مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: مع مطلع هذه الحلقة نعود إلى رسالة الأخوات من الجمهورية اليمنية (أ. و. ن. د. الأحمدي )، الأخوات عرضنا بعض أسئلتهن في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة لهن سؤالان.
السؤال الأول يقول: ما حكم جلوس الفتاة المسلمة مع أبناء عمها مع وجود الأهل ولباسها للحجاب الشرعي مع كشف الوجه فقط؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا حرج في جلوس المرأة مع بني عمها وأقاربها في المجلس الذي يجتمعون فيه لشرب القهوة أو الشاي أو نحو ذلك، لكن بشرط الحشمة والحجاب وعدم الفتنة، ومن الحجاب ستر الوجه وعدم كشفه، هذا لا بأس به إذا كانوا جماعة، أما مع الواحد فلا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)، فليس لها أن تخلو بواحد من بني عمها أو غيرهم من غير محارمها، لكن إذا جلست مع جماعة مع أهلها أو مع أزواج أخواتها أو إخوة زوجها، محتشمة بعيدة عن الفتنة، متسترة مخمرة وجهها وبدنها فلا حرج في ذلك لتناول السلام بينهم والحديث بينهم فيما يهمهم من غير إبداء شيء من الزينة، ومن غير إبداء شيء مما يضر من الكلام السيء الذي يوجب الفتنة، الحديث العادي الذي لا حرج فيه.
الجواب: لا أعلم عن هذا الكتاب شيئاً، من ألفه؟
المقدم: للدكتور إبراهيم الجمل .
الشيخ: ما أعرف عنه شيئاً.
الجواب: لا أعرف عنه شيئاً.
الجواب: هذا كتاب لا بأس به جيد. عقيدة المؤمن طيب، وهكذا ننصح الأخوات بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، وأعظم من ذلك وأكبر أنصحهن بالقرآن، العناية بالقرآن الكريم والإكثار من تلاوة القرآن، فهو كتاب الله العظيم، وهو أصل كل خير، وهو ينبوع السعادة.
فأنصح كل مؤمن وكل مؤمنة بالعناية بكتاب الله، والإكثار من تلاوة كتاب الله أكثر من كل شيء، مع التدبر والتعقل والاستفادة، وسؤال الله التفقه في معانيه، وأن يبصر القارئ في معانيه ويعلمه ما ينفعه، مع سؤال أهل العلم عما أشكل ومطالعة كتب التفسير حتى يستفيد المؤمن والمؤمنة.
وهكذا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي الوحي الثاني وهي المفسرة للقرآن، فهي مقدمة بعد القرآن على كل شيء، مثل صحيح البخاري صحيح مسلم والكتب المختصرة من ذلك، مثل بلوغ المرام، مثل عمدة الحديث، مثل منتقى الأخبار، كل هذه كتب مفيدة وعظيمة تنفع المؤمن، والمؤمن والمؤمنة إذا أشكل عليهما شيء يسألان أهل العلم، ويراجعان كتب الشروح التي تكلمت على الأحاديث الضعيفة حتى يستفيد الجميع.
ولا مانع من قراءة كتب أهل العلم المفيدة التي عرف أهلها بحسن العقيدة، مثل كتب شيخ الإسلام: ابن تيمية وابن القيم، وكتب أئمة الدعوة كالشيخ: محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه وأنصاره، مثل كتاب التوحيد، مثل كشف الشبهات، ثلاثة الأصول، آداب المشي إلى الصلاة، مختصر السيرة النبوية، كل هذه للشيخ: محمد رحمه الله، مثل العقيدة الواسطية لـشيخ الإسلام ، التدمرية، الحموية لشيخ الإسلام: ابن تيمية ، مثل كتاب الإيمان له أيضاً، منهاج السنة له أيضاً، الفتاوى المعروفة، مثل زاد المعاد لـابن القيم رحمه الله، شفاء العليل لـابن القيم رحمه الله، إعلام الموقعين لـابن القيم رحمه الله، حادي الأرواح له أيضاً، وهكذا كتبه الأخرى كلها مفيدة وجيدة.
وهكذا كتب أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة، مراجعتها والاستفادة منها أمر طيب ومطلوب، ولكن تكون العناية بالقرآن وبالأحاديث أكثر وأكبر وأعظم.
الجواب: الواجب نصيحته وإنكار عمله السيئ وهو ترك الصلاة، فإذا استجاب فالحمد لله وإلا فالواجب هجره ومقاطعته حتى يصلي؛ لأن ترك الصلاة منكر عظيم بل كفر أكبر على أصح قولي العلماء، فلا يجوز التساهل معه بل يجب أن ينصح ويوجه ويبين له عظم الخطأ في عمله السيئ، ولا يعطى من الزكاة حتى يسلم ويصلي.
أما صدقة التطوع إذا أعطاه من باب الترغيب ومن باب الدعوة إلى الله، كما يعطى الكافر المعاهد والذمي من صدقة التطوع فلا بأس من هذه الحيثية.
الجواب: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ [الذاريات:22] يعني: من عند الله جل وعلا هو الرزاق سبحانه وتعالى، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:58] هو الذي يرزق عباده ويقدر لهم ما شاء سبحانه وتعالى، هذا يربح في زراعته وفي تجارته وفي أعماله، وهذا يخسر كثيراً وهذا يخسر قليلاً فهو المقدر سبحانه وتعالى، وهو الموفق والهادي والرزاق جل وعلا، فالرزق منه سبحانه وتعالى، وهو الذي ينزل الأمطار ويكون بها الأرزاق الكثيرة أيضاً، وفي الأرض تنبت الخيرات بسبب الأمطار من الثمار والفواكه والزروع وغير ذلك، وفيها الحيوانات النافعة المباحة، وفيها غير ذلك مما ينفع الناس، كلها من رزق الله سبحانه وتعالى.
وفي الأرض أيضاً طلب الرزق بالتجارة والبيع والشراء، والأعمال الأخرى التي يعملها الناس في الخياطة في التجارة في النجارة في عمل البناء، في غير هذا، كل هذه من أسباب الرزق، لكن الرزاق في السماء هو الله وحده سبحانه وتعالى.
وقوله تعالى: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا [الملك:15] هذه الآية لطلب الرزق، يمشي في الأرض، يسافر إذا دعت الحاجة، يطلب الرزق في التجارة وفي غيرها، وهكذا يخرج من بيته إلى كذا وإلى كذا يطلب الرزق إلى العمل، هذا يخرج يعمل في البناء، هذا يخرج يعمل في المزرعة، هذا يخرج يعمل في كذا يطلب الرزق.
الجواب: إذا كان شيء مقابل ما أنفقته في تحصيل ما ينفعهم، أما إحضارهم لتأخذ مالاً منهم فلا يصح ولا يجوز هذا.
لكن إذا أحضرتهم وأحسنت إليهم وسعيت في طلب الإقامة لهم وهم طيبون أخيار فلا بأس، وليس لك أن تأخذ إلا بقدر ما صرفت عليهم في طعامهم وشرابهم، أو في شراء حاجات لهم، أو غير هذا مما تصرفه في حاجاتهم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، الواقع سماحة الشيخ هناك ما يسمى بالاتجار بالعمال توجيهكم؟
الشيخ: الاتجار بالعمال لا يجوز، وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء بمنع ذلك، وأن الواجب أن لا يستقدموا إلا على الطريقة التي أوضحتها الدولة وبينتها الدولة، فمن أراد أن يستقدم فعليه أن يسلك الطرق التي رسمتها الدولة، حتى لا يضر نفسه ولا يضر المسلمين.
الجواب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان سنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا له: (يا رسول الله! إن المؤذنين يفضلوننا قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله فأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) رواه مسلم في الصحيح، وفي صحيح البخاري رحمه الله عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)، وهذا فضل عظيم، زاد البيهقي بإسناد صحيح: (إنك لا تخلف الميعاد).
فالمقصود: أن الصلاة عليه في جميع الأوقات مستحبة وفيها خير عظيم، قال الله جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، ويقول صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل علي) صلى الله عليه وسلم، ويصلى عليه في آخر الصلاة بعد التشهد الأول وبعد التشهد الأخير، يقال: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) في التشهد الأخير، وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم، وقال بعضهم: إن ذاك ركن، أما في التشهد الأول فيستحب على الصحيح استحباباً فقط ثم يقوم للثالثة.
فالمقصود: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة مشروعة، بعد الأذان وفي التشهد الأول وفي التشهد الأخير وعند ذكره عليه الصلاة والسلام وفي جميع الأوقات.
الجواب: هذا الحديث خبر موضوع لا أصل له.
الجواب: هذا الخبر عن عائشة لا أعلم له أصلاً، ولكنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقرأ في سنة الفجر قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وفي سنة المغرب أيضاً، وفي ركعتي الطواف كان يقرأ بهاتين السورتين بعد الفاتحة عليه الصلاة والسلام، وربما قرأ في سنة الفجر بآيتين من سورة البقرة وآل عمران، وهما قوله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ [البقرة:136] .. إلى آخر الآية الكريمة من سورة البقرة، وفي الركعة الثانية: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64] .. الآية من سورة آل عمران، هذا ثبت عنه وهذا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام، فيستحب أن يقرأ فيهما بالسورتين في سنة الفجر وسنة المغرب وسنة الطواف بعد الفاتحة، وفي بعض الأحيان يقرأ بالآيتين في سنة الفجر، آية البقرة في الأولى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136] الآية وآية آل عمران في الثانية: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64] الآية، فهذا هو السنة.
ولا أعلم للنافلة سوراً مخصوصة غير ما ذكر، بل يقرأ في النافلة مثلما يقرأ في الفريضة ما تيسر، الله يقول: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل:20]، يقرأ في الفرائض وفي النوافل ما يسر الله بعد الفاتحة، وثبت في صلاة الفجر يوم الجمعة أنه كان يقرأ بعد الفاتحة بسورة (ألم تنزيل) السجدة، وفي الثانية بـ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ [الإنسان:1]، هذا في الفريضة، يقرأ بهاتين السورتين بعد الفاتحة في صلاة الفجر يوم الجمعة، في الأولى بعد الفاتحة (ألم تنزيل) السجدة، وفي الثانية هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ ، وكان يقرأ أيضاً في صلاة الجمعة بسبح والغاشية بعد الفاتحة، وربما قرأ بالجمعة والمنافقين في صلاة الجمعة، وربما قرأ بالجمعة في الأولى وبـ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] في الثانية، هذه أنوع ثلاثة في قراءته في صلاة الجمعة عليه الصلاة والسلام، كلها محفوظة عنه في صلاة الجمعة.
الأولى: سبح والغاشية بعد الفاتحة.
الثانية: الجمعة والمنافقين، يعني: سورة (يسبح لله) سورة الجمعة، وسورة المنافقين إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ [المنافقون:1].
والنوع الثالث: يقرأ بـ (الجمعة) في الأولى، ويقرأ في الثانية بـ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] بدل المنافقين، وكلها ثابتة عنه في صفة صلاة الجمعة وكلها مستحبة ليست واجبة، ولو قرأ بغير هذه السور فلا حرج، وثبت عنه أنه قرأ في صلاة العيد بـ(ق) و(اقتربت)، وبسبح والغاشية، كما قرأ في صلاة الجمعة عليه الصلاة والسلام.
الجواب: الحديث معروف وفي سنده بعض المقال، ولكن ليس خاصاً بالفراش، من قال هذا الاستغفار يرجى له هذا الجزاء العظيم، (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، هذا يقوله عند النوم أو في اليقظة، وفي الطريق وفي أي مكان، هذا دعاء جيد وإن كان في سنده بعض المقال، لكنه دعاء جيد.
وينبغي أن يكون معه التوبة الصادقة، يقول: (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، يقول ذلك صادقاً في التوبة والندم حتى يحصل له هذا الموعود وهو المغفرة، فالدعاء هذا محمول على من قاله صادقاً تائباً نادماً، يحصل له هذا الموعود به وهو المغفرة، (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، فهو يستغفر باللسان ويتوب باللسان مع صدق القلب، ومع الندم والإقلاع وعدم الإصرار على المعاصي.
الجواب: عليك التوبة والكفارة جميعاً، التوبة إلى الله إذا كان العمل معصية، وعليك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، إطعام عشرة تعشيهم أو تغديهم أو تدفع لهم نصف صاع من التمر، أو من الأرز، أو من الحنطة، ومعه إدام يكون أفضل، أو تكسوهم كسوة تجزئهم في الصلاة كالقميص أو إزار ورداء لكل واحد، أو تعتق رقبة إن قدرت، وإن عجزت عن الثلاثة تصوم ثلاثة أيام، هذه كفارة اليمين.
في أحد أسئلتها تقول: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت)؟
الجواب: هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس -يعني: ظلماً- ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) وقد فسر العلماء هذا الحديث: بأنهن كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها. وقال جماعة في تفسير الحديث: (كاسيات) بالثياب الرقيقة والقصيرة (عاريات) لأن هذه الملابس لا تستر، فهن في حكم العاريات، وهذا منكر عظيم يجب على المرأة أن تتستر الستر الكامل عن خادمها، وعن زوج أختها وعن إخوان زوجها وعن غيرهم من الأجانب، يجب أن يكون الستر كاملاً في جميع بدنها ورأسها ووجهها عن غير محارمها، وإذا تركت بعض ذلك صارت في حكم الكاسيات العاريات.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (مائلات مميلات) فمعناه عند أهل العلم: (مائلات) عن الصواب وعن الحق وعن العفة والاستقامة إلى الفساد والفحش، (مميلات) لغيرهن إلى ذلك، فهن مائلات عن العفة والاستقامة إلى الفساد والزنا والفواحش وغير الحق، مميلات لغيرهن من النساء، يعني: يدعين إلى الفاحشة ويتوسطن في الفاحشة.
أما من فسر ذلك بالمشطة المائلة فهذا غلط وليس بشيء، والصواب: أن المراد مائلات عن الحق، عن العفاف والاستقامة إلى الفساد وغير الاستقامة، مميلات لغيرهن من النساء عن الاستقامة والعفة إلى الفساد نسأل الله العافية.
أما (رءوسهن كأسنمة البخت المائلة) هذه علامة لهن، فمن علاماتهن: تضخيم الرءوس، يجمعن عليها أشياء تضخمها وتكبرها وكأنها علامة لهن في بعض البلدان اللاتي تتعاطى هذه الأعمال السيئة.
الجواب: لا ينبغي اعتيادها لهذا؛ لأن هذا يجرها إلى التساهل به عند خادم وعند أخي زوج وغير ذلك، فينبغي لها أن تكون الملابس ليست ضيقة تبدي حجم عورتها وحجم أعضائها، تكون متوسطة لا واسعة ولا ضيقة بين ذلك، ولا تكون قصيرة ولا شفافة، وإذا بدت منها العورة ما بين السرة والركبة حرم ذلك حتى عند النساء ، إذا كانت شفافة يرى ما تحت السرة أو يرى فخذها فهذا منكر، فإذا كانت تستر ما بين السرة والركبة عند النساء فلا بأس، لكن لا ينبغي لها اعتياد ذلك؛ لأن هذا يجر إلى التساهل حتى عند خادم أو سواق أو أخي زوج أو زوج أخت، فينبغي سد الذريعة، وينبغي البعد عن أسباب الفتنة، وينبغي لها أن تعتاد الملابس الجيدة الساترة الوافية البعيدة عن الفتنة، هذه نصيحتي لكل امرأة.
الجواب: تطويل الأظافر ممنوع في حق الرجل والمرأة جميعاً ليس للمرأة أن تطول أظافرها، وليس للرجل أن يطول أظافره، والحد في ذلك أربعون ليلة، فما زاد على هذا يجب عليها قص الظفر، وعلى الرجل كذلك قلم الظفر، وهكذا نتف الإبط وحلق العانة وقص الشارب، يقول أنس رضي الله عنه: (وقت لنا في قص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك ذلك أكثر من أربعين ليلة) رواه مسلم في صحيحه، ومعنى: (وقت لنا) يعني: وقته النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا جاء في رواية أحمد والنسائي وجماعة: (وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) بالتصريح أنه وقته صلى الله عليه وسلم.
فالواجب على الرجال والنساء أن لا يطولن الأظافر أكثر من هذه المدة، أما في هذه المدة فأقل فالأمر واسع، لكن لا يزدن على الأربعين، لا في الظفر ولا في الإبط ولا في العانة، وهكذا الرجل في الشارب، وفق الله الجميع.
من بينها سؤال يقول: هل تجوز الصدقة على المساجد؟
الجواب: نعم، الصدقة على المساجد طيب، لأن عمارة المساجد من أفضل القربات، إذا كانت الصدقة تطوعاً وليست زكاة، فإذا بنى مساجد أو رممها أو كمل نقصها أو فرشها فهذا عمل صالح وقربة إلى الله عز وجل، لكن من غير الزكاة، أما الزكاة فتكون في الأصناف الثمانية المذكورة في قوله سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ [التوبة:60] و(في سبيل الله) هم المجاهدون.
الجواب: لا، تصرف في غير المساجد، تبنى من غير الصدقات، لكن يصرف الزكاة في أهلها، في الفقراء، في المجاهدين، في أبناء السبيل، في عتق الرقاب، في فك أسرى المسلمين، في الغارمين المدايين المحتاجين العاجزين.
الجواب: صلاة الجمعة في عددها خلاف كبير بين العلماء، وأرجح الأقوال أن أقل جماعة ثلاثة: الإمام واثنان معه إذا كانوا مستوطنين في قرية مقيمين بها تجب عليهم الجمعة فأكثر، أما القول بأنه لابد من اثني عشر، أو أربعين فلا أصل له وليس عليه دليل واضح، وأقل ما قيل في ذلك: ثلاثة وهو أرجحها؛ لأنها أقل جمع بالنسبة إلى الجمعة.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر