أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====
السؤال: هذا السائل الأخ إبراهيم أبو حامد له هذا السؤال يقول: سماحة الشيخ! ما هي البلايا والمحن التي أصابت نبي الله يوسف عليه السلام جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالبلايا التي أصابت نبي الله يوسف قد قصها الله علينا في القرآن في سورة يوسف، إذا كنت تقرأ القرآن اقرأ سورة يوسف وتعرف ما حصل عليه عليه الصلاة والسلام وهكذا الأنبياء، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أشد بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل) (يبتلى المرء على قدر دينه) فالمؤمن يبتلى كما ابتلي الرسل.
تارة يبتلى بتسليط الأعداء، وتارة بالأمراض، وتارة بالخوف، وتارة بالفقر إلى غير ذلك، فإذا صبر المؤمن على البلوى واتقى الله فله الخير العظيم (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم) والمؤمن ما أصابه من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها يكفر الله بها من خطاياه، كما صح في ذلك الخبر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي الحديث الصحيح: (من يرد الله به خيراً يصب منه) فالأنبياء هم أفضل الخلق حصل عليهم من البلاء الشيء الكثير، وعلى نبينا أيضاً عليه الصلاة والسلام في مكة وفي يوم أحد وفي غيرها، وصبر واحتسب عليه الصلاة والسلام، فهكذا المؤمنون عليهم الصبر والاحتساب ولهم العاقبة الحميدة فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49] وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47].
الجواب: الزهد في الدنيا بإيثار الآخرة عليها وعدم التكلف، بل يكتفي بالحلال ويكتفي بما يعينه على طاعة الله ولا يتكلف شيئاً يشغله عن الآخرة، وليس معنى الزهد ترك الدنيا وترك المال، بل الزهد ترك المشتبهات، ترك الجشع في طلب التجارة الذي يشغله عن الآخرة وعن طاعة الله، وعن طلب العلم، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن النوافل المستحبة؛ يعني يجتهد في طلب الآخرة بالأعمال الصالحة ولا تشغله الدنيا عن الآخرة ولكن لا يتركها، يطلبها .. يبيع.. يشتري.. يغرس الشجر.. يزرع.. إلى غير هذا من أسباب الرزق، تطلب الرزق مثلما طلبه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لكنهم لا يؤثروها على الآخرة، لا تشغله عن الآخرة بل أعمال الآخرة مقدمة على أمر الدنيا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل) فالمؤمن يطلب الرزق ولكن لا تشغله دنياه عن آخرته.
الجواب: ليس هذا بصحيح، النوافل من شاء فعل ومن شاء ترك، هذه نافلة مستحبة، إن شاء صامها كل سنة وإن شاء صامها بعض السنين وتركها بعض السنين، الأمر في هذا واسع، وهكذا صوم عرفة وهكذا صوم يوم عاشوراء، وهكذا صوم الإثنين والخميس، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر.. كلها نافلة، إذا يسر الله له الصوم صامها وإذا تركها فلا حرج، وإذا صام في بعض الشهور وترك في بعض الشهور فلا بأس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربما صام وربما ترك، ربما صام الأيام الثلاثة من كل شهر، وربما صام الإثنين والخميس، وربما شغل عن هذا وترك ولم يصم عليه الصلاة والسلام.
وهكذا شعبان، كان يصومه في الغالب كله أو إلا قليلاً كما قالت عائشة وأم سلمة ، فإذا تيسر الصوم فلا بأس وإلا فلا حرج، إنما هذا في الفريضة.. الفريضة لابد منها.. صوم رمضان لابد منه إلا من علة كالمرض والسفر، أما النوافل فالحمد لله الأمر فيها واسع، إذا صامها بعض السنين وتركها بعض السنين لا بأس، أو صام ثلاثة أيام من كل شهر بعض الأحيان وترك، أو صام الإثنين والخميس في بعض الأحيان وترك كل هذا لا حرج فيه والحمد لله.
الجواب: السنة لها أن تتزوج؛ لأن ترك الزواج فيه خطر، والرسول يقول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) وهذا يعم الرجال والنساء، كل مأمور؛ لما في ذلك من إحصان الفرج وغض البصر، وحصول الذرية التي تعبد الله، فالمؤمن يجتهد في طلب الزواج، والمؤمنة كذلك إذا جاء الكفء، وعليها مع هذا أن تجتهد في أنواع الخير كالرجل، أما ترك الزواج فلا ينبغي، بل المشروع لها أن تجيب من خطب، وأن يسعى وليها في تيسير الأزواج الطيبين إذا خطب لها وليها الزوج الصالح طيب.
ولكن لو صبرت حتى تكمل دراستها الجامعية فلا حرج في ذلك، إذا كانت لا تخشى شراً من جهة الشهوة ولا تخشى الفتنة، حينئذ لا بأس أن تكمل الدراسة، ولكن كونها تترك الزواج بالكلية هذا لا ينبغي أبداً بل السنة لها أن تجتهد في الزواج وإذا خطبها الكفء لا يرد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
ولما تأيمت حفصة من زوجها لما مات زوجها -حفصة بنت عمر - عرضها عمر رضي الله عنه على عثمان وعلى الصديق أبي بكر قال إن شئت زوجتك حفصة .. ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها.
فإذا سعى الولي لبنته أو أخته لدى الناس الطيبين فلا حرج، وإذا خطبها الكفء لا يرد، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل وهو ترك النكاح، والتبتل عبادة؛ لأن الإنسان على خطر إذا ترك الزواج، قد يبتلى بما حرم الله نسأل الله السلامة.
الجواب: هذا سؤال مجمل، تنظيم الأسرة هذا سؤال مجمل لابد من التفصيل، فإن كان المراد تنظيم الأسرة يعني تنظيم الحمل فهذا فيه تفصيل: إذا كان عليها مشقة كونها ترضع وتخشى الحمل ويضر الولد حملها فلا بأس بتعاطي ما يمنع الحمل حتى تكمل الرضاعة، أو كان عليها مضرة.. تقرير الأطباء أن عليها مضرة من الحمل المتوالي فلا مانع من تعاطي ما يمنع الحمل المتوالي إن كانت تحمل بعد كل ثلاث سنين أو أربع سنين إذا كان عليها مضرة في الحمل المتوالي.
المقصود تنظيم الأسرة إذا كان لأمر شرعي فلا بأس.
الجواب: قيام الليل ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وإذا كان في آخر الليل في النصف الأخير أو في الثلث الأخير يكون أفضل، مثلما جاء في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام صيام داود؛ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأفضل الصلاة صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه) يعني: ينام نصف الليل ويقوم ثلثه: السدس الرابع والسدس الخامس.
وإذا قام في الثلث الأخير كان ذلك فيه فضل عظيم، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له.. حتى ينفجر الفجر) وهذا نزول يليق بالله، لا يشابه خلقه في نزولهم، بل هو نزول يليق بالله لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، كالاستواء على العرش وهو الارتفاع فوق العرش استواء يليق بجلال الله، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، ولهذا يقول أهل العلم: استوى بلا كيف.
فالمؤمن يؤمن بصفات الله وأسمائه على الوجه اللائق بالله جل وعلا، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، ولهذا يقول مالك وغيره من السلف كـالشافعي والإمام أحمد بن حنبل والثوري والأوزاعي وغيرهم يقولون: نؤمن بأن ربنا فوق سماواته على عرشه قد استوى عليه بلا كيف سبحانه وتعالى.
فالإنسان يقوم مما تيسر من الليل في أوله أو في وسطه أو في آخره يتهجد.. يصلي ما تيسر.. يدعو ربه.. يلجأ إليه.. يضرع إليه، ويسلم من كل ثنتين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى).
والأفضل وهو أكثر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل، إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة قبل طلوع الفجر.
وإن صلى أكثر من ذلك فلا بأس أو أقل بأن صلى ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً كل ذلك لا بأس، لكن السنة أن يسلم من كل ثنيتن ويوتر بواحدة، وإن سرد ثلاثاً بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس، أو سرد خمساً بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس، لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين، سواء في أول الليل أو في وسطه أو في آخره.
وإذا كان له شغل في أول الليل.. دراسة العلم ونحو ذلك فإنه يوتر في أول الليل حتى لا ينام عن وتره، كما كان أبو هريرة رضي الله عنه (أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يوتر في أول الليل) لأنه كان يدرس العلم في أول الليل.
المقصود أن الإنسان الذي يخشى أن لا يقوم من آخر الليل يوتر أول الليل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) أخرجه مسلم في صحيحه، فالتهجد في أول الليل أو في وسطه أو في آخره كله طيب، ولكن الأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك.
الجواب: إذا كان لم يستطع الصوم فلا شيء عليه؛ لأن الله يقول: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] فإذا مات ولم يستطع فلا حرج عليه، وإن كان تساهل صوموا عنه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) يعني: قريبه، فإذا كان استطاع وتساهل فالوصية أن تصوموا عنه، فإن لم يتيسر الصوم عنه فأطعموا عن كل يوم مسكيناً، أما إذا ترك من أجل مرضه وهو يريد الصوم لكنه عاجز فلا شيء عليه، وليس عليكم صيام عنه، لقول الله عز وجل: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) والله يقول سبحانه: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] وهذا ما ما أدرك أياماً أخرى وإنما مات في مرضه فلا حرج عليه.
الجواب: هذا طيب جزاك الله خيراً، ويشرع لك أن تعلمها أنت، وأختك الكبيرة تعلمها أيضاً حتى تحفظ ما تيسر من القرآن، وعليكما أن تعلماها أحكام الدين.. أحكام الصلاة.. أحكام الصيام.. أحكام الحيض حتى تكون على بصيرة، هكذا المؤمن يعلم أقاربه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ويقول صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ويقول عليه الصلاة والسلام: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ويقول عليه الصلاة والسلام : (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته).
فالواجب تعليمها وإرشادها منك ومن أختها بكل ما قد تجهل من صلاة أو أحكام حيض أو أحكام نفاس أو أحكام صيام أو غير هذا، مع تعليمها ما تيسر من القرآن الكريم ومن أحكام الصلاة وأنتم على خير ولكم أجر عظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) ويقول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
الجواب: نعم، لا بأس أن تحج عنها إذا كانت لا تستطيع الحج لضعفها ومرضها وكبر سنها فقد جاء للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة، فقالت: (يا رسول الله! إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: حجي عنه) (وجاءه رجل فقال: يا رسول الله! إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا الظعن أفأحج عنه وأعتمر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: حج عن أبيك واعتمر) فإذا كانت عاجزة فأنت جزاك الله خيراً تحج عنها، وتعتمر عنها لكبر سنها وعجزها.
الجواب: هذا الحديث ليس بصحيح، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه لا بأس بصيام يوم السبت، فهو حديث بين العلماء أنه مضطرب وشاذ ومخالف للأحاديث الصحيحة.
فالمقصود أنه حديث ضعيف ولا يجوز العمل به، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده) واليوم الذي بعد الجمعة هو يوم السبت، فالرسول أمر بالصيام مع الجمعة، وكان يصومه صلى الله عليه وسلم مع يوم الأحد أيضاً، ويقول: (إنهما يوما عيد المشركين وأنا أريد أن أخالفهم) فصيام يوم السبت قربة وطاعة مع يوم الأحد أو مع الجمعة أو وحده كله لا بأس به.
والخلاصة: أن حديث النهي عن صيام يوم السبت إلا في الفرض حديث غير صحيح بل هو باطل.
الجواب: الله جل وعلا يقول: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] الآية، فإظهار الزينة من الحلي في اليدين أو في الحلق أو في الأذن كل هذا من المحرمات، لا يجوز لها إبداء الزينة بل يجب عليها التستر والحجاب، قال الله جل وعلا: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] فالواجب على المرأة أن تستر وجهها وجميع بدنها عند غير المحارم، ومن ذلك ستر يديها وما فيها من الأسورة والخواتم وستر حلقها وما فيه، وستر وجهها وما في أذنيها كل هذا واجب، وقال الله جل وعلا: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33] قال العلماء: معنى التبرج: إظهار المحاسن والمفاتن.
الجواب: ليس من البدع بل هو مستحب وسنة فعله السلف، وفعله بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بعد ختم القرآن يدعى بالدعوات الطيبة، سواء في التراويح أو في غيرها، وإذا ختم الإنسان القرآن في أي وقت دعا سواء في الصلاة أو في خارج الصلاة، وترجى الإجابة، وكان هذا من فعل السلف وهو ما روي عن جماعة من الصحابة فلا حرج في ذلك بل هو مطلوب ومشروع وفيه خير كثير نسأل الله أن يتقبل من المسلمين.
الجواب: يقضيها شفعاً، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاته ورده من الليل لمرض أو نوم قضاه من النهار شفعاً، كما قالت عائشة رضي الله عنها، يعني إذا كانت عادته ثلاثاً يصلي من النهار أربع تسليمتين، وإذا كان عادته في الليل يوتر بخمس صلى من النهار ست ركعات، يسلم من كل ثنتين، وإذا كان عادته إحدى عشر كالنبي صلى الله عليه وسلم صلى من النهار اثني عشر بست تسليمات كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، هذا هو الأفضل، وإذا لم يتيسر الضحى وصلاه بعد الظهر فلا بأس، لكن الأفضل أن يكون قبل الظهر.
الجواب: الأفضل المتابعة، وإن فصلت فلا حرج لكن الأفضل أن يصومها متتابعة كما قاله جماعة من السلف كـابن مسعود وغيره، ولو صامها متفرقة أجزأت على الصحيح.
الجواب: صوم التطوع لا حرج في الإفطار فيه، فصاحبه أمير نفسه، إن شاء تممه وهو أفضل، وإن شق عليه أفطر والحمد لله، ولا قضاء عليه؛ لأنه تطوع نافلة إن شاء كمله وإن شاء أفطر، ولا حرج والحمد لله.
الجواب: هذا فيه تفصيل، إن كان الشك ما فيه ترجيح فالواجب عليك أن تأتي بالسجدة الثانية وتكملي صلاتك ثم تسجدي السهو، وإن لم تفعلي فعليك أن تأتي بركعة زائدة تبطل الركعة التي تركت منها السجدة وتأتين بركعة زائدة بدلاً منها، وعليك سجود السهو، فإذا شكيت في إحدى الركعات هل سجدت سجدتين أو واحدة ولم تأت بالسجدة الثانية فعليك أن تأتي بركعة زائدة، ثم بعد كمال التحيات والدعاء تسجدين للسهو سجدتين.
أما إن كان الشك مع الظن، يعني: ظننت وغلب على ظنك أنك سجدت سجدتين فلا شيء عليك وسجود السهو يكفي والحمد لله، ولكن عليك دائماً أن تحتاطي وأن تتعوذي بالله من الشيطان؛ لأن الشيطان قد يؤذي بالوساوس، فإذا حصل الشك فابني على اليقين، فإذا شكيت هل صليت ثنتين أو ثلاث اجعليها ثنتين ثم كملي الصلاة، وإذا شكيت هل سجدت واحدة أو ثنيتن اسجدي الثانية.
أما إذا غلب على ظنك أنك ما سهيت وأنك فعلت الصواب فكملي الصلاة واسجدي للسهو سجدتين بعد السلام أفضل، إذا كنت فعلت ذلك عن ظن وعن غلبة ظن، أما مع الشك فلا، مع الشك عليك باليقين، إذا شككت فلابد من اليقين، إذا شكيت هل سجدت أو ما سجدت الثانية اسجدي، وإذا شكيت صليت ثنتين أو ثلاثاً اجعليها ثنتين وكملي الصلاة ثم اسجدي للسهو قبل السلام، وإن سجدت بعد السلام فلا بأس.
أما مع غلبة الظن فإنه يكفي سجود السهو، تبنين على غالب الظن وتسجدين للسهو، والأفضل في هذا المقام أن يكون سجود السهو بعد السلام إذا كان البناء على غالب الظن.
وبعد سنوات من الاستقامة أحسست ببعض الأمراض النفسية تنتابني في بعض الأحيان، ووساوس وأفكار وضيق بالنفس أحس وكأن أحد يشد على حلقي كلما تذكرت ذنوبي لأرتاح بصلاتي فأنا لا أرتاح بصلاتي ولا بنومي ولا حتى بقراءتي، أرجو من سماحة الشيخ أن يوجهني في هذه الكلمات؟
الجواب: هذا الحرج الجديد هذا من الشيطان، فالمشروع لك حينئذ أن تكثري من التعوذ بالله من الشيطان، وأن تذكري رحمة الله وفضله وإحسانه، فإنه جل وعلا يتوب على التائبين، وهو القائل سبحانه وتعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] ويقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] فالتوبة تجب ما قبلها والحمد لله.
واحذري وساوس الشيطان، واطمئني على ما هداك الله له من الأعمال الصالحة والتقوى والاستقامة، واحذري نزغات الشيطان، كوني منشرحة الصدر.. طيبة النفس بما هداك الله له من طاعته وتوحيده وذكره والأعمال الصالحة، وكلما عرض عليك شيء من الوساوس قولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم واتفلي عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذي بالله من الشيطان ثلاث مرات، وأبشري بالخير، أرغمي عدو الله الشيطان بالتعوذ بالله من الشيطان، وانشرحي الصدر بالثقة بالله وأنه الغفور الرحيم، وأنه الجواد الكريم وأنه يتوب على التائبين، ويقبل توبة التائبين الصادقين وأبشري بالخير.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين.
وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء؛ من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر