قضائها مشقة، فمن رحمة الله وإحسانه جل وعلا أن أسقطها عن الحائض والنفساء مدة الحيض والنفاس فعلاً وقضاءً لا تفعل ولا تقضي رحمة من الله وإحساناً منه جل وعلا.
أما الصوم صوم رمضان فإنه أسقطه عن الحائض والنفساء فعلاً وقت الحيض ووقت النفاس لا تصوم لكن تقضي، إذا جاء الحيض في نهار رمضان تفطر وهكذا في النفاس تفطر ثم تقضي بعد ذلك بإجماع العلماء، فالواجب على جميع المسلمين التواصي بهذا والتناصح والتنبيه للنساء على هذا الأمر، وأنه واجب على المرأة أن تقضي أيام الحيض وأيام النفاس، التي أفطرتها في رمضان، ومن ترك ذلك فقد عصى الله ورسوله وخالف إجماع المسلمين وهو يستحق التأديب والضرب على هذا الأمر، تستحق المرأة إذا تركت ذلك التأديب من أبيها وزوجها وأخيها؛ لأن هذا منكر عظيم لا يجوز لها أن تدع قضاء الصوم، إذا أفطرت في رمضان بالحيض أو بالنفاس فإنه يجب عليها القضاء كما تقدم بالنص والإجماع.
الجواب: لا يجوز أن تعطى ذات الزوج من الزكاة وإنما يعطى الزوج، إذا كان الزوج فقيراً يعطى ما ينفقه على زوجته أما هي فلا تعطى؛ لأنها غنية بزوجها، وإذا كان زوجها لا يقوم باللازم ففي إمكانها أن تطلب المحكمة إنصافها أو من أوليائها حتى يناصحوه أو من جيرانها حتى يناصحوه، المقصود عليها أن تسعى في حل المشكلة من أي طريق، من طريق نصيحة الجيران أو الأقارب والأصدقاء، أو فيما بينها وبينه تخوفه من الله وتطلب منه أن يعطيها حقها، أما أن تعطى من الزكاة لا؛ لأنه كثير من النساء يتساهلن في هذا الأمر، قد تطلب من الزكاة وهي تلعب بالمال وعندها ما يكفيها، أو تشتري بها أشياء وحاجات لا ضرورة إليها، المقصود: أن الزكاة لا تدفع للزوجة ما دام عندها زوج هو المسئول عنها، لكن إذا كان فقيراً يعطى هو وهو الذي ينفق على زوجته.
الجواب: الواجب أن يعطى الفقير ما يسد حاجته سنته كلها، وإذا كان الفقير عنده ما يكفيه نصف السنة أعطي ما يكفيه لبقية السنة، وإذا كان صاحب الزكاة لا يعرف حاله ولكن يعلم أنه فقير فيعطيه ويكفي، يعطيه ما تيسر من الزكاة ويكفي، أما إذا كان يعرف حاله وعنده زكاة كبيرة يستطيع أن يعطيه ما يسده في العام فإنه يعطيه ما يسده في العام ويحرم على الفقير أن يسأل بعد ذلك، يكتفي بما أعطي ويحرم عليه أن يسأل زكاة بعد ذلك وهو عنده ما يكفيه من الزكاة التي وصلت إليه.
الجواب: ما في مانع، يشترون به بيتاً أو يستأجرون به بيتاً للأيتام لا بأس؛ لأن الحاجة ماسة إلى السكن.
الجواب: صلاة التسبيح ليست ثابتة، بل أحاديثها كلها ضعيفة، وكلها شاذة ومخالفة للصلاة الشرعية المحفوظة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالذي أوصي به جميع المستمعين أن لا يشتغلوا بها، وأن يصلوا الصلاة المعتادة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما صلاة التسبيح فأحاديثها كلها غير صحيحة عند أئمة الحديث المعروفين بالإتقان والعناية بهذا الأمر، هذا هو الصواب.
الجواب: ليس هذا بصحيح؛ لأن الإنسان محل الخطأ محل التقصير محل الجهل والضعف والنسيان، فإذا تاب توبة صادقة تاب الله عليه، وإذا ابتلي بالذنب مرة أخرى فليس استهزاءً بل عليه أن يتوب إلى الله توبة أخرى، وأن يبادر بالتوبة، وربنا عز وجل جواد كريم يتوب عليه إذا صدق في التوبة كما تاب عليه في الذنب الأول، وهو القائل سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، وثبت عن الله عز وجل أنه يقول سبحانه وبحمده في العبد الذي أذنب ثم تاب ثم وقع في الذنب مرة أخرى، يقول جل وعلا: (علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، ثم يقول: أشهدك أني قد غفرت لعبدي)يعني: مادام على التوبة الصادقة.
الجواب: الواجب أن تجيب حسب ما سمعت لا تزيد ولا تنقص إذا كنت ضابطاً للفتوى تقول: سمعت فلان أفتى بكذا وكذا، تنسب الفتوى إلى العالم الذي صدرت منه، إلا إذا كان المستفتي يستطيع أن يذهب إلى العالم وهو منه قريب وأنت تخشى أن يكون في كلامك شيء من الزيادة أو النقص فلا مانع أن تحتاط وأن ترشده إلى العالم حتى يسأله، أما إذا كنت ما عندك شك بل عندك يقين في الفتوى تخبره بها إخباراً أنك سمعت المفتي فلان قال كذا وكذا، أو العالم الفلاني قال: كذا وكذا، لأجل التعاون مع أخيك على الخير، والله يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، فأنت إذا أخبرته فقد أعنته على الخير وكفيته المئونة لاسيما وقد يكون العالم بعيداً عنه وقد يكون عليه مشقة في الذهاب إليه، فالحاصل: أنه لا بأس أن تخبره بالفتوى التي أتقنتها وضبطتها وحفظتها بنصها وتنسبها إلى صاحبها.
الجواب: كل ماء يجوز منه الوضوء والغسل فهو صالح للشرب، وايش المانع إذا كان طاهراً، إذا كان طهوراً صالحاً للغسل والوضوء من ماء الأمطار أو ماء الأنهار، أو ماء العيون أو ماء الآبار فكما يصلح للوضوء والغسل لا مانع من الشرب، إلا إذا كونه ماءً مالحاً من ماء البحار أو فيه مرارة هذا إلى الإنسان إن استطاع يحط فيه ما يحليه ويزينه، ويشرب منه، وإن كان ما يستطيع فلا بأس، المقصود: أنه ما صلح للوضوء والغسل جاز للشرب، إن كان به علة من مرارة أو ملوحة يمكن تعديله بشيء من المعدلات من الحلوى.
المقدم: أو بعض الحشرات مثلاً؟
الشيخ: الحشرات إذا كانت ما تنجسه ما تضره.
المقدم: لكن ربما تضر الإنسان إذا شرب؟
الشيخ: إذا كان يضره يتركه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الذباب في الشراب، فإذا وقع في الماء يغمس ويشرب لا بأس به.
المقدم: بعض المياه الراكدة تكثر فيها الديدان سماحة الشيخ؟
الشيخ: المقصود إذا كان الماء يضره لا يشرب منه، أما إذا كان لا يضره لكن فيه مرارة أو ملوحة يعدل فيه ويشرب، والحمد لله.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر