إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (444)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة الأخت المستمعة ناله العسيري من الطائف، أختنا عرضنا بعض أسئلة لها في حلقة مضت وبقي لها جمع من الأسئلة نعرض بعضها في هذه الحلقة فتسأل وتقول: ما حكم رفع اليدين في الحالات التالية: بعد الفراغ من صلاة الفريضة والنافلة؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فقد ثبتت السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن رفع اليدين من أسباب الإجابة وأنه من سنة الدعاء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا) وكان يرفع صلى الله عليه وسلم في الدعاء، ولما استسقى للمسلمين رفع يديه وبالغ في الرفع يدعو ربه أن يغيث العباد، وهذا من السنن في الدعاء، وهذا فيه مسائل كثيرة إذا طلب منه الدعاء رفع يديه ودعا عليه الصلاة والسلام، لكن المواضع التي وقعت في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يرفع فيها لا نرفع فيها، المسائل والأشياء التي وقعت في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يرفع فيها السنة أن لا نرفع فيها، وذلك مثل صلاة الفريضة ما كان يرفع إذا سلم من الفريضة فلا نرفع يدينا، إذا سلمنا نأتي بالأذكار الشرعية والدعوات الشرعية ولا نرفع الأيدي؛ لأن الرسول لم يرفع عليه الصلاة والسلام، هكذا بين السجدتين ندعو بين السجدتين ولا نرفع وهكذا في آخر الصلاة قبل السلام ندعو ونسأل ولكن لا نرفع؛ لأن الرسول ما رفع عليه الصلاة والسلام، وهكذا في خطبة الجمعة وخطبة العيد لا نرفع عند الدعاء في الخطبة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما رفع إلا في الاستسقاء، وما رفع في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد، والسنة أن نفعل كما فعل وأن نترك ما ترك عليه الصلاة والسلام هذه هو السنة.

    أما النافلة صلاة النافلة فمن شاء رفع ومن شاء ترك لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على هذا ولا هذا، فالأصل أن الرفع سنة، فإذا رفع بعد النافلة لكن يكون بعض الأحيان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان يفعل ذلك لنقل إلينا فلما لم ينقل عنه أنه كان يواظب على ذلك دل على أن الأمر فيه سعة، لكن إذا فعله بعض الأحيان بعد النوافل هذا لا بأس به.

    أما ما يعتاده بعض الناس من كونه كلما صلى النافلة رفع فلا أعلم له أصلاً وتركه أحوط وأولى؛ لأنه لو كان مفعولاً للنبي صلى الله عليه وسلم لنقل؛ لأنه صلى النافلة والناس شاهدون كثيرون فلم يرفع فدل ذلك على أنه ليس من عادته الرفع دائماً بعد النافلة قد يرفع في بيته ولا ندري، لكن مثل هذا يعمل فيه بالسنة العامة السنة العامة تدل على أن الرفع سنة عند الدعاء لكن يكون المؤمن تارة وتارة في النافلة، تارة يرفع أخذاً بالسنة بالسنة العامة، وتارةً لا يرفع؛ لأنه شوهد النبي صلى الله عليه وسلم صلى النوافل ولم يرفع بعدها عليه الصلاة والسلام، فيكون الإنسان يفعل هذا تارة وهذا تارة اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام وعملاً بالسنة العامة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088510521

    عدد مرات الحفظ

    777035829