إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (463)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    بطلان القول بأن زواج الشاب بالمطلقة يبيع نصيبه في الجنة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع السيد الأمير أحمد محمد مصري مقيم بالعراق حين بعث الرسالة، يقول في رسالته: هل صحيح أن زواج الشاب من مطلقة يبيع نصيبه في الجنة كما يشاع عندنا؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا القول لا أصل له بل هو قول باطل، يجوز للشاب أن يتزوج البكر، ويتزوج المطلقة، ولا شيء في ذلك، ولا حرج في ذلك، وهذا القول الذي بلغكم باطل ولا أساس له من الصحة.

    1.   

    حكم الطرق الصوفية إذا وافقت الحق

    السؤال: يقول: إنني سالك طريق مع شيخ خلوتي وإنني على علم ويقين أنه رجل طيب وتقي جداً جداً. ودائماً كل إنسان سلك معه طريقاً صار صالحاً وتاب، كما كان فيه من يحمل المنكر، وهذا السؤال بناءً على أنكم ذكرتم أن جميع الطرق الصوفية من البدع، أفيدوني أفادكم الله عن وضعي الذي أنا فيه، هل أستمر أم أتخلى عنه، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم جميع الطرق الصوفية من البدع، ولكن يقع فيها أشياء توافق الحق، فما وافق الحق وجب أخذه؛ لأنه وافق الحق لا لأنه من طريق خلوتي أو القادري أو الشاذلي أو فلان أو فلان، ما وقع في طرقهم من الخير يقبل؛ لأنه وافق الشرع، وما خالفه يترك، وإذا أردت أن نبين لك ما هو الخير والشر فاذكر لنا الطريقة التي أنت عليها واشرحها لنا في سؤال آخر وسوف نوضح لك ما هو الخير وما هو الشر، إن شاء الله.

    1.   

    حكم زكاة الأرض المعدة للاستعمال أو الإيجار

    السؤال: مستمع من جدة رمز إلى اسمه بالحروف (ع. س. ب) يقول في أحد أسئلته: اشتريت قطعة أرض وحوطتها بقصد الاستعمال أو الإيجار وحال عليها الحول دون أن أستعملها أو أؤجرها، هل تجب الزكاة والحال ما ذكر؟

    الجواب: لا زكاة فيها ما دمت أردتها للاستعمال أو التأجير فإنه لا زكاة فيها، لكن لو أجرتها تزكي الأجرة بعدما يتم عليها الحول، أما ما دمت ما أجرتها فلا شيء فيها، إنما الزكاة لو قصدت إعدادها للبيع وأنك تريد بيعها، فهذا تزكيها إذا حال عليها الحول، تزكي قيمتها عند أهل المعرفة، إذا حال عليها الحول، أما الأرض المعدة للاستعمال أو السكن أو ليزرعها أو للأجار فهذه ما فيها زكاة.

    1.   

    غسل الجنابة وإجزاؤه عن الوضوء

    السؤال: يقول: أقوم لصلاة الفجر وأغتسل من الجنابة إذا كانت، فهل يجزئ الغسل عن الوضوء والذهاب للصلاة؟

    الجواب: المشروع لك أن توضأ وضوء الصلاة، تستنجي ثم تتوضأ وضوء الصلاة ثم تغتسل، هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل، لكن لو نويت بالغسل هذا وهذا، نويت الحدث الأصغر والأكبر وأنه يقوم مقام الوضوء أجزأ على الراجح، ولكن الأفضل لك أن توضأ أولاً وضوء الصلاة، تستنجي ثم تتوضأ وضوء الصلاة ثم تكمل الغسل، هذا هو الذي كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    صفة صلاتي الضحى وتحية المسجد

    السؤال: مستمع من الجمهورية العراقية هو (أ. ن. ج. البياتي ) بعث برسالة عرضنا بعضاً من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: ما هي صفة صلاة الضحى؟ وكم عدد ركعاتها؟ وما وقتها؟ وما هي أيضاً صفة صلاة تحية المسجد؟

    الجواب: صلاة الضحى أقلها ركعتان، وإن صلى أربعاً أو أكثر فلا بأس، ليس لها حد محدود، وأكثر ما وقع عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمان ركعات، صلاها يوم الفتح، هذا هو الأفضل، إذا صلى ثنتين أو صلى أربعاً بتسليمتين، أو صلى ستاً، بثلاث تسليمات، أو صلى ثماناً بأربع تسليمات، أو صلى عشراً بخمس تسليمات لا لا بأس، كله طيب، وليس لها حد محدود.

    قال بعض أهل العلم: إن أكثرها ثمان، ولكن ليس عليه دليل، فليصل الإنسان ما يسر الله له، ثنتين أو أربعاً أو أكثر، يسلم من كل ثنتين هذا هو الأفضل، يخشع فيها ويطمئن، ويبدأ وقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح، إلى وقوفها قبل الزوال بنحو ربع ساعة أو ثلث ساعة تقريباً، هذا هو وقت الضحى، والأفضل إذا اشتد الضحى قبل الظهر بساعة أو ساعتين هذا هو الأفضل، وهي صلاة الأوابين، (حين ترمض الفصال) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صلاها قبل الظهر بساعة أو ساعتين كان هذا أفضل، وإن صلاها بعد ارتفاع الشمس كفى ذلك، وليس لها عدد محصور، يصلي ما يسر الله له ثماناً أو أكثر أو أقل.

    أما تحية المسجد فهي ركعتان فقط، إذا دخل المسجد في أي وقت يصلي ركعتين، حتى ولو كان الإمام يخطب يوم الجمعة لا يجلس حتى يصلي ركعتين، وحتى في وقت النهي، هذا هو الصواب، إذا دخل بعد العصر يريد الجلوس في المسجد لصلاة المغرب أو للدرس صلى ركعتين، أو بعد الفجر جاء للدرس أو ليجلس في المسجد إلى طلوع الشمس صلى ركعتين هذا هو الصواب.

    1.   

    دية المقتول خطأ

    السؤال: سؤاله عن مقدار الدية التي تعطى لأهل المقتول خطأ؟

    الجواب: الدية في الخطأ وفي العمد وشبه العمد كلها مائة من الإبل في حق المسلم، وهي تختلف أنواعها، والقضاة يعرفون أنواعها، والذي يبتلى بشيء من ذلك يراجع المحكمة وتعطيه الطريق المتبع، لكنها مقدرة الآن بمائة ألف ريـال في حق الرجل، وفي حق المرأة خمسين ألف ريـال، خطأً أو عمداً، لكن العمد فيه القصاص، وإذا اصطلحوا على شيء ولو أكثر من مائة من الإبل ولو على مليون لا حرج في العمد، أما الخطأ وشبه العمد ففيه مائة من الإبل فقط، أو قيمتها إذا تراضوا، وقيمتها الآن مقدرة عند المحاكم الشرعية بمائة ألف ريـال هذا الوقت، والمرأة لها خمسون ألف ريال، وقد يتغير الحال في المستقبل عند تغير أحوال الإبل، والذي يحصل له شيء من هذا في إمكانه مراجعة المحكمة الشرعية.

    1.   

    حكم بناء مسجد فوق مقبرة قديمة

    السؤال: أنا مواطن مسلم أقطن بقرية نائية في الجمهورية التونسية، توجد بها مقبرة مهجورة استعملها أجدادنا سابقاً، وهي الآن غير مستعملة لوجود مقبرة أخرى بنفس القرية، وقد اجتمع أهل البر والإحسان وتبرعوا بمشروع بناء مسجد، لكنهم لم يجدوا له مكاناً إلا تلك المقبرة، لكن هناك من اعترض وقال: لا يجوز بناء المسجد في المقبرة، أرجو أن توجهونا حينئذٍ كيف نتصرف جزاكم الله خيراً؟ وهل لنا أن نبني المسجد مكان تلك المقبرة القديمة؟

    الجواب: ليس لكم ذلك والمقبرة تبقى على حالها محترمة لا يدفن فيها أحد ولا تمتهن بالوطء والمشي عليها، ولا بإلقاء القمامة عليها، وإذا تيسر تسويرها بشبك أو بناء يحميها عن الامتهان كان هذا أولى.

    وأما المسجد فلا يبنى فيها إنما يبنى في غيرها، ولو بشراء أرض يشتريها أهل الحي ويبنوا عليها المسجد، أما البناء في المقبرة فلا يجوز.

    1.   

    حكم تشغيل القرآن عبر المسجل قبل الصلاة في المساجد

    السؤال: أيضاً يسأل عن تلاوة القرآن مسجلة قبل أوقات الصلاة بربع ساعة مثلاً، هل تجوز في مكبر الصوت في المسجد؟

    الجواب: في المسجد لا يفعل، كل يقرأ على حسب حاله، ولكن إذا فعلوه في بيوتهم أو في السفر، أو ما أشبه ذلك فلا بأس، أو اجتمعوا في المسجد بعض الأحيان وسمعوا القرآن مسجلاً لا بأس، أما أن يشغلوا الناس وقت انتظارهم للصلاة لا، يدعون الناس الذي يقرأ والذي يصلي الحمد لله، كونه يشغل المكبر بقراءة القرآن تركه أولى، ولا أعلم لهذا أصلاً، وفيه أيضاً مشغلة للناس، هذا يحب أن يقرأ وهذا يصلي تحية المسجد أو يصلي الراتبة.

    1.   

    حكم من قال لزوجته: (اذهبي إلى أهلك ...)

    السؤال: المستمع (ع. ع) من جمهورية مصر العربية ويعمل حين بعث الرسالة في المملكة يقول: لو قال الشخص لزوجته عندما يغضب منها: اذهبي إلى أهلك، أو عندما نرجع إلى بلادنا، كل واحد في طريقه، أو أنت على أهلك، وأنا على أهلي، فهل هذا يعتبر طلاقاً؟ وإذا تكرر أكثر من مرة مثلاً لو كان ثلاث مرات فهل تعتبر زوجته طالقاً وبائناً، مع العلم لو أنه يريد الطلاق لكان قال: علي الطلاق، أو أنت طالق، وكذلك لو كان يجهل تلك الألفاظ التي هي: اذهبي لأهلك، أو لا أريدك، أو ما شابه ذلك؟

    الجواب: ما دام لم يقصد الطلاق فلا شيء عليه، لابد أن يكون له نية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)، فإذا كان حين قال هذا الكلام: اذهبي إلى أهلك، أو كل يروح في طريقه أو ما أشبه ذلك وما أراد الطلاق فلا يقع طلاق، الأعمال بالنيات، أما إذا كان أراد الطلاق فإنه يقع به طلقة بقوله: اذهبي إلى أهلك، أو كل واحد منا في طريق إذا وصلنا إلى البلد وقصده الطلاق يكون طلقة واحدة، أو ما أنت في ذمتي، أو لا حق لي عليك، أو ما أشبه ذلك وقصده الطلاق يكون طلقة واحدة، أما إذا كان ما أراد الطلاق إنما أراد شيئاً آخر فهو على نيته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وإن قال: إني أريد طلاقك، أو إذا جئت البلد طلقتك هذا ما يصير طلاقاً، هذا وعد أو وعيد، فإذا جاء البلد فهو بالخيار متى شاء أن يطلق طلق.

    1.   

    مفهوم حديث: (كل قرض جر نفعاً فهو ربا)

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين بعث برسالة يقول فيها: أرجو أن تتفضلوا بشرح الحديث التالي: يقول صلى الله عليه وسلم: (كل قرض جر نفعاً فهو ربا).

    الجواب: الحديث المذكور ضعيف عند أهل العلم وليس بصحيح، ولكن معناه صحيح عند العلماء، معناه: أن القروض التي تجر نفعاً ممنوعة بالإجماع، فإذا أقرضه ألف ريال على أنه يعطيه سيارته يستمتع بها شهراً أو شهرين، أو على أنه يسكن في بيته، أو على أنه يعطيه أرضه يزرعها حتى يرد عليه الدراهم، فهذا لا يجوز عند جميع أهل العلم، أو قال: أقرضك ألف ريال على أن ترد علي ألفاً ومائة، أو ألفاً وخمسين، هذا لا يجوز؛ لأن القرض إرفاق وإحسان فلا يجوز فيه الزيادة ولا شرط الزيادة، لكن لو رد إليه زيادة من دون شرط، لما قضى أعطاه بعض الشيء عند القضاء من دون شرط فلا بأس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن خيار الناس أحسنهم قضاءً)، فإذا استقرض منه مائة ألف ويوم ردها عليه أعطاه مائة ألف وزيادة فلا حرج من دون شرط، ومن دون مواطأة، أو اقترض منه سناً صغيرة فأعطاه سناً كبيرة، اقترض منه جذعاً فأعطاه ثنياً لا بأس، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

    فالمقصود أن الزيادة من دون شرط من باب المعروف لا حرج فيها: (إن خيار الناس أحسنهم قضاءً)، عند الرد، أما ما دام القرض في يده وهو عنده، فإنه لا يعطيه زيادة ولا يجوز لصاحب القرض أن يأخذ زيادة، لا مشروطة ولا عند التواطؤ إلا أن يحسبها من القرض، إلا إذا كان بينهم عادة وبينهم هدايا تمشي على حالها العادية.

    1.   

    معنى حديث: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)

    السؤال: أيضاً يطلب شرح هذا الأثر: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً).

    الجواب: هذا حديث صحيح شرحه النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، هذه كلمة تقولها العرب، وكان العرب عندهم تعصب ينصرون أصحابهم وإن ظلموا، واشتهر عندهم هذا: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، فلما قاله النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: (يا رسول الله! كيف أنصره ظالماً؟ قال: تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه)، نصر المظلوم واضح، لكن نصر الظالم معناه: منعه من الظلم وحجزه عن الظلم فإذا أراد أن يضرب أحداً تقول: لا، قف تمسكه، وإذا أراد أن يأخذ مال أحد تمسكه فهذا نصره، إذا كان لك استطاعة تمنعه من ذلك، هذا نصر الظالم، تعينه على نفسه وتنصره على شيطانه وعلى هواه الباطل.

    1.   

    ما يقرأ المسلم من آيات عند النوم

    السؤال: المستمع رزيق بن مصلح الحليفي بعث برسالة ضمنها جمعاً من الأسئلة، يسأل في أحدها عن قراءة آية الكرسي والمعوذات وسورة الإخلاص عند النوم، وبعد الصلوات بأي ذلك يبدأ جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بعد الصلاة يبدأ بآية الكرسي ثم يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين هذا ظاهر النصوص، وكذلك في النوم يقرأ آية الكرسي ثم يقرأ السور، وإن بدأ بهذا قبل هذا لا يضر والحمد لله، الأمر واسع، سواءً قرأ السور قبل ثم آية الكرسي أو بدأ بآية الكرسي، وهكذا بعد الصلاة، الأمر واسع، وإن بدأ بآية الكرسي؛ لأنها في أول القرآن، ثم قرأ السور الثلاث لأنها في آخر القرآن كان هذا حسناً، من باب الترتيب.

    1.   

    حكم إعطاء الأولاد مالاً لأجل المواظبة على الصلوات

    السؤال: هل من يعطي الأولاد مبلغاً من المال من أجل أن يواظبوا على الصلوات والتهليل والتكبير لله سبحانه، هل هذا العمل جيد ومشروع؟

    الجواب: لا حرج في ذلك إذا كان ليس حيلة لتفضيل بعضهم على بعض، إنما هو لأجل تشجيعهم على الخير، فهذا في الغالب شيء يسير ويعفى عنه، لأن هذا من باب التشجيع على الخير والمعاونة عليه، أما إذا كان عطايا لها أهمية يفضل بعضها على بعض فلا، أما إذا كانت أشياء طفيفة للتشجيع فلا بأس إن شاء الله.

    1.   

    حكم الزكاة في الماشية المعلوفة

    السؤال: الماشية التي يقوم صاحبها بعلفها، هل عليها زكاة أو لا؟

    الجواب: إذا كانت لا ترعى غالب الحول فليس فيها زكاة؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام شرط أن تكون سائمة وهي الراعية، إلا إذا كانت معدة للبيع وللتجارة فيزكيها ولو كان يعلفها، يزكيها كل سنة حسب قيمتها، أما إذا كانت للدر والنسل والانتفاع بها في لبنها وصوفها وليست للبيع فلا زكاة فيها إذا كانت غالب الدهر على العلف.

    1.   

    حكم إعطاء الزكاة للأخ أو أبناء الأخ

    السؤال: من أعطى زكاته إلى أخيه أو أبناء أخيه وهم في حاجة وعليهم دين، وهما لا يشاركون المزكي هل يجوز أم لا؟

    الجواب: نعم إذا أعطى أخاه أو أولاد أخيه وهم فقراء لا بأس؛ إذا كانوا مستقلين وليسوا شركاء له.

    1.   

    بطلان وصية الشيخ أحمد المنامية

    السؤال: رسالة مطولة وصلت إلى البرنامج من المستمع ( مفتاح . أ. و) من ليبيا، ضمن الرسالة صورة لتلك الوصية التي يقول صاحبها: إنه الشيخ أحمد ، ويبدو أيضاً أن هذه الوصية المزعومة شيخ عبد العزيز وصلت إلى ليبيا، فهل من كلمة لأولئكم؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: هذه الوصية تذاع من مدة طويلة من عشرات السنين، وقد كتبنا فيها من مدة طويلة حين كنت في الجامعة وبعد ذلك، وأنها منكرة وأنها باطلة ولا أساس لها، فهي مكذوبة على الشيخ أحمد ، وهي مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، لا أساس لها، بل هي باطلة، ويقول فيها: وزعها ومن لم يوزعها ومن لم يكتبها يجري عليه كذا ويحصل له كذا، ومن وزعها يحصل له كذا، كل هذا باطل وكل هذا لا أساس له.

    فالواجب على من وجدها أن يحرقها ويتلفها، وقد كتبنا فيها رسالة توزع من قديم في بيان إنكارها وبطلانها.

    1.   

    حكم الصلاة بدون إقامة

    السؤال: مستمع بعث إلى البرنامج يسأل جمعاً من الأسئلة من بينها سؤال عن الصلاة بدون إقامة، هل تصح أو لا؟

    الجواب: نعم تصح، ولكنه يأثم إذا ترك الإقامة، لأن الإقامة فرض كفاية، فإذا تركها يأثم ولكن الصلاة صحيحة، وهكذا الأذان فرض كفاية، فلو صلوا بلا أذان ولا إقامة صحت صلاتهم ولكن يأثمون؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بالأذان والإقامة.

    1.   

    حكم الهدية المقدمة للطبيب بعد علاجه المريض

    السؤال: المستمع خليل إبراهيم عبد الرحمن الربيع من الأحساء. العيون بعث يسأل عن الهدية التي تعطى للطبيب بعد قيامه بالعلاج، هل هي مشروعة أو جائزة أو محرمة؟

    الجواب: إذا كان بعد العلاج وبعد النهاية فلا نعلم فيها شيئاً، وتركها أولى إذا كان يعمل للحكومة؛ لئلا يجره ذلك إلى تخصيصه بالاجتهاد دون بقية الناس، أما إذا كان طبيباً لنفسه فهذا بالأجرة التي تعاقد معه عليها أو بما يشاء من الأجرة، يعطيه إذا كان ما شرط له شيئاً، أما إذا كان في مستشفى الحكومة.. مستوصف الحكومة، فلا يعطى شيء، لكن لو أعطاه بعد الخلاص وبعد النهاية من دون وعد ومن دون شيء لعله لا حرج، لكن تركه أحوط حتى ولو بعد ذلك؛ لأنه قد يتفق معه على ذلك من الداخل قد يخص المريض بعناية ويهمل المرضى الآخرين، فالذي أراه أنه لا يعطيه شيئاً ولو بعد الفراغ، سداً للباب وسداً للحيل، فلا ينبغي أن يعطيه شيئاً بل يدعو له بالتوفيق والإعانة بأن يقول: جزاك الله خيراً، يسأل الله له الإعانة والتوفيق، هذا كلام طيب.

    1.   

    حكم صيام رمضان بثبوت الرؤية عند دولة إسلامية أخرى

    السؤال: المستمع (م. ب) من الجمهورية التونسية بعث يسأل ويقول: هل يجوز صيام شهر رمضان عند رؤية الهلال في دولة إسلامية أخرى قبل الرؤية في دولتنا؟

    الجواب: تصوم مع دولتك إذا كانت الدولة تصوم، أما إذا كانت الدولة لا تصوم، تصوم إذا ثبت الهلال عند أي دولة من الدول الإسلامية وأعلنوه بالرؤية تصوم معهم، أما إذا كانت دولتك تصوم فتصوم معها وتفطر معها والحمد لله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الصوم يوم تصومون، والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون)؛ لأن الاختلاف قد يفضي إلى شر بينك وبين جماعتك.

    1.   

    حكم سقي الأشجار المثمرة بمياه المجاري

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات من المملكة الأردنية الهاشمية بعثت برسالة مطولة ملخص ما فيها: حكم سقي الأشجار المثمرة بمياه المجاري، هل هو جائز أو لا؟

    الجواب: إذا كانت المياه نقية وقد زال عنها أثر النجاسة لا ريح فيها ولا طعم ولا لون فلا بأس، أما ما دامت خبيثة فلا يسقى منها الشجر ولا الزرع، وإذا كانت نظفت وزال عنها ريح النجاسة ولونها وطعمها فلا حرج في ذلك، تشرب وتسقى بها الزرع، والنخيل أيضاً.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)

    السؤال: المستمع فيصل الوهيبي يقول: أرجو أن تشرحوا لي قول الحق تبارك وتعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79].

    الجواب: معناها: أن ما أصابك من حسنة فمن الله، هو الذي تفضل بها عليك وهداك لها وأعانك عليها، وهو المتفضل سبحانه وهو الجواد الكريم، وقد سبق بها القدر، ومع هذا تفضل عليك فأعانك عليها وهداك لها، حتى فعلتها من صلاة وغيرها، وما أصابك من سيئة فمن نفسك من معصية أو غيرها فمن أسباب نفسك، من معاصيك أو تساهلك وعدم قيامك بالواجب، وقد سبق في علم الله أنها تقع، لكن أنت بأفعالك كنت السبب في وقوعها، من معاصيك أو تفريطك وعدم أخذك بالأسباب الشرعية، فإذا أخذ مالك، سرق مالك؛ لأنك ما قفلت الباب أو ما فعلت ما ينبغي من حراسته فأنت السبب، وكذلك إذا وقعت في المعصية فأنت السبب؛ لأنك أنت الذي فعلتها وأنت الذي تساهلت فيها، وأنت الذي سعيت إليها، وإن كانت بقدر سابق لكن هي من أسبابك، أنت لك أسباب، لك فعل، لك قدرة، لك عقل، (فمن نفسك) وإن كانت بقدر الله، ولهذا بعدها: قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء:78] يعني: بقدر الله، لكن الطاعة من فضله والمعصية من أسباب تفريطك وأسبابك الأخرى التي تساهلت بها، حتى وقعت المعصية أو وقع المرض أو وقعت السرقة أو وقع الهدم أو الانقلاب أو ما أشبه ذلك.

    1.   

    معنى قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)

    السؤال: مستمع بعث برسالة ضمنها جمعاً من الأسئلة، ووقع في نهاية رسالته بالحروف (ع. غ. ع) من الجمهورية العراقية، يقول: فسروا لنا قول الحق تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:116].

    الجواب: هذه الآية على ظاهرها، يخبر سبحانه أنه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، إذا مات يسب الدين، يسأل الأموات ويستغيث بهم أو بالملائكة أو بالجن أو بالأصنام ويدعوهم، يسألهم النصر، يسألهم الغوث، شفاء المرضى، إلى غير هذا، هذا إذا مات على هذا لا يغفر له بل هو إلى النار نعوذ بالله، وهكذا على الصحيح لو مات تاركاً للصلاة لا يغفر له؛ لأنه مات على الكفر بالله، أو مات جاحداً للصلاة جاحداً للزكاة جاحداً لصيام رمضان جاحداً للحج مع الاستطاعة يكون إلى النار ولا يغفر له نعوذ بالله، أو مات يسب الدين أو يستهزئ بالدين، أو ينكر الآخرة الجنة أو النار، هذا كله كفر بالله وشرك به سبحانه، من مات عليه فإنه لا يغفر له أبداً نسأل الله العافية، بل له النار أبد الآباد.

    أما من مات على المعصية وهي التي دون الشرك، مات على الزنا ما تاب منه، أو على الخمر، أو على الربا، أو العقوق لوالديه أو أحدهما، أو قطيعة الرحم، أو ما أشبه ذلك من المعاصي ولم يتب، هذا تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له سبحانه بتوحيده وإسلامه وطاعته الأخرى، وإن شاء ربنا سبحانه أدخله النار وعذبه فيها على قدر المعصية التي مات عليها، ثم يخرج من النار إلى الجنة بعدما يمحص في النار ويطهر.

    والناس في النار على حسب أعمالهم، العصاة إذا دخلوا النار على حسب أعمالهم، منهم من تطول مدته ويخلد فيها خلوداً له نهاية، ومنهم من لا تطول مدته لقلة معاصيه إذا دخل النار، قال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ [الفرقان:68-70] فذكر أنه يخلد المشرك والزاني والقاتل، لكن الخلود مختلف: خلود المشرك لا ينتهي أبداً، وخلود القاتل إذا كان ما استحل القتل والزاني إذا كان ما استحل الزنا، بل مات على معصية هذا خلود له نهاية، إذا انتهت المدة التي أرادها الله خرج من النار، بعد التطهير والتمحيص.

    وهكذا قوله جل وعلا: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93] هذا جزاؤه إن جازاه.. وإن عفا عنه سبحانه فهو العفو الغفور، وإن جازاه لأنه مات على التوحيد والإيمان لكنه قاتل فهذا لخلوده نهاية، ما هو بمثل خلود الكفار بل خلوده له نهاية، إذا انتهت المدة أخرجه الله من النار بتوحيده وإسلامه الذي مات عليه، وهكذا بقية العصاة إذا دخلوا النار لهم مدة ينتهون إليها ثم يخرجون، إما بشفاعة الشفعاء كالنبي صلى الله عليه وسلم أو بشفاعة الملائكة أو الأفراط أو المؤمنين، وبعضهم يخرج بدون شفاعة أحد بل برحمة الله فقط، إذا مضت المدة رحمه الله وأخرجه سبحانه من دون شفاعة أحد.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى؛ على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم جميعاً ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768285193