إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (512)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة الأحباب.. أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ أجمل ترحيب، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ: عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: الله يبارك فيك يا سماحة الشيخ.

    ====

    السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال من أحد الإخوة المستمعين يقول في هذا السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وقال أيضاً: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)، وقد كان في زمان الخليفة عثمان رضي الله عنه أذان واحد ثم زاد الأذان الثاني لصلاة الجمعة، هل هذه الزيادة تعتبر من البدع أم من السنة؟ وما هي البدع؟ وما هي أقسامها مأجورين؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذه الأحاديث التي ذكرها السائل أحاديث صحيحة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي لفظ: يقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم في صحيحه، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) .

    والبدعة: هي التي يحدثها الناس في الإسلام في الطاعات والقربات، يقال لها: بدعة. ما أحدثه الناس في التعبد يقال له: بدعة، مثل: بدعة الاحتفال بالمولد، وبدعة البناء على القبور واتخاذ المساجد على القبور والقباب، وما أشبه ذلك مما يحدثه الناس، ومعنى الرد: يعني: مردود.

    لكن ما فعله عثمان من الأذان الثاني في خلافته ليس من البدع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) وهو من الخلفاء الراشدين، وقد أحدث الأذان الثاني وهو الأول لمصلحة المسلمين حتى ينتبهوا للجمعة، ولهذا أقره الصحابة في زمانه وعمل به المسلمون بعده؛ لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) .

    وهكذا ما فعل في عهده من جمع المصحف، كان الناس يحفظون القرآن في صدورهم وفي زمانه خافوا على الناس أن يضيع منهم القرآن فاجتمع رأي من الصحابة على أنه يكتب في المصاحف؛ حتى يبقى بين أيدي المسلمين وحتى يحفظ، وكان هذا من الأعمال الطيبة التي وفق الله الصحابة لها.

    وهكذا ما فعله عمر رضي الله عنه من جمع الناس على إمام واحد في التراويح في رمضان، وكانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلون أوزاعاً في المسجد، كل يصلي لنفسه أو يصلي مع اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر، ثم جمعهم عمر على إمام واحد؛ لأنه رأى أن هذا أولى من تفرقهم، وتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم حين صلى بالناس في رمضان عدة ليالي جماعة في رمضان، ثم قال: أخاف أن تفرض عليكم صلاة الليل، فأمرهم أن يصلوا في بيوتهم.

    فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي وأمن فرضها؛ فلهذا جمعهم عمر وصارت سنة أولية، جمع الناس على إمام واحد في رمضان في التراويح والقيام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088532569

    عدد مرات الحفظ

    777170281