إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (486)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ==== السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع رجب جادين، أخونا رجب له جمع من الأسئلة من بينها سؤال عن حديث فرح الله سبحانه وتعالى بتوبة عبده، حيث يذكر المستمع بعضاً من معاني ذلكم الحديث ويرجو أن تتفضلوا بنصه إذا أمكن وشرح الحديث؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم براحلته التي عليها طعامه وشرابه فأضلها في أرض فلاة فاضطجع قد أيس منها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة على رأسه، فلما رآها أخذ بخطامها، وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

    وهذا يدل على فضله وإحسانه جل وعلا وأنه سبحانه يحب لعباده أن يتوبوا إليه وأن يستقيموا على طاعته حتى يفوزوا بجنته ونعيمه، والفرح من الله جل وعلا مثل سائر الصفات كالرضا والغضب والرحمة والمحبة وغير ذلك كلها صفات تليق بالله يجب إثباتها لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، وليست من جنس صفات المخلوقين، فغضب الله ليس كغضب المخلوقين وفرحه ليس كفرحهم ورضاه ليس كرضاهم، وهكذا رحمته ومحبته وكراهته وسمعه وبصره وغير ذلك، كلها صفات كاملة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى، لقول الله عز وجل في كتابه العظيم: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، ولقوله سبحانه: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:74]، وقوله عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة قاطبة جميعاً، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان الذين ساروا على نهجهم وعلى طريقهم واستمسكوا بما كانوا عليه في العلم والعمل، هم أهل السنة والجماعة ومنهم وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه وهكذا بقية الصحابة رضي الله عنهم، وأرضاهم، ثم التابعون بعدهم كـمحمد بن سيرين وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وعطاء بن أبي رباح وغيرهم من أئمة التابعين رحمة الله عليهم، وهكذا أتباع التابعين كـمالك بن أنس الإمام المعروف رحمه الله وأبي حنيفة رحمه الله، وهكذا من بعدهم كـالشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وسفيان الثوري وغيرهم من أئمة الإسلام، هؤلاء ومن بعدهم ممن سار على نهجهم هم أهل السنة والجماعة كلهم أجمعوا على أن الواجب إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، والإيمان بمعناها، وأن معناها حق لائق بالله، وأنه سبحانه لا يماثل خلقه لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، وذلك هو مقتضى قوله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4]، وما جاء في معناها من الآيات والله ولي التوفيق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523158

    عدد مرات الحفظ

    777117888