إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (481)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم جمع الظهر مع العصر بسبب المطر

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير. هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع محمد العمري من الرياض، الأخ محمد له جمع من الأسئلة، من بينها سؤال يقول: ما حكم جمع صلاة الظهر والعصر في حال المطر؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

    فهذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم: هل يجمع بين الظهر والعصر في المطر والدحض أم لا؟ على قولين، والصواب: أنه لا بأس، كالمغرب والعشاء، فلا بأس أن يجمع الإمام بالناس في الظهر والعصر من أجل المطر الذي يؤذيهم أو الدحض في الأسواق والزلق في الأسواق؛ لأن الله جل وعلا يقول: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ [البقرة:185]، ويقول سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، والنبي صلى الله عليه وسلم: (جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر) وفي رواية: (من غير خوف ولا سفر)، فدل ذلك على أن المطر مما يسوغ الجمع، وهكذا آثاره من الدحض في الأسواق والطين في الأسواق الذي يتأذى به المصلون هو عذر شرعي أيضاً.

    1.   

    صفة تكبير المسبوق إذا أدرك الإمام حال ركوعه

    السؤال: يسأل سؤال آخر ويقول: كم تكبيرة يكبرها المأموم عندما يأتي والإمام في حال الركوع؟ أرجو التفصيل في هذه المسألة.

    الجواب: يكبر تكبيرتين: إحداهما وهو واقف وهذه هي التكبيرة الأولى وهي تكبيرة الإحرام وهي ركن لا بد منه ولا تنعقد الصلاة إلا بها، ثم ينحط مكبراً للركوع، فإن خاف أن تفوته الركعة اكتفى بالأولى التكبيرة الأولى وكفت عن تكبيرة الركوع في أصح قولي العلماء؛ لأنهما عبادتان اجتمعتا في محل واحد فاجتزي بالعظمى منهما وهي تكبيرة الإحرام، لكن بشرط أن يؤديها وهو واقف قبل أن يركع، يؤديها وهو واقف بنية التكبيرة الأولى، وإذا أمكنه أن يأتي بالثانية وهو في هويه إلى الركوع كان هذا هو الأكمل فإن لم يتيسر ذلك لضيق الوقت كفته التكبيرة الأولى وهي تكبيرة الإحرام في أصح قولي العلماء.

    1.   

    حكم التسمية عند الوضوء داخل دورة المياه

    السؤال: كيف يسمي من أراد الوضوء في داخل دورة المياه؟ وهل له أن يذكر اسم الله وهو داخل الدورة؟

    الجواب: نعم، يسمي عند بدء الوضوء، عند غسل يديه، يقول: بسم الله، ثم يشرع؛ لأنها حاجة، وجمع من أهل العلم يرى هذه التسمية واجبة، فعند وجوبها وتأكدها تزول الكراهة ولو أنه في دورة المياه.

    1.   

    حكم خروج المرأة من بيت زوجها بغير إذنه

    السؤال: من منطقة جيزان المستمع (ح. ع. ح. محمد ) بعث برسالة ضمنها بعضاً من الأسئلة في أحدها يقول: امرأة تخرج بغير إذن زوجها إلى أهلها أو إلى مكان فيه مناسبة نسائية، هل تأثم؟ وإذا خاصمها زوجها قالت: أنا كنت في واجب؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

    الجواب: يحرم عليها أن تخرج إلا بإذن زوجها ولو كانت في تعزية لأهل ميت أو عيادة المريض أو لأهلها عليها السمع والطاعة.. عليها السمع والطاعة لزوجها إلا في المعصية، أما في المعروف فعليها السمع والطاعة وليس لها الخروج إلا بإذنه، سواء كان ذلك لأهلها أو لغير أهلها، وعلى الزوج أن يراعي حقها وأن يتلطف بها وأن يحسن عشرتها، فيأذن لها في الخروج المناسب الذي ليس فيه منكر، وليس فيه إعانة على منكر من باب المعاشرة بالمعروف ومن باب جمع الشمل، فلا ينبغي له أن يشدد ولا يجوز لها أن تعصيه في المعروف، أما إن أمرها بمعصية فليس لها طاعته في ذلك، لو أمرها أن تسب والديها أو تشرب الخمر أو تترك الصلاة حرم عليها طاعته في ذلك؛ لأن الرسول عليه السلام يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، لكن إذا أمرها بشيء مباح من عدم الخروج للجيران أو لأهلها أو عدم صنع الطعام المعين أو أشياء أخرى مما أباح الله فليس لها أن تعصيه، بل عليها السمع والطاعة.

    1.   

    وقت صلاة الضحى

    السؤال: أخونا يقول: صلاة الضحى هل يجوز أن أؤخرها حتى العاشرة صباحاً مثلاً؟

    الجواب: كل الضحى محل صلاة، من حين ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قرب الزوال، كله محل صلاة، وأفضلها عند شدة الضحى الساعة العاشرة هذه الأيام أو العاشرة والنصف أو الحادية عشر، كلها محل صلاة الضحى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) يعني: حين يشتد الحر على أولاد الإبل.

    فالحاصل: أن صلاة الضحى وقتها واسع، من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقوف الشمس قبل الظهر بنحو ربع ساعة، أو ثلث ساعة كل هذا محل صلاة ضحى، وإذا كان في وقت شدة الضحى وارتفاع الضحى يكون أفضل.

    1.   

    حكم الوسوسة والشك في الصلاة

    السؤال: الأخت المستمعة (م. ع. س) من الأحساء بعثت برسالة تقول في أحد أسئلتها في تلك الرسالة: أنا كثيراً ما أشك في صلاتي، فمثلاً: إذا أردت القيام للركعة الثانية أو الثالثة أشك هل سجدت وجلست بين السجدتين أو أني سجدت سجدة واحدة فقط، وهذا كثيراً ما ينتابني، فهل صلاتي والحال ما ذكر صحيحة، أم أن علي إعادة؟ وجهوني إلى الطريق السليم جزاكم الله خيراً.

    الجواب: هذه الوسوسة من الشيطان، والواجب عليك مخالفته والحذر من طاعته، ويشرع لك أن تعوذي بالله من الشيطان الرجيم عند هذه الوسوسة، تقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأنت في الصلاة وتنفثي ثلاث مرات، عن يسارك ثلاث مرات تقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إذا غلب الوسواس، وإذا كان ذلك غالباً عليك فارفضيه واعملي بظنك، إذا كان ظنك أنك سجدت لا تعيدي السجود، وإذا كان ظنك أنك سجدت سجدتين كذلك لا تعيدي السجود، اعملي بالظن في هذا إرغاماً للشيطان وعدم طاعة له، واستمري في صلاتك وليس عليك شيء، أما إذا كانت الوسوسة قليلة وشكيت: هل سجدت أم ما سجدت اسجدي وكملي الصلاة، وإذا كان في آخرها اسجدي للسهو سجدتين قبل السلام، فإذا نهضت من السجدة وشككت: هل هذه السجدة الأولى أو الثانية اجعليها الأولى واجلسي بين السجدتين، وقولي: رب اغفر لي رب اغفر لي، ثم اسجدي الثانية ثم قومي للثانية من صلاتك أو الثالثة أو الرابعة؛ لأن الواجب أن تعملي باليقين، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن)، فأنت مأمورة بطرح الشك والبناء على اليقين إذا كانت الوسوسة قليلة، وإذا شكيت هل صليت واحدة أو ثنتين اجعليها واحدة، وإذا شككت هل صليت ثنتين أو ثلاثاً اجعليها ثنتين وهكذا، تعملين باليقين وتكملي الصلاة، وإذا كملتيها تسجدين للسهو سجدتين قبل السلام كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا في القيام إذا شكيت هل ركعت أو ما ركعت اعتبري نفسك ما ركعت واركعي ثم ارفعي، وإذا كان في آخرها اسجدي للسهو سجدتين قبل السلام عن هذا السهو. أما إذا غلبت الوسوسة وكثرت مثلما تقدم اطرحيها ولا تلتفتي إليها واعملي بظنك واستمري في صلاتك، وليس عليك سجود سهو؛ لأن هذا من لعب الشيطان، فالواجب مخالفته والتعوذ بالله منه.

    1.   

    حكم البسملة عند قراءة الفاتحة في الصلاة

    السؤال: تسأل أختنا أيضاً سؤال آخر وتقول: هل قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة عند قراءة الفاتحة واجبة أم سنة؟

    الجواب: سنة، قراءة التسمية عند قراءة الفاتحة أو غيرها من السور سنة في الصلاة وخارجها وليست واجبة، هذا هو الصواب.

    1.   

    حكم رد السلام على المذيع إذا ألقى السلام وهو في التلفاز أو الراديو

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين بعث برسالة هو علي سعد محمد من السودان، أخونا يقول: عندما يسلم المذيع في الراديو أو التلفزيون عند بداية البرنامج مثلاً، فهل يجب علي أن أرد السلام؟

    الجواب: ينبغي لك أن ترد السلام؛ لأنه سلم على المستمعين وأنت منهم، فتقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما الوجوب فهو محل نظر لأنه فرض كفاية، لكن أنت مشروع لك أن ترد السلام لأنه قد لا يرد غيرك، فأنت ترد السلام وتأخذ الأجر، إذا قلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كتب الله لك ثلاثين حسنة، فرد السلام، ولا تقل: يسلم غيري، أنت بادر بالسلام وهذا هو المشروع لك وقد يجب عليك.

    1.   

    سؤال الله الجنة والتعوذ به من النار عند قراءة آية فيها ذكر الجنة أو النار

    السؤال: عند المرور أثناء القراءة على آية جنة أو وعيد أو ذكر للنار، هل نطلب من الله سبحانه وتعالى العفو والمغفرة، ونطلبه الجنة، ثم نستعيذ بالله ونسمي عند الاستمرار في القراءة؟

    الجواب: لا مانع النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ في تهجده بالليل يقف عند كل آية فيها رحمة يسأل، أو آية وعيد يتعوذ، أو آية تعظيم يعظم الله ويسبحه، فلا مانع من كون المسجل للقرآن إذا سجل شيئاً فيه ذكر الجنة أن يسأل الله الجنة أو ذكر شيء فيه ذكر النار أن يتعوذ بالله من النار، أو إذا شيء فيه ذكر أسماء الله وصفاته يقول: سبحانه وتعالى، سبحانه وبحمده ونحو هذا.

    1.   

    زكاة الذهب المدخر إذا لم يبلغ النصاب

    السؤال: الذهب إذا لم يبلغ نصاب بل ادخرته للاحتياج فقط، فهل عليه زكاة؟

    الجواب: إذا كان ما يبلغ النصاب فليس فيه زكاة، أما إن كان يبلغ النصاب بنفسه أو بإضافة حلي عندها أو فضة فإنه يزكى، أما إذا كان ما عندها شيء إلا هو هو ينقص عن النصاب أقل من إحدى عشرة جنيه ونصف فهذا لا زكاة فيه، إذا حفظته لحاجتها ما فيه زكاة حتى يبلغ النصاب بنفسه أو بضمه إلى نقود أخرى أو عروض تجارة أعدتها للبيع.

    1.   

    حكم الدعاء من كتاب بسبب عدم حفظ الأدعية

    السؤال: هل يجوز لي الدعاء من كتب مكتوب فيها كثير من الأدعية ولا أحفظها، بل أستعين بالقراءة فيها؟

    الجواب: إذا كنت لا تعلم فيها محذوراً لا بأس إذا كانت طيبة، أما إذا كانت توسل بغير الله، إما توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بالصالحين فلا تدع بها، اترك التوسل، قل: اللهم اغفر لي وارحمني، اللهم اهدني، اللهم ارزقني العلم النافع بأسمائك وصفاتك.

    ولا تقل في دعائك: بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بحق النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه الصالحين، أو بحق أبي، أو بجاه أبي هذا بدعة في التوسل، على الصحيح من أقوال العلماء، التوسل بالأنبياء أو بالصالحين أو بآبائك أو بحق آبائك كل هذا بدعة في السؤال ينبغي تركه، ولكن يقول: اللهم إني أسألك برحمتك .. بإحسانك .. بعفوك، يتوسل بأسماء الله وصفاته لا بأس.

    1.   

    حكم إلقاء السلام على من يأكل طعاماً

    السؤال: يقول: إذا مر رجل على قوم يأكلون هل يسلم عليهم، لأنا سمعنا أن ذلك لا يجوز؟

    الجواب: نعم يسلم عليهم، والذي قال: لا يسلم غلط، يسلم عليهم، إذا جاء لقوم وهم يأكلون أو يقرءون أو يتحدثون يسلم عليهم، يقول: السلام عليكم أو السلام عليكم ورحمة الله أو ورحمة الله وبركاته، ولا يكره ذلك بل يشرع، وهم يردون عليه.

    1.   

    حكم التمذهب بأحد المذاهب الأربعة

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة وقع في نهايتها أبو عبد العزيز عبد الله، يسأل ويقول: هل يجوز أن أقول مثلاً: أنا على المذهب الشافعي أو الحنفي أو غير ذلك؟

    الجواب: نعم إذا كان يسير على منهج هذا المذهب وقد درس في كتبه وعلى أهله وصار يسير على هذا المذهب لا بأس أن يقول: أنا على المذهب الشافعي أو الحنبلي أو المالكي، أو يرى أن هذا المذهب أصوله وما سار عليه أقرب إليه ويرجحها فلا بأس أن ينتسب إليه، إما لكونه عاش على تعليم أهله من المشايخ والعلماء، أو لأنه رأى أن هذا المذهب أصوله وما بني عليه المذهب أنها أقرب إلى الحق فسار عليه، فلا بأس أن ينتسب إليه، لكن لا يجوز له أن يتعصب ويقول: إن الحق معهم لا مع غيرهم ولو خالفوا الدليل، عليه أن يتبع الدليل، فإذا كان الدليل مع غيرهم وجب عليه الانتقال من مذهبه إلى المذهب الآخر الذي معه الدليل، ولا يجوز أن يتعصب لمذهبه في الحق والباطل، أما الانتساب إليه إذا كان يسير على أصوله أو درس على مشايخ وصار يسير على ما قالوا له، فلا بأس أن ينتسب إليه، لكن لا يجوز له أبداً أن يتعصب له ويقول: إنها على الحق مطلقاً أو ينكر على من خالفه أو يترك الدليل لأجله، كل هذا لا يجوز، بل لا بأس أن ينتسب إليه ولكنه متى ظهر له الحق وبان له الحق اتبع الحق وترك المذهب.

    1.   

    حكم صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته

    السؤال: هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان وقيام ليلة النصف أيضاً؟

    الجواب: ليس عليه دليل، كل الأحاديث التي في هذا ضعيفة، فلا يشرع له صيام يوم النصف ولا قيام ليلة النصف، كل الأحاديث في هذا الباب ضعيفة.

    1.   

    صفة الحجاب الشرعي وحكم الحجاب

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول أحمد محمد عطية ، مصري الجنسية، الأخ أحمد يسأل عن حجاب المرأة هل هو تغطية الوجه فقط؟ وهل هو فرض أم سنة؟

    الجواب: الحجاب معناه: أن تغطي وجهها وبدنها كله هذا الحجاب عن الرجال الأجانب كأخي زوجها وعم زوجها وزوج أختها أو زوج عمتها وابن عمها وابن خالها وجيرانها تحتجب عنهم، تغطي وجهها وشعرها وبدنها كله، لكن تسلم عليهم وترد عليهم السلام لا بأس، لكن لا تصافحهم ولا تكشف لهم عن شيء من بدنها، قال الله عز وجل في حق نساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، بين سبحانه أن الكلام يكون من وراء حجاب وهو التغطي أو من وراء باب أو من وراء اللباس الذي تحجبت به، وذكر أن هذا العمل أطهر لقلوب هؤلاء وهؤلاء؛ لأن النظر قد يفتن وقد يدعو إلى الشهوة، فكان الحجاب من أسباب السلامة، وقال جل وعلا في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] إلى آخره، فنهى النساء أن يبدين زينتهن إلا لأزواجهن ومن ذكر مع الأزواج، وما ذاك إلا لأن إظهار الزينة من الفتنة، فقد يفتن بها رائيها، وربما جر هذا إلى فساد، سواء كان زوج أختها أو كان أخا زوجها أو عم زوجها أو ابن عمها أو ابن خالها أو أحد جيرانها من غير المحارم، كلهم ليس لها أن تبدي لهم الزينة من وجه أو غيره.

    1.   

    حكم إمامة المعذور للصحيح

    السؤال: يسأل ويقول: ما حكم إمامة المعذور للصحيح؟ مع العلم أن الصحيح لا يجيد قراءة القرآن؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إذا كان المعذور عذره لا يمنع شيئاً من واجبات الصلاة ولا من أركانها فلا بأس أن يؤم، مثل إنسان مقطوع اليد أو مقطوع بعض الأصابع أو نحو ذلك لا بأس أن يؤم الناس، أما كون عذره يمنعه من القيام يجلس فلا يؤمهم وهو جالس، يقدمون من يؤمهم غيره إلا إذا كان هو الإمام الراتب هو إمام المسجد فلا بأس أن يؤمهم وهو جالس، كما أم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وهو جالس لما مرض عليه الصلاة والسلام، وقال: (إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً)، فإذا كان إمامهم الراتب وصلى قاعداً صلوا خلفه قعوداً وإن صلوا قياماً فلا حرج، أجزأهم كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، فإنه صلى بهم قاعداً وصلوا خلفه قياماً ولم يأمرهم بالجلوس فدل على الجواز، أما إذا كان ليس إمام الحي فإنه لا يؤمهم وهو جالس، بل يلتمسون من يؤمهم من غير المعذورين الذين يستطيعون أن يؤموا وهم قيام.

    1.   

    كيفية التعامل في مسائل الخلاف الفقهية

    السؤال: يقول: ما حكم الاختلاف في بعض المسائل الفقهية؟ مع العلم أن هذه المسائل تسبب مشاكل كثيرة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ينبغي لأهل العلم الجد في التقارب والاتفاق والحرص على عدم الخلاف بأن كل واحد يجتهد حتى يعرف الحق بدليله وحتى يستقيموا على الدليل ويتفقوا عليه حتى لا يكون بينهم خلاف مهما أمكن، الواجب على العلماء أن يحرصوا كثيراً على جمع الكلمة وأن تكون الكلمة واحدة حتى لا يلتبس الأمر على العامة.

    أما لو لم يتيسر ذلك لأن هذا يرى أن الحق معه وهذا يرى أن الحق معه فإن المؤمن يجتهد ويتبع من هو أولى بالحق عنده من هو أقرب إلى الورع والعلم، فإذا اشتبهت عليه الأمور يقلد من هو أقرب عنده إلى العلم والفضل والورع والعلم بالدليل، يقلده لأن العامي شيخه هو مذهبه، فالعامي يسأل ويتبصر، وإذا اشتبه عليه الأمر واختلف عليه الاثنان أو أكثر اعتنى بمن هو أقرب إلى الصواب في اعتقاده فعمل بقوله.

    1.   

    حكم حلق اللحية

    السؤال: آخر سؤال له عن حلق اللحية، يقول: ما حكم حلق اللحية؟ وهل تربيتها واجبة، أم هو من السنة؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: اللحية تربيتها وإعفاؤها وتوفيرها أمر واجب، وليس له قصها ولا حلقها، بل الواجب توفيرها وإعفاؤها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس ) فالأحاديث الصحيحة توجب على المؤمن أن يعفي اللحية ويوفرها طاعة لله وللرسول، ويحذر قصها أو حلقها.

    1.   

    معنى قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ...)

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين بعث برسالة يقول: سوداني مقيم في المملكة يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].

    الجواب: هذه الآية على ظاهرها تدل على أن من مات على الشرك فله النار والعياذ بالله مخلداً فيها لا يغفر له أبداً، إذا كان قد بلغته الدعوة، أما من مات على ما دون الشرك من المعاصي فهو تحت مشيئة الله عند أهل السنة والجماعة لهذه الآية العظيمة، فإذا مات على الزنا أو على شرب الخمر أو العقوق أو نحو هذا من المعاصي فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه على قدر المعصية التي مات عليها، ثم بعد التطهير يخرجه الله من النار، هذا هو الحق عند أهل السنة والجماعة، إذا مات على معصية غير مكفرة ولم يستحلها، مات وهو يتعاطى الخمر أو الربا أو العقوق أو الغيبة أو النميمة، هذا تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له وعفا عنه بفضله وإحسانه، قد يكون هذا من أسباب أعماله الصالحة، وإن شاء جل وعلا عاقبه على قدر معصيته عقوبة تليق به سبحانه فإنه الغفور والجواد الكريم سبحانه وتعالى، فيعاقبه كما يشاء سبحانه على معصيته التي مات عليها ولم يتب بما يشاء سبحانه وتعالى.

    1.   

    حكم مصافحة المرأة الصائمة المتوضئة لمحارمها

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات رمزت إلى اسمها بالحروف (ف. أ. ع) من الرياض، تسأل جمعاً من الأسئلة في أحدها تقول: إذا صافحت على المحارم من الرجال بيدي وأنا صائمة، هل يؤثر ذلك على الصيام؟ وأيضاً هل يؤثر على الوضوء والصلاة؟

    الجواب: لا يؤثر ذلك.. لكن لا تصافح إلا المحارم فقط، مثل: زوجها، أخيها، عمها، خالها، أما الأجنبي أو زوج أختها أو أخي زوجها فلا تصافحه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني لا أصافح النساء)، فهي تصافح من يكون لها مصافحته من المحارم ولا ينتقض الوضوء بذلك.

    1.   

    حكم رفع المرأة صوتها بالقراءة أثناء الصلاة

    السؤال: تسأل وتقول: هل يجوز للمرأة أن ترفع صوتها قليلاً أثناء القراءة وهي تصلي، وسواءً كان ذلك في الصلوات الجهرية أم السرية؟

    الجواب: يستحب لها رفع الصوت في الجهرية مثل الفجر ومثل الأولى والثانية من العشاء والمغرب، يستحب لها الجهر مثلما يستحب للرجال، إلا إذا كان عندها رجال أجانب تسر عنهم أفضل، وإن قرأت سراً فلا حرج والحمد لله.

    1.   

    صفة صلاة الليل وصفة قراءة المرأة في الصلاة

    السؤال: أعرض عليكم عملي هذا وأرجو أن توجهوني: إنني أصلي العشاء ثم أصلي بعده ركعتين، ثم أصلي ركعتين بتسليمة واحدة، ثم أصلي ركعة وأرفع يدي وأدعو بصوت مرتفع قليلاً، هل ما أفعله صحيح؟

    الجواب: نعم كله صحيح طيب الحمد لله، لكن الصوت مثلما تقدم، إذا كان ما عندك أيتها السائلة رجل أجنبي فلا بأس، ارفعي الصوت قدر ما ينشرح صدرك له ويحصل به النشاط وحركة القلب والخشوع، أما إذا كان عندك أجانب فخفضه أولى وأفضل.

    1.   

    حكم انتظار المرأة يوم الجمعة انقضاء صلاة الرجال في المسجد حتى تصلي

    السؤال: سمعت من بعض الناس أن المرأة في يوم الجمعة لا تصلي حتى يخرج الرجال من المسجد، فهل هذا صحيح؟

    الجواب: ليس بصحيح، تصلي إذا دخل الوقت، إذا زالت الشمس تصلي ولو ما صلى الناس الجمعة، ولو قبل صلاة الجمعة، إذا زالت الشمس فقد دخل الوقت، لكن لا تعجل لأن بعض الناس قد يصلي قبل دخول الوقت في الجمعة، قد يقدمونها على الزوال، فينبغي لها ألا تعجل حتى تجزم وتتحقق أن وقت الظهر قد دخل، فإذا دخل وقت الظهر تصلي، ولا تنظر إلى كونهم صلوا الجمعة أو ما صلوا الجمعة.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767985020