إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (512)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    مدى اعتبار الأذان الثاني يوم الجمعة بدعة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة الأحباب.. أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ أجمل ترحيب، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ: عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: الله يبارك فيك يا سماحة الشيخ.

    ====

    السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال من أحد الإخوة المستمعين يقول في هذا السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وقال أيضاً: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)، وقد كان في زمان الخليفة عثمان رضي الله عنه أذان واحد ثم زاد الأذان الثاني لصلاة الجمعة، هل هذه الزيادة تعتبر من البدع أم من السنة؟ وما هي البدع؟ وما هي أقسامها مأجورين؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذه الأحاديث التي ذكرها السائل أحاديث صحيحة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي لفظ: يقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم في صحيحه، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) .

    والبدعة: هي التي يحدثها الناس في الإسلام في الطاعات والقربات، يقال لها: بدعة. ما أحدثه الناس في التعبد يقال له: بدعة، مثل: بدعة الاحتفال بالمولد، وبدعة البناء على القبور واتخاذ المساجد على القبور والقباب، وما أشبه ذلك مما يحدثه الناس، ومعنى الرد: يعني: مردود.

    لكن ما فعله عثمان من الأذان الثاني في خلافته ليس من البدع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) وهو من الخلفاء الراشدين، وقد أحدث الأذان الثاني وهو الأول لمصلحة المسلمين حتى ينتبهوا للجمعة، ولهذا أقره الصحابة في زمانه وعمل به المسلمون بعده؛ لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) .

    وهكذا ما فعل في عهده من جمع المصحف، كان الناس يحفظون القرآن في صدورهم وفي زمانه خافوا على الناس أن يضيع منهم القرآن فاجتمع رأي من الصحابة على أنه يكتب في المصاحف؛ حتى يبقى بين أيدي المسلمين وحتى يحفظ، وكان هذا من الأعمال الطيبة التي وفق الله الصحابة لها.

    وهكذا ما فعله عمر رضي الله عنه من جمع الناس على إمام واحد في التراويح في رمضان، وكانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلون أوزاعاً في المسجد، كل يصلي لنفسه أو يصلي مع اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر، ثم جمعهم عمر على إمام واحد؛ لأنه رأى أن هذا أولى من تفرقهم، وتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم حين صلى بالناس في رمضان عدة ليالي جماعة في رمضان، ثم قال: أخاف أن تفرض عليكم صلاة الليل، فأمرهم أن يصلوا في بيوتهم.

    فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي وأمن فرضها؛ فلهذا جمعهم عمر وصارت سنة أولية، جمع الناس على إمام واحد في رمضان في التراويح والقيام.

    1.   

    تعريف البدعة مع التمثيل لها

    السؤال: يقول: كيف نعرف البدعة وأقسامها يا سماحة الشيخ؟

    الجواب: البدعة ما أحدثه الناس في الشرع يخالف الشرع هذا يقال له: بدعة، ما أحدث في الدين يقال له: بدعة، مثل: بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أو الموالد الأخرى، ومثل: بناء المساجد على القبور واتخاذ القباب عليها، هذه كلها بدع منكرة، ومثل: بدعة الجهمية نفي الصفات والأسماء، ومثل: بدعة المعتزلة في الصفات، وقول المعتزلة: إن العاصي في المنزلة بين المنزلتين، هذه من البدع التي أحدثها المبتدعة.

    1.   

    صيغة السلام على النبي في التشهد

    السؤال: يقول السائل عبد الرحمن إبراهيم عبد الرحمن من جنوب أفريقيا يقول في سؤاله الثاني: في التشهد هل يقال السلام على النبي، أم السلام عليك أيها النبي، وجهونا في ذلك؟

    الجواب: الأفضل أن يقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، هذا الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعملون ذلك، ولم يقل لهم إذا مت يقولوا: السلام على النبي، فدل ذلك على أنهم يقولون: السلام عليك أيها النبي -حياً وميتاً- ومعنى (عليك أيها النبي) من باب استحضاره في الذهن والقلب، (السلام عليك أيها النبي)، ليس دعاء له ولكنه دعاء له، يدعو له بالسلامة والرحمة والبركة، لا يطلب منه شيئاً، وإنما يدعو له بالسلامة والرحمة والبركة، فيقول: سلام الله عليك أيها النبي، يعني: أعطاك الله السلامة، وأعطاك الله الرحمة، وأعطاك الله البركة، هذا هو الأفضل.

    وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول بعد النبي: السلام على النبي، والأفضل ما صحت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه أن يقولوا: (السلام عليك أيها النبي)، هذا هو الأفضل.

    1.   

    حكم الضم بعد الرفع من الركوع

    السؤال: يقول السائل في آخر أسئلته: ما حكم وضع اليدين بعد الرفع من الركوع مثل: السدل أم القبض، وجهونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الأفضل القبض بعد الرفع من الركوع؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك من حديث وائل بن حجر ومن حديث قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يديه على صدره حال قيامه في الصلاة) وهذا القيام يشمل ما بعد الركوع وما قبل الركوع؛ لأنه قيام فيضع يديه على صدره هذا هو الأفضل.

    1.   

    درجة حديث: (من قرأ كل يوم مائة مرة قل هو الله أحد ...)

    السؤال: هذا السائل يسأل عن معنى حديث وهل هو صحيح يقول: قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من قرأ كل يوم مائة مرة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] محي عنه ذنوب خمسين سنة، إلا أن يكون عليه دين) ما صحة هذا الحديث؟

    الجواب: لا نعلم له أصلاً، لا صحة له ولا نعلم له أصلاً، لكن سورة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] سورة عظيمة، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن، فإذا قرأها الإنسان في بعض الأحيان وكررها كله طيب.

    1.   

    حكم الدخان وإيذاء المصلين برائحته

    السؤال: هذا سائل من الجبيل يقول في هذا السؤال: علمت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى من أكل منا ثوماً أو بصلاً أن يقرب المصلين أو المصلى في جماعة المسجد -وذلك حسب علمي- حتى لا يؤذي الملائكة والمصلين، فما رأي سماحتكم فيمن امتلأت رئتاه برائحة الدخان، حتى ولو أنه لم يشربه قبيل قدومه للصلاة في المسجد، والمعروف أن رائحة الدخان كريهة، وأنا أقول بأنها تزعجني في صلاتي بجانب صاحب هذه الرائحة، والنهي جاء في الحلال الثوم والبصل، فما الحكم في الدخان، هل هو محرم وهل ينطبق الحديث على شاربه؟

    الجواب: الدخان لا شك أنه محرم لما فيه من المضرة العظيمة؛ فينبغي للمؤمن أن يحذر ذلك ولاسيما إذا كان مجيئه للمسجد قرب شرب الدخان فإن هذا يؤذي الناس، وقد يكون أذاه أشد من الثوم والبصل لمن لم يعتده؛ فالواجب على المؤمن أن يحذره؛ لأنه محرم وفيه مضار كثيرة، وفيه -أيضاً- إيذاء للناس إذا شربه عند مجيئه للمسجد ولم يتحفظ فإنه يؤذي من حوله، والله المستعان.

    1.   

    مقدار نصاب النقود

    السؤال: هذا السائل صالح حسن يقول: ما هو نصاب زكاة النقود بالريال سماحة الشيخ؟

    الجواب: زكاة النقود من الفضة مائة وأربعون مثقالاً، ومقدارها بالفضة بالريال السعودي الفضي ستة وخمسون ريالاً، وبالعملة الورقية ما يقابل ذلك، ما يساوي ستة وخمسين ريالاً فضة، وقال بعض أهل العلم: ستة وخمسين ريال ورق فيها الزكاة كالفضة؛ لأنها قامت مقامها.

    وبكل حال فإذا كان عنده من الورق سواء عملة الريال أو عملة العشرة أو عملة ما فوق العشرة كالخمسين ، إذا كان عنده عملة تساوي ستة وخمسين ريالاً فضة فهذا نصاب، وما زاد على ذلك فبحسابه.

    1.   

    حكم الزكاة عن المال إن كان ديناً

    السؤال: يقول هذا السائل: أعطيت شخصاً خمسين ألف ريال للاستثمار وكانت هذه أول مرة أتعامل معه، فلم أكن متأكداً ما إذا كنت سآخذ هذه الأموال أم لا، وظلت هذه النقود عنده لمدة عامين، ثم أخذتها منه دون زيادة أو نقصان، فهل أخرج الزكاة عن العامين السابقين، أم أستقبل بهما عاماً جديداً؟

    الجواب: عليك إخراج زكاتها عن العامين؛ لأنها في ملكك وهي عندك كالأمانة ؛ لأنه لم يعمل فيها شيئاً فهي كالأمانة لكن عليك زكاتها، أما لو عمل فيها وربحت عليك زكاتها وزكاة الربح، لكن مادامت بقيت عنده ولم يعمل شيئاً فهي مثل الوديعة في تزكيها.

    1.   

    حكم لبس العدسات اللاصقة

    السؤال: هذه السائلة (أم خالد . أ. أ) الرياض تقول: لي مجموعة من الأسئلة تقول: بأنني ألبس العدسات الملونة في المنزل رغبة من زوجي للتجمل له، فما حكم لبس العدسات، وجهونا في ضوء ذلك؟

    الجواب: إن كانت تقوي البصر ويستفيد منها البصر فلا بأس كالمراية كالمناظر، أما إن كان لمجرد الزينة فتركها أولى وأحوط، إذا كان لمجرد الزينة فتركها أولى وأحوط، والاكتفاء ببصرها الذي خلق الله لها.

    1.   

    حكم تخريم آذان البنات

    السؤال: هل في تخريم الآذان بالنسبة للأطفال شيء وذلك لوضع ما يسمى بالخماخل، هل في ذلك بأس؟

    الجواب: لا حرج في ذلك إذا كن بنات، لا بأس لأجل وضع الأقراط فيها.

    1.   

    حكم رؤية عورة الطفل

    السؤال: في بعض الأحيان تقول السائلة: أدخل مع بناتي الصغار خمس سنوات وسبع سنوات الحمام، وذلك لمساعدتهن في تنظيف شعورهن، فهل إذا رأيت عورتهن هل علي شيء؟

    الجواب: لا حرج في ذلك مادام دون السبع فلا عورة لهم، الصبي والصبية تنظيفهم ومساعدتهم على النظافة كل هذا لا بأس به، أما إذا بلغ سبعاً فلا، يستر، تستر عورته ولا تمس إلا للحاجة تمسها أمه لأجل تنظيفه أو تمسها الخادمة للتنظيف فلا بأس، إذا كان ما ينظف نفسه ما يعرف ينظف نفسه.

    1.   

    وساوس الشيطان بالذنوب السابقة

    السؤال: ننتقل بعد ذلك إلى رسالة من السائل الذي رمز لاسمه ( س . م ) مصري يعمل بالرياض يقول في هذا السؤال: عملت ذنباً في الماضي والحمد لله بأنني تبت إلى الله من هذا الذنب ورجعت إلى الله، ولكن الشيطان دائماً يطاردني ويذكرني بهذا الذنب في كل وقت، وخصوصاً في الصلاة، مع أنني فعلت أعمالاً صالحة كثيراً في الماضي، ولم أتذكر أي شيء من هذه الأعمال، وهذا من فضل ربي أن أفعل الخيرات وأنساها فما العلاج للتخلص من التفكير من هذا الذنب سماحة الشيخ، والحمد لله بأنها ليست كبيرة وجهوني في ضوء سؤالي؟

    الجواب: الحمد لله الذي من عليك بالتوبة ولا يضرك، هذا من إيذاء الشيطان ومن وسوسته، فالعلاج التعوذ بالله من الشيطان وسؤال الله أن يكفيك شر الشيطان وشر نفسك وأن ينسيك هذا الشيء حتى لا تشغل نفسك به، مادمت تبت توبة نصوحاً فإن الله يعفو عنك بذلك، وهذا التفكير فيه بالصلاة والوسوسة كله من الشيطان، فعليك أن تسأل ربك العافية وأن تستعيذ به من الشيطان وأن تلح في ذلك، والله جل وعلا جواد كريم.

    1.   

    معنى الاعتداء في الدعاء

    السؤال: يقول هذا السائل سماحة الشيخ: ما معنى الاعتداء في الدعاء؟

    الجواب: أن يدعو بغير دعاء شرعي هذا اعتداء، وإما يرفع صوته في غير محل الرفع المطلوب منه، أن يسكت أو يأتي ويتوسل بأشياء غير مشروعة، أو يدعو على من لا يستحق الدعاء، فهذا كله اعتداء، ولهذا في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بإحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك).

    فكونه يعتدي يقل: اللهم قاتل فلاناً بغير حق، أو اللهم أهلك فلاناً بغير حق، أو اللهم أتلف ماله، أو أعم بصره، أو كذا أوكذا مما يضره بغير حق، هذا اعتداء، أو يدعو على أرحامه .. على أخيه .. على قريبه بغير حق؛ على خاله .. على عمه .. على أبيه بغير حق هذا فيه قطيعة رحم، فلا يجوز وهذا من الاعتداء أيضاً.

    ومن الاعتداء عند بعض أهل العلم: أن يجهر في محل لا يشرع فيه الجهر، كونه يجهر في الدعاء مثل: السجود، أو بين السجدتين، أو في آخر التحيات يشوش به على الناس، يكون دعاء بينه وبين ربه هذا هو الأفضل، والجهر به في هذه الأحوال يخشى أن يكون من الاعتداء؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55] فدل على أن الخفية من آداب الدعاء إلا إذا كان يؤمن عليه مثل دعاء القنوت ودعاء الخطبة هذا يؤمن عليه، يرفع صوته حتى يسمع الناس، أما دعاء بينه وبين ربه فالسنة أن يخافت في السجود .. في آخر الصلاة .. في غير ذلك، السنة المخافتة؛ ولهذا قال جل وعلا: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55].

    فالمقصود: أن السنة للمؤمن أن يتحرى خفض الصوت بالدعاء إذا كان لا يؤمن عليه في سجوده أو في التحيات أو في أي وقت، يتحرى أن يكون سراً بينه وبين ربه.

    1.   

    حكم المراسلة بين الخطيبين

    السؤال: السائل من جمهورية مصر العربية والذي رمز لاسمه بـ (س. م) يعمل بالرياض يقول في هذا السؤال: ما حكم الشرع في نظركم في مراسلة الخطيب لخطيبته والعكس مع ملاحظة بأن عدم المراسلة قد يسبب للخطيبة تعب نفسي وأضرار صحية ودراسية، وجهونا في ضوء هذا السؤال؟

    الجواب: لا أرى بأساً في أن يخاطبها وتخاطبه بالتلفون أو بالمكاتبة لتأكيد الخطبة أو للسؤال عن بعض المهمات التي ليس فيها وسيلة إلى الاجتماع المحرم قبل الزواج، إنما تسأله وهو يسألها عن أمور تتعلق بالزواج وبمصلحة الزواج ولا يخشى منها فتنة فلا حرج في ذلك من طريق الكتابة أو من طريق المهاتفة التلفون.

    1.   

    حكم ترديد النسوة :(لا إله إلا الله) عند العزاء

    السؤال: السائل يقول: اعتاد البعض من النسوة أثناء التعزية في الأموات وخاصة قبل دفن الجثمان أن يرددن قول: (لا إله إلا الله) بصوت عالي، أي: امرأة تقول والباقي يرددن وراءها، وصوت هذه المرأة مسموع عند الرجال، ويرين بأن هذا أفضل من اللطم أو العويل ويهدئ من حالة أهل الميت، فما صحة ذلك؟

    الجواب: الظاهر أن هذا بدعة مطلقاً حتى لو ما سمعها الرجال، كونهن يرددن لا إله إلا الله عند التعزية هذا لا أصل له، التعزية: أحسن الله عزاءكم.. جبر مصيبتكم.. غفر لميتكم ونحو هذا الكلام، أما أن يرددن لا إله إلا الله أو سبحان الله بصوت جماعي هذا بدعة سواء سمعها الرجال أو ما سمعها الرجال أو ما سمعوها، لا ينبغي هذا، بل السنة أن يقال لهم: اتقوا الله، لا تجزعوا، الحمد لله هذه سنة الله في عباده كل سيموت، ويتحدثن معهن بالوصية والنصيحة، هذه التهدئة: التعزية بالوعد بالخير والتحذير من الشر ، أما يأتين بلا إله إلا الله بصوت جماعي أو بأشباه ذلك فهذا من البدع؛ لأن البدعة هي ما أحدثه الناس خلاف الشرع، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .. (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وهذا ليس أمر النبي صلى الله عليه وسلم وليس من عمل الصحابة بل هذا من البدع.

    1.   

    حكم السفر للتعزية والتعزية بالهاتف

    السؤال: سماحة الشيخ ما حكم السفر للتعزية؟

    الجواب: لا بأس به، يسافر يعزي أخاه أو أباه لا بأس، الحمد لله.

    بالنسبة للتلفون يكفي في التعزية، لكن إذا سافر إليهم أو زارهم في البيت كان أكمل في الجبر والتعزية.

    1.   

    حكم رفع القبور والدفن في الأرض الحجرية

    السؤال: هذا السائل يسأل ويقول: ما حكم الشرع في القبور التي تعلو سطح الأرض كالقبور التي تتكون من دورين، وهذا يكون بسبب ضيق المساحة المخصصة للقبور سماحة الشيخ؟

    الجواب: الواجب أن تكون القبور في داخل الأرض، يحفروا نصف قامة ويدفن الميت، هذا إذا تيسر ذلك، أما إذا كانوا في أرض جبلية ما يستطيعون فإنه يكوم حصى من هنا ومن هنا ويدفن بينها، يوضع على الشق الذي دفنوا فيه شيئاً من الحجارة حتى يغطى وهذا جهدهم فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] أما إذا أمكن الحفر فإن السنة أن يحفر له في الأرض وأن يدفن في الأرض وأن لا يرفع عن الأرض إلا قدر شبر وما حوله حتى يعرف أنه قبر، وأما وضع أحجار أو بناء على القبر من دون موجب هذا لا يجوز، الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه، لكن إذا دعت الضرورة يجمع الحصى ويكون مثل القبر ويجعل الميت في وسطه ويجعل فوقه الحجارة تغطيه، هذا إذا ما وجد مكاناً وكان في بلدتهم حجرية ما يمكن الحفر فيها، هذا فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] هذا جائز لهم؛ لأن الله جل وعلا يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] فإذا فرضنا ناساً نزلوا في أرض حجرية ما فيها محل للدفن، ما فيها محل للحفر فلهم أن يدفنوا بين الأحجار.

    1.   

    حكم قراءة الفاتحة على روح الميت

    السؤال: يقول هذا السائل: أسأل عن قراءة الفاتحة مثلاً على أرواح الموتى، هل هذا جائز؟

    الجواب: ليس له أصل، لا الفاتحة ولا غيرها لا يقرأ للموتى لا الفاتحة ولا غيرها، القراءة للأموات ليس له أصل، ولكن يدعى لهم بالمغفرة والرحمة، يتصدق عنهم، هذا هو المشروع، يحج عن الميت ويعتمر عنه، أما يقرأ له القرآن فهذا لا أصل له.

    1.   

    حكم الصلاة مع سد الأنف النازف دماً

    السؤال: بعد ذلك ننتقل إلى رسالة السائل علي عبد الله من جمهورية مصر العربية ومقيم بالمملكة يقول: أنا -والحمد لله- محافظ على الصلوات في الجماعة في أوقاتها وفي مساجد الله، ولكن في بعض الأوقات ينزف أنفي دماً أثناء الوضوء ويستمر معي هذا النزيف لفترة طويلة وربما يستمر لفترة أطول وأسد ذلك بشيء من القماش أو اللفاف وقت الصلاة، هل في ذلك خطأ، وبماذا تنصوحني يا سماحة الشيخ؟

    الجواب: لا حرج، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] هذا هو الواجب، وضع شيء يمسكه وسد الأنف هذا من العلاج ولا حرج في ذلك والحمد لله.

    1.   

    الصلاة إذا وقع دم على الثوب أثناءها

    السؤال: يقول: في بعض الأوقات قد يكون أو يقع بعض الدم على الملابس وأنا في الصلاة، هل أعيد الصلاة وهل أغير ملابسي؟

    الجواب: إذا كان قطرات يسيرة يعفى عنها، وأما إذا كانت كثيرة يقطع الصلاة حتى يبدل الثوب ويغسلها، أما إذا كانت قطرات يسيرة يعفى عنها؛ لأن الله جل وعلا يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] .. لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ويقول: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78] سبحانه وتعالى، فالشيء اليسير يعفى عنه، قطرات من دم أو قيح أو صديد هذا يعفى عنها؛ لأن الله جل وعلا رفع الحرج عن هذه الأمة.

    1.   

    السجود على العمامة ونحوها

    السؤال: نختم هذا اللقاء بسؤال السائل محمد علي يقول: هل يجب على المصلي أن يكشف عن جبينه عند السجود في الصلاة، مثلاً: الطاقية أو الغترة أو العمامة أو يلزمه ذلك؟

    الجواب: أفضل وإلا لا يلزمه، لو سجد على الطاقية أو على العمامة أو على غيرهما لا بأس، ولكن كونه يحسرها حتى تباشر جبهته المصلى يكون هذا أفضل وأولى.

    المقدم: شكر الله لكم -يا سماحة الشيخ- وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

    أيها الإخوة الأحباب .. أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767974016