إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (455)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول: المرسل أبو الحارث علي بن عطا المنان ، يقول: لدينا جماعة تأمر الناس بالخروج في سبيل الله، ويترتب على هذا الخروج أن يذهبوا إلى مسجد في أي حي، وبعد ذلك يقضون في المسجد ثلاثة أيام يقرءون في رياض الصالحين بدون شرح أو أي تعليق على الأحاديث، ثم بعد ذلك يخرجون في العصر يطرقون الأبواب ويقولون لأهلها: تعالوا في المسجد اسمعوا كلام الخير والإيمان، هل أثر ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

    فالاجتماع على الخير ومدارسة العلم والتفقه في الدين أمر مطلوب، ينبغي للشباب والشيب والرجال والنساء بذل المستطاع في طلب العلم والتفقه في الدين، من طريق الكتاب العظيم وهو القرآن والسنة المطهرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) متفق على صحته، ولقوله عليه الصلاة والسلام: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله -يعني: مسجد من مساجد الله- يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).

    هؤلاء الجماعة الذين يخرجون في سبيل الله للدعوة إلى الله والتعليم ويجتمعون في بعض المساجد لدراسة رياض الصالحين أو غيره من كتب العلم، هذا شيء لا بأس به وهو طيب، لأجل التعاون على طلب العلم والتفقه في الدين، وهكذا إذا خرجوا إلى قرية من القرى أو قبيلة من القبائل يدعونهم إلى الله ويرشدونهم إلى الخير فهو أمر مطلوب، قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الدعاة إلى القبائل للإرشاد والتعليم، وبعث مرة سبعين من القراء إلى بعض القبائل للتعليم والدعوة، فابتعاث طلبة العلم إلى القرى والقبائل والمدن للدعوة إلى الله، وتعليم الناس العقيدة الصحيحة وتعليمهم ما أوجب الله عليهم، ويحرموا ما حرم الله عليهم أمر مطلوب، لكن ضرب الأبواب على الناس هذا محل نظر ولا أعلم له أصلاً، لكن إذا نبههم الإمام في المسجد فيه محاضرة الليلة أو ليلة كذا أو ندوة هذا طيب، حتى يجتمعوا ويحضروا للفائدة، من باب التعاون على البر والتقوى، كما قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، وقال تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، فالأولى عندي أن لا يضربوا أبواب الناس وأن لا يذهبوا إلى الأبواب، ولكن إمام المسجد يخبر عنهم أن هناك محاضرة أن هناك ندوة في مسجد كذا بعد صلاة كذا، وهذا يكفي والحمد لله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088462338

    عدد مرات الحفظ

    776869495