مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية اليمنية، وباعثتها إحدى الأخوات من هناك تقول المستمعة (ج. ع) أختنا عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة بقي لها بعض الأسئلة من بينها سؤال يقول: إذا كان في الحلي بعض صور الحيوانات، فهل يجوز لبسه؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تلبس حلياً أو ملابس أخرى فيها صور الحيوانات، لا أسود ولا نمور ولا ذئاب ولا رجال ولا نساء، الواجب أن يزال الرأس، فإذا أزيل الرأس بأي طريقة جاز اللبس، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإزالة الرأس حتى يكون كهيئة الشجرة، ولما رأى ستراً عند عائشة فيه صورة هتكه وغضب عليه الصلاة والسلام، وقال: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم) فالواجب أن تزال هذه الصورة بالطريقة الممكنة ويكفي أن يزال الرأس.
الجواب: الصحيح من أقوال العلماء أن من ترك واحدة من الصلوات كفر ولا تقبل بقية الصلوات ولا بقية أعماله؛ لأن الصلاة عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) وقال عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) وليس لقوله: (بين الرجل وبين الكفر) مفهوم، لأن الأحكام تعم الرجال والنساء، فكل حكم يرد في الرجل فهو للنساء، وكل حكم يرد في النساء فهو للرجل، إلا ما خصه الدليل.
والخلاصة: أن من ترك الصلاة من الرجال والنساء كفر بذلك، ولو لم يجحد وجوبها، هذا هو الصواب من قولي العلماء، وهو المعروف عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
فالواجب على من ترك الصلاة أو ترك فرضاً منها أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بالرجوع إليه والتوبة إليه توبة نصوحاً، والله يتوب على التائبين، سواء كانت صلاة الفجر أو المغرب أو العشاء أو الظهر أو العصر أو الجمعة.
والواجب على أقاربه وإخوانه وزملائه أن ينصحوه وأن يوجهوه إلى الخير، وأن ينكروا عليه ما تساهل فيه من الصلاة، فإن لم يبال رفع أمره إلى ولي الأمر حتى يعاقب بما يستحق، ولا يجوز السكوت عنه ولا التساهل معه، لأن الله جل وعلا يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) وترك الصلاة أعظم المنكرات بعد الشرك، أعظم الذنب بعد الشرك ترك الصلاة، وتركها من الكفر داخل في الشرك والكفر للحديث السابق، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما سئل عن بعض الأمراء الذين يخالفون بعض الشرع سأله السائل: (هل نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) وفي رواية: (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) فجعل ترك الصلاة برهاناً على الكفر الأكبر، أنه يبيح الخروج على ولاة الأمور، وجعل إقامتها برهاناً على الإسلام، وأنه لا يجوز الخروج على من أقام الصلاة.
فالحاصل: أن الواجب على كل مسلم أن يؤدي الصلاة في أوقاتها، وهكذا المسلمات من النساء يجب على كل مسلم ومسلمة مكلف أن يؤدي الصلاة في أوقاتها، ومتى ترك واحدة منها من الصلوات الخمس كفر بذلك، فإن تركها كلها كفر أيضاً من باب أولى نسأل الله السلامة.
وقد يفعل بعض الناس منكراً آخر وهو أنه يصلي في رمضان ولا يصلي في غير رمضان، أو يصلي الجمعة ولا يصلي غيرها، وهذا أشد كفراً ممن ضيع صلاة الفجر نسأل الله العافية.
فالحاصل أن من ترك الصلاة يوماً أو شهراً أو سنة أو في الأسبوع مرة أو في الأسبوع مرتين فهو كافر بكل حال، بل كلما كان الترك أكثر صار الكفر أشد نسأل الله العافية.
الجواب: إذا تراضوا على ذلك لا بأس، إذا تراضوا فأخذ عن الدية أرضاً أو سيارات أو حبوباً أو غير ذلك لا بأس، مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحل حراماً).
الجواب: نعم، جعله المال للذكر وإلا للأنثيين هذا جور، ولا مانع من مطالبة البنتين لأخيهم بحقهما، أو لابنه بعد موته بحقهما، ورثة الميتة والحية تطالب بحقها، إلا أن يكون له مسوغ شرعي، يعني: يعتقد أنهما كافرتان ليس لهما إرث منه، فهذا يرجع للمحكمة.
أما إذا كان الولد مسلماً والبنتان مسلمتين والميت مسلماً فالواجب أن تكون التركة بين الجميع بين الذكر والأنثى.. لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11] تقسم بينهما، للرجل نصفها وللبنتين نصفها الثاني بينهما، فإذا كان في ذلك إشكال أو نزاع فهذا يرجع فيه إلى المحكمة الشرعية.
الجواب: جهرية، إلا إذا صلاها في النهار، إذا فاته في الليل وصلى في النهار بدلاً من صلاة الليل يسر؛ لأن صلاة النهار سرية، إلا صلاة الفجر فإنها جهرية، وصلاة الجمعة جهرية، وصلاة الكسوف والاستسقاء جهرية، أما صلاة الوتر إذا قضاها فإنه يقضيها غير جهرية، كما يصلي صلاة الضحى غير جهرية، والرواتب مثل الظهر غير جهرية، السنة قبل العصر غير جهرية، لكن لا يصلي وتراً إذا فاته وتره من الليل بل يصلي شفعاً هذا هو السنة، فإذا كان يصلي خمساً بالليل وفاته بسبب النوم، يصلي ستاً في النهار ثلاث تسليمات، وإذا كان وتره سبعاً صلى أربع تسليمات وهكذا.
المقدم: جزاكم الله خيراً، والحكم واحد بالنسبة للرجال والنساء؟
الشيخ: الحكم واحد للرجال والنساء، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام عن ورده من الليل أو شغله عنه مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، وكان وتره في الغالب إحدى عشرة).
المقدم: من حيث الجهرية والسرية بالنسبة للنساء؟
الشيخ: نعم، نعم، للرجال والنساء تجهر المرأة في المغرب والعشاء والفجر، تجهر في الأولى والثانية من المغرب، والأولى والثانية من العشاء كالرجل.. وتجهر في الفجر كذلك.
المقدم: هل لذلك من شرط معين؟
الشيخ: ما فيه شرط إلا إذا كان هناك رجال أجانب تخفض صوتها.
الجواب: إذا كان خارج الصلاة فليس فيه تسليم ولا تكبير إلا التكبيرة الأولى فقط عند السجود، هذا هو السنة إذا كان خارج الصلاة، ويقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى) (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين) مثل سجود الصلاة، ويدعو فيه مثلما يدعو في سجود الصلاة، لكن ليس فيه تكبير إلا التكبيرة الأولى عند السجود، هذا هو المشروع.
أما إذا كان في داخل الصلاة فإنه يكبر عند الهوي، ويكبر عند الرفع، لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا قام كبر وإذا سجد كبر، وكان يكبر في كل خفض ورفع في الصلاة، فسجود التلاوة في الصلاة مثل سجود الصلاة، يكبر في الخفض ويكبر في الرفع، إذا كان في داخل الصلاة.
الجواب: يجزئ إن شاء الله، لكن التتابع أولى؛ لأن بعض الصحابة أفتى بالتتابع، وقرأ في قوله جل وعلا: فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ [المائدة:89] قرأها (متتابعة)، وهو ابن مسعود رضي الله عنه، فينبغي أن تصام متتابعة، ومن صامها متفرقة نرجو أن تجزئه لكنه ترك الأحوط، وإن قضيتيها احتياطاً متتابعة فلا بأس.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان يعلم أن الحبوب التي تطلب يستعان بها على الزنا والفواحش فهذا لا يبيع عليهم إذا كان يعرف عنهم هذا الشيء، أو يغلب على ظنه أن المشتري يستعملها فيما حرم الله.
أما مجرد الشكوك والظنون السيئة فلا عبرة بها، يبيع ولا يمتنع ما دامت علاجاً للمرض الذي يريد الشراء من أجله، فلا يمتنع بل يبيع، إلا إذا عرف أن هذا المشتري يستعملها فيما حرم الله، أو غلب على ظنه ذلك فهذا من باب التعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، لا مانع أن يمتنع من بيعها بأي عذر شرعي يستطيعه، يلتمس عذراً شرعياً ليس فيه كذب.
المقدم: يسأل ويقول: بيع هذه الأدوية لهذا المشتري بأكثر من سعرها هل هو جائز؟
الشيخ: ليس له أن يزيد، بل يبيع بالسعر المحدد عنده، ولا يجوز له أن يزيد على بعض الناس، بل يجب أن يبيع مثلما يبيع على الناس الآخرين، إذا كان سعرها محدداً من الجهة المختصة أو في أسواق الناس فليس له أن يزيد.
الجواب: هذا أيضاً فيه تفصيل: إذا كانت الهدايا تسبب له خيانة في العمل، وإيثار هذه الشركة على غيرها، فيجتهد في بيع منتجاتها وما يكون لها عنده ويتساهل مع الباقين فليس له ذلك، هو مؤتمن على بيع الجميع الذي عنده، وهو عامل مأمور بأن يبيع ما عنده من هذه الأدوية أو هذه السلع، فإذا كانت الهدية لا تعلق لها بذلك بل أهدوا إليه لأنه قريبهم أو يعينهم على أشياء أو لأنه وكيلهم وهي لا تؤثر عليه في أعماله، فلا نعلم ما يمنع من قبولها، أما إن كانت تؤثر في العمل وتجعله يميز هذه الشركة فيحرص على بيع منتوجها وما توكله عليه ويتساهل في أمر الباقين، فهذا لا يجوز لأن فيه خيانة.
الجواب: عليه أن يبين الحقيقة، يبين هذا وهذا، ويشرح لصاحب الحاجة هذا وهذا، يقول: عندي عبوة كبيرة سعرها كذا وعبوة صغيرة سعرها كذا، ويبين فوائد هذه وفوائد هذه، ويتقي الله في ذلك ولا حرج عليه.
أما أن يخص الكبيرة فهذا يضر الناس، ولكن يبين هذا وهذا؛ لأن بعض الناس دخله ضعيف يحتاج إلى العبوة الصغيرة ما دامت تكفي.
فالحاصل: أن يبين هذا وهذا ويشرح لصاحب الحاجة هذا وهذا، وأن هذا سعره كذا، وهذا سعره كذا، وهذه فائدته كذا، وهذه فائدته كذا، ويصدق في ذلك، ويتقي الله في ذلك ثم صاحب الحاجة يشتري ما شاء.
الجواب: الواجب أن يباع بسعر واحد إذا كان هو المعروف، ولا يستغل جهل الجاهلين وغفلة الغافلين، أما إذا كان السعر على شيء واحد معروض ولكنه نزل لهذا من أجل محبته له أو صداقته له أو فقره أو ما أشبه ذلك والمال ماله فسامح بعض الناس وإلا السعر معروف.. فالسعر عنده للعموم عشرة، ولكن قد يسامح بعض الأصدقاء أو بعض الفقراء فيبيعه بتسعة أو بثمانية هذا لا بأس، أما أنه يستغل الجهلة والمغفلين فيبيع ما سعره عشرة باثني عشر أو ثلاثة عشر أو بأكثر لأنهم لا يكاسرون، هذا يجوز، الواجب أن يبيع عليه بالسعر الذي يبيع على الناس.
المقدم: أيضاً أسأل عن بيع السلعة الأغلى مع أن هناك سلعة أرخص منها تؤدي نفس الغرض؟
الشيخ: مثلما تقدم يبين هذا وهذا، يشرح للراغب حال السلعتين وفائدة السلعتين وقيمة السلعتين حتى يكون المشتري على بصيرة، إن شاء أخذ هذا وإن شاء أخذ هذا.
الجواب: المعنى: أن من صلى الفجر فهو في ذمة الله، يعني: فهو آمن لا يجوز الاعتداء عليه، فمن اعتدى عليه فهو معرض لغضب الله ولدخول النار نسأل الله العافية.
والمقصود من هذا أن صلاة الفجر لها شأن عظيم، فمن حافظ عليها حافظ على ما سواها؛ لأنها أثقل الصلاة على المنافقين مع صلاة العشاء، فالمحافظة عليها والعناية بها دليل على قوة الإيمان، فصاحبها في ذمة الله وفي أمان الله وعهد الله، فلا يجوز لأحد أن يتعدى عليه، ومن تعدى عليه فالله جل وعلا سوف يطلبه بهذه الذمة التي خانها، ومن طلبه الله أدركه الله وأكبه في النار نسأل الله العافية.
والمقصود من هذا التحذير من التعدي على المصلين، والتعدي على المؤمنين، ولا سيما من حافظ على صلاة الفجر، فإنه دليل على قوة إيمانه، وعلى محافظته على بقية الصلوات، فلا يجوز التعدي عليه بأي نوع من العدوان، نسأل الله السلامة.
الجواب: إذا كان هذا الراتب يصرف لحاجاته ولا يبقى عنده شيء ما عليه زكاة، أما إذا كان يحفظه لأنه في بيت ينفق عليه كأبيه أو غيره ويحفظ هذه الرواتب فإنه يزكيها كلما حال الحول، فإذا حال الحول على راتب رمضان زكاه في رمضان المقابل، وإذا حال الحول على راتب شوال زكاه في شوال، وإذا حال الحول على راتبه في ذي القعدة زكاه في ذي القعدة، وهكذا، كل راتب يزكى في الحول الذي يقابل حوله، يعني: عند تمام السنة، فإن زكى المتأخر مع المتقدم وعجل زكاة المتأخر مع المتقدم كان له فضل في ذلك ولا بأس.
مثلاً: أخرج زكاة شوال مع زكاة رمضان، أو أخرج زكاة ذي القعدة وشوال مع زكاة رمضان عجلها، هذا طيب ومجزئ ولا بأس.
الجواب: الدعاء في آخر الصلاة مستحب وسنة وقربة قبل السلام، هذا هو الأفضل، يدعو بما يسر الله له قبل السلام من خير الدنيا والآخرة، ومن أفضل الدعاء قبل السلام التعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال وهكذا يقول: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت) (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر) كل هذه الأدعية صحيحة وثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستحب الدعاء بها في آخر الصلاة.
ودعاء (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً) هذا يدعى به في آخر الصلاة وفي كل وقت؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سأله الصديق قال: (يا رسول الله! علمني دعاء أدعو به في صلاتي -وفي رواية- وفي بيتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) وهذا يدخل فيه الدعاء في آخر الصلاة وفي السجود، وبين السجدتين، كله داخل في هذا، وهكذا في بقية الأوقات، في بيته في الطريق في أثناء الليل إلى غير ذلك.
الجواب: الصوفيون جماعات اشتهروا بإحداث طرق في العبادة والتنسك ما شرعها الله، في صلواتهم وفي أذكارهم وفي خلواتهم، يقال لهم الصوفية، قال بعضهم: معناه من التصوف لأنهم يلبسون الصوف، وقال بعضهم: إنها من الصفا وأن النسبة غير لغوية، يعني: غير مستقيمة على الطريق السوي في النسبة، وأنها من الصفا، وأنهم يعتنون بصفاء القلوب من الكدر .. من كدر الذنوب وكدر الكسب الحرام ونحو ذلك.
فالتصوف: هو التعبد على طريقة خاصة لم تأت بها الشريعة؛ ولهذا غلب على المتصوفة البدع، ويسمى الزاهد الذي يحرص على التفرغ للعبادة والزهد في الدنيا، وطلبها يسمى أيضاً صوفي، لكن إذا كان ما أحدث بدعة، وإنما صفته الزهد والرغبة في الآخرة، والتقلل من الدنيا والحرص على أعمال الآخرة هذا ما يسمى صوفياً في الحقيقة، بل هو زاهد، فإذا كان زهده لا يوقعه فيما حرم الله ولا يزيد في أعماله على ما أوجب الله ولا يبتدع، بل يتحرى الشريعة في أعماله وأقواله فهذا مشكور، ويثنى عليه كـالجنيد بن محمد ، وأبي سليمان الداراني ، وبشر الحافي وجماعة اجتهدوا في العبادة والزهد في الدنيا، هؤلاء يثنى عليهم من أجل زهدهم ورغبتهم في الآخرة، وعدم ابتداعهم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر